****____****____***
الله لقلبك ، الله لأوجاعك ، الله لروحك ، الله جارك ، الله إلى جوارك ، الله حبيبك ، الله طبيبك ، الله رفيقك الدائم ، وما سواه عدم
****____****____***
ابتعد سليم عن سارة وابتهال باستغراب حتى يتسنى له اجابه الطرف الآخر الذي لم يتوقع منه ان يهاتفه في مثل هذا الوقت، بما أنه قام بالاتصال به هذا يعني ان هناك مصيبة حلت به، قام بوضع الهاتف على اذنه ليأتيه صوت امرأة باكية:- سليم ارجوك انني بحاجتك بني.
تحدث بقلق لصوتها الباكي:- ماذا حدث يا أم خالد.
تحدثت ببكاء امرأة عجوز:- لقد تزوج عليها منذ عدة أشهر و ...لم تستطع أن تكمل بسبب انخراطها في بكاءٍ يدمي القلب
ليتحدث ببعض الغضب الذي حاول جاهدًا في اخفاءه :- إنني قادم يا أم خالد.
مسحت دموعها التي لا تتوقف لتجيبه بحرقة:- إنني أنتظرك بني لكن أسألكَ بالله بألا تتأخر.
تنهد بقوةٍ يريد إخماد النار التي تشتعل بداخله مما سمع قبل قليل ليجيبها وهو يضغط على يده بغضب :- إن شاء الله يا خالة.
اغلق الهاتف ليعيده في جيب سرواله ثم رجع الى الصالة متحدثًا على عجل:- إمي انني خارجٌ .
تساءلت بقلق وهي تنظر الى ملامح وجهه التي انقلبت فجأة:- ماذا هناك بني هل حدث امر سيء.
اجابها قبل ان يتوجه نحو الباب:- لا أعلم حقًا لأنني لم افهم الامر كامل، سوف أذهب لأرى الان .
نظرت إليه سارة بتساؤل:- هل ستتأخر سليم .
تنهد بتقطع ليتناول مفاتيح سيارته من الرف الموجود بجانب الباب:- آمل الا اتأخر.
ثم اكمل موجهًا حديثه لوالدته:- دعواتكِ إمي .
خرج صوت ابتهال داعيًا بقلب إم :- سهل الله امرك وفتح طريقك بني .
توجه سليم نحو سيارته فاتحًا الباب ليجلس خلف المقود مستغفرًا ربه حتى يستطيع ان يتحكم بعقله عندما يصل بعد قليل، وصل بعد مدة دامت خمسٍ وعشرون دقيقة بسبب ازدحام الطريق والتي كانت كفيلة بقتل الطرف الاخر من كثره الانتظار.
ترجل من سيارته ليتوجه نحو احدى البيوت والتي تغلب عليها البساطة ثم طرق الباب عدة طرقات ليتم فتحه ظاهرًا من خلفه امرأة كبيرة بالسن كثر في وجهها الحنطي التجاعيد ذات الخطوط العريضة، تهللت اساريرها بمجرد رؤيتها له لترتسم ابتسامة صغيرة لكنها حزينة على ما حل بهم.
اخذ سليم نفسًا عميقًا قبل ان يخاطبها:- هل خالد هنا.
اماءت برأسها ليتقدم صبي في الرابعة عشر من عمره بعدما استدعته العجوز وعلامات الغضب والضيق بادية على وجهه، دلف سليم عندما دعاه الصبي لدلوف ليجلس بوقار وهدوء على الاريكة البسيطة كبساطة البيت، اخذ نفسًا عميقًا قبل ان يخرج صوته:- اخبريني كيف حدث هذا.
تجمعت الدموع في عينيها مجيبة اياه والقهر يملأ قلبها على ابنتها الوحيدة الغالية: - لقد هاتفتني ريم في الامس انها تريد ان تأتي هنا و عندما حضرت بعد الظهيرة قامت بزفّ خبر زواج إبراهيم بأخرى، وعندما طالبته بالطلاق خيرها بينه وبين طفليها.
اغمض سليم عينيه ثم فتحهم بهدوء عكس ما بداخله :- وهل تزوج الاخرى بالأمس؟.
نفت فاطمة برأسها بحزن ماسحة دموعها بأناملها الخشنة قليلًا :- لا انه متزوج منذ سنتين والمصيبة الاكبر انها كانت تعلم بهذا الوضع لكنها لم تخبرني وظلت متمسكة بصمتها.
فتح سليم عينيه على مصرعها من شده الصدمة التي تلقاها ليتحدث بعد مدة بذهول تام شَل لسانه:- سنتين ولم تخبركِ الا بالأمس!.
تنهدت بوجع ناظرةً اليه :- أجل منذ سنتين ولقد أخبرتني بأشياء اخرى.
اعتدل سليم في جلسته قليلًا منتبها لما ستقول لتنظر الى خالد ابنها الذي تفهم الامر لينظر اليها بضيق ناهضًا من جلسته نحو الخارج لتلتفت الى سليم عندما خرج خالد من الصالة نحو الباب الرئيسي تاركًا اياه مفتوحًا:- انه ذو علاقات نسائية متعددة.
ابتسم بصدمة واستنكار وقد اقشعر بدنه كاملًا:- تمزحين يا أم خالد.
حركت فاطمة رأسها بابتسامة حزن:- كنتُ أتمنى أن تكون مزحة عندما اخبرتني ريم بذلك لكن مع الاسف انها حقيقة بني.
اغمض عينيه يريد ان يهدأ من روعه ليفتحهم بعد مدة:- وكيف تحملت ذلك؟، أقصد ما الذي يجبرها على البقاء حتى الان هناك.
تنهدت فاطمه بألم كبير على ابنتها الوحيدة :- انهم طفليها، ان وقع الطلاق بينهم فستصبح حضانتهم معه وخاصة ابنها الاكبر لم يبقى الكثير للسن القانوني الذي يسمح بحضانة الاب للأطفال.
خاطبها سليم بتريث :- انني مصدوم حقًا، لا استطيع التخيل كيف لها ان تكون على علم بأمر علاقاته ولم تخبركِ حتى اليوم.
امسكت فاطمة هاتفها الذي اصدر صوت إشعار برسالةٍ قادمةٍ والتي كانت من ابنتها ريم لتنظر اليه بذعر وقلق:- انها من ريم .
ثم قرأت الرسالة بصوت مهزوز يسمعه سليم :- أمي لم أعد أحتمل أريد الخلاص من هذا الوضع المؤلم.
زفر سليم بصوت مسموع ليخاطبها ببعض الضيق :- ألم تقولي لي انه رجل جيد يا أم خالد، ألم يخبرك ابي من قبل ان تتأكدي من اخلاقه ودينه، سامحكِ الله .
تنهدت فاطمة بندم :- لقد قال بني، لكن الجميع اثنى عليه ولم يتحدثوا عنه بسوء.
هز رأسه بضيق محتجًا :- لم تبحثوا جيدًا في هذا الامر لقد اعطيتموه الموافقة بسرعة على حسب ما اذكر أليس كذلك؟.
اومأت متنهدة وهي تشعر بالندم الذي يعتريها الان جراء ما فعلته مسبقًا :- أجل، لكن كانت ريم تحبه مسبقًا منذ أيام الثانوية.
تنهد زافرًا ثم سألها بتذكر :- اظن انه كان متزوجًا قبل ان يطلبها لنفسه أليس كذلك.
اومأت برأسها مؤكدة :- أجل ولديه طفلة من زوجته الاولى لكنه لا يهتم لأمرها، انه لا يهتم بالأطفال لكن لانهم من جنس الذكور قام بتخييرها بين الطلاق وبين اولادها، لكنها اخبرتني انها ليست هذه المشكلة التي تعاني منها فقط، رغم انه شخص زانٍ ومتزوج من اخرى انها متقبلة لهذا الامر لكن المشكلة انه لا يقوم بالعدل بينهم يفضل زوجته الاخرى ويتهم ريم بالتقصير التام في كل شيء.
فرك جبهته بتفكير بائس، انه عاجز كل العجز عن التفكير في هذا الامر، يريد ان يجلس بهدوء مع نفسه ليتسنى له التفكير في هذا الامر، نظر اليها يريد ان يطمئنها:- صدقيني كل مشكلة إلا ولها حل يا أم خالد، وهذا ابتلاءٌ واختبارٌ من الله لها، اتصلي بها واخبريها ان تتريث وتفكر في الامر بمنظور مصلحة اطفالها، اجعليها تستخير ربها في امرها ،
ثم أكمل بيأس:- الان صدقيني لقد شُل عقلي عن التفكير وان تحدثت في هذا الامر ربما اندم على قرار او قول اعطيكم اياه.
تنهدت فاطمة بقلة حيلة معترضة قليلًا:- لكنه شخص زانٍ بني ومن المؤكد أن الطلاق أفضل طريق بينهم، ثم إن استطاعت ان تثبت ذلك امام القاضي لأنها اخبرتني انها ستتوجه نحو محامٍ تستشيره في هذا الامر لكني لجأت اليك قبل ان تلجأ هي للمحامي لأنك تعلم بالأمر عندما كنت تأتي مع والدك رحمه الله لمساعدتنا، وبفضل الله اصبحنا بخير ثم ألم يقل الله في كتابه العزيز: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ }.
اخذ نفسًا عميقًا مجيبًا إياها بتريث:- صحيح انه شخص زانٍ لكن ربما تاب عن افعاله هذه بما انه تزوج من اخرى يقول الله جل شأنه: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}
اي يا أم خالد " التائب من الذنب كمن لا ذنب له " انظري انني اضع افتراضًا لا اجزم على توبته.
قاطعته فاطمة مؤكدة لحديثه:- لقد اخبرتني انه توقف بعدما تزوج الاخرى والتي كانت واحدة من سوابقه.
هز سليم رأسه مستغفرًا ربه ليتحدث متنهدًا:- أرأيتِ! لذلك لا اريد ان اتسرع بالقرار ، هاتفيها الان يا أم خالد وحاولي طمأنتها ريثما افكر بالأمر لأنني صدقًا لا استطيع التفكير بالأمر.
ابتسمت له شاكرة لحديثه لينهض معتدلًا من جلسته متوجهًا نحو الباب:- هيّا انني ذاهب هل تريدين شيئًا آخر.
نفت برأسها باسمة له ليربت على شعر الصبي خالد وعلامات الانزعاج ظاهرة على محياه ليبتسم له مخففًا عنه:- ما بكَ ايها البطل ما الذي يزعجك هكذا.
تحدث بضيق وحزن :- لقد سمعت حديث اختي اليوم مع والدتي واريد ان افتك بإبراهيم هذا.
ابتسم سليم له بحب وحنان:- لا تقلق ستكون امور اختك بخير، انت انتبه لدروسك و ووالدتكَ فقط اتفقنا.
اومأ له خالد بقلة حيلة:- اتفقنا اخي وانت انتبه على نفسك.
ابتعد عنه سليم قليلًا :- هيّا في امان الله اخي .
امسكت فاطمة بهاتفها تريد ان تتحدث مع ابنتها لتضع الهاتف على اذنها تستمع الى الرنين الخاص بهاتف ابنتها ريم.
««:::::::::::-:::::::::::: »»
على الجانب الاخر كانت هناك فتاةً في اواخر العقد الثاني بيضاء البشرة بشعرٍ بلون الخروب وعيون عسلية تجلس بحزن ودموعها تتسابق فيما بينها للنزول ان نظرت اليها تجزم انها في عقدها الرابع مما عاشته وشاهدته في حياتها، كانت شاردة الذهن تشاهد شريط حياتها بدءً من وقوعها بالحب الطائش للشخص الغير مناسب، لقد احبته بعقل فتاة مراهقةٍ تجرب شعور الحب لاول مره لكن بعد ذلك اكتشفت انه شخص متزوج لتصرف النظر عنه بيأس لكن ما زال هناك بصيص امل بداخلها اتجاهه، انتقلت لحياتها الجامعية وخاصه الى ذلك اليوم الذي تقدم لخطبتها لتكون اسعد فتاة خلقت على وجه الكرة الأرضية، لقد عاشت بسعادة معه في بداية زواجهم لكنها اكتشفت امر علاقاته التي كانت تصل الى بيتها وغرفتها الخاصة، رغم ذلك لم تخبر والدتها بذلك لأنها تحبه، كانت على امل انه سيتغير في يومٍ من الايام لكنه كان في ازدياد وتوسع في هذه العلاقات الغير شرعية، بعد ذلك بدأت تشعر بالنفور منه والحب يتقلص شيئًا ف شيئًا، انها تتذكر اول مرة طالبته بالطلاق عندما كانت تحمل طفلها الثاني، وخاصه انها رأت علاقاته امام ناظريها بعدما امسكته بالجرم المشهود.
اخبرها ان تحمل حقيبتها وتتوجه لبيت والدتها بشرط ان تترك ابنها، تحاملت على نفسها مذكرةً نفسها بحبه لتبقى على ذمته باختلاف الافكار، انتقلت الى قبل سنتين من الان عندما حضر الى المنزل وخلفه فتاةً في نفس عمرها ليخبرها بكل بساطة انها زوجته، بكت اجل بكت بشدةٍ لجزائها على تحمله والصبر عليها ليكافئها بهذه الزيجة ومن من؟ من احدى فتياته يا الله رحماك وعفوك وغفرانك الهي ساعدني وارحمني، تحملت وتقبلت امر زواجه كمان تحملت امر علاقاته لكن انه لا يعدل بينهم ويفضل الجديدة عليها لا تتحمل هذا، وشعر بنيران تحرق قلبها حتى ان طفليها عليّ وعمر يحبان سما زوجة والدهم وهذا ايضًا يزيد الطين بله عليها.
ماذا فعلت في حياتها مي تجازى بهذا؟ انها اطيب فتاة لم تحمل الاساءة لاي شخص انتبهت الى طفلها عليّ الذي بدأ بمسح دموعها لتبتسم له مقبلةً وجنتيه نظرت لباب الغرفة لتجد سما زوجة زوجها تقف هناك لتبتسم لها بهدوء.
نعم ان علاقة الاثنتين عاديةً جدًا ولا يوجد بينهم عداوةً، في الحقيقة كان ذلك العكس في بداية تواجد سما، لكن بعد ذلك اتفقتا الاثنتين واصبحت علاقتهم جيدة نوعًا، خاطبتها بهدوء:- ما الامر .
بادلتها سما الابتسامة برقة:- انه موعد تحضير العشاء.
اعتدلت ريم من فوق سريرها تتوجه نحو المطبخ لتسمع الى رنين هاتفها، نظرت اليه بعدما عادت اليه لتجدها والدتها اخدت نفسًا عميقًا ناظرة الى سما التي تنتظرها لتمسك بهاتفها لا تريد ان تعلمها بأمر اخبارها لوالدتها، لقد أكد إبراهيم عليهم بعد معرفة الاهالي لهذا الامر، وايضًا سما والدتها لا تعرف بأمر زواجه السابق، نظرت للهاتف الذي بين بيدها لتعيد النظر الى سما لتجد ان إبراهيم قد دلف لتوه، بدت علامات القلق ظاهرةً عليها عندما عاود هاتفها الرنين وخاصة عندما تساءل إبراهيم عن هوية المتصل، ابتلعت ريقها بتوتر هل تسرعت عندما افرغت مشاعرها لوالدتها ام ماذا هل اخطأت في ذلك؟، اغمضت عينيها بخوف عندما قام بأخذ الهاتف واجابت والدتها..
««::::::::::::::-:::::::::::::»»
في صباح اليوم التالي استيقظت ريليان التي نامت بدموعها لتقف من سريرها بخمول وبعض الصداع، نظرت لساعة الحائط امامها لتجدها الواحدة ظهرًا، اغمضت عينيها بتذكر عندما ايقظتها رلين للذهاب للمرسة لتخبرها بعدم رغبتها بذلك، هبطت للأسفل بعدما قامت بغسل وجهها لتجد والدتها تجلس وهي تأمر الخادمة ببعض الاوامر، تساءلت باستغراب :- هل لدينا وليمة اليوم؟.
ابتسمت جوليا اليها بسعادة:- واخيرًا استيقظت العروس، ألم تتجهزي بعد.
نظرت بصدمة واستغراب عن اي امر تتحدث :- اتجهز؟ لماذا؟.
ابتسمت جوليا وهي تغمز بعينها :- سوف تأتي عائلة أمبر بعد قليل لطلبكِ حسب الاصول.
تحول وجهها للون الاحمر لتتحدث بعضب عارم:- لا اريد، ما زلت صغيرةً امي .
تأففت جوليا وهي تنظر الخادمة:- هيّا اذهبي ريليان للتجهز ، لقد اخرجت لك عدة فساتين ارتدي احداها وافضل الفيروزي لأنك مناسب عليكِ ويفصل قوامكِ الممشوق.
مسحت دموعها بظاهر كفها وهي تنظر الى والدتها بحزن جليّ لتتوجه نحو السلم ،، لماذا لا يهتمون بأمرها لماذا يريدون زواجها هذا لماذا لا يحبونها ويستمعون اليها كما يستمعون الى بقية اشقائها، لقد تقدم ديفيد قبل شهر ورفض والدها متعللاً بأمر دراستها وانها ما زالت صغيرة، انهن في نفس العمر هل يريدون الخلاص منها حقًا فتحت باب غرفتها لتنتبه الى الفساتين المعلقة والتي لم تلمحهن قبل ذلك، حقا لم تنتبه اليهم من اين ظهروا او اين كانوا متواجدين، نظرت الى الفساتين لتجد هناك انواع كثيرة منها الطويل ومنها القصير وجميعهم يكشفن اكثر مما يخفين، تنهدت وهي تقلب بهم واحدًا تلو الاخر لتمسك بالفستان الفيروزي والذي يصل الى اعلى ركبتيها بفتحة دائريةٍ في الاعلى مكشوف من الخلف ابعدته عنها ناظرة بضيق اليه لتقوم بلوي فمها بتهكم، هل تريد والدتها عرض جسدها، صحيح انه ترتدي ثياب مكشوفة لكنها ليست فاضحة الى هذا الحد، نظرت الى الفستان ذو اللون الجنزاري ( الاخضر المزّرق ) لتجده طويل نوعًا ما اخرجت زفيرًا مثقلًا لتستمع الى صوت رلين التي دلفت قبل قليل، قبلتها بسعادة عارمة ناظرة الى (أليس) التي بجوارها لتتقدم منها الاخرى بسعادة كبيرة :- كيف حالكِ يا فتاة.
ابتسمت لها (أليس)معانقة اياها بقوة:- اشتقت لكِ يا ريليان، اقصد يا عروس.
ابتعدت عنها ريليان بضيق لم تظهره لها:- وانا اشتقت لك ايضًا، كيف أتيتي؟.
اجابتها رلين بفخر :- لقد هاتفتها واخبرتها بالأمس وسوف تنتقل الى مدرستنا الخاصة ايضًا.
لم تتمالك ريليان نفسها لتعانق صديقتها بسعادةٍ حقيقةٍ انها اول صديقه لهم :- فعلت خيرًا يا فتاة.
نظرت اليها أليس بتساؤل:- لماذا لم تتجهزي حتى الان لقد شاهدت سيارة أمبر قبل قليل عندما كنت اتحدث مع جولي.
عبست بضيق لتتحدث متنهدةً لا تريد ان تخبرهم انها لا تريده لانهم بكل بساطة لن يتفهموا ذلك :- حسنًا اخرجا ودعوني اتجهز إذًا.
بعد مدة كانت ريليان تجلس بجانب أمبر و والذي حضر مع والده السيد انطوان والسيدة اماندا، طوال الوقت لم يخفض نظراته المخترقة والمتفحصة لها، لقد تمت خطبتهم قبل ساعو بعدها تحدثوا في امر الزواج والذي سيتم بعد انتهاء دراستها الثانوية اي بعد سنتين من الآن، نظرت للحلقة الفضية التي تقيد اصبعها البنصر والذي شعرت انها حلقه من غضب الرب تقيدها بالكامل وليس فقط اصبعها.
وقف أمبر بسعادة مخاطبًا ووالدها السيد جرير:- هل لي يا عم ان اذهب مع ريليان لقد قمت بحجز إحدى الاماكن لأحتفل معها بهذا اليوم المميز.
اومأ له لينظر اليها بعد ذلك :- اذهبي معه عزيزتي وخذا وقتكما.
امسك أمبر بيدها مقبلًا اياها برقة وحب لتنهض بوجه محمر غضبًا ليظن الاخر والجميع انه احمرار خجل، توجها نحو الباب لتبعد يدها من يده لينظر اليها باستغراب تام:- ما بكِ ريليان.
نظرت اليه بغضب مستعر تام وقد علا صوتها :- لماذا فعلت هذا أمبر، الم تكن تريد ان تأتي بالغد لماذا غيرت رأيك.
ابتسم لها بحب ليقترب منها اكثر:- لأنني احبكِ ريليان لا اريدكِ ان تكوني لغيري.
حركت رأسها بسخرية تامة:- وكأنني اريدك أمبر، صدقني منذ آخر حركة فعلتها وانا انفر منك، لم بعد لك مكانٌ في قلبي.
تخطاها نحو سيارته السوداء ليقوم بفتح الباب لها بعدم اكتراث لحديثها:- هيّا اميرتي تفضلي بالجلوس.
نظرت اليه بضيق لتضع شعرها على كتف واحد متقدمة من السيارة لتجلس على المقعد بعصبية كبيرة، لن تفتعل مشكلةً الان مازالا امام منزلها.
توجه الاخر للجهة الاخرى ليجلس خلف مقوده متوجها نحو المكان الذي قام بالحجز فيه، نظرت ريليان الى الحانة التي توقفت امامها بنفور كبير وشعور بالغثيان اصابها لقد بدأت حقا تنفر من هذه الامكان وهي لا تعلم السبب ترجلت من مكانها بعدما فتح لها أمبر ليدلفا للداخل، نظرت حوالها بتوجس بعدما جلست على الطاولة المزينة بالورود الحمراء لتجده قد جلس ملاصقًا لها واضعًا يده على كتفها يحاوطها بتملك، ابتعدت عنه بضيق مبتسمة كي لا يلحظ اي احد ذلك:- اريد الذهاب للمرحاض قليلًا.
امسك بزجاجة العصير مومئًا لها :- حسنًا كما تريدين حبيبتي لكن لا تتأخري.
ابتسمت له قبل ان تختفي بين الحشود متوجهةً نحو المرحاض .
بعد مدة تجاوزت العشر دقائق من الانتظار ذهب أمبر اليها ليستكشف امر اطالتها ليقوم بسؤال الفتاة التي خرجت من المرحاض لتوها :- هل يمكنكِ طلب لي فتاةً من الداخل انها ترتدي فستان اخضر او ازرق بشعر بني طليق واسمها ريليان.
توجهت الفتاة للداخل لتخرج اليه متحدثة بميوعة:- انها ليست بالداخل ان كنت تحتاج شيئًا فانا بالخدمة -انهت حديثها بغمزه مقززه -
نظر بصدمة ليتركها متوجهًا للخارج باحثًا عنها، سأل الحراس لينفوا رؤيتها ليضرب الحائط بغصب كبير من فعلتها لقد هربت اذا من الباب الخلفي ، فتح هاتفه ليتصل بها وهو يتوجه نحو سيارته شاتمًا بأبشع الالفاظ
««::::::::::::::-:::::::::::::»»
كان سليم يجلس في غرفته وهو يقرأ في كتاب التفسير ليغلقه متوجهًا للخارج بعدما انتهى منه، نظر للساعة ليجدها السادسة مساءً ليخاطب نفسه :- هل كان عليك امي ان تذهب عند خالي انت وسارة اليوم انه يوم اجازتي ماذا افعل به وحدي، تذكر امر الكتيبات الدينية التي سيوزعها في المسجد بعد صلاة العشاء والتي تركها في سيارته ليتوجه نحو الباب بكسل فتح الباب ليتركه مواربًا خلفه بسبب قرب السيارة وعدم وجود احد بالمنزل.
بعد ان احضرها اغلق الباب خلفه ليشعر بوجود شخص ما بالداخل، نظر حوله باستكشاف ليشتم عطر نسائي عم ارجاء البيت، عقد بين حاجبيه مغلقًا انفه مانعًا من الرائحة التسلل اليه حتى لا تأخذ الفتاة وزرًا لان هذا العطر ليس عطر سارة شقيقته ولا عطر والدته ايضًا، حمحم بصوته ثم تحدث بصوت مرتفع متسائل :- من هنا؟؟.
اجابته ريليان ببعض الخجل الممزوج بخوف بعدما تقدمت منه:- انا ريليان اين خالتي وسارة
لف جسده موليًا اياها ظهره عندما استمع اقتراب الصوت ليجيبها بهدوء:- ليسوا هنا انهن بالخارج ولن يعودوا اليوم، ثم انكِ كيف دلفتِ الى هنا؟.
اجابته بتوتر ضاغطها على يديها :- لقد كان مفتوحًا عندما طرقته ولم اجد احدًا هنا.
تنهد بهدوء ليخاطبها بعقلانية:- يمكنكِ الذهاب يا آنسة.
كادت ان تجيبه لتستمع الى طرقات عنيفة على باب المنزل ليقع قلبها بخوف بعدما استمعت لصراخ أمبر.
توجه سليم الى الباب لتقترب منه بخوف متمسكة بطرف قميصه:- ارجوك لا تخبره انني هنا ارجوك.
عقد بين حاجبيه باستغراب :- هل تعرفين الطارق .
اجابته ببكاء محاولة عدم صدور صوت منها :- اجل لقد تمت خطبتنا قبل قليل لكنني لا اريده انه ليس بشخصٍ جيد، ارجوك لا تخبره انني هنا.
ازدادت طرقات الباب ليبتعد عنها سليم بهدوء لتختفي خلف الحائط ودموعها تسيل على وجنتيها متمسكة بقلادتها تدعو الرب ان يحفظها وينجيها.
فتح سليم الباب ليجد امامه شاب بعيون خضراء وشعرًا اشقر مائلًا للأصفر وعلامات الغضب تملئ وجه ليخاطبه بهدوء :- ما الامر .
تحدث أمبر بغضب وقد برزت عروق وجهه :- هل رأيتَ فتاةً بشعر بني وفستان قصير دلفت من هنا لقد اخبروني انها اتت الى هذه الشارع ولم يتبقى سوى هذا المنزل.
سليم بهدوء ناظرًا اليه بصمت اوقع قلب ريليان التي ما زالت تبكي وهي تتمسك بالصليب الذي يزين جيدها لتفتح عينيها على مصرعيهم عندما استمعت لرده.
««::::::::::-:::::::::::»»
أنت تقرأ
صراعٌ ولكن ( مكتملة)
General Fictionالحياةُ صراع ؛؛ صراعٌ مع الزمن، صراعٌ مع الضمير، صراعٌ مع الجاهلين، صراعٌ مع الظروف، صراعٌ مع العادات والتقاليد، صراعٌ مع العقل والقلب مع الأفكار وحتى المشاعر وأشد وأقوى صراع هو الذي تخوضه مع نفسك، فهو يحاول إسقاطك بكل ما أوتيت من قسوة وأنت تحاول ال...