الفصل (26)

429 36 544
                                    

***____****____***

" يرى الله محاولاتك في النهوض بعد كل تعثر ويسمع دعائك الخافت وينصت لرجاء قلبك، لا تتوقف مادام الله قريباً لهذا الحد "

***____****____***

نهض سليم وهو يحمل ريليان بين يديه بعد ان تأكد من نومها ليضعها على الاريكة المتواجدة في الداخل حتى يتمكن من إغلاق ثيابها جيدًا ليخفي جسدها ضاغطًا على اسنانه بقوةٍ على وشك تحطيمهم، قام بلف الحجاب على رأسها مخفيًا خصلات شعرها البنية  ليعاود حملها بين يديه مرةً اخرى ضامًا اياها نحو صدره بقوة، توجه للباب ناويًا الخروج وقبل ان يخطو اي خطوة اخرى لفت انتباهه حقيبتها السوداء المتواجدة على الطاولة، عاد مرةً اخرى ليمسكها بأصابع يده ليغمض عينيه محاولًا تمالك نفسه.

خرج من باب البناية قاصدًا سيارته المتواجدة على الضفة الاخرى ليلمح ديفيد يتحدث مع أمبر الذي كان يجلس ارضًا وبيده زجاجة ماء ووجهه ملطخًا بالدماء، اغمض عينيه ليخمد الوحش الذي استيقظ مرةً اخرى في داخله ليوقفه صوته الضعيف وهو يخاطبه باستفزاز

نظر أمبر الى سليم بعدما خرج من البناية حاملًا ريليان بين يديه ليخاطبه بعيون شبه مغلقه مجبرًا نفسه على اخراج صوته:- اتعلم كَمْ كانت جميلة يا هذا، لقد كانت رائعة وهي بين يدي.

حاول ديفيد ان يجعله يصمت وهو يضع يده على فمه ليحاول الاخر ان يواصل بخ حديثه السام:- في البداية قاوَمت لكن بعد ذلك كانَ الامر برضــــ....

لم يكمل كلامه بسبب تلقيه ضربةً قوية في وجهه جعلته يقذف الدماء من فمه لتليها ضربةً اسفل معدته اجبرته بأن يتكور ارضًا وقد بدأ يشعر بالظلام يواجهه ليغمض عينيه فاقدًا لوعيه مرةً ثانيه ويبدو انه يحتاج لوقتٍ طويل كي يتعافى.

حاول سليم تنظيم انفاسه الهائجة كثور ماروني وهو يستمع للآخر عندما بدأ يتحدث عن ريليان لكنه لم يعد يستطيع التحمل اكثر  فتخيله للأمر اشبه بالموت حتمًا، توجه نحو ضاربًا اياه بقدمه بقوةٍ كبيرة في وجنته اليسرى وهو يمسك ريليان مثبتًا اياها جيدًا فما زالت بين يديه ليركله في معدته واسفل الحزام ولم يأبه بدمائه التي قذفها، نظر الى ديفيد بغضب ليخاطبه وهو يتنفس بصوت عالٍ:- خذ هذا القذر من امامي واقسم بمن أحل القسم إن رأيته أمامي مرةً اخرى لن يكفيني موته و سأجعل المقابر تترحم عليه.

تقدم ديفيد من أمبر بتوتر لينحني نحوه مرةً اخرى في محاوله لحمله، زفر بضيق فقد قام بإفاقته من اغمائه بصعوبة ليعود الإغماء مرةً أخرى ويبدو أنه لن يستطيع.

نظر إلى سليم مخاطبًا إياه بهدوء:- يُمكنُكَ الذهاب استاذ سليم لأنني سأهاتف الإسعاف حتى تأتي لأخذه فلن أستطيع مواجهة عائلته بالأمر، ثم غير ذلك انه يحتاج للعلاج حقًا بعد ضربك لمنطقته حتى لم يعد يتبين له أيًا من ملامح وجهه

أغمض سليم عينيه ليسير نحو سيارته لينطلق بها بعد أن وضع ريليان في الخلف ولم ينسى أن يرسل رسالةً لابتهال يخبرها بقدومه.

            ««:::::::::::::-::::::::::::»»

استعدت سما  للذهاب نحو والدتها  لتتوجه نحو ابراهيم وهي تعدل من سترتها الزرقاء:- لقد انتهيتُ ابراهيم، هل انتَ جاهز.

نظر إبراهيم إليها بعيون عاشقة ليومئ لها بهدوء:- أجل إنني جاهز سمائي.

ابتسمت ابتسامة هادئة ليعتدل الأخر وهو يرجع خصلات شعرها خلف اُذنها متحدثًا بتنبيه:- لن نطيل المكوث هناك أليس كذلك.

اومأت له بهدوء ليكمل:- لن تقولي لي دعنا نبيت عندها أليس كذلك.

اومأت له متنهدة ليقبل جبينها بحبٍ ثم خاطب ريم التي كانت تحادث كيان:- ريم سوف ذهب الان وسنعود في المساء، حاولي أن تجعلي الطعام جاهز عندما نصل.

ابتسمت ريم بإستهزاء في داخلها لتخاطب كيان:- سوف يذهبون الان انتظري قليلًا وسأعود.

اعتدلت ريم متوجهة نحو الخارج لتقابل إبراهيم وهو يحمل حقيبة سما والاخرى ترتب خصلات شعرها على جبينها بهدوء.

استدارت اليها سما لتتوجه نحوها معانقة اياها بحبٍ كبير لتهمس لها بهدوء:- اهتمي بنفسكِ ريم جيدًا وسامحيني من أجل كل شيء.

قبلت وجنتها باسمة قبل أن تبتعد عنها لتخاطبها ريم بتوجس:- اهتما بأنفسكما جيدًا.

اومأت لها سما ليتوجها نحو الباب ليخرج إبراهيم اولًا، نظرت سما لساعة يدها لتجدها التاسعة وعشرون دقيقة، خاطبتها باسمة:- قبّلي لي عمر وعليّ، حسنًا.

اجابتها بابتسامة صافية:- اعتبريه قد حدث، هيّا اذهبي والحقي بإبراهيم ولا تعانديه، وقبلي أمك من أجلي.

رسمت سما ابتسامة حنونة لتتوجه نحو الباب تلحق بإبراهيم الذي خرج وسبقها، تنهدت ريم لتتوجه نحو غرفتها بعد ان نظرت للمنزل الخالي، فأرسلت الى كيان لتجيبها الاخرى بعد مدة:- هل ذهبا حقًا.

اجابتها ريم وهي تعد كوب القهوة خاصتها:- أجل لقد ذهبا

تحمست كيان وهي تخاطبها:- اووه هل تعلمين ما الذي اتخيله ريم او ما الذي اتمناه.

نفت ريم وهي تضع الماء على النار لتكمل كيان:- اتمنى ان يقوم إبراهيم برمي يمين الطلاق على سما  ويأتي راكعًا لك ويقول بهام  كبير " لقد اشتقتُ اليكِ ريمي أعتذر عن كل ما بدر مني مسبقًا وأعدكِ وعد رجال بألا أعود لعلاقاتي السابقة، لا أعلم ما الذي أصابني حين تزوجتها ولا اعلم أين كان عقلي وانا أذهب لغيركِ سامحيني يا أجمل من التقيت يا حبي الاول والأخير.

انفجرت ريم ضاحكة ولم تعد تسيطر على نفسها اكثر من ذلك لتجيب كيان بعد ان هدأت وذلك بعد عدة دقائق كانت الاخرى تتساءل عما بها:- كيان انتِ مشكلةً حقًا يا فتاة فقط انني اتخيل ذلك انفجرت ضاحكة ثم هل تعتقدين أن إبراهيم يترك سما بهذه السهولة؟ لا حبيبتي لقد أخطأتِ في تخيلك لكني اتمنى ان يتوقف عن علاقاته نهائيًا صحيح انه لم يعد اليها منذ ان تزوج سما لكن لا اعلم ربما يعود لتلك الافعال لا احد يضمنه، ثم من قال لكِ انني اريده ان يترك سما كيان انظري سوف اكون صريحةً معكِ ان تركَ ابراهيم سما فسوف يتفرغ اليّ سوف يعد انفاسي بالثانية وبالتالي لا استطيع الحديث معكِ ولا مع اي شخص لأنه ببساطة يكره ان امسكَ هاتفي امامه انها تشغله عني قليلًا وهذا يريحني نوعًا ما.

زفرت كيان بضيق واحباط فهي تتمنى ان يقوم ابراهيم بالتخلص من سما نهائيًا لتجيبها بيأس:- لا فائدة منكِ ريم، انتِ كما انتِ ضعيفة ومتشائمة ثم لما لا تهتمين بنفسكِ وتسلبي عقله غيري من نفسكِ يا فتاة.

تأففت ريم لتحمل كوب القهوة خاصتها متوجهة للخارج، جلست على الاريكة وهي تمسك كتابًا بين يديها كانت قد اخرجته في الصباح لتقرأه:- كيان انظري هذه الامور لم تعد تنفع معه صدقيني لقد جربت الف طريقة وطريقة ولكن بلا فائدة، لذلك بقيتُ على طبيعتي.

قلبت كيان عينيها للداخل لتخاطبها بقلة حيلة:- كما تريدين ريم لن اتناقش معكِ الان لكن سأترُكُكِ تفكرين بالأمر من منظور آخر، صحيح انني لا اعلم بهذه الامور وكثيرًا لكنني أسمع ممن حولي أنها تجدي نفعًا ثم انكِ تقرئين في الروايات ما الذي تفعله البطلة لاسترجاع زوجها اليس كذلك؟، تعلّمي منهم قليلًا اعلم ان الروايات كلها  كذب ولا يوجد حياةٌ وردية كاملة لكن هناكَ بعض الحقائق التي تلتَمسُها الكاتبة تكون واقعية وحقيقية في كتاباتها، حاولي ان تتعلمي منها ريم، والان اترككِ لتراجعي نفسكِ وتعيدي حساباتها من جديد.

اغلقت ريم مع كيان وهي تعيد حديث الأخرى  في عقلها لكن لم يعد ذلك يجدي نفعًا مع ابراهيم لأنها ببساطة لم تعد تعرف ما الذي يفكر به، فالذي كان يحبه في القدم لم يعد يحبه الان، قربت كوب القهوة من فمها لترتشف منه وهي تقرأ الكتاب والذي يتحدث عن الحياة.

             ««:::::::::::::-::::::::::::»»
    
اغلقت ابتهال الباب خلفها لتتوجه الاسفل لتجد سليم يضع وجهه بين كفيه يبدو انه يفكر في الامر، لقد وصل قبل عشر ساعاتٍ من الان  لتستقبله هي وسارة بخوف كبير عندما دلف حاملًا ريليان بين يديه والاخرى كالجثة الهامدة صعد نحو غرفتهم ليضعها على السرير بهدوء حتى لا تستيقظ، نظرت اليه ابتهال بقلق متسائلة:- ما بها سليم هل هي بخير.

اجابها زافرًا وكأنه أسدٌ جريح:-انها نائمة.

تهاوى جالسًا على الاريكة الموجودة على يمينه لتخاطبه باستفسار:- ما الذي حدث لها واين كانت مختفية.

بدأ سليم يتحدث بغصةٍ يسرد لها بداية من دلوفها لمنزل عائلتها حتى وصوله للمنزل الذي كان به أمبر يخبئها به لم يكمل حديثه بسبب صوت انينها الدال على استيقاظها.

بدأت بفتح عينيها ببطءٍ وانينٌ منخفض ليتحول بعد ذلك الى بكاءٍ قوي عندما بدأت تتذكر ما حدث، اعتدل في جلسته مجبرًا نفسه على  الانحناء ليضمها نحوه بهدوء حذر  لتتشبث به الاخرى بضعف كبير وكأنها غريق يبحث عن الشاطئ فهي حقًا تحتاج اليه وبشدة، تحتاج لأن تنسى ما حدث وما عاشته تحتاج قربه ابتعدت عنه لتتحدث بوجهٍ احمر تبرر له وما زالت تبكي:- اقسمُ لكَ انني لم اكن اعلم شيء ، لا اعلم كيف ذهبتُ الى هناك حتى انني لم اكـــــ

قاطعها بهدوء حاول الحفاظ عليه قدر المستطاع:- لا تتحدثي ريليان فأنا لا اريد ان استمع لشيءٍ الان اذهبي واغتسلي وانا انتظركِ هنا.

نظرت الى ملامح وجهه لتتقدم منها ابتهال التي كانت تقف بجانب السرير لتربت على كتفها بإشفاق مما حدث لها من اختها:- اهدئي ابنتي، لم يحدث شيءٌ لكل ذلك، ها انتِ بخير امامنا والحمد لله.

نظرت اليها بشك لتومئ لها برأسها باسمة:- هيّا اذهبي واغتسلي كما قال لكِ وانسي ما حدث.

مسحت دموعها بكف يدها لتتوجه نحو المرحاض بقدمين هلاميتين لكنها لم تقوى على المسي، كادت ان تتعثر ليغمض سليم عينيه معتدلًا في جلسته ليقوم بحملها متوجهًا نحو المرحاض دون النظر اليها، تعلقت به وهي تتفرس ملامح وجهه التي تدل على عدم تصديقها لتغمض عينيها بألم كبير لتنساب دموعها بصمت أكبر.

دلف المرحاض ليضعها في حوض الاستحمام بعد ان ملأه بالماء ليخرج تاركًا اياها تبكي، لا يريد ان يتحدث الان في اي شيءٍ حتى لا يتهور أو أن يفعل اي فعلٍ يندم عليه.

توجه نحو الدولاب ثم اخرج لها بعض الثياب واضعًا اياهم على السرير بذات الهدوء، نظر الى والدته ليخاطبها بثقل:- اهتمي بها جيدًا أمي، ها قد اخرجتُ ثيابها سوف اكون بالأسفل وعندما تخرج اخبروني بذلك.

سار عدة خطوات للأمام لكنه يشعر بخناجر في صدره وخزاتٌ مؤلمة، ألمٌ لا يقوى عليه حسنًا لم يعد يحتمل اكثر من ذلك خاصة عندما تخيل الامر وقبل ان يخرج استوقفته سارة باستفسار قلق:- سليم هل حدثَ بينهم شيء.

يا إلهي لم يعد يحتمل وسارة تزيد الطيب بلة يبدو انه لم يعد يسيطر على نفسه لينفجر بها صارخًا يريد ان يصدق ما سيخرج منه قبل ان تصدقه الاخرى:- اصمتِ، اصمتِ سارة اصمتِ ، لم يحدث ايُ شيءٍ بينهم لم يحدث ذلك، انه يريد ان يجعلني ابتعد عنها عندما قال انه حدث ذلك وبإرادتها ايضًا، انه يكذب انا متأكد.

صوته المرتفع والمنكسر وهو يتحدث وعروق وجهه ويده بارزين بوضوحٍ وكأنها تهدد بالانفجار يدل على غضبه الممزوج بالضعف ليخرج للخارج بسرعةٍ كبيرة مخفيًا دموعه المتألمة.

في الداخل كانت ريليان قد بدأت بالاغتسال لتضع يدها على فمها شاهقه بقوة كبيرة مما تستمعُ اليه، هل قال انه حدث شيءٌ بينها وبين أمبر لا مستحيل لا يعقل ذلك، هل كان أمبر يقصد بانتهاء ما بدأ به انه قام بالاقتراب منها، لا، لا مستحيل لا يمكن ذلك حقًا  بدأت بفرك جسدها بقوةٍ كبيرة وهي تشعر بالغثيان يراودها مجددًا فقط عند تخيلها للأمر، توقفت بصدمةٍ أكبر عندما استمعت لبقية حديثه ألهذا السبب لا يصدقها ولم ينظر اليها لتوه هل يصدق ان ما حدث برضاها، تبًا لك أمبر وتبًا لأمثالك يبدو ان الموت أفضل لها الان من أن تتخيل اقترابه منها، هي التي رفضته في ابتعادها عن الله وعندما اقتربت منه حصل عليها بكل جداره.

هزت ريليان رأسها بقوةٍ تريد ان تطرد الافكار التي تراودها وهي تشعر بجلدها وكأنه ينسلخ عنها لتتهاوى ارضًا مطلقةً صرخةً قويه لتشرع بالبكاء بعدها، طرقت ابتهال الباب على ريليان عندما استمعت الى صوت صراخها لتخاطبها بهدوء وحنان مخفيه قلقها:- حبيبتي كفاكِ بكاءً انهي اغتسالكِ واخرجي، انني انتظركِ لا تثيري قلقي عليكِ.

خاطبت سارة التي ما زالت تقف في مكانها بعد انفجار سليم بها لتتوجه ابتهال نحوها تهزه بقلق:- سارة ما بكِ انتِ الاخر .

رفعت رأسها لتنظر اليها بغصةٍ في حلقها:- لقد صرخ في وجهي أمي، لم اقصد شيء كنتُ اريد ان اطمئن على ريليان ليس إلا.

زفرت ابتهال بضيق لتجيبها بهدوء :- اعذريه سارة فما حدث ليس بهين له ولا يستطيع تحمله اي رجل حتى ليس هين لريليان هي الاخرى، لا تلوميه حبيبتي  اذهبي اليها، انها تبكي في الداخل وسأذهب لسليم لأعلم ما الذي حدث بالتحديد .

هبطت ابتهال للأسفل تبحث عن سليم بعد ان توجهت سارة لريليان الموجودة في المرحاض لتجد المنزل خالٍ فيبدو انه قد غادر المنزل، زفرت بضيق كبير وهي تدعو الله بأن تسير الامور على ما يرام لتتوجه نحو المبطخ تعد مشروبًا دافئًا لريليان.

               ««:::::::::::::-::::::::::::»»
 
دلفت جوليا غرفة رلين بغضبٍ كبير مما دفع الاخرى للارتجاف اكثر من ذي قبل لتغلق الهاتف الذي بين يبدها فقد كانت تحادث آليس، تقدمت منها متحدثة من بين اسنانها:- ما الذي فعلته رلين، هل تدركين مدى فعلتكِ الحمقاء

ابتلعت ريقها بخوف كبير لتخاطبها بتوتر:- ما الامر امي عن ماذا تتحدثين.

صفعتها جوليا على وجنتها بقوة:- والان هل علمتِ ما الذي فعلتيه.

وضعت رلين يدها على وجنتها بألم لتخاطبها بصدمة كبيرة:- هل ضربتني لتوكِ امي، هل من اجلها ضربتني!.

جزت جوليا على اسنانها بقوة وهي تجيبها:- وهل تسمين نفسكِ اختٌ رلين هل هكذا تفعلين بأختكِ ونصفكِ الثاني وشق روحكِ، هل تريدين تدميرها، هل تريدين انهاء حياتها؟.

ضربت رلين سطح المكتب بقوةٍ كبيرة:- اريدها ان تعود الي، اريدها ان تعود لرشدها وحياتها السابقة اخشى عليها من غضب الرب ولعنة اليسوع لا اريدها ان تكون من اولئك الاشخاص اريدها بجانبي فحسب اريد ان اشعر بها وبحبها وبأخوتها نحوي هل اطلب الكثير.

اغمضت جوليا عينيها بقوةٍ كبيرة لتجيبها بضيق بعدما فتحتهم:- أتعلمين ما الذي فعله أمبر، أو أتعلمين أين هو الان.

انتبهت اليها بتركيز نافية لتكمل جوليا:- إن أمبر بالمشفى بعد ان تركه سليم جثة هامدة لقد هاتفني ديفيد واخبرني بمخططكم الدنيء لاسترجاعها.

اغمضت رلين عينيها ضاغطة على يدها بقوة لتكمل جوليا:- أتظنين حقًا ان ذلك المحمدي سيترك أمبر على قيد الحياة خاصة بعد ان اخبره ان هناك شيئًا حدث بينهم.

اجابتها رلين بعدم اهتمام:- ما الذي سيفعله سوف يترك ريليان وتأتي الينا.

ضحكت جوليا بسخرية لتجيبها:- اجل صحيح سوف يتركها خاصة بعد ان نقذ امبر خطتكم حقيقة،

نظرت رلين اليها بعدم فهم لتسألها:- لم افهم، ما الذي تعنينه أمي.

تنهدت جوليا بقلة حيلة وهي تتخيل رد فعل ريليان عندما تعلم ان هذا المخطط من قبل نصفها الاخر:- تعلمين قصدي رلين وأمبر لم يلتزم بما تم تخطيته بينكم، هل استوعب عقلكِ الساذج ما الذي فعلتيه.

رمشت رلين عدة مرات بعدم تصديق لتسألها بغضب:- امي بحق اليسوع اخبريني ما الذي فعله.

زفرت جوليا بضيق منها:- رلين لا ينقصني ذكاءكِ الان، ان علم والدكِ ذلك فلن يحدث لكِ خير وادعي الرب بألا يرفع المحمدي قضية عليكِ، فهم ذواتُ دمٍ حار عند الاقترابِ من نسائهم.

ارتعدت اوصالها بخوف لتجيبها بقوة زائفة:- لا يستطيع فعل ذلك فلا يوجد شيء يثبت اشتراكي مع أمبر.

دلفت مايا بتردد بعد ان طرقت الباب لينظرا اليها خاطبت جوليا بتوتر :- أمي أبي يريدكِ أنتِ ورلين بالأسفل انه غاضبٌ كثيرًا.

ابتلعت رلين ريقها بخوف كبير، فإن علم والدها بأمر اشتراكها في الخطة وأمر كذبها عليه بالأمس سوف ينهي حياتها ولأول مرةٍ تشعر بالخوف منه، سألتها بتوجس:- ماذا يريد أبي هل أخبركِ مايا.

هزت مايا كتفيها بعدم علم لتخاطبها جوليا:- حسنًا نحو قادمتان يمكنكِ النزول حبيبتي.

وجهت ابصارها نحو رلين متحدثة بعد ان خرجت مايا:- بدل ان نذهب ونبارك لأخيكِ الزواج ننشغل بكِ وبسخافاتكِ، تلقي حتفكِ مع والدكِ لا بد انه علم لم يشأ ان يؤذيها من اجلكِ، صحيح ان جرير يريد ان يتخلص منها لكن ان يقترب منها شخصٌ منها لا اعتقد ان الفكرة تروق له ، دعينا نذهب لنرى ما الذي يريده.

ظلت واقفة في مكانها بخوف لتلتفت اليها جوليا متنهدة:- هيّا بنا رلين لا تقفي عندكِ يجب ان تتحملي نتائج افعالكِ.

            ««:::::::::::::-::::::::::::»»

صعدت للأعلى بعد ان انتهت من اعداد المشروب الساخن لتجد سارة في الخارج تقف امام الباب خاطبتها بقلق:- لماذا أنتِ هنا، ألم تخرج بعد.

نفت برأسها تجيبها:- لا لقد خرجتْ لكني تركتها تأخذ راحتها كي ترتدي ثيابها.

اومأت لها بتفهم لتفتح ريليان الباب بهدوء دون النظر اليهم لتتوجه نحو السرير دون اصدار اي صوت، تبعتها ابتهال لتجلس بجانبها تمسد على شعرها بحنان:- اعتدلي صغيرتي واشربي ما اعدته لكِ سوف يُهدّأ اعصابكِ، هيّا ابنتي.

نظرت اليها ريليان وما زالت اثار الدموع عالقة في عينيها فبعد ان تركتها ابتهال وخرجت حاولت معها سارة بأن تفتح الباب لتخبرها ان ابتهال ذهبت الى سليم بالأسفل، خاطبتها ريليان بصوتٍ باكٍ انها ستخرج بعد قليل وان تنتظرها بالخارج كي ترتدي ثيابها، اخذت نفسًا عميقًا وهي تسألها بتوجس:- اين سليم  أمي لماذا لم يأتي.

اجابتها باسمة عندما استمعت لصوتها:- حمدًا لله لقد يئست من ألا استمع لصوتكِ الجميل والذي اشتقتُ إليه.

تنهدت ريليان وهي على وشك البكاء لتخاطبها بعيون مترقرقه:- لا تغيري مجرى الحديث أمي، لا يريد ان ينظر اليّ أليس كذلك لا يريدني بحياته أخبريني أمي، اقسم أنني لم افعل ما قاله أمبر.

اكملت ببكاء بعد ان اعتدلت بضعف:- أمي هل تصدقين ما أقول اُقسم لكِ أنني لا أعلم شيئًا كل ما أتذكره هو حديثي مع رلين  غير ذلك لا أذكر أي شيء.

التفتت الى سارة تخاطبها بأمل وضياع:- سارة انتِ تصدقيني اليس كذلك هيّا قولي له انني لا افعل ذلك اخبريه ارجوك.

تقدمت منها سارة تحيط وجهها بكفيها متحدثة بحنان وةخو :- من قال لكِ انه لا يصدقكِ ريليان انتِ تتوهمين ليس الا لقد اخبرني انه لا يصدق ذلك.

نفت ريليان رأسها بقوة محررة نفسها من بين يدي سارة:- لا انه يصدق انني فعلتُ ذلك لقد كان صوته غريبًا سارة وتصرفاته تدل على انه لا يصدقني

نظرت اليها سارة لتتحدث بعبوس مصطنع:- هل تعلمين شيء ريليان.

هدأت الاخرى قليلًا لتكمل سارة لنجاح خطتها:- لأول مرةٍ في حياتي اخاف من سليم لقد بدى وكأنه اسدٌ مفترس يريد التهامي حمد الله انني ضعيفة لو كنت سمينة مثلكِ لقضى عليّ.

زفرت ريليان بضيق:- لستُ سمينة سارة بل انا اضعف منكِ.

ضحكت سارة لضيقها ثم اجابتها:- لا انا اضعف منكِ اليس كذلك أمي

اجابتها إبتهال منهية الحديث:- هذا صحيح ريليان اضعف منكِ.

عبست ساره بضيق لتخاطبها:- ظننتكِ ستقولين انا اضعف منها سامحك الله امي، لا احد ينصفني غير أخي الحبيب.

نظرت الى ريليان التي تنهدت ببكاء لتضغط على يدها بغباء، لقد حاولت ان تتجنب ذكر سليم لكنها ذكرته بكل جدارة.

تحدثت بضيق حقيقي واستنكار غير مصدقة:- لا اتخيل حقًا الذي حدث كيفَ لشقيقتكِ ان تفعل بكِ هذا لكن سامحها الله.

قطبت ريليان بين حاجبيها بتعجب وعدم فهم:- ما شأن رلين بما حدث لي لم افهم.

اجابتها ابتهال وهي ترمق سارة بنظرات موبخه:- لا شيء حبيبتي، هيا اخلدي للنوم لتريحي نفسكِ وعندما يصل سليم سوف اوقظكِ.

اعتدلت سارة في جلستها هاربة وقبل ان تبتعد استوقفتها ريليان وهي تمسكها من يدها مستفسرة:- سارة ما دخل رلين بذلك اخبريني.

ابتسمت سارة بتوتر لتجيبها بتردد:- لا دخل لها ريليان نامي وارتاحي.

زفرت بقوة لتخاطبها :- سارة اخبريني ارجوكِ والا خاصمتك

تنهد ساره لتجيبها وهي تنظر لوالدتها التي ترمقها بنفي:- كنتُ اقصد انها طلبت رؤيتكِ ولو انها لم تطلبكِ لما حدث شيء، هذا كل شيء.

نظرت اليها بعدم تصديق لتترك يدها بضيق هادئ، وضعت رأسها على الوسادة وهي تفكر في سليم تريد ان تعرف ما الذي يفكر به وتفكر فيما حدث، لكنها لا تتذكر انه حدث شيء بينها وبين أمبر اغمضت عينيها بقوةٍ لتبدأ في بكاء صامت

نظرت ابتهال الى اهتزاز جسدها لتتنهد بحزن من اجلها خاطبتهم ريليان عندما شعرت بأنظارهم المتسلطة عليها وهي ما زالت تبكي لكنها حاولت اخراج صوتها طبيعي:- اتركوني وحدي من بعد إذنكم.

اخذت ابتهال نفسًا عميقًا قبل أن تنحني مقبلة رأسها بحنان وامومة:- اعلمي أن سليم لم ولن يترككِ، صحيح انه منصدم وغير مستوعب لكنه لن يتخلى عنكِ عندما يهدأ سوف يعود، سوف نخرج الان وارجو ان تكوني قد هدأتِ.

خرجت ابتهال تتبعها سارة تاركتا ريليان التي ازدادت بكاءً تعصر ذاكرها كي تتذكر اي شيء.

               ««:::::::::::::-::::::::::::»»

خرجت أمل من غرفتها تفرك عينيها بنعاس لتجد هُمام ممددًا في صالة المنزل واضعًا يده على وجهه، تقدمت منه طابعة قبلةً على جبينه ضاغطة على يده كي لا يرفعها، ابتسمت ثم غنّت بصوتها الطفولي:- خمّن وتعرف من أنا، إن فعلتَ ذلك سوف أفعل ما تريد، هيّا يا عرّاف خمنّ من أكون.

ضحك هُمام ليجبها مفكرًا:- دعيني اعرف فأنا العرّاف هُمام ، أعرف كل شيء واعرف اي شيء امممم انتِ سليم اليس كذلك.

ضحكت أمل لتجيبه بنفي:- لقد اخطأتَ ايها العرّاف سوف اجعل الامر سهلًا عليك انا فتاةٌ جميلة.

فكر همام قليلًا ليجيبها باسمًا:- لقد عرفتكِ انتِ سارة أليس ذلك.

رفعت أمل يديها عن عينيه بضيق مصطنع:- لا لستُ سارة عمي لقد احزنتني.

كتم ابتسامته ليعتدل جالسًا:- اوووه أميرتي حزينة، دعيني انظر كيف اصالحها هل احضر لكِ الضفدع ام احـــ..

قاطعته وعلامات وجهها منكمشة:- ضفدع عمي الم تجد اي شيء سوى الضفدع.

عانقها ضاحكًا ليقبل وجنتيها بقوة:- لا لقد علمت كيف اصالحكِ.

ابتعدت عنه بحماس:- ارني كيف.

همس لها بهدوء:- سوف اخبركِ بسر صغير لكنه كبير.

عقدت بين حاجبيها بتعجب:- كيف صغير لكنه كبير.

لم يجيبها ليكمل بهدوء وترقب لمعالم وجهها:- سوف نتزوج انا وسارة الشهر المقبل وستأتي للعيش معنا للأبد وسأبدل الشقة بمنزل آخر مستقلٌ بنا، ما رأيكِ بهذا السر.

ظل ينتظر ردة فعلها لبعض الوقت لتفاجئه صارخة بسعادة وهي تعانقه مما ادى الى رجوعه للخلف بسبب اندفاعها:- أحُبكَ، أحُبكَ، أحُبكَ، أحُبكَ عمي انت اجمل عم في العالم.

ابتعدت عنه تصفق بيديها فرحة:- سوف تكون معي للابد ونلعب الالعاب ونفعل كل شيء معًا انا متحمسة للغاية عمي، اخبرني كم يوم يعني الشهر.

ضحك لردة فعلها وهو يجيبها:- واحد وثلاثون يومًا.

زمت فمها بتفكير لتسأله ببراءة:- هل ان طلبت من الله ان يمر الشهر بسرعة سيمضى الشهر وتأتي سارة.

تنهد بهدوء يخاطبها:- تعالي أمل هنا.

توجهت اليه لتجلس على قدمه:- سوف نقوم بعد الايام يومًا بعد يوم وخلال الشهر سوف نقرأ كل يوم جزء كاملًا من القرآن وعندما ننتهي يبقى يومًا واحد سوف البّي اي طلبٍ تريدينه هل اتفقنا.

اومأت برأسها والابتسامة تشق حلقها ليخاطبها بلطف:- هيّا اذهبي واغلسي وجهكِ لتتناولي فطوركِ لقد اعددته قبل قليل.

توجهت أمل نحو المرحاض ليتنهد همام متذكرًا اقتراح ابتهال وكم كان يريد احتضانها وتقبيل يدها بقوة عندما اقترحته لكن ما منعه وجود سليم، صحيح انه حلٌ لمشكلتهم وبه بعض الشروط لكن ما يهم هو وجودها معه وبجانبه.

تذكر ملامح وجهها عندما كانت هنا في منزله وهم  يتناقشون في حلٍ لتلقي ابتهال باقتراحها الذي يتضمن زواجهم الشهر المقبل كي يضمن وصاية أمل إن تعرضت لهم والدته نورا بذلك فلا توجد أي محكمةٌ تقبل بوصاية شاب أعز لطفلةٍ صغيرة، ابتسم بهيام لكن ملامحه عادت للعبوس وهو يتذكر شروط سليم الخانقة، لماذا يفعل ذلك حقًا، ها هو متزوج من زوجته وهي بنفس عمر سارة ونفس الفرع في المدرسة حسنًا لقد برر سليم انه نسي في اي صف ريليان ولو علم ذلك لاكتفى بعقد القران فقط، لكن هل يستطيع ان يمنع نفسه من الاقتراب منها لمدة عام كامل هذا انتحارٌ بالنسبة اليه، ضحك بقوة ليتحدث بصوتٍ مسموع وهو يقلد سليم:- حسنًا همام سوف أوافق على اقتراح أمي فقط لتضمن وصاية أمل لكن سيكون هناك شروط لذلك اولًا ممنوع الاقتراب منها حتى تنتهي السنة الدراسية هذه إي أنك ستعتبرها ما زالت عندي، ثانيًا لا اريدها ان تتراجع عن مستواها الدراسي وإن لاحظت ذلك سوف اخذها لتكمل السنة في منزلي، ثالثًا سوف تضمن عدم تعرض والديّكَ لها.

اخفض همام رأسه للأسفل ضاحكًا بعد ان انتهى من تقليده:- سامحكَ الله سليم وتقول ان هناك شروط اخرى وستخبرني اياها فيما بعد، ما الذي تركته ولم تخبرني به هل ان تعيش بيننا.

اعتدل واقفًا ليتوجه نحو المطبخ زافرًا بضيق يخرج الحليب كي تشربه أمل بجانب الافطار.

             ««:::::::::::::-::::::::::::»»

عاد سليم في المساء ليدلف منزله بقوى منهارة تمامًا، لقد امضى يومه في المسجد ولم يخرج الا بعد ان ادى صلاة العشاء كان يصلي ويدعو الله بأن يكون أمبر كاذب ولم يقترب منها  بالفعل ولم تفعل ذلك على رضًا منها، جلس على الاريكة ناظرًا للأمام بشرود كبير ليمسح دموعه التي لم تجف بعد، وضع وجهه بين كفيه يريد ان ينسى ما حدث وان ينفي ما تسرب اليه، صحيح ان خطتهم كانت ان يخدعوه ولربما أمبر اراد قول ذلك لإغضابه، لكن تخيله للفكرة تحرقه في الصميم، خرجت ابتهال من غرفة ريليان بعد ان تأكدت انها ما زالت نائمة لتضع يدها على كتفه بهدوء:- بني.

مسح وجهه بكفيه لينظر اليها بعيون دامعة:- هل هي مستيقظة أمي.

نفت وهي تتنهد لتجيبه:- لا انها نائمة منذ مدةٍ كبيرة حتى انها لم تؤدي صلواتها، سليم اخبرني بما حدث كاملًا بني.

اغمض عينيه آخذًا قدرًا كبيرًا من الهواء ليقص عليها بالتفصيل لتسأله باستنكار:- وهل تصدق انه اقترب منها حقًا سليم، او هل تفكر بأن ريليان قبلت بذلك وبمزاجها، تكون قد اخطأت بني وتكون لا تعرف ريليان حقًا.

زفر بتشويش متحدثًا:- لا اصدقه أمي واعلم انه يقول ذلك ليثير غضبي كي انفصل عنها، لكن حديثه مع تخيلاتي لا تبرح عقلي انها لا تريد ان تعتقني من التفكير في هذا.

ليكمل بغصة وحرقة:- وخاصه عندما كانت بثيابها الداخلة حقًا سوف اجن لا استطيع أمي ارجوكِ اخرجي تلك التخيلات من عقلي، اخشى ان تحدثتُ معها الان اتهور بفعل اندم عليه.

تنهدت ابتهال لحالهم لتربت على كتفه بمواساة واطمئنان:- لا تكن انتَ وما حدث عليها، اذهب واحتويها سليم بما انك لا تصدق ما قيل لك، هي من تحدت وواجهت عائلتها لتُسلِم فقط من حبها لك هل تظنها ستفعل ذلك بك، اذهب بني وها انا انتظركم هنا سوف اتدخل فقط شعرت بتهورك حسنًا.

سألها بتردد بعدما زفر بثقل:- هل اخبرها بأمر اختها وتخططها ام ليس الان .

دارت بعينيها مفكرة لتجيبه:- لا اعلم لكن افضّل ان تخبرها اليوم كي تكون مواجهة فاصلة ولا تتأزم لأكثر من يوم.

اومأ لها ليرفع عينيه للأعلى ليعتدل وهو يجبر نفسه على الصعود، وقف امام باب الغرفة ليقوم بفتحها بهدوء، قابله الظلام والسكون الذي يعم المكان، مد يده نحو الضوء الذي انتشر في انحاءها منيرًا اياها، تقدم نحوها بخطى بطيئة حتى وصل بجانبها بانكسار، جلس ناظرًا اليها ليخاطبها بعد مدةٍ بهدوء:- افتحي عينيكِ ريليان اعلم انكِ مستيقظة.

فتحت عينيها لتنظر اليه بحزن:- لماذا جئت، اكمل يومكَ بالخارج  هيّا اذهب.

ضغط على يديه ليجيبها بهدوء كي لا يثور بوجهها:- ماذا تعنين بأن أكمل يومي بالخارج، كل ما في الامر أنني أردت أن احصل على بعض الخلوة كي استطيع أن أفكر فيما حدث ريليان.

اعتدلت في جلستها بغضب وألم كبير:- اذًا لا تصدقني سليم اليس كذلك لقد صدقت ما قاله أمبر.

نفى برأسه ليجيبها بهدوء رغم غضبه من ذكرها لاسم:- لا لم أصدقه ريليان، لكن الامر كان كبيرًا علي ولا أستطيع تحمله وخاصة وانا أتخيل ما قاله واتخيل رؤيته لكِ بتلك الثياب أتفهمي ذلك.

ضحكت بقوة من تناقض حديثه لتخاطبه وقد بدأت دموعها تنهمر:- اُنظر لما يخرج منك سليم، انتَ لا تصدقني لكني اقسم لك انني لم افعل ذلك كل ما اذكره هو حديثي مع رلين فقط ثم بعد ذلك ابصرت أمبر بجانبي.

اعتدل سليم واقفًا عند ذكرها لأمبر مرةً اخرى:- لا تستحضري اسمه ريليان، انني متماسك لأقصى درجةٌ فلا توقظي ما بداخلي.

اعتدلت هي الاخرى بسرعة مما سبب لها الدوار لتحاول ان تتماسك وهي تقترب منه متحدثة بغضب:- اتعلم ان جُل همي هو تفكيركَ، انني كنتُ راغبة بذلـــ..

لم تكمل حدثيها لتتوجه نحو المرحاض بسرعةٍ تفرغ ما في جوفها، لحق بها سليم بخوف ليجدها تجلس ارضًا وهي تغمض عينيها وما زالت تتقيأ، اقترب منها محاوطًا قدها بعد ان انحنى بجانبها لتعود لتتقيأ مرةً اخرى مما جعله يمسد على ظهرها مبعدًا خصلاتها للخلف، حاولت ان تعتدل ليساعدها سليم في ذلك متوجهًا نحو صنبور المياه يغسل وجهها، خاطبته بضيق واهن:- ابتعد لستُ طفلة لتساعدني .

ابتسم بهدوء رغم تعبها الظاهر الا انها سليطة اللسان، لم يهتم بما تقول ليبعد شعرها حتى يتسنى له غسل وجهها، اراحت ريليان رأسها على صدره بضعف واستسلام ناظرة الى عينيه البنية بحزن كبير تاركة اياه يقوم بعمله فلن تعانده لأنها لا تسطيع ذلك، ازاحت يده لتنحني تريد ان تتقيأ مرةً اخرى لكن معدتها خالية منذ مساء الامس ليخاطبها بضيق:- لا يوجد شيء بمعدتك كفاكِ ريليان لا يوجد شيء لتفرغيه.

اغمضت عينيها تحاول استجماع قوتها لتبتعد عنه متوجهة نحو الخارج ليلحق بها متحدثًا بضيق:- يا لكِ من عنيدة تعالي ريليان انتِ متعبة.

لم تجيبه ليوقفها متذكرًا:- انتظري لم تقومي بأداء فرائضكِ، تعالي لتتوضئي.

نظرت اليه بنظراتٍ لم يفسر معناها لتجيبه بتهكم:- ماذا افعل.

تقدم منها بهدوء وقد فهم نظراتها ليغير مجرى الحديث كي لا تتهور بحدثٍ تندم عليه:- أتعلمين من قام بالتخطيط مع أمبر؟.

نظرت اليه بانتباه ليكمل:- انها شقيقتكِ.

انفجرت ضاحكة لتتوقف عن ذلك بعد مدة ماسحة دموعها بسبب الضحك:- جزاكَ الله خيرًا سليم لقد اضحكتني، رلين خططت مع أمبر ولماذا تفعل شيئًا كهذا.

تنهد بهدوء وقلة حيلة مجيبًا اياها وقد اقترب منها:- اجل هي من فعلت ذلك، اما لماذا فهي تظن انني سأترككِ وستذهبين اليهم بعد ذلك.

نفت برأسها لا تريد ان تصدقه ليكمل بقوة:-  لقد اخبرتني السيدة ماريّا واظنها خادمتكم ووضح ديفيد لي ذلك فعندما تأخرتُ هاتفتكِ فوجدت هاتفكِ في السيارة على المقعد الذي بجانبي لاضطر ان اذهب للمنزل، اخبرتني احداهنَّ انكِ غادرتِ في البداية بعد ان شعرتِ بالتعب والارهاق، ثم واجهت والدكِ بذلك وصعدتُ لغرفتكِ مع اخيكِ ألكسندر ووالدتكِ فغادرت عندما لم أجدكِ، وقبل ارحل بسيارتي اوقفتني واخبرتني ان أمبر كان موجود اقصد الخادمة.

نظراتها نحوه أصبحت تتقلب وتتحول شيئًا فشيئًا  وهي تستمع اليه بعدم تصديق وما زال الاخر يكمل ما قامت به رلين بتخطيطها مع أمبر، وضعت يدها على اذنيها لا تريد ان تستمع اليه اكثر من ذلك ليتوقف سليم عن الحديث بعدما انتهى سرد كل شيء، تهاوت ارضًا وهي تبكي بقوة لترفع  انظارها اليه وقد انقلبت عن ذي قبل:- انت تكذب أليس كذلك رلين من المستحيل ان تفعل ذلك بي ابدًا انني نصفها الثاني وتوأم روحها لو كانت تنوي اي شر لعلمت ذلك من عيونها بالامس لكنني لم اشاهد الغدر بها. 

اعتدلت تقف على قدميها تفصل المسافة بينهم  وما زالت تنظر اليه لتتحدث بجنون:- أجل، أجل أنت تكذب عليّ تريد ان تلصقها برلين كي تتخلص مني اليس كذلك.

جعلت يديها على هيئة قبضة لتبدأ بضربه على صدره بقوة وعدم تصديق:- قُل ذلك منذ البداية انت لا تريدني وتزوجتني من اجل ان تحميني وذلك وفقًا لطلب أمي ابتهال أليس كذلك.

بدأت ضرباتها تضعف شيئًا فشيئًا لتخاطبه بضياع بعد ان فكرت جيدًا انه من الممكن ان يكون ذلك صحيح فكيف وصل امبر اليها ولماذا طلبتها في الليل بالتحديد ربطت ذلك بحديث سارة ايضًا :- ألم تقل  لي ذات يومٍ ان من كان معه الله فلن يصيبه شيء اذًا لماذا يحدث لي ذلك لماذا لم يقف معي حينها لماذا لم يحميني منه لماذا  لــ...

امسك يديها بهدوءٍ ليقاطعها متنهدًا بلطف:- لان هذا ربما ابتلاء واختبار من الله لكلينا ريليان وعلينا ان نصبر على اجتيازه بالصبر والتقرب اليه.

سحبت يديها من بين كفيه لتخاطبه وكأنها شخصًا اخر:- عن اي اختبار تتحدث هل ان يقترب مني شخص ويفعل فعلته هذا هو اختبار! هل ما فعلته رلين يعتبر اختبار ايضًا؟ لماذا أنا من دون الجميع يحدث لي ذلك لماذا لم يقف معي اين هو الله اذًا لماذا لم يساعدني عندما كنت احتاجه هيّا اخبرن  الم أسلم به لقد آمنت بوجوده لماذا لم يساعدني.

تقدم سليم منها ليمسكها من كتفيها  متحدثًا بغضب مكتوم:- عودي لرشدكِ ريليان ما الذي تتفوهين به استغفري الله واذهبي لتتوضئي كي نصلي معًا.

ابتعدت عنه بنفور لتتحدث بعقل آخر :- لا اريد ذلك  وهل اقول لك شيئًا آخر طلقني.

نظر اليها بغضب كبير يبدو انها لن تعود لرشدها البتة اقترب منها ليرفع  يده للأعلى مما جعلها تغمض عينيها بقوة وهي تشاهده يريد ضربها واضعة يديها على وجهها تخبأه لا اراديًا ليهوى بها مما جعلها تنصدم بقوة كبيرة فلم تكن تتوقع ان يفعل ذلك.
       
               ««:::::::::::::-::::::::::::»»

استعد ابراهيم للرحيل لتنظر اليه سما بتوسل هامسة:- ارجوكَ إبراهيم دعنا نبقى اليوم الم تشاهد والدتي.

زفر بقوة كبيرة وهو يتذكر اغماء والدتها ثم اعتدل في جلسته لتنظر اليه سلوى والدة سما بضعف:- هل ستغادرون الآن بني.

اومأ لها بتأكيد لتخاطبه بوهن:- ابقيا بجانبي اليوم.

نظر اليها متأففًا:- اعذرني سيدة سلوى فلا استطيع ان البّي طلبكِ هذا.

خاطبه ساهر اخ سما الاكبر:- ما بكَ إبراهيم ابقيا اليوم وغادرا في الصباح ماذا سيحدث في ذلك.

زفر بضيق كبير لينظر الى سما المتوسلة لتنهض الاخرى  دون اي حرف فقد علمت عقابها الذي ينتظرها ان اصرت على البقاء.

غادرا المنزل لتخاطبه بضيق كبير وحزن دفين:- هل يجوز ذلك إبراهيم، لو أننا بقينا اليوم فقط عندها، ألم تشاهدها كيف كانت متعبة ألم تفقد وعيها امامك انت ظالم وقاسي.

نظر اليها ليقوم بصفع وجنتيها الاثنتين بقوة فقد استفزته بكلامها.

نظرت اليه بغضب كبير لتوزع أنظارها بينه وبين مدخل البناية ثم اقتربت منه لتقوم بدفعه بقوةٍ كبيرة لتتوجه نحو باب البناية هاربة ف ها هي فرصة التخلص منه جاءتها على طبقٍ من ذهب.

كادت ان تغلق الباب ليضع ابراهيم قدمه مانعًا اياها من ذلك، ابتلعت ريقها بخوفٍ كبير ليمسكها من خصلات شعرها بقوةٍ كبيرة وهو يتحدث من بين اسنانه:- هل تعلمين ما الذي فعلتِه.

حاولت الابتعاد عنه لتجيبه:- لا اريدك، لا اريدك اتركني ايها الغبي.

نظر اليها وقد بدأت الشياطين تتراقص امامه ليبدأ بضربها بقوةٍ كبيرة

بدأت بالصراخ والاستغاثة بأشقائها مما جعل الجيران يخرجون وهم ينظرون ما الذي يجري، هبطت سلوى  وساهر و سراج ليجدوا سما ممددة ارضًا وابراهيم يهيل اليها الضربات ليحاول ساهر ابعاده عنها.

نظر اليها ابراهيم بكره كبير ليتحدث وهو يبعد ساهر عنه:- انتِ طالق.

              ««:::::::::::::-::::::::::::»»

* طلب صغيييييير  مكن تتابعوا هاي الكاتبة رواياها حلوة ورائعة واسلوب سردها خرافي بحب اقرألها  وبكون منونه لالكو  كتيييير 😍🥺
   
  basma_Elgmmal       👈👈👈

صراعٌ ولكن ( مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن