الفصل(32)

405 35 197
                                    

***____****____***

اللهم خفف عنا ثقل هذه الأيام وارزقنا قوة الصبر واشرح صدورنا وأرح قلوبنا ، اللهم يا صانع المعجزات و يارب المستحيلات أرنا الفرح في كل ما نريد ، يا رب انت اعلم ما في قلوبنا فيسره لنا ، ربي ارزقنا بما لا نعرف كيف نطلبه منك فأنت اعلم بما تحتاجه انفسنا .

***____****____***

ابتسمت ريم بسعادةٍ كبيرة لتخاطب كيان وهي تشاهد إبراهيم قد أغلق الباب خلفه:- حبيبتي كيان كيفَ حالكِ.

أجابتها كيان بهدوءٍ وهي تغلق كتابها الجامعي:- الحمدُ لله ، كيفَ حالكِ أنت .

اغلقت ريم حقيبتها وهي تجيبها بابتسامة:-إنني بأفضلِ حالٍ والحمدُ لله، كيان  سوف اُسافرُ بعد قليل عند اُمي.

تحدثت كيان بتعجب:- هل قررتِ حقًا السفر! هل ستتركين زوجكِ بمفرده؟ يا فتاة، سوفَ يزُوغ هُنا وهناك.

تحدثت ريم بهدوء ناظرة الى امتعتها التي سوف تأخذهم معها:- وهذا ما يفعله وأنا معهُ كيان، ولو أنّ وضعَ البلادِ بهِ بعض الازمات لخرجَ منذُ زمن.

زمت كيان شفتيها بضيق:- يمكنكِ أن تمنعيهِ من الزوغانِ ريم.

تنهدت ريم قبل ان تجيبها بمشاعر عادية:- من المحتملِ أن تعود سما.

جزت كيان على أسنانها بقوة وهي تخاطبها بضيق:-  ولماذا تعود صاحبةُ الشؤم هذه، قال ماذا "لا اريد ان اعود ريم حاولي ان تكسبيه" فتاةٌ كاذبة اللهُم اغفري لي ولها لقد أصابتني بالعصبية.

أجابتها ريم بتوضيح بينما اغلقت باب غرفتها:- لقد هاتفتهُ والدتها قبل قليل وقالت له سوف اُصلحُ بينكم واُراضيكَ بما تطلب

ابتسمت كيان بإستهزاءٍ وهي تخاطبها:- ألا تمّلُ هذه المرأة؟ ثم من ماذا هي مخلوقه وبماذا تريد مراضاته.

أحنت ريم زوايا فمها لتجيبها بحيرةٍ:- صدقيني لا أعلمُ كيان.

زفرت كيان بضيق كبير:- حقًا انها لغيبة، وتلكَ الاخرى لقد جاء الشيءُ على مزاجها، سامحكِ الله ريم لقد ضايقتني بخبركِ هذا.

اسرعت ريم بالحديث:- لا تهتمي كيان لستُ منزعجةً من عودتها صدقيني، ثم إنَّ والدتها تريدُ مصلحةِ ابنتها كأي ام.

أجابتها كيان بعصبية طفيفة:- لأنكِ ثلاجةٌ باردة وبليدة، إن كنتِ لا تهتمين فأنا اهتم، ثم عن أيِّ مصلحةٍ تتحدثين.

أجابتها ريم بتنهيدةٍ هادئة:- إن إبراهيم بالنسبة إليهم كنزٌ ووجدوه، ثم من الأفضل ان تعود إليه أفضل من أن يبتليها بمصيبة كبيرة طالما هي بعيدةً عنه.

أجابتها كيان بسخرية واستهزاء:- كنز وإبرهيم  صدقيني لا ينفع، إنهم  كلمتان متناقضتان أم أنكِ تقصدين عَنزٌ يرعى في الحقول، ثم عن ايِّ مصيبةٍ تتحدثين؟.

زفرت ريم من تفكير إبراهيم  ناظره لطفليها اللذان فتحا الباب لتجيبها :- إنه يغلي من التفكير يريدُ أن يلبسها أيُّ كارثة وانتهى الأمر، أتعلمين في ماذا كان يفكر اليوم فجرًا

اجابتها كيان بنفيٍ لتكمل ريم:- بعيدًا عن فكرةٌ ادخالها السجن يريدُ أن يستأجر فتاةً لتشوية وجهها.

فتحت كيان عينيها بصدمة كبيرة:- اُووه ويحكِ!  ليس لهذا الحد ريم، حذريها إذًا صحيح أنني لا اطيقها لكن لا اُريد لها الأذية أم أنكِ اخبرتها!.

أجابتها نافية بينما تتفقد الشقة:- لا انتِ هي من احدثُ معها فقط وفي الأمس تحدثت مع سنابل قليلًا، ف بصراحة لا أعلم المشكلة هاتف سما ليس معها كما تعلمين إنه مع إبراهيم.

فكرت كيان قليلًا ثم خاطبتها:- أتعلمين ريم هذا البُرهم إبليسٌ بنفسه يقفُ ويُجلِسه مكانه مصفقًا له وينظرُ لأبنائه مخاطبًا تعلموا منه الابلسة، اُقسم أنه خطير لا تعلمين كيف وبماذا يفكر، أتعلمين عندما تحدثتُ مع سنابل عنه قالت لي أن معه انفصامٌ في الشخصية مثلي وايدت ان إبليس يتبرأُ منه ومن أفعاله، اسمعي سوف تعطيكِ بعض النصائح القيمة خذيها وأرجو ان تستمعي إليها وتتعلمي منها.

تنهدت ريم بهدوء:- أجل أخبرتني بذلك لكن صدقيني لا أعلم نيته بعد، يبدو انه يفعل ذلك لإعادتها انا أعلم ذلك.

اخذت كيان نفسًا عميقًا ثم زفرته قبل ان تخاطبها:- اخرجيه من عقله هذا التفكير وعندما تصلين لدى والدتكِ اخبريني بذلك ريم اتفقنا، بالمناسبة كل عامٍ وانتِ الى الله اقرب رمضانٌ مبارك.

عقدت ريم حاجبيها بتعجب:- هل ثبتَ الشهر بالغد!.

رفعت كيان كتفيها لأعلى وهي تجيبها بعد أن أخفضتهم:- سواءٌ الغد أم بعده لا يهم أردتُ معايدتكِ مع أنهم أعلنوه بالغد لدينا.

أجابتها ريم باسمة بمحبة:- علينا وعليكِ كياني، وليس بالغد إنه بعد الغد وكلُ عامٍ وانتِ بخير، سوف اُهاتفكِ عندما أصل اتفقنا.

ابتسمت كيان بهدوء ورقة:- اتفقنا، اوصلي سلامي لوالدتكِ واعتني بنفسكِ وبخاطبي و أخيه، في أمان الله.

خاطبتها ريم بحب حقيقي:- كيان، شكرًا لوجودكِ في حياتي أنتِ وسنابل وأخبريها أنني سأسافر الآن وأنني بخير  فليس معي متسعٌ من الوقت لمهاتفتها إنَّ السيارة تنتظريني بالأسفل في أمان الله.

اغلقت ريم الهاتف مع كيان لتحمل حقيبتها مخاطبة طفليها:- هيّا حبيبيّ لنذهب.

تحدث عليّ بتثاؤب واضعًا يده على فمه:- اُمي إنّ الوقت مبكر وما زلتُ نعسًا اُريد العودةَ النوم.

بعثرت ريم شعره بلطف:- سوف أسبقُكَ للأسفل وإن لم تصل قبلي سوف أحرمكَ من الحلوى.

أسرع عليّ بالخروج للخارج هابطًا درجات السلم لتغلق ريم الباب بعد أن خرج عمر.

               ««::::::::::::-::::::::::::»»

فتح سليم باب المنزل ليرحب بالزائر باحترام يخالطه بعض التوجس والصدمة، توقفت ريليان في مكانها وقد تصلبت كُليًا عندما استمعت للصوت الذي تعرفه عن ظهرِ قلب، صوتٌ اشتاقت إليه جدًا قادتها قدميها الضعيفتين لتقف أمام الباب تنظر لصاحبِ الصوت الذي حضر، رمشت بعدم تصديق لتضع يديها الاثنتين على فمها تكتم شهقتها من المفاجأة الغير متوقعة هذه، حاولت التقدم أكثر لكن واللعنة قدميها لم تعد تحملانها البته تهاوت أرضًا ليسرع سليم بمساندتها وقد حاوط قدمها خوفًا من سقوطها،

نظرت اليه تريد ان تتأكد مما رأت ليومئ لها باسمًا، تقدمت جوليا منها بعيونٍ دامعة ومشتاقة لتبتعد ريليان عن سليم ترتمي بين أحضانها دافنة رأسها في صدرها تستنشق رائحتها المميزة، ثواني وقد انفجرت باكية ولم تعد تسيطر على نفسها لتتحدث من بين دموعها:- آه اُمي لقد اشتقتُ اليكِ اقسم لكِ، لا تعلمين كم افتقدكِ وافتقد حضنكِ هذا، أرجوكِ لا تحرميني منكِ مرةً ثانية اُرجوك.

ربتت جوليا على رأسها بحنان تجيبها من بين دموعها:- لن افعل حبيبتي ها أنا أمامكِ وسأكون جانبكِ دومًا صغيرتي.

عانقتها ريليان بقوةٍ أكبر تعوص فقدانها لتلك الايام التي حرمت منها، بعد فترة ابتعدت عنها تنظر اليها مما جعل جوليا تمسح دموعها العالقة بأناملها بحنان اخذت ريليان نفسًا عميقًا ممسكةً بيدي جوليا الموضوعتين على وجنتيها تطبع قبلًا على جبينها بحب، نظرت نحو ابتهال التي وقفت أمامها باسمة لتخاطبها بسعادة:- لقد جاءت اُمي لقد سامحتني اُمي

مدت ابتهال يديها نحو جوليا مما جعل الاخرى تبادلها بترددٍ كبير وذلك بعد ان شاهدت السعادة مرسومة على وجه ريليان

بعد مضي بعض الوقت كانت تجلس أمام سليم وبجانبها كوبٌ من العصير الطازج وبعض الكعكِ الذين وضعتهما ابتهال لها، زفرت بهدوء وقد خرج صوتها مثقل:- إنني اُمٌ لستةٌ أطفال، طوال حياتهم لم يكسرُ أيُّ أحدٍ منهم كلمةً لنا لم يخرج عن طوعنا ولا لمرةً واحدة ثم فجأة بدون مقدمات حدثَ إنهيارٌ كبير في اُسرتي كيف ولماذا كان كله عندكَ أنت،

نظر اليه بلوم حقيقي بعدما نظر اليها سليم بتعجب غير مستوعب لكلماتها:- اجل أنتَ السبب في ذلك سليم، لا تستغرب لو أن ابنتي لم تُحبكَ لمَا حدث هذا التزعزع في اُسرتي كنا قد أنشأناهُم على تعاليمِ الدين المسيح وترسيخيه جيدًا لكنها منذ الصغر تعلقت بديانتكم،

تنهدت بثقل وهي ترى تعجبه المصحوب بابتسامة لتكمل:- أجل كانت ريليان منذ صغرها  تستهوي الاستماع إلى شعائر دينكم وخاصة الآذان كانت تركُض ركضًا للاستماع إليه خاصةً عندما تكون تبكي لقد عاقبها جرير ولكن يبدو أنّ ذلكَ جاء بنتيجةٍ عكسية، لن أتحدث كثيرًا ف الأمر قد انتهى وأصبحت  تحملُ جنينًا بداخلها وأتمنى من الربّ أن يحفظها هي وطفلها وأن تضعه بصحة وسلامة.

تساءل سليم الذي كان يستمع اليها منذ أول حديثها لقد طلبت منه أن تجلس بمفردها معه دون وجود ريليان وذلك بعد ان جلستا ترويا شوق بعضهم تنعم كل واحدة برائحة الاخرى:- هل السيد جرير يعلم بمجيئكِ سيدتي.

نفت برأسها  تحيبه بهدوء:- لا يعلم  ثم إنه فاتحني قبل عدة أيام في هذا الموضوع، انه يتألم من ذهابها وابتعادها عنا ونادمٌ لما فعله بها في الماضي لكن الامر فوق طاقته كيف لراهبٍ أن يحدُث معه هكذا، أتعلم  أمرًا؟.

أكلمت عندما رأت الفضول في عينيه:- لقد كنتُ أعلم أنها تُمارس شعائِركم الدينية لقد شاهدتها ترتدي الغطاء وتدلف لمسجدكم لا تستغرب فأنا أعلمُ بعض مسمياتكم وطقوسكم كي نكون على دراية بدين غيرنا ونبتعد عنه، ايضًا كنتُ أعلم أنها تكنُ لكَ الحب أقصد لشخصٍ من طائفتكم صحيح لا أعلم من الشخص لكن علاماتُ الحبِ والعشق الظاهرة في عينيها كانت تكشف أمرها والتي لم  تكن تظهرها لأمبر خاطبها.

تنهدت بقوة وقد بدى عليها الارهاق:- انا اُمٌ وأعلم بماذا تشعر ابنتي، رغم ذلك كله عندما علِمتُ أنها أعلنت انضمامها وولائها لدينكم صدمت بقوة فكيف لها أن تخوننا واعلم وكن متأكدًا ان السبب الاكبر هو انتَ وحبها لك.

لا يعلم كيف اخرج سليم كلماته المتثاقلة لكنه اراد ان يبوح عما بنفسه:- لقد جعلتي قلبي ينبض بحديثكِ هذا سيدة جوليا.

نظرت إليه بحزن ودموع تجمعت في عينيها:- أنتَ قلبكَ نبض، أما قلبي متوقف منذ سنة، لقد جئتُ إليكَ طالبة المساعدة وأرجو ألا تردني خائبة سليم.

نظرا اليها سليم بتعجب لتكمل بعدما اخذت نفسًا عميقًا واخرجته:- إن تصالحت ريليان مع رلين سيعودُ كلُ شيءٍ كما كان ليست ريليان وحدها من كسرت قلبي بل رلين ايضًا كسرته بأفعالها الحمقاء والطائشة الغيـــ

قاطعها سليم بعضب مبطن وهو يتذكر معاونتها لأمبر:- أتعلمين انها قامت بالاتفاق مع أمبِر لاختطاف ريليان هل تعلمين ما الذي كانوا يفكرون به.

اومأت له بقلة حيلة وهي تجيبه:- أجل أعلم ومع الأسف لكن رلين تريدُ أن تستعيد شقيقتها بأيٌّ وسيلةٍ، انهم روح واحد سليم هل لديك فكرةٌ عن شخصين لا يتركون بعضهم البعض منذ صغرهم، أتعلم أمرًا لقد كانوا يرتدون نفس الثياب يتناولون نفس الطعام  يفكرون نفس التفكير، ان وقعت الاولى ساندتها الاخرى ان بكت وتألمت تتألم وتبكِ لأجلها، لديهم لغةٌ رهيبةٌ في فهم بعضهم البعض من خلال عيونهم يعرفون ما الذي تريده وما تشعر به الأخرى، نفسُ الصوتِ ونفسُ الملامح باختلاف طفيف لا يلاحظ، صدقني إن عادت الاثنتين لبعضهم البعض  سوف ينسى جرير كل شيء وتعود المياه لمجاريها، ف بحملها هذا لا نستطيع أن نجعلها تترُككَ فلقد تحتم الأمر علينا وأصبحتَ واقع لا يمكن الخلاص منك.

أغمض سليم عينيه بهدوء ليخاطبها بعد أن فتحهم:- وما المطلوبُ مني سيده جوليا.

أجابته بتردد مترجية بعض الشيء:- أن تساعدني في إعادتهم سويًا يكفي تفكك واضطرابٌ في عائلتي.

تنهد سليم بتريث ليجيبها بصدق:- صدقيني لا استطيعُ ذلك سيدة جوليا فما فعلته ابنتكِ في زوجتي لا أستطيعُ نسيانه البتة ولو لم تكن فتاة لأريتها كيف لعبت بعدادِ عمرها ووضعتها بجانب المخنث ذاك،  لكن سأحاول ذلك مع أن ريليان قد سامحتها وتتمنى ان تحادثها وتعود إليها لأنها فتاة حمقاء، لكن سأحاول أن أتقبل وأتغاضى عن الأمر صدقيني ف سعادة ريليان هي أول اهتماماتي واول ما اسعى اليه.

ابتسمت إليه شاكرة لتسأله بقلب اُمٍ يريد ان يطمئن:- هل تحبها حقًا! اي هل العشق الذي رأيته قبل قليل وأراه الآن في عينيك عندما أذكرُ اسمها صحيح.

ابتسم سليم إليها وهو يشاهد الشبه الذي بينها وبين ريليان ليجيبها بصدق وقد تنهد تنهيدة عاشقٍ متيم:-يقولون ان لهفةِ البدايات ليست حبًا، فلا يحبُ الإنسان بأسبوعٍ أو شهر، ولا يمكنكِ أن تحبي البحر وانتِ تقفي على الشاطئ، يجب أن تغوصي أعماقه، تضربكِ أمواجه، تضرب قدمكِ صخرة منه وترى قاعه المظلم فلتمسي عيوبه وتري ظُلماته وتعرفي كيف يغضب وبعدها إما أن تحبه كله أو تكرهه كله، بالنسبة الي لقد تخطيتُ كُلَ مراحلِ الحب والعشق ووصلتُ لمرحلةِ الإدمان، و لا ولن أخجل من اعترافي بذلكَ سيدتي فالمُحب يُريدُ ان يُخبر العالم أجمع عن مَحبوبِه.

تساءلت جوليا بتعجب تريد أن تتأكد أكثر من حبة و التي لا تراه إلا نادرًا، تريد ان تطمئن على مستقبل صغيرتها:- ولكنها عصبية.

اومأ لها برأسه قبل ان يبتسم ابتسامة وصلت لعينيه قبل فمه:- نعم هي عصبيةٌ ولكنها طيبة للحد الذي لا حد له، يكفي أنها تنفعل وقتيًّا، وتُخرجُ ما في قلبها وقتيًّا، وتبوح بما في صدرها وقتيًّا، لا تعرف التلوّن ولا النفاق ولا الأذية، ولا تكتم في نفسها شيئًا ودَّت قوله، تملك قلبًا أبيضًا وروحًا نقية، وصفاتٍ بريئةٍ عفوية، فلوهلةٍ تشعرين وكأنها طفلة تغضب وتنفعل، وتثور ثم بعد ذلك تهدأ بكلمة واحدة.

سألته بشك ناظرة لداخل عينيه:- وبالنسبةِ لتغير دينها وطائِفتها ف هذا يجعلُ الناسَ يأخذون عليها المآخذ!.

أجابها مستنكرًا وقد ظهر بعض الاستهزاء في نبرة صوته:- الناس؟! أيُّ ناسٍ؟! يا سيدتي لو أنَّ ملكًا من السماء هبط إلى الأرض لَعابَهُ الناس واخرجوا منه العِبَر، الناس لا يرضون عن خالقهم فكيف بالناس عن الناس؟!

اعتدل في جلسته ومازال جالسًا ناظرًا إليها مستكملًا حديثه:- الناس هم مَن سيوصلونها للجنةِ بحديثهم عنها وبسوءِ ظنهم فيها وإفلاتِ أياديهم منها وإقصاءِ الكلمة الطيبة الرقيقة عنها؟، صدقيني إن تحدثتُ ستخُونني الكلمات بحقها  أتعلمين أنني في بداية معرفتي بها كُنتُ أتجنبها تمامًا لقد كان بداخلي مشاعرٌ كثيرةٌ وأحاسيسَ مختلفة كانت تتسلل بهدوء وحذر الى عقلي لقد كنتُ في صراعٌ ولكن..

توقف قليلًا لتتساءل بفضول تحثه على الاكمال:- ولكن ماذا .

أكمل باسمًا بحب:- و لكن بقدرةِ الله ومشيئته جعلها من نصيبي وأنا أحمدهُ في اليوم الفَ مرةً لكونها زوجتي لذلك اشكركِ على إنجابها.

مسحت ريليان دموعها فقد استمعت الى آخرِ حديثهم من خلف الباب فلم تعد تستطيع الجلوس وهم بالداخل يتحدثون، نظرت إلى ابتهال التي تبتسم لها، لتوجه نحوها تجلس بجانبها متحدثة بمحبة:- شكرًا لكِ على كلِ شيءٍ اُمي.

ربتت ابتهال على قدمها متحدثة بحنان:- لم أفعل شيئًا يدعو للشكرِ صغيرتي وحقًا إنني سعيدةٌ لمجيءِ والدتكِ وحديثها معكِ وأتمنى أن تجتمعي مع نصفكِ الاخر وعائلتكِ في أقربِ وقت.

خرجت جوليا بعدما فتح سليم الباب متوجهًا نحو ريليان ثم جلست بجانبها ناظرة لذلك الانتفاخِ البسيط الذي ظهر على ثيابها المدرسية، ابتسمت بشعورٍ فَرِح وهي تتخيل جنس الجنين فنظرت للساعة لتجدها قد قارب على الحادية عشر هبت معتدلة على قدميها بصدمة:- لقد تأخر الوقت عليَّ الذهاب الان

انحنت تقبل وجنتي ريليان بحب لتخاطبها باسمة:- اهتمي بنفسكِ وبطفلكِ صغيرتي وهاتفيني في المساء، اتفقنا انتظر منكِ اتصالًا.

نظرت نحو ابتهال بعد أن أومأت لها الاخرى لتخاطبها بهدوء:- شكرًا لأنكِ اعتنيتِ بها واعتبرتها كابنتكِ سيدة ابتهال، سررتُ بالتعرف عليكِ.

أجابتها ابتهال بابتسامتها السمحة والتي لا تفارق وجهها مطلقًا:- وأنا أيضًا سررتُ بالتعرف عليكِ سيدة جوليا، ولا تقلقي ريليان بين يديّ أمينة.

تنهدت جوليا لتعانق ريليان التي سارعت داخل أحضانها مما جعلها تربت على كتفها بحنان:- عليّ الذهاب الان ريلي وسوف انتظر منكِ اتصالًا.
وضعت ابتهال يدها على ذراع ريليان لتترك الاخرى جوليا بابتسامة حزينة متنهدة.

نظر سليم لساعة يده بعد ان غادرت جوليا ثم خاطب ريليان ضاحكًا:- هل سترتدين ثيابكِ باكرًا مرةً اخرى، اذهبي وأبدليهم وأنا سوف أذهب لدوامي فلدينا اليوم اجتماع مهم في الادارة.

نظرت إليه بضيق وتخيلات في رأسها  لتخلع حجابها بضيق متحدثة بغضب:- غليظ، ولن تذهب اليوم وستبقى هنا.

رفع حاجبه بتعجب من امرها:- حقًا وأصبحتِ تتحكمين بدوام عملي.

نظرت إليه بطرف عينها لتتوجه نحو الأعلى وهي تحل ازرار ثوبها المدرسي متحدثة بكلام غير مفهوم لتنظر إليه قبل ان تختفي:- لقد قلتُ كلمةً لن تذهب اليوم أيّ لن تذهب انتهى الأمر.

ثم اكملت ببراءة ناظرة له بعيون جرو:- لأنه من سيشرح لي دروس اليوم التي فاتتني أم أنكَ ستحضر لي معلمًا لذلك.

نظر بصدمة الى أثرها وغضب من اخر حديثها لتخاطبه ابتهال بهدوء:- لا تزعجها سليم ولا تذهب للجامعة، تحملها في اشهر حملها الاولى هذه فهرموناتها متقلبة

اجابها بضيق حقيقي:- اُميي ءأنتِ معي أم معها، الاجتماع مهمٌ اليوم اقسمُ لكِ لا استطيع ان اتغيب عنـــ

وقبل انتهاء جملته علا رنين هاتفه ليجيب المتصل بهدوء:- اجل انا الدكتور سليم.

استمع للطرف الاخر قبل ان يجيب :- الاجتماع، أجل أجل لكن بصراحة لا اعلم يا سيدة ماذا اقول لكِ إنــ..

نظر الى ريليان التي اغلقت هاتفه بعدما سحبته مزن بذهولٍ وصدمة لتخاطبه بغضب:- هل من أجلها تريد الذهاب اجب لمَ أنتَ صامت.

جز على اسنانه بعضب منها:- ريليان اعطني الهاتف واذهبي لغرفتكِ واكملي تبديل ثيابك.

نظرت للهاتف الذي بين يديها لتلوح به بسخرية:- هل تريده حقًا لتتصل بها وتعتذر وتقول لقد فعلت زوجتي ذلك، أليس صحيح وانا سوف آتي لا تقلقي يا سيدة، سليم أخبرني من هذه.

اخذ نفسًا عميقًا قبل ان يخاطبها بضيق:- ريليان اقول لكِ اعطني الهاتف ولا تجعلني احزنكِ.

احنت زوايا فمها بسخرية اكبر:- تُحزنُني؟ ومن اجلها قلتُ لك اخبرني من هذه.

مسح وجهه بكفه لا يريد ان يريها غضبه عليها ليبسط كفّه متحدثًا بهدوء:- ريليان اعطني الهاتف لأنكِ ستتسببين بخسارةٍ كبيرة للجامعة.

نظرت لملامح وجهه الحمراء وهذا يدل على غضبه لتخاطبها ابتهال بهدوء تختصر افتعال مشكلة كبيرة:- ريليان اعطهِ الهاتف ابنتي وكفاكِ غيرةً انها احدى العاملات في الجامعة وهذا ما يبدو.

صحح لها سليم متحدثًا:- انها رئيسة التنظيم في الجامعة والمنسقة المختصة لهذا الاجتماع المهم والمُمولة الرئيسية له ، لأننا سنستقبل عددًا من الخبراء لبناء مشروع تطوعي للمكفوفين، والآن اعطني الهاتف.

اغمضت عينيها بضيق كبير تحبس دموعها في محجريها لتضعه في يده فارة للأعلى بدموعٍ رآها وتغاضى عنها فهو غاضبٌ منها، اعاد الاتصال وذلك بعد أن أخذ نفسًا عميقًا لعله يصلح ما أفسدته.

               ««::::::::::::-:::::::::::»»

خرجت من غرفة أمل وهي تمسك بيدها لينظر إليها هُمام بضيق، عقدت بين حاجبيها بتعجب تسأله:- ما بكَ هُمام!.

نظر لأمل زافرًا ليتحدث بفمٍ مزموم:- بصراحةٍ لا اعلم من منا زوجكِ سارة أنا أم هي.

نظرت إليه أمل لتتعلق بقدم سارة:- لقد أصبحت اُمي يا عمي أنا سعيدةّ جدًا.

نظرت إليها همام بابتسامة سطحية:- أجل تجعلينها أمكِ وتتركين عمكِ ينام بمفرده طيلةَ الليل ينظر إلى الوسادة بحسرةٍ كبيرة بالتصاقكِ بها هكذا.

اعتدل في جلسته متحدثًا بضيق:- إنني خارج، هل تريدون شيئًا.

اجابته أمل بحماس:- أجل اُريد بعض الحلوى اللذيذة وفانوسًا لرمضان فغدٍ سيأتي ونصوم.

اتسعت ابتسامة سارة لتخاطبه بحماسٍ مماثل:- وأنا اُريدُ ذلكَ أيضًا.

رفع حاجبة ناظرًا إليها بطرف عينه:- ماذا تريدين.

تعلقت بيده كالأطفال متحدثة برجاء:- أرجوكَ هُمام  ارجوك أرجوك أرجوك.

تنهد بقلة حيلة هازًا رأسه  متحدثًا بهدوء:- لديَّ طفلتين هنا  اعانني الله عليكم.

وضعت ساره قبلةً على وجنته ليغمض هُمام عينيه زافرًا:- ابتعدي عني سارة لن تنسيني هذه القلبة نومكِ عندها وتركي بالأمس، صدقيني انا أعلم من هو الشخص الذي ينظر لي في زواجي هذا.

اجابته بملل من حديثه:- هُمام كفاكَ حديثًا يا رجل من سينظر لك في زواجك، هيّا اذهب واحضر لنا الحلوى ولا تنسى احضر لي غزل البنات.

اخذ شهيقًا عميقًا ليزفره على مهل ليبتسم لها متحدثًا:- هل تريدين شيئًا آخر.

نفت برأسها ثم اجابته برقة:- فقط سلامتُك.

نظر لأمل التي تنقل أبصارها نحوهم ليقرص وجنتها باسمًا:- اغلقي عينيكِ يا فتاة.

رمشت بتعجب:- لماذا عمي.

لكزته سارة في ذراعه ليزفر بغضب متوجهًا نحو الخارج وقبل ان يفتح الباب خاطبهم بجدية:- سوف اعود وسأصنع جدولًا لتقسيم الوقت بيننا فهذا ليس عدلًا.

انفجرت سارة ضاحكه لتحتضن أمل مخاطبة همام وهي تخرج لسانها إليه:- الوقت الأكثر من نصيبها.

اغلق همام الباب خلفه بقوة لتسألها باستفسار:- هل ازعجناه كثيرًا؟!

اجابتها أمل بتفكير:- يمكنكِ مصالحته بكعكة البرتقال إنه يحبها كثيرًا.

فرقعت سارة إصبعيها ببعضهم متحدثة بحماس:- لنبدأ بها من الآن اذًا لكن هل يا تُرى جميع المكونات متواجدة؟.

رفعت أمل كتفيها بجهل :- وما أدراني اُمي، تعالي لننظر.

اعتدلت سارة لتمسك بيد أمل متوجهات نحو المطبخ لصنع كعكة البرتقال الذي يفضلها هُمام.

                ««::::::::::::-:::::::::::»»

نظرت مايا نحو رلين والتي صوت ضحكاتها تعلو لتسألها بتعجب:- ما بكِ رلين هل تشاهدين فيلمًا مضحكًا.

نظرت تليها وهي تكتم ضحكاتها ثم اجابتها:- لا فقط اتحدث مع ديفيد هل تريدين شيئًا.

اجابتها مايا بتفهم ولطف:- اها أوصلي سلامي له و أخفضي صوتكِ قليلًا أريدُ أن اُذاكر.

نظرت اليها رلين بضيق:- لديكِ البيت بطوله هل احببتِ هذا المكان، اذهبي لمكانٍ آخر مايا.

زفرت مايا بضيق لتتوجه نحو جوليا التي تجلس باسمه فسألتها باستفسار:- ما سرها.

انتبهت اليها جوليا بتوتر لتهمس لها بخفوت:- تحفظين السر ألس كذلك.

اومأت لها بتأكيد حامس لتتحدث جوليا بهمس وسعادة حقيقية:- ريليان حامل.

ابتعدت مايا عنها تنظر لها نظراتٍ منصدمة:- كيف علمتِ أمي.

اجابتها جوليا وهي تمسك بهاتفها بين يديها بابتسامة:- سوف اُخبركِ فيما بعد مايا.

اخفضت مايا صوتها متسائلة بفضول:- هل تحادثيها اُمي.

نفت جوليا برأسها قبل ان تحيبها:- ليس كذلك، اذهبي الآن لتذاكري واعدكِ ان اخبركِ بكل شيء

ابتعدت مايا عنها بسعادة فتقدم جرير حاملًا ألكسندر على كتفيه وأليتا بين يديه ثم جلس بجانب جوليا بإرهاق كاذب:- لقد قَضيا عليّ طفليكِ هذان لم اعد احتمل.

ابتسمت له وهي تتخيل ان يكون طفل ريليان مكان احد ابناءها وجرير يحمله لتخاطبه بتساؤل:- هل حددت موعدًا مع ديفيد.

نظر نحو رلين بتنهيدة قوية:- ليس بعد، بصراحة بعد ان اخبرني بما يريد ومع تصرفاتها وافقت لطلبه لكني متردد جوليا، لا اعلم ما الذي تخبئه لي الايام بعد، وأيضًا تلك لا اعلم ما الذي عليّ فعله بشأنها لا اتخيل ان اعود معها بطبيعتي صدقيني.

ربتت على كتفه بهدوء تخاطبه بمراوغة تستشف رد فعله:- ربما لو اصبح لديها طفلٌ سيغير من موقفك.

تنهد بابتسامة هادئة وحنونة افتقدتها منذ زمن:- لن يكون الطفل له علاقة بها جوليا وانتِ تعلمين كم احب الاطفال  لذلك سيكون هو حفيدي ولن اختلط معها وربما اعلمه تعاليم ديننا.

ابتسمت بإستهزاء كبير:- وهل سيسمح لكَ سليم بذلك جرير هل سيترك طفله لك، انكَ تحلُم حقًا.

زفر بضيق قبل ان يجيبها:- اغلقي الموضوع جوليا لقد بدأت اغضب انني احمد الرب انني اصبحت اتعامل مع الموقف بصورة طبيعية نوعًا ما، لكن هذا لا يدل على انني سامحتها.

اومأت له بتفهم داعية الرب بأن يلين عقله لتنظر لهاتفها تنتظر مكالمة ريليان بفارغ الصبر.

                ««::::::::::::-:::::::::::»»

تقدمت سارة من هُمام الذي يشاهد مباراة لكرة القدم لتخاطبه بهدوء:- هُمام هلّا اتيت قليلًا.

نظر اليها بطرف عينه ليكمل مشاهده المباراة:- لا تتحدثي معي وابتعدي دعيني اشاهد.

امسكت بيده مجبرةً اياه على الاعتدال، ليسير معها بصمتٍ بعد ان ترك جهاز التحكم، دلفت سارة غرفة أمل ثم خاطبتها بهدوء:- تعالي أمل.

تركت امل كراسة التلوين لتتوجه نحو الخارج معهم، جلست على الاريكة لتخاطبهم متحدثة بجدية وحزم:- انظرا اليّ، سوف نقوم بصنع جدولٍ لتنظيم الوقت هل هذا يريحكم

زفر همام بهدوء قبل ان يجيبها:- لا اريد سارة، لستُ طفلًا ليتم تحديد وقتي انتِ ملكي وقتما اشاء.

نظرت إليه أمل بجهالة وعدم فهم لتسأله بطفولة:- ماذا تعني عمي.

ابتسم بوجهها متحدثًا بلطف:- اقول انني لا اريد هذا التقسيم والتحديد سوف نكون اسرةً واحدة

ثم اكمل مازحًا:- وسأعتبركِ ابنتي ماذا سأفعل.

تحدثت بحزن وصدمة:- ستعتبرني! اي انكَ لا تعتبرني في السابق.

اشار لقدميه مما جعلها تتوجه نحوه تجلس عليهم ، احتضنها متحدثًا بعدما اخرج تنهيدة مثقلة:- انتِ ابنتي منذ زمن أمل وانا لن اتخلى عنكِ وقلتُ هذا قبل قليل فقط لأمازحكِ لكنكِ لم تلاحظي ذلك.

احتضنته بحب لتجيبه بغصة:- انا اعتذر عمي لقد شرحت لي امي انني لا يجوز ان آخذها طوال اليوم لي لأنك زوجها اولًا ثم ان لديها دراسة لذلك صنعنا لكَ شيئًا جميلًا منذ الصباح، بالمناسبة شكرًا لإحضار الفانوس انه جميل جدًا.

قبل وجنتيها بحب لتبتعد عنه بضيق:- عميي ان لحيتكَ تؤذيني لقد قلتُ لكَ ازلها.

اسرعت سارة بالحديث:- اقتلكَ حينها هُمام لا تزلها،

لتكمل ببعض الخجل:- ف ماءُ الوضوءٌ حين يُقطر من لِحيتكَ يزيدك جمالًا وبهاءً، ثم إنها  تُتم رجُولتك.

تنهد بقوةٍ كبيرة قبل ان ينظر نحو أمل متسائلًا فهو لا يريد ان ينظر الى سارة كي لا يضعف حاليًا امام أمل:- حسنًا اخبراني ما الذي صنعتماه لي.

همست له في إذنه لتتسع ابتسامته بعدم تصديق:- حقًا!.

اومأت له بتأكيد لينظر نحو سارة التي اكدت له بابتسامة قبل ان تتحدث:- لقد خبأتها كي لا تراها حتى ننتهي من موضوعنا وبما اننا انتهينا، يمكننا احضارها كي نتناولها.

ابتسم لها شاكرًا لتهبط أمل من على قدميه متوجهة نحو المطبخ، اقترب هُمام من سارة بسرعةٍ ليضع قبلةً على وجنتها بقوة مما جعل حمرة الخجل تتملكها، ابتعد بحب:- شكرًا لكِ حبيبتي.

نظرت اليه بهدوء ليتيه في مجرتيها بكواكبهم اللامعة:- هيّا تعال لنتناولها قبل ان تلتهمها أمل كاملة.

امسك بيدها متوجهًا نحو أمل التي قد الكعكة وضعتها على الطاولة مستقبلة اياهم بابتسامة رقيقة لتتوجه سارة نحو المطبخ تحضر بعض الاطباق لهم ثم خرجت وانظار همام تتأملها بعشق كبير.

               ««::::::::::::-:::::::::::»»

صعدت ريليان نحو الاعلى لتدلف غرفتها بضيق، وجدت سليم يجلس على جهاز الحاسوب المتنقل لتزفر بتنهيدة حزينة، بحثت في دولابها عن هاتفها فوالدتها تنتظر منها اتصالًا كما اتفقنا صباحًا، م توجهت نحو حقيبتها المدرسية تبحث بداخلها لكنها لم تجده ايضًا، ظلت تبحث عنه وهي تتنقل هنا وهناك ليخاطبها سليم بعصبية طفيفة:- كفاكٌ حركةً ريليان لقد اصبتني بالصداع.

تحدث بضيق فهو لا يحادثها منذ الصباح، فلقد خرج للخارج لا تعلم الى اين لكنها تجزم انه ذهب للجامعة ولم يعد الا قبل ساعةٍ من الآن وايضًا لم يتحدث معها، هبطت للأسفل لتتوجه نحو ابتهال مستفسرة:- امي هل رأيتِ هاتفي.

نفت ابتهال برأسها قبل ان تجيبها:- لا لم اشاهده، هل بحثتِ عنه جيدًا.

اجابتها بتأكيد:- أجل، لقد وضعته هنا عندما هاتفنا ساره لكني لا اجده اريد ان اهاتف امي، سوف ابحث مرةً اخرى في عرفتني مع انني لم اضعه فيها.

عادت مرةً اخرى للغرفة لتجد سليم مازال يعمل على حاسبه فسألته ببرود:- هل رأيتَ هاتفي.

اجابتها دون النظر إليها ببرود أكبر آلمها:- لا، واتصلي به ولا توجعي رأسي بتنقلك أمامي.

نظرت لهاتفه الذي بجانبه لتمسكه فاتحه اياه بسهولة بسبب عدم وجود قفل له، ذهبت نحو جهات الاتصال تبحث عن اسمها لتجد اسم (خديجة)، في ثوانٍ معدودة غلى الدَّم في عروقها واصبحت لا ترى شيئًا امامها لتسأله بعصبيَّة كبيرة:- خديجة! حقًا اخبرني وفي الحال  مَن خديجة هذه؟.

نظر اليها ببعض الارتباك ولم يردَّ عليها فازداد غضبُها وثارت ضاربة الحائط الذي بجانبها بهستيرية:- قل، انطق، أخبرني أليست هذه هي التي هاتفكَ في الصباح أليست هذه التي تخلط بيني وبينها؟

حاول اخذ الهاتف منها لتبتعد عنه متحدثة بغضب وغيرة:- اخبرني دون مراوغة من هذه سليم، لا تريد ان تجيب! حسنًا سأسألها.

وأخيرًا نطق بصوت مهزوز قبل ان تتصل:- إنها زوجتي.

               ««::::::::::::-:::::::::::»»

صراعٌ ولكن ( مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن