الفصل (12)

526 45 722
                                    

***_____****_____***

اللهُم إنا مقصرون وَ أنت الكريم،
وَ مذنبون وَ أنت الحليم وَ فقراء وَ أنت الغني عنا، اللهُم تجاوز عنا بعفوك وَ مغفرتك يا أكرم الأكرمين .

***_____****____***

اغمضت عينيها بهدوء لتزفر الهواء وهي تفتحهم لتخبرهم بابتسامة صادقة تحت نظراتهم المصدومة والفرحة:- إنني مستعدةٌ للدخول في الاسلام.

عم الهدوء في أرجاء البيت ليقطع ذلك الصمت بعد مدة صراخ سارة التي توجهت نحو ريليان لتعانقها مقبلةً وجنتيها بسعادةٍ كبيرة، ابتعدت عنها لتسألها بعدم تصديق:- هل انتِ مستعدة حقًا ريليان لتصبحي مسلمة؟!

اومأت ريليان برأسها بتأكيد وصدق مصحوب بيقين لتجيبها:- اجل انني مستعدةً وجدًا سارة.

تحدثت ابتهال بابتسامة وهي تنظر اليها بدموع، حقًا انها فتاة زاد حبها داخل قلبها:- لكنكِ ستواجهين الكثير من الصعاب مع عائلتكِ حبيبتي.

زفرت بقوة لتجيبها بيقين:- لا يهم خالتي مادام الله معي فلن يحدث لي شيء أليس صحيح.

توجهت أمل نحو احضان إبتها وهي لا تفهم شيئًا مما يحدث لتعانقها الاخرى بحب:- كيف حالكِ امي لقد اشتقت اليك.

ابتهال بحنان كبير فهي قد احبت هذه الصغيرة جدًا:-  اشتقت لابنتي الصغيرة، اين كنتِ يا فتاة.

نظرت امل الى سليم متحدثة بطفولة:- لقد كنت في مكان كبير وكان اخي الجميل هذا يتحدث عن الرسول محمد صل الله عليه وسلم

قبلت ابتهال وجنتيها بابتسامة حنونة:- عليه افضل السلام واتم التسليم، تعالي اجلسي بجانبي.

نظرت ريليان إلى سليم الذي يتابع الامر بهدوء لتخاطبه بتردد بشعور مختلف:- اريدك ان تلقنّي الشهادة من بعد اذنك سليم

اخذ سليم نفسًا عميقًا وهو لا يعلم ما هذه المشاعر التي اجتاحته فجأة، اهو بسبب دخول احدهم الاسلام لكنها ليست كأي شعور ممن سبقوها، نظر لوالدته التي ترتسم على ملامحها السعادة التامة  ليتحدث بهدوء:- هل انت متأكدة من ذلك يا آنسة فنحن لن نجبركِ على ذلك.

نظرت اليه ريليان لتجيبه برقة وصدق:-أجل مستعدة فأنا أؤمن بوجود إله واحد خالق كل شيء، و أؤمن بأن المسيح عيسى عليه السلام هو رسول من عند الله، وأؤمن بأن محمد صل الله عليه وسلم هو آخر و خاتم الانبياء والرسل، و ايضًا لا يوجد اي شخص يجبرني على ذلك لأنه قراري الذي اتخذته بنفسي وبإرادتي وقناعتي الشخصية

ابتسم سليم بهدوء ليخاطبها بحماس:- حسنًا، اذًا كرري خلفي ، اشهد أن لا إله الا الله.

اغمضت عينيها لتكرر من خلفه بهدوء :- أشهد أن لا اله الا الله.

اكمل سيلم بذات الحماس:- وأشهد ان محمدًا عبده ورسوله.

بدأت الدموع تترقرق في عينيها متحدثة:- وأشهد ان محمدًا عبده ورسوله.

خاطبها سليم بهدوء ومازال بصره للأسفل:- الان بإمكانكِ قولها مرة واحدة.

قاطعته أمل متحدثة بطفولة:- انا ايضًا اريد ان اقول ذلك اخي.

ابتسم لها مومئًا براسه لتتحدث ريليان  بغصة في حلقها وقد اعلنت الدموع في الانسياب على وجنتيها وهي ومشاعر متداخله تجتاحها وتسكنها لا تعلم سببًا واحدًا لها:- أشهد ان لا اله الا الله واشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

خاطبها سليم بابتسامة فرحة وقد بدى ذلك في صوته:- الان اصبحتِ مسلمةً يا آنسة، أهلًا وسهلًا بكِ واسأل الله سبحانه وتعالى ان يرشدكِ ويعينكِ على طاعته، وان يرزقكِ السعادة في الدارين الدنيا و الآخرة وان يرزقك الجنة إن شاء الله.

توجهت ابتهال بقلق نحوها  بعدما ابتعدت عن أمل التي نظرت الاخرى بتوجس الى ريليان وهي تشاهد الدموع التي تنساب على وجنتيها لتسألها ابتهال بقلق وهي تمسك كتفيها:- ما بكِ حبيبتي، لما البكاء.

اجابتها بصوت متقطع في محاولة منها لإيقاف نفسها عن البكاء:- لا اعلم خالتي ، حقًا لا اعلم .

احتضنتها إبتهال في محاولة لطمأنتها لتضع ريليان يدها على قلبها متحدثة:- خالتي لا اعلم ما بي فهنا يؤلمني.

امسكت سارة بيدها بقلق لتنظر ابتهال الى سليم الذي يقف ساكنًا دون حراك لتخاطبه:- سليم تحرك ما بك ساكن.

اجابها دون النظر اليها بسبب جلوسها بجانب ريليان وقد كان ما تشعر به يشعر به:- لا تقلقي  انها بخير امي فقط لانها ادركت معنى الشهادتين بإرادتها القوية، غير ذلك لا بد من ان هذه مشاعرها السعيدة لدخولها في الاسلام.

عقدت حاجبيها باستغراب ليكمل شارحًا:- ليست اول مرةٍ اشاهد هذه المشاعر، فالذين يدخلون الاسلام عن قناعة تامة يبكون من السعادة.

تحدثت أمل بتساؤل:- ليان لماذا يؤلمك قلبك هل انت مريضة.

ضحكت بخفة من حديثها لتخاطبها من بين دموعها:- لأنني سعيدة

مسحت ريليان دموعها لتبتسم اليهم، اجل انها سعيدة للغاية لأنها اصبحت مسلمة، لكنها خائفة من ردة فعل عائلتها عندما تعرف بذلك نظرت الى ابتهال لتقبل رأسها ثم عانقتها بقوة تريد ان تدلف داخل حضنها تحتمي بها لا تعلم لماذا فعلت ذلك لكنها ارادته،  لتتحدث بصوت محشرج :- شكرًا لكم حقًا انتم عائلة جميلة جدًا

تحدث سليم مخاطبًا والدته بهدوء محاولًا تجنب ما يشعر به:- امي اخبريها ما الذي عليها فعله بعد الآن، سأعود بعد قليل.

اعادت ابتهال انظارها نحو ريليان التي مازالت تبكي لتتحدث بحنان كبير  ماسحةً دموعها:- اول خطوة بعد الآن ان تغتسلي كاملًا عزيزتي بنية الطهارة فكما طُهّر قلبك من الشرك والمعاصي والذنوب عليكِ تطهير جسدكِ من الخارج، وهذا ما أمر به الرسول صل الله عليه وسلم أحد الصحابة عندما أراد الدخول في الإسلام بأن يغتسل ليدخل في الإسلام.

اومأت لها ريليان بتفهم لتكمل ابتهال بحنان وحب:-
عليك ايضًا إعلان التوبة بما انك اصبحتِ مسلمةً ويجب عليكِ ألا تعودي إلى تلك الأعمال التي تغضب الله فهي ذنوب تؤثمي عليها عند الله تعالى، فإنّ الله تعالى يغفر الذنوب جميعًا عند الإسلام.

توقفت عن الاكمال لتنظر الى سليم الذي تقدم منهم  وبين يديه حقيبةً متوسطةً الحجم ليتحدث وهو يضعها بجانب والدته:- تفضلي امي اعطها هذه الحقيبة ففي داخلها يوجد العديد من الكتيبات الصغيرة التي تعلمها شعائر الإسلام المهمة، كالوضوء والصلاة   والصوم وغيرهم  بأشرطةٍ تعرض ذلك بالفعل، اعلم انها لن تتعلمه الان فالوقت متأخر لكن عليها ان تقرئهم عندما تذهب لمنزلها في اقرب وقت، و يوجد ايضًا كتاب القرآن الكريم بشرحه و معانيه مع قرص مسجل بذلك.

نظرت اليه ريليان بعشق كبير، هل يفعل ذلك مع الجميع ام حبها الذي تكنه بداخلها يهيئ لها ذلك، اعطتها ابتهال تلك الحقيبة لتتنهد  بهدوء معتدلة في جلستها فحقًا ان الوقت تأخر:- شكرًا لكم حقًا لكن يجب عليّ الذهاب للبيت فقد تأخرت كما قال سليم.

نظرت أمل الى سليم لتخاطبه بضيق طفولي:- وانا اريد هدية مثلها لا شأن لي.

نظر الى الغاب داخل عينيها ليتحدث وهو يحملها بين يديه مقبلًا وجنتيها :-اوه يوجد سارة اخرى لدينا هنا، تعالي سوف اعيدكِ للمعهد مرة اخرى، لقد تجاوزنا الموعد المسموح للخروج.

تحدثت سارةً تطمأنها:- بعيدًا عن جملتك التي لا داعي لها،  لكن لا تقلق فقد سمحت لي المشرفة ان تبقى لدي هذا اليوم فعمّها خارج البلاد هذا الشهر.

اومأ لها بتفهم ليضعها في احضان ابتهال:- حسنًا اعتني بها جيدًا امي ريثما نقوم بإيصال ريليان لمنزلها.

عقدت امل بين حاجبيها بحزن حقيقي:- اريد ان اذهب معكم، لا شأن لي.

خاطبت ابتهال سليم وهي تمسد شعر امل:- خذها معك سليم فانا اغلق الباب خلفكم بالمفتاح جيدًا لا تقلق، مع انني حزينةً من امل لأنها لا تريد ان تبقي لدي.

احتضتنها أمل معتذرةً بسرعة:- لم اقصد ذلك امي، لكني اريد ان اشاهد منزل ليان فلقد اخبرتني ذات مرة انه يمكنني رؤية منزلها، اما ان كنت ستحزنين فسوف ابقى لديكِ لا يهم.

ضحكت بخفه لتجيبها :- انني امزح يا صغيرة، يمكنكِ الذهاب فسوف اخلد للنوم الان، فقد تأخر الوقت

عانقتها امل صارخة بحماس:- تعيش امي تعيش.

توجه سليم نحو الباب ليفتحه مخاطبًا الجميع:- حسنًا يمكننا الذهاب الان.

رافقتهم ابتهال حتى الباب تودعهم:- في امان الله.

قاد سليم السيارة نحو منزل ريليان وهو ينظر امامه ببعض الشرود اما سارة وامل وريليان فهم يتحدثون في احد المواضيع التي لم ينتبه اليها.

بعد مدة حمحم  سليم بصوته لا يعلم كيف يخبرها لكن يجب عليه ان يتحدث ليقاطع حديثهم موجههُ نحو ريليان: بعد إذنكِ يا آنسة، عليك ان تقرئي كتاب تعلم كيفية الصلاة اولًا، لان الصلاة عمل يومي يؤديه المسلم وعليكِ ايضًا حفظ سورة الفاتحة وبعض من آيات القرآن الكريم ريثما تنتهين من اختباراتكِ لهذا العام، ثم يمكنكِ القدوم للمنزل ان احتجتِ لشيء.

اومأت له ريليان بتفهم لتنظر اليه من خلال المرآة شاردة في بندقيته لتوبخ نفسها بضيق من تصرفاتها هذه، فلم يعد لها الحق في تأمله.

بعد مدة وصل سليم امام  منزلها لتترجل بعدما قبلت سارة وأمل التي نامت بفعل حركة السيارة، امسكت بحقيبتها التي يوجد بها الكتيبات لتدلف للمنزل بعدما تحرك سليم مغادرًا ،لتجد والدتها تقف خلف النافذة تقدمت نحوها مقبلةً وجنتيها:- مساء الخير أمي.

نظر اليها جوليا لعدة ثواني لتتحدث متنهدة:- اين كنتِ ريليان طوال هذه المدة، الا تعلمين ان لديكِ غدًا اختبار ام ماذا.

عانقتها بابتسامة لا تريد عكر صفو سعادتها:-  لقد انهيت دراسته امي لم يتبقى لدي سوى مراجعته لا تقلقي.

زفرت جوليا ببطء:- لمن هذه السيارة ريليان هل هي لصديقتكِ.

نفت برأسها مجيبة اياها بتريث:- لا  انها لشقيقها الاكبر.

اغمضت جوليا عينيها زافرةً لتسألها ناظرة اليها بشك:- ريليان اجيبي اين كنتِ بالتحديد.

اجابتها بتوتر وهي تتمسك بالحقيبة تستمد القوة والامان منها:- كنت عند صديقتي امي.

نظرت جوليا  اليها قليلا لتنقل انظارها الى الحقيبة التي تتمسك بها لتكمل:- وما اسم صديقتكِ هذه .

بدأت دقات قلبها تعلو تدريجيًا لتجيبها بمزاح لعلها تخفي توترها :- لماذا هل تريدين خطبتها لستيف اخي وترك إليا.

اجابتها جوليا بحدةٍ طفيفة:- ريليان كفاكِ مزاحًا، وقولي لي من هذه الصديقة.

تحركت مقلتيها بخوف وهي تشاهد والدها يتقدم منهم لتنظر الى والدتها برجاء كبير بان تعتقها من الاجابة تساءل جرير باستفهام:- ماذا يحدث هنا.

نظرت اليه جوليا باسمة بزيف:- لا شيء عزيزي كنت اتناقش معها ببعض الامور.

اومأ جرير برأسه ليخاطب ريليان:- حسنًا، وانتِ ريليان عليكِ ان تدرسي جيدًا اتفقنا.

اومأت له  ليتقدم جرير معانقًا اياها بخفة ثم وضع قبلةً صغيرةً على رأسها بعد ذلك ليتحدث باسمًا بهدوء:- هيا اذهبي لغرفتكِ حبيبتي.

رمشت ريليان بعينيها بعدم تصديق هل هذا والدها حقًا، هل قبلها لتوه وقال لها حبيبتي ايضًا انها لا تصدق لأول مرة منذ زمن طويل يفعلها، افاقت على صوته الذي يخاطبها لتنظر اليه بحب كبير معانقة اياها بسعادةٍ كبيرة، ابتعدت عنه تقبل وجنته بقوة وحب:- حسنًا ابي سوف أذهب وادرس جيدًا تصبح على خير.

توجهت نحو الاعلى قاصدة غرفتها ليلتفت جرير نحو جوليا التي تحدثت برقة:- شكرًا لك جرير، هل رأيت كيف اسعدتها بلطفك، انها تحتاج الحنان واللطف منك ليس اكثر، بالنهاية انت والدها.

زفر بضيق ليتحدث:- لا اعلم جوليا، تلك الحادثة تؤثر عليَّ بشكل كبير لم اتوقع منها ذلك.

وضعت يدها على كتفه متحدثة بابتسامة مطمئنة:- لقد اخبرتك ان تمحوها من ذاكرتك عزيزي لكنك تصر على تذكر شيء لا داعي له، لقد مضت وانتهت ونحن الان بالمستقبل.

اومأ لها متنهدًا ليجيبها بنظرةٍ مترجية:- ارجو ذلك جوليا لكني اخشى من تكرارها لقد عادت من جديد ورأيت ذلك عدة مرات و امام ناظريكِ ايضًا.

اغمضت عينيها من حدوث ذلك، انها لن تسمح بان يتحقق ريليان ما تفكر به لتجيبه بهدوء :- اجل لقد رأيت جرير لكن يمكننا احتواءها اليس كذلك؟ ربما معاملتك السابقة لها هي الاساس في ذلك، لذا ارجو منك ان تنسى ما فات و ما حدث قبل عدة ايام من اجلنا ومن اجلها.

اغمض عينيه ليأخذ اكبر قدر من الهواء داعيًا الرب بان يكون الامر كما يريدون.

اثناء ذلك دلفت ريليان غرفتها لتجد شقيقتها رلين منهمكةٌ في دراستها، تقدمت منها متسائلة بحب:- هل انتهيتِ من دراستكِ.

نظرت اليها رلين متنهدة بضيق وارهاق:- لا و لقد مللتُ ايضًا ان الرياضيات مادة صعبة جدًا.

ضحكت ريليان بخفة لتتوجه نحو مكتبها تضع الحقيبة داخله مخاطبةً اياها برقة :- انظري اريد ان اغتسل وبعد ذلك اذاكر معكِ، مع انني شرحت لكِ بالأمس لكن ماذا أ قول لديفيد ذاك سارق عقلكِ وتركيزكِ.

تابعتها رلين بنظراتها لتتحدث بحب وهيام:- انه ليس سارق عقلـي وتركيزي بل قلبــي ايضًا.

حركت  ريليان رأسها بقلة حيلة لتتوجه نحو دولاب ثيابها تخرج البعض منهم، نظرت الى عقدها الصليبي لتغمض عينيها بقوة دافةً اياه للداخل بين طيات ثيابها لتتوجه نحو المرحاض عاقدة نية طهارتها من الذنوب.

            ««::::::::::::::-:::::::::::::»»

كانت ريم تقوم بتنظيف المنزل وهي تشعر بالتعب لا تعلم لماذا هي اليوم هكذا تشعر بهذه الاعراض التي لا تريد استنتاجها، آلام في رأسها غير ذلك تذهب تتقيأ كل فترة، انتهت من تنظيف المطبخ لتخرج نحو الصالة بعدما استمعت الى صوت بكاء يأتي من داخل غرفة سما، توجهت نحوها بقلق تريد ان تعرف ما بها  لقد كانت تضحك معها منذ دقائق، فتحت باب الغرفة لتجدها منهارةً تمامًا من البكاء، لتجلس بجانبها متحدثة بقلق:- ماذا بكِ سما ؟ لقد كنتِ بخير منذ دقائق! لما البكاء حبيبتي.

نظرت اليها سما بعيون حمراء لتتحدث بحزن بعدما توقفت قليلًا عن البكاء:- لقد تشاجرت مع ابراهيم قبل قليل.

نظرت اليها ريم باستغراب كبير :- وهل يستدعي ذلك كل هذا البكاء.

بكت سما مجددًا لتجيبها :- أجل يستدعي كل ذلك، فلقد استفزني بحديثه كثيرًا، وطلبت منه الطلاق فقام بسبي وسب عائلتي وما زال يرسل لي السباب الكثير.

عقدت ريم حاجبيها متى حدث ذلك فإبراهيم ليس موجود هنا، لتتذكر انهم يتراسلون على احد مواقع التواصل لتخاطبها بإشفاق:- حسنا اهدأي سما، وخذي نفسًا عميقًا، ثم انها ليست المرة الاولى التي يسبك بها اليس كذلك؟.

تنهدت سما وهي تمسح دموعها بظاهر كفها:-  هذا صحيح، لكني لم اعد استطيع التحمل ريم ارجوكِ ساعديني لأحصل على الطلاق منه، صدقيني  سوف يرتاح الجميع ويعود اليكِ ابراهيم كالسابق.

ضحكت ريم بسخرية وهي ترفع شعرها للأعلى بعدما حل رباطه:- وهل تظنين انني ان اخبرت ابراهيم بان يطلقكِ سوف يستمع لي، ثم من قال لكِ انني سوف ارتاح يبدو انكِ نائمه وتحلمين بذلك.

حركت سما رأسها بنفي لتجيبها:- انتِ مخطئةً ريم فلو كنتُ مكانكِ فسوف اكون سعيدةً للغاية.

حركت ريم رأسها بيأس من حديثها :- ولكني لست انتِ سما، اهدأي الان و كفاكِ بكاءً كالأطفال، وعودي لرشدكِ وتذكري بأنكِ تحبينه ويحبكِ ولا تنسي انــ..

قاطع حديثها رنين هاتف سما لتنظر اليه لتجد اسم  ابراهيم ينير الشاشة، وضعت سما الهاتف على وضع السكون لتنظر اليها ريم باستغراب متعجبة من فعلتها:- ألن تجيبيه؟ سما انتِ هكذا تغضبينه اكثر فهو لا يحب ان يتجاهله احد وعندما يأتي سوف يقوم  بضربكِ ولن يرحمكِ صدقيني.

اجابتها سما بيأس تام:- لا تقلقي فهو في جميع  الاحوال سوف يقوم بضربي.

حاولت  معها ريم مرة اخرى كي تثنيها عن فعلتها لكن الاخرى لم تستمع اليها، وما هي دقائق الا وارتفع رنين هاتف ريم لتنظر الى سما بعدما علمت المتصل:- انه ابراهيم، سوف اجيبه ولا تصدري صوتًا.

اومأت لها سما لتقوم ريم بإجابة ابراهيم بهدوء:-  مرحبًا ابراهيم، كيف حالكِ.

اجابها  ابراهيم بغضب طفيف:- انا بخير ، لكن اين تلك الحمقاء سما.

اجابته ريم بارتباك وهي تنظر الى سما:- اعتقد انها نائمة لأنها في غرفتها لم اراها تخرج فانا اقوم بتنظيف المنزل.

تنهد ابراهيم بضيق ليجيبها زافرًا :- حسنًا، اذا حدث اي شيء فقط هاتفيني الى ان آتي.

اغلقت ريم الهاتف لتنظر الى سما متنهدة براحةٍ قليلًا:- لقد دبرت امركِ وارجو ان يسامحني الله، انتِ اريحي نفسك الان، وانا سأكمل تنظيف المنزل.

اومأت لها سما لتبتسم لها ريم و قبل ان تغلق باب الغرفة أخذت  نفسًا عميقًا وهي تفكر  لماذا لا تريد لسما الطلاق، هل لأنها لو طُلقت سما لن تستطيع هي اخذ حريتها من ابراهيم! أغمضت عينيها لتنتظر ما هو قادم.

             ««::::::::::::::-:::::::::::::»»

بعد ان وصل سيلم للمنزل ، وضع أمل التي كانت نائمةً في سرير سارة بعدما قامت الاخرى بفتحها، كاد ان يخرج لتوقفه سارة وهي تخاطبه بسعادة :- هل رأيت كيف هي فتاة صالحة.

نظر اليها سليم متحدثًا بهدوء :- اتمنى من الله ان يصلح حال البقية وان يهديهم الى طريقه، ففي مجتمعنا وزماننا هذا يعلمون الصواب من الخطأ ورغم ذلك يعاندون ويكابرون متمسكين بمعتقداتهم وآرائهم.

زفرت سارة وهي تقوم بخلع حجابها مطلقةً لشعرها الاسود العنان بالظهور لتتحدث بأسف مخلوط بالسعادة:- اجل هذا صحيح ومع الاسف، لكني سعيدةً حقًا بأنها اصبحت مسلمة.

لتكمل ببعض الخوف:- لكن كيف سيكون تعامل عائلتها معها وخاصةً والدها انه صعب التعامل، لقد اخبرتني عنه كثيرًا.

تنهد سليم بقلة حيلة مجيبها بعجز:- سيكون الله معها سارة لا تقلقي، عليكم بدعمها و تشجيعها فقط كل شخص يقوم بتغير دينه وطائفته يواجه الصعاب في بداية الأمر لكن من لديه صدق في توبته فسيقوم بمواجهة تلك المصاعب بعون الله.

اخذت نفسًا عميقًا لتزفره ببطء:- لكن والدها راهب وله مكانه في الكنيسة الكاثوليكية ولا اظنه سيتغاضى عن فعلة كهذه.

نظر اليها سليم لا يعلم لماذا تذكر احد الاشخاص ليسألها مستفسرًا:- هل تعلمين اسمه.

اومأت وهي تجيبه بتأكيد:- اجل اسمه جرير.

فتح سليم عينيه بصدمةً كبيرة، اجل انه ذاك الراهب الذي كان يدعي بوجود العديد من الاخطاء المتواجدة في القرآن الكريم، والذي ايضًا استفزه بشدةٍ في احدى الندوات التي يلقيها، انه يعرفه حق المعرفة انه يكن عداوة له اكثر من المسلمين انفسهم خاطبها، شعر ببعض الشفقة على ريليان لكنه اجتب سارة بهدوء:- انني اعرفه، انه صعب التعامل حقا .

نظرت اليه ساره بفضول متسائلة:- حقًا، هل تعاملت معه من قبل؟!.

اومأ لها مجيبًا بتذكر:- اجل لقد جاء ثلاث مرات الى ندوة " رحلة الايمان والاسلام " وكان يبحث عن طرق ملتوية لتّشكيك في الدين الاسلامي والقرآن الكريم وكان يجادل في اكثر من امر لكن بفضل الله كنت له بالمرصاد، سوف يعود وانا متأكد من ذلك انه ذو رأس كبير.

نظرت اليه بنعاس شديد لتومئ له بتفهم بعدما توقف عن الحديث لتضع يدها على فمها بتثاؤب:- حسنًا يبدو انني سأنام وانا واقفة.

ضحك بخفة لصوتها الذي خرج ليقبل جبينها بحب وحنان:- حسنًا تصبحين من اهل الجنة حبيبتي.

ابتسمت له بحب اخوي كبير:- وانت من اهلها سليم.
             ««::::::::::::::-:::::::::::::»»

في منزل ريم وبعد عده ساعات سمعت صوت الباب يفتح ليدلف بعدها ابراهيم كالعاصفة، استقبلته ريم بتوتر وهي تشاهد علامات الغضب ترتسم على وجهه لتقترب منه في محاولة بان تثنيه عن ضرب سما بعدما اقترب من غرفة الاخرى  ولكن دون جدوى كان السيف قد سبق العزل، دلف ابراهيم الى الغرفة بعدما  ابعد ريم عن طريقه ليغلقه خلفه بغضب كاد ان يحطمه.

جلست ريم بخوف وهي تدعو الله بأن لا يحدث بينهن شيء لتستمع الى صوت الضرب الذي تتلقاه سما

فتحت الباب بسرعة لتحمد الله بان ابراهيم لم يغلقه بالمفتاح  لتتوجه نحو ابراهيم في محاولةً منها  لتخليص سما من بين يديه، نظرت الى ابراهيم لتجده ممسك بها  ويقوم بضربها  بيديه وارجله في كل مكان، والاخرى تتوسط الارض في محاولةً للفرار منه حسنًا انه تقريبًا نفس المشهد السابق انه يتكرر مرة اخرى امام ناظريها، اسرعت نحو ابراهيم لتخاطبه برجاء وتوسل:- ارجوك ابراهيم توقف، سوف تموت بين يديك.

لم يستمع اليها ليمسك سما من جذور شعرها الاسود:- أين هاتفكِ، اين وضعتيه سما.

لم يأتيه رد منها، ليمسك الخف البيتي الخاص بها  ويضربها به على رأسها، حاولت ريم ان تدافع عنها لتقف بينهم كحائلٍ لكن هيهات امام ثور هائج رأى وشاحًا احمر ان تخرج سليمة لتأتيها ضربة منه على يديها آلمتها بحق.

كانت تدفع ابراهيم عن سما وهي تخاطبها  برجاء رغم آلام يدها بان تخبره مكان الهاتف:- ارجوكِ سما قولي له اين الهاتف وارحمي نفسكِ من هذا الضرب.

ولكن سما لم تكن مستوعبة ما يحدث فالضربة التي تلقتها  على رأسها جعلتها تغيب عن الوعي لعدة دقائق، نظر ابراهيم لجانبه الايمن ليجد وصلة شاحن الهاتف الخاص به، امسكه  ليبعد ريم عن طريقه متوجهًا نحو سما الفاقدة للوعي ليبدأ بجولة ضرب اخرى.

بدأت ريم تذرف الدموع لمصير سما لتتوجه نحو ابراهيم لتدفعه بكل ما اوتيت من قوة في محاولة  لدفاع عن سما  ولم تنجح الا بعد ان نظر ابراهيم للدببة الخاصة بسما ليتوجه نحوهم ممزقًا اياهم بغضب كبير، نظرت له ريم برجاء ان يتركهم لان سما متعقلةً بهم و بشدةً ولكن بلا فائدة، حاولت مرة اخرى مع سما بعدما قامت بإفاقتها في محاولةً لجعل ابراهيم ان يكف عما يفعله ولكن كان قد تأخر الوقت، فلقد قضى ابراهيم على كل تلك الدببة الخاصة بها.

عندما نظرت سما الى الارض ووجدت الدببة خاصتها ممزقه بشكل وحشي احست بالقهر الشديد عليهم، بعدما انتهى ابراهيم من مهمته المتوحشة نحو الدببة البريئة والتي لا ذنب لهم كاد ان يضربها مرة اخرى ولكن ريم وقفت بينهم بعدما مسحت دموعها تتوسل اليه بقوة:- ارجوك ابراهيم اتوسل اليك بان تتوقف سوف تخبرك اين هو اعدك لكن اهدأ ولا تضربها.

نظرت الى سما  متحدثة باستعطاف ورجاء:- سما حبيبتي من اجلي اخبريه اين وضعتي الهاتف، ثواني وقد قامت سما برفع اصبعها نحو  مكان الهاتف والذي كانت قد وضعته فوق دولاب الثياب، اخذه ابراهيم ليخرج  من الغرفة بأكملها.

حاولت ريم مساعدة سما لترفعها من على الارض لتخاطبها سما برجاء:- ارجوكِ ريم ساعديني لأتخلص منه، ارجوكِ انظري  الى هذه الدببة ما ذنبها.

نظرت ريم اليها بحسرة وشفقة لتبتسم لها في محاولة للتخفيف عنها:- اهدأي سما، اهدأي حبيبتي ونامي الان، وغدًا سأحاول انا اصلاحهم لكن لا تقلقي.

استجابت  لها سما لتنهض من مكانها بمساعدة ريم لتتوجها نحو السرير تتوسطه وضعت ريم الغطاء على سما وقبل ان تغلق ضوء الغرفة نظرت اليها بإشفاق وحزن  ثم خرجت.

               ««::::::::::::::-:::::::::::::»»

في صباح اليوم التالي وبعد خروج ابراهيم الى عمله والذي كان قد قضى الليل عند ريم بالرغم من انه يوم سما لتتوجه الاخرى بسرعة نحو غرفة سما، دلفت ريم للداخل لتنظر الى سما متحدثة بابتسامة هادئة:- كيف حالكِ الان سما؟.

نظرت اليها سما لتنظر ريم بصدمة الى تلك الكدمة المتواجدة حول عينيها باللون الازرق لتتحدث بأسف واشفاق:- اعتذر سما، فلقد حاولت معه بان لا يدلف لكِ من الاساس.

اعتدلت سما وقد تألمت كثيرًا من الحركة فجسدها ايضًا مزين بالكدمات الملونة لتخاطبها بغصة:- وما ذنبكِ انتِ فيما حدث لتعتذري؟.

بدأت في البكاء بقوة ما ان رأت اشلاء الدببة لتتوجه ريم اليهم في محاولة لتجمعهم، ولكن بلا جدوى، خاطبتها سما بعد مدة وهي ترى نسبة الاستحالة المعدومة في اصلاحهم:- دعيهم ريم ، لا عليكِ فلن تستطيعين اصلاحهم كما كانوا مسبقًا.

توجهت ريم نحو الدولاب لتخرج حقيبةً بلاستيكية كبيرة لتضعهم فيها لتخاطب سما بعد ذلك:- فقط سأضعهم الان، وفيما بعد سوف نقوم بإصلاحهم معًا سوف احضّر لكِ الطعام لتتناولي افطاركِ.

خرجت ريم لتعود بعد عدة دقائق، وفي يدها صينية افطار  لتضغط على عينيها بسبب الم يدها:- تناولي افطاركِ، سأقوم بإيصال الاولاد لمدارسهم واعود قبل ان يذهب الباص.

نظرت سما الى طعام الافطار لتومئ لها بهدوء، بعد مدة عادت ريم لتجد الطعام كما هو لتخاطبها موبخه اياها بخفة:- لماذا لم تأكلي سما لقد احزنتني.

نظرت سما الى ريم نظرة طويلة اثارت الاستغراب في نفسها لتخاطبها :- ريم اريد ان اخبركِ شيئًا حدث معي.

اكملت بتردد بعدما اومأت لها ريم التي بدأت بالقلق:- لقد حلمت حلمًا ولكنه كان اشبه بالواقع كثيرًا وتذكرت عندما أخبرتني عن حلم انتِ حلمتي به.

قاطعتها ريم مستفسرة:- عن اي حلم تتحدثين.

اجابتها سما ببعض التردد:- ذلك الذي يمت للجن العاشق بصلة، فانا حلمي كان اشبه به.

نظرت اليها ريم وهي تفكر بعقلانية:- سما ، لابد وان تخبري ابراهيم بذلك الحلم، فلابد له ان يسأل الشيوخ في ذلك.

قاطعتها سما بسرعة:-  لا اريد، فقط اخبريني ما الذي قمتِ به، وانا سأفعل مثله.

اجابتها ريم بتذكر:- ولكني لم افعل شيء البته، انا لم اروي ذلك الحلم لأحد من قبل ولكني راجعت نفسي وتصرفاتي وعلمت بان السبب لا بد من ان يكون تقصري في حق الله فأصبحت اواظب على الصلاة وذكر الله والاستغفار وايضًا واظبت على اذكاري وقراءة القران فلم يتمادى معي ذلك الجن، ولكنك سما اعذريني لا تقيمي صلاتك مطلقًا.

اغمضت سما عينيها لتزفر متنهدةً:- اعلم، ولكن اخشى ان يعتقد ابراهيم انني اختلق هذا الكلام.

نظرت لها ريم بإشفاق:- لا اعتقد انه سوف يتخيل ذلك، ولابد  وان تفعلي شيء حتى لا تفسد جميع نواحي حياتكِ، عندما يأتي اطلبي منه ان تتحدثي معه بهدوء.

خرجت ريم من عندها بعد ان اقنعتها ان تنتظر ابراهيم لتروي له عن ذلك الحلم.

***____****____***

بعد مرور اسبوع كامل كانت ريليان خارجة من باب مدرستها وهي تنتظر سارة لتذهبا سويًا نحو المنزل بعد ان ذهبت رلين مع ديفيد بعد ودعاها فلقد كانت متحمسة لذلك اللقاء الذي سوف تشاهد فيه كيفية الصلاة، تريد ان تتقنها جيدًا فلقد حفظت سورة الفاتحة كاملةً واخر ثلاث سور من القرآن الكريم كما طلب منها سليم.

طوال هذا الاسبوع كانت تقرأ من الكتيبات بجانب دراستها، كانت ايضًا تدافع عن المسلمين في منزلها عندما يتم ذكرهم فهذا حق عليها كم علمت، اجل لقد اصبحت متشددةً في ذلك ولا تسمح لعائلتها البته بان يتمادوا في ذلك، اما بالنسبة ل أمبر فقد اخبرته في محاولة منها للتهرب منه بان لا يزورها الا بعد ان تنتهي اختباراتها وقد احترم الاخر رغبتها تلك.

نظرت الى سارة التي تقدمت منها لتتوجه اليها معانقةً اياها بحب :- لقد اشتقتُ اليكِ كثيرًا.

ابتسمت لها ساره بحب تبادلها الابتسامة:- وانا ايضًا اشتقتُ اليكِ، هل سوف تأتين معي اليوم؟.

اومأت لها بتأكيد:- بالطبع سوف آتي فلقد اشتقت لخالتي ابتهال جدًا.

ابتسمت لها سارة لتتوجها نحو الطريق العام لتنظر الى ثياب ريليان المتكونة من سروال واسع وقميص يخفي ذراعيها كاملًا ولم يتبقى سوى شعرها طليق لتتحدث ريليان متفهمةً نظرتها:- لن ارتدي الحجاب الان سارة ف مازالت عائلتي لا تعلم بإسلامي، حاولت ارتداء ثياب طويلةً ومحتشمةً لكنني لم اجد غير هذه الثياب، واحمد الله عز وجل بان المدرسة تسمح بارتداء الثياب التي تعجبنا في فترة الاختبارات.

خاطبتها سارة متذكرة:- صحيح كيف قدمتي اختبارك؟.

اجابتها ريليان بابتسامة شاكرة:- الحمد لله، لقد كان سهلًا بتوفيقه، وانتِ كيف كان.

تنهدت سارة براحة:- الحمد لله لقد كان سهلًا ايضًا.

ابتسمت اليها ريليان بسعادة لتكملا سيرهم، نظرت ريليان نحو الطريق لتجد احد الاشخاص يتقدم منها فتحت عينها على مصرعهم لتنظر الى سارة التي كانت تحدثها برعب.

             ««::::::::::::::-:::::::::::::»»

صراعٌ ولكن ( مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن