الفصل (36)

330 32 122
                                    

***____****____***

لكَ الحمد يا ربّ أن المضائق في طياتها الفرج والشدائد تهون ثم تزول، وأنّ اليسر مع العسر

فلا‏ يُقلقك تأخر ساعة الفرج ‏فـ لله حكمة ان يخلص قلبك من كل ما هو دونه ، فلا يثق الا بالله ولا يرجو الا الله، فلا تيأس سيأتي الله بأيام تنسيك مرارة الظلم سيأتيكَ بالفرج فجأة كما أتاك الابتلاء بغتة، ثق بالله ولا تيأس.

***____****____***

قبل ساعة من الان، عندما وصل همام المنزل تفاجئ من ارتماء سارة بين احضانه تشهق بقوةٍ كبيرة تزيد من تشبثها به، ابعدها عنه بقلقٍ كبير متسائلًا:- ما الامر سارة هل انتِ بخير، هل امل بخير اخبريني.

عاودت احتضانه بقوة متحدثة بصوت مكتوم:- الحمد لله انكَ بخير، لقد مِتُ قلقلًا عليك.

تنفس براحةٍ كبيرة ليلف يديه نحوها يطمئنها:- لقد كنتُ في المسجد بعد ان انتهيتُ من موعدي، اعتذر ساره لأنني اقلقتكِ.

دفنت وجهها في ثناياه وهي تبتسم براحة كبيرة حامدة الله لوجوده سالمًا امامها، ابتعدت عنه وهي تمسح دموعها:- لا تعتذر، ما يهم انكَ تقفُ امامي وبخير.

تنهد باسمًا لو تعلم ما به من غُمٍ لما تحدثت هكذا امسك بيدها مخاطبًا:- هل نامت أمل؟ أم ما زالت مستيقظة.

اشارت على الاريكة ليجد الاخرى تغط في نومٍ عميق محتضنة دميتها بطفولةٍ يعشقها، سار عدة خطوات نحوها ومازال ممسكًا بيد سارة ليجلس بهدوء بعد ان قبل وجنتيها، جلست بجانبه وهي تشعر بقلقٍ من ملامح وجهه المتوترة، فاخذ نفسًا عميقًا ناظرًا لسوداويتها بارتباك:- سارة اريد ان اخبركِ بشيءٍ ما.

ابتلعت ريقها بترقبٍ مما سيقول ليقربها منه واضعًا رأسها كتفه، حاولت الابتعاد ليقوم بضمها بقوة وتملك اغمض عينيه متحدثًا:- لقد اوصاني سليم عليكِ سوف يغيبُ لمدة ثم يعود.

ابتعدت عنه بعدما حررت نفسها من احضانه بصعوبة:- هُمام اخبرني الحقيقة هل سليم بخير، انظر اقسم لك انني لا اشعر بالراحة منذ الامس ارجوك اخبرني.

نظر لها متحدثًا بعد فترة:- لا تقلقي انه بخير فقط...

بتر جملته بترددٍ مما جعلها تبدأ بذرف الدموع امسكت بيده متوسلة تحثه علل الاكمال:- هُمام أرجوك قل لي هل هو بخير ام لا، لا تصبني بالجنون  لا تقل ان امي ليست بخير.

وضع يديه على اكتافها كي يهدأ من روعها:- لا داعي لقلقكِ انهم بخير، فقط بعض المشاكل مع سليم.

اخذت نفسٌا عميقًا لتتحدث بهدوءٍ بخلاف ما بداخلها:- اخبرني بالحال ما به اخي.

ضيق عينيه بترقبٍ ليتحدث بسرعة:- انه في السجن .

توقعها ان تبكي ان تضحك ثم تنهار ، ان تكذبه و تستهزأ به لكن جمودها وهي تنظر اليه بخلو وجهها من المشاعر اقلقه، اعتدلت بهدوءٍ لتخاطبه:- اريد ان اذهب لأمي من بعد اذنك.

اعتدل واقفًا ليتبين فرق الطول بينهم كاد ان يمسكها لتبتعد عنه بذات الهدوء وهي تتحدث:- هُمام لا اريد ان نتأخر، من المؤكد ان امي وخديجة ليستا بخير، خُذ امل معك وسأوافيك بعد ان انتهي من ارتداء ثيابي، لن أتأخر.

تركته متوجهة نحو غرفتها دون اعطائه فرصةً للرفض او القبول، حمل امل بين يديه ليتوجه نحو الخارج قاصدًا سيارته التي تركها امام الباب.

بعد مدة كانت سارة محتلة المقعد المجاور له واضعة رأسها على زجاج السيارة وبين الفنية والاخرى يلقي نظرة عليها، هل يخبرها الان بمرضه ، هل يستغل هدوءها وتكون مصيبتين في مصيبةٍ واحدة، اغمض عينيه مخرجًا نفسًا عميقًا مما جعلها تلتفت اليه متسائلة بتعجب:- ما بك مام هل انت بخير.

حمحم صوته متسائلًا:- سارة ما هي ردة فعلكِ لو كنتُ انا بالسجن.

اجابته بهدوء وهي مغمضةُ العينين:- كما هو حالي الان، قُد بسرعة همام ولا تتفوه بأي حرف .

نظر للطريق امامه ليظهر بيت سليم فخاطبها بتوتر :- امممم اخبريني اذًا ما هو حالكِ لو اخبرتكِ انني مُصابٌ بورمٍ دماغي.

التفتت اليه بسرعة كمن لدغته افعى لتتحدث بشفتين مهزوزتين:- تمزح أليس كذلك، هيا اخبرني انك تمزح.

بدأت دموعها تنساب بغزارة ليمسك بكفيها باسمًا بغصة:- اهدأي ليس بي شيء.

نظرت اليه بعيونٍ ذابلة ليوقف سيارته امام منزل سليم، ترك يديها مترجلًا من مقعده ليتوجه نحو بابها فاتحًا اياه استندت عليه لتخاطبه بضعف:- احضر أمل وانا سأسبقكم.

اومأ لها لتبتعد عنه قليلا متوجهة نحو الداخل سامحة له المجال بإحضار امل وقبل ان يفتح الباب الخلفي  للسيارة حيث  كانت تنام الاخرى ، استمع لصوت ارتطام بالأرض التفت بسرعة كبيرة ليجدها تفترش الارض اسرع نحوها جاثيًا على ركبتيه ليضرب وجهها بظهر كفه بخفة وخوف، اعتدل وهو يحملها كعصفور صغير متوجهًا نحو الباب طارقًا اياه ببعض القوة وقلبه يكاد يقف وهو يرى شحوب وجهها.

فتحت ابتهال الباب بعد ان شاهدتهم من خلال العين العاكسة ليضعها على الاريكة التي تقابله، سألته بقلقٍ كبير:- ما بها هُمام.

اجابها بدموع مترقرقه في عينيه:- وقعت مغشيٌ عليها، امي احضري بعضَ العطر.

دقائق وكانت ابتهال تقف أمامه وهي تناوله زجاجة العطر فأخذها منها يقربها نحو انفها لتبدأ الاخرى بالاستيقاظ نظرت اليه بتشويش لترتمي بين احضانه تبكي بقوة متذكرة حديثه في السيارة، جلست ابتهال بجانبها ماسحة على ظهرها بحنانٍ لتلتفت اليها سارة دافنة نفسها بين ثناياها فاعتدل هُمام كي يحضر أمل من الخارج، قبلت ابتهال رأس سارة بحنان:- عزيزتي، كفاكِ بكاءً واخبريني ما بها صغيرتي.

جلست خديجة بجانبها بعد ان وضعت حجابها على رأسها لتتحدث سارة بشهقاتٍ كبيرة:- هل سليم في السجن حقًا امي.

و بصوت ضعيف ظهر عليه الكِبر والاسى اجابتها بحزن وغصة:- مع الاسف صغيرتي صحيح، لكن لا تقلقي سينجيه الله منهم، انا واثقة من الله وانتِ امسحي دموعكِ هذه لن تفيد بشيء.

وضعت رأسها على قدميها بهدوءٍ حابسة دموعها بصمت لترجع خديجة رأسها على ظهر الاريكة بتفكير، ترى ما الذي قصدته والدتها بحديثها وعن اي تسجيل صوتي تحدثت، قاطع تفكيرها صوت همام وهو يحمحم بصوته لتعطيه ظهرها بسرعة.

اعتدلت سارة لتتوجه اليه متحدثة بصوت ضعيف وهي تشير نحو غرفةٍ ما:- ضعها هنا في هذه الغرفة ويمكنكَ النوم معها ان اردت، سوف انام بجانب امي هذه الليلة من بعدِ اذنك.

اومأ لها مقبلًا جبينها بحب وهدوء لتمسك بيده قبل ان يذهب بألم في قلبها:- هُمام اخبرني هل ما قلته في السيارة كان صحيحًا.

ابتلع ريقة بتوترٍ ليبتسم لها وهو يخاطبها بعد ان قبل جبهتها مرةً اخرى داعيًا الله بأن تصدقه:- انني بخير سارة وليس بي اي شيء، كنتُ اريد ان اعلم من منا اقربُ لقلبكِ.

اكمل غامزا بعينه اليمنى:- يبدو انني محتله بالكامل ولا يوجد مساحةٌ لسليم او أمل ايضًا.

ظهرت شبه ابتسامة على شفتيها متحدثة بضعف:- انتَ لا تعلم المجهود الذي بذلته كي ابقى بذلكَ الثبات، انتَ تعلم ان ثلاثتكم مشتركين فيه، اليس كذلك؟.

زم فمه بضيقٍ ليجيبها ناظرًا اليها بتملك:- لكني اريده وحدي سارة.

وضعت كفه على قلبها لتجيبه بابتسامة اسرت قلبه:- كلٌ منكم له مكانه هنا هُمام، لا تعبس انتَ زوجي ورفيقي للجنان وانا احبك وانت تعلم ذلك، سليم اخي وسندي ووالدي قبل اي شيء، وأمل ابنتي واختي. لذلك جميعكم متشاركين فيه اليس كذلك.

تنهد بقوة قبل ان يخاطبها بهدوء:- دُليني لغرفتكِ اريد ان انام فيها، على الاقل اشعر بكِ.

اقتربت منه واضعةً قبلة على وجنته ثم ابتعدت نحو احدى الغرف لتفتحها له، نظر اليها بعيون تفيض عشقًا لكنها ممزوجة ببعض الخوف والالم، فأغلقت سارة الباب خلفها تاركة قلبًا يكاد يتوقف مجرد تخيله انها ستتركه او يتركها في هذا العالم

          ««:::::::::::::-::::::::::::»»

تقلبت ابتهال في نومها فقد كانت تتوسط الفتاتين، سارة على يمينها وخديجة على يسارها مختبئين بداخلها كالأطفال الذين يخشون ترك والدتهم لهم

التفتت برأسها نحو خديجة التي تتشبث بيدها وكأنها تخاف ان تتركها، انها تشفق عليها حقا، مازالت صغيرة لتواجه كل ما واجهته من ابتلاءات، لكن لعله تكفير عن ذنوبها السابقة، او اختبار لحياتها الجديدة فالله له حكمة دائمة في كل امر.

استمعت لاهتزاز هاتف ما لتحاول تحرير نفسها من تعلق الفتاتان بها فقد كانت سارة متعلقة بها هي الاخرى، نظرت للهاتف لتجده خاص خديجة لتأخذه وهي تجيب جوليا بسرعة كبيرة لكنه بصوت منخفض.

تحدثت جوليا بترقب:- ريليان!.

اجابتها ابتهال باسمة وبصوتٍ هامس:- الا تنفع والدة خديجة.

ابتسمت جوليا ابتسامة صغيرة لا تعلم لماذا شعرت بالغيرة من كلمة ابتهال انها هي والدتها وهي الاحق بهذه الكلمة، تغاضت عن الامر قليلًا لتجيبها متجاهلة ما سمعته:- لقد انتهى شحن هاتفي اثناء حديثي مع ريليان ولم اكمل لها.

تنهدت ابتهال براحة كبيرة هذا يعني ان جرير لم يعلم انها اخبرتهم او انه لم يصيبها بأذى، اكملت جوليا حديثها:- بما ان الامر يخص ابنك سليم فاستمعي الي جيدا، بدايةً انه مسجون لمدة خمسة وثلاثون سنة ولا يمكنه الخروج الا اذا تمت تبرأته اي اذا تم اثبات التسجيل الصوتي انه لرلين فهذا يخفف عقوبته، وسوف اشهد انه تم زواجها بموافقتي هذا ثانيًا، لكن يتبقى مسألة الاختلاس وتبيض الاموال والنصح في مكان عام وبصراحة هذا لا شأن لي بهم.

ابتسمت ابتهال بسعادة كبيرة لمساندتها ومساعدتها لهم ايضًا فلم تتوقع هذا منها مطلقًا، خاطبتها شاكرة:- لا اعلم كيف اشكرك سيدة جوليا ان تم تخفيف الحكم عنه لن انسى صنيعك هذا.

اجابتها جوليا بهدوء:- انني افعل هذا من اجل ابنتي وحفيدي القادم فانا لن اقبل ان يكبر بدون اب سيدة ابتهال، ثم ان لا احب ارى الظلم و بمقدوري مساعدته، علي ان انهي الاتصال الان وعندما تستيقظ ريليان اخبريها ان تهاتفني.

اومأت لها وكأنها تراها مجيبةً اياها بسماحة:- حسنًا لا تقلقي، في امان الله.

زفرت براحة كبيرة لتتوجه نحو المرحاض كي تتوضأ وتصلي لله تعالى تناجيه في جوف هذا الليل.

استيقظت خديجة وهي تشاهد ابتهال امامها تصلي، اعتدلت ناظرة لسارة التي تأن بهدوء لتضع يدها على كتفها تهزها بخفة، فتحت الاخرى عينيها ببطء لتبتسم متحدثة بلطف:- صباح الخير، انهضي كي لا تفوتنا صلاة القيام يبدو ان امي سبقتنا هذه المرة.

نظرت سارة نحو ابتهال التي كانت تصلي بخشوع لتعتدل واضعة يدها على جبينها تمسده بهدوء، تابعت خديجة التي تضع يدها على معدتها متوجهةً نحو المرحاض لتبتسم بهدوء متوجهه نحو الخارج كي توقظ همام هو الآخر.

بعد ان ادت صلاتها ودعت لزوجها بدأت في حفظ بعض الآيات فقد وصلت للجزء الخامس والعشرون، زفرت بإرهاق فالجنين ركلاته تؤلمها، اغلقت مصحفها لتعتدل في جلستها متوجهه نحو ابتهال النائمة ف سارة ذهبت عند همام،

توسدت احضانها بقلب ملؤه الخوف وقبل أن تنام رددت :-" اللهم اجعلني استيقظ علي خبر يحيّي قلبي و ييسر صدري ويمحي حزني يا رب بشرني بما أنتظره منك وانت خير المبشرين، يا رب ارح قلبي وعقلي ونفسي وجسدي وابعد عني ما يزعجني ربي خفف على نفسي كل ألم أشعر به ومدني بالصبر ومن بعد صبري فرحة تسكن أعماقي يا رب العالمين "

««:::::::::::::-::::::::::::»»

رفع سليم عينيه للأعلى وهو يدعو الله مناجيًا ان يكون معه وان يخرجه من كربته هذه، انتبه للشخص الذي جلس بجانبه ليجده شابًا ابيض البشرة في اواخر العشرين من عمره، فابتسم له بهدوء منا جعل الاخر يهمس له متحدثًا:- اسمي رامي وانا اعمل كطبيب في مشفى كبير لدي طفل بعمر الخمس سنوات وطفلة في بداية عامها الاول، لقد تم زجي هنا ظلما لقد قمت بالتبليغ عنها لانهم يقومون بتجارة الاعضاء لكنهم نفوا ذلك واخرجوا نفسهم بسهولة، وانت ما هي تهمتك.

نظر اليه سليم بهدوء ليأخذ نفسا عميقا قبل ان يجيبه:- اسمي سليم شيخ وداعية اسلامي متزوج وزوجتي حامل بطفلنا الاول، بصراحة قضيتي معقدة اكثر منك بعض الشيء لأنها اكثر من تهمة لا يمكنني تحديدهم لأني لست مستوعبًا لهم بعد.

تحدث رامي بهمس ببعض القلق بعد ان نظر حوله:- ءأنت الدكتور سليم محمد صاحب ندوات "رحلة الايمان والاسلام"

اومأ له سليم بتأكيد ليهمس له رامي بتحذير:- احذر انهم يكرهونك للغاية، انهم لا يحبون ان يستمعوا لبرنامجك المسجل فكما تعلم لا يوجد تلفاز فقط نستمع عبر المذياع.

ثم اكمل بإعجاب كبير:- كنت اتمنى ان القاك فانت تعطي معلومات قيمة ومفيدة، واحمد الله الذي لقاني بك، اياك ان تخبرهم انك سليم محمد سوف يفتكون بك.

ابتسم له سليم وبهدوء يحسد عليه وهو يجيبه:- لا يهمني رامي ان علموا ام لا، ما دمت لا افعل شيء معيبا لا اهتم، اخبرني رامي من الشخص الذي تحدث معي بغلظة.

تنهد رامي بضيق قبل ان يجيبه:- انه رئيس المسجونين هنا وكلمته مسموعة، حاول ان تكسب وده والا لقيت حتفك عند اول منعطف.

اجابه سليم بعدم مبالاة:- لا يهمني رامي ودعنا نصلي الفجر، هل انت مستعد؟.

اجابه الاخر بابتسامةٍ سعيدة:- اجل انني مستعد.

رفع سليم يديه بمحاذاة اذنيه ليشرع في الصلاة وبجانبه رامي المبتسم يؤديها خلفه. 

««:::::::::::::-::::::::::::»»

زفرت ريم بقوة متحدثة:- لقد مللت حقًا، ارجوكما لا تتحدثا عنه امامي، لقد جئت عند والدتي كي اريح رأسي منه.

هزت سنابل رأسها بقلة حيلة:- ريم نحن نتحدث لمصلحتكِ، وانت تعلمين ذلك ثم انـ

قاطعتها كيان متحدثة بضجر:- سنابل اغلقي على الموضوع ثم ألم تكوني تخبريها ان طلاقها افضل لها و لأولادها، ما الذي جد في ذلك.

ضحكت سنابل بقوة:- انظروا من التي تتحدث، التي كانت ترفض طلاقها والآن متمسكة به، كيان حبيبتي نحن نتحدث عن ابراهيم الذي لا خلاص منه لذلك عليها ان تكسبه في صفها، عليها ان تبعد سما عن طريقه، لقد اعطيتها بعض النصائح كي تطبقها عندما تعود اليه، واتمنى ان يفلح ذلك معه.

اجابتها كيان ببعض الضيق والنفور:- لكنه زانٍ وسكير ايضًا سنابل، انه لا يستحق كلمة رجل، واجل لقد اخبرتني انكِ اعطيتها بعض النصائح.

اسرعت سنابل بالتحدث منصدمة مما تسمع:- ريم هل اخبرتها عن النصائح مازالت كيان صغيرة على ذلك، يا فتاة هل عرفتيهم.

اجابت الاثنتين بصوت مرتفع وفي آن واحد:- لا لم اخبرها /لم تخبرني.

تنهدت سنابل براحة كبيرة لتتحدث ريم بعد مدة:- هل اخبرتكما عن مضمون آخر محادثة بيني وبين المدعو زوجي.

نفت اثنتاهم لتتحدث ريم ببعض الغصة:- لقد كنت اهاتفه مثل اي محادثة بينتا ثم اخبرني انه مشغول وقبل ان يغلق قال انه يساعد سما في تنظيف المنزل

اكملت ضاحكة بسخرية كبيرة:- هل تتخيلان عمن اتحدث انه ابراهيم بشحمه ولحمه الذي لم يكن يساعدني او حتى يرفع ابرة في المنزل، تعلمان ان معظم طعامهم جاهز! وحتى ان اعدت الطعام يقوم بمساعدتها، اقسم انني لا اطلب الكثير فقط اريد الخلاص منه.

تدخلت كيان بالحديث بسرعة:- اطلبي الطلاق ريم هذه فرصتكِ، اخبري والدتكِ بانكِ تريدين الطلاق، او اخبري كبار عائلتكِ وسيقفون بجانكِ.

تحدثت سنابل بهدوء بعكس اندفاع كيان:- عمتها وزوج عمتها يعلمان بأنه متزوج.

عقدت كيان بين حاجبيها ببعض الضيق بتذكر:- ولماذا لم تخبراني بذلك وايضًا لم تخبراني النصائح تلك، لقد خاصمتكما.

اجابتها سنابل مازحة باستفزاز:- يا فتاة هذه مواضيع للكبار لا تتدخلي انتِ، هيا اغلقي واخلدي للنوم ولا تنسي ان تقومي بتفريش اسنانكِ وان تحكمي الغطاء جيدًا لا نريد محادثتك.

قلبت كيان عينيها للداخل وهي تجيبها:- انتِ مملة سنابل، اعترفي لا تستطيعين خصامي.

تحدثت ريم بضجر:- هي انتما لا تبدأن الان، سينتهي الامر ب بكاكِ كيان فدعوني اخبركم بسرٍ ما.

انتبهت الاثنتين اليها لتتحدث بابتسامة صادقة:- احبكما ولا استطيع الابتعاد عنكم، ولا اعلم ما الذي سيحدث لي ان تركتكم.

تحدثت كيان بغرور مصطنع:- قديم اخبرينا غيره.

اكملت ريم بغصة كبيرة:- اخاف ان اعود لإبراهيم وتحدث مشكلة ان علم بذلك، ولا اعلم ان اخبرته سما بانني احادثكم ام لا، تعلمان انني اخبرته بانني اريد ان احمل تطبيق للتواصل الاجتماعي (الواتس اب) اخبرني ببروده وغطرسته المعهودين وهل تحتاجينه بشيءٍ مهم؟ لا يوجد لكِ اصدقاء ولا اقارب ولا حتى أي شخص امكِ وانا نحن فقط من يحادثكِ لذلك لا تحتاجينه.

اكملت متنهدة بثقل:- أتعلمان انا من الاصل لا اريد هذا التطبيق فهو سيراقبني عن طريقه ولكن اردت ان اعرض عليه الموضوع لشيءٍ في نفسي.

تنهدت سنابل بقوة فقد أرادت تغير الموضوع لتخفيف عنها لتتحدث بجدية بعد ذلك:- أتعلمان اخرُ حلمٍ حلمت به؟.

نفتا بجهل منتبهتان بحماس فأحلام سنابل حقيقية وواقعية انها تحلم بأحلامٍ مستقبلية ترى مصير الشخص بقدرةٍ الاهية.

اخذت سنابل نفسًا عميقًا قبل ان تخبرهم:- رجلٌ متدين وبالأخص شيخٌ وداعية اسلامي مشهور متزوج، عريض المنكبين نوعًا ما فارع الطول انه الان في السجن ظلمًا، لكن الاهم ان الذي خلف الموضوع سيقوم بإرسال شخصٍ لقتله عن طريق قنبلة ستوضع اسفل سريره ويعتبر الامر بعد ذلك مزحة.

اوقفتها ريم صارخة بقوة:- انتظري سنابل، هل اسمه سليم محمد

اومأت سنابل بتأكيد بتذكر: اجل اسمه سليم ل لكن لم يظهر اسم والده.

فتحت ريم عينيها بقوة صادمة مما تسمع لتخاطبها بقلق:- ولماذا تم سجنه سنابل انه شخصٌ لا يؤذي نملة ما التهمة الموجه ضده.

ثم انتبهت متسائلة:- لحظة سنابل من اين عرفتي تفاصيل  سليم هذه.

رفعت سنابل كتفيها كدلالة بعدم علم:- لا اعلم سوى انهم سيحاولون قتله كل ما سمعته هو همس بأنهم سيضعون قنبلة تحت فراشه.

ثم اكملت بغرور:- مِن مَن برأيك علمت؟ بالطبع من آريس، لكن اخبريني هل تعرفينه ريم.

اومأت ريم بقلق كبير:- كان يجب ان توقع ذلك، عمومًا اجل اعرفه انه ابن صديق والدي رحمهم الله  لقد طلبت امي منه ان يساعدني مسبقًا في مشكلتي مع ابراهيم لكني رفضت ان يعلم أي شخصٍ عداكما.

تساءلت كيان بتفكير:- اريد ان اعلم ما التهمه الموجهة اليه ربما لم يكن مظلوم.

ثم تابعت بتذكر:- صحيحٌ سنابل كيف حال عائلتك المتبناة.

ابتسمت سنابل ابتسامة حانية:- بخير الحمد لله، لكن للتصحيح انا انتسب لعائلتي الحقيقية وليس لعائلة آريس، هو فقط تكفل بي، لا تقلقي فآريس وديالا يعاملونني وكأنني ابنتهم الحقيقة انتم تعلمان انني اسكن في منزل ملحق معهم كيان.

ابتسمت كيان من صوت سنابل الدافئ لتتحدث ريم بعجالة:- اكملا مع بعضكم البعض سوف اذهب لأخبر والدتي

وقبل ان تغلق تساءلت بتردد:- يا فتيات كدت انسى، هل يمكنني زيارة سليم في السجن واخباره بنفسي ارغب بمقابلته وبشدة.

اجابتها كيان بهدوء:- لا يمكنكِ ذلك ريم، فخروجكِ من المنزل بدون اذن زوجك تلعنكِ الملائكة عليه، و بالتأكيد لن تكذبي عليه ان سألك لاين وسوف تقوم القيامة ان علم انكِ ذاهبة لرجل فهو دائمًا يظن بكِ خيرًا، لذلك انسي يا فتاة.

اكدت سنابل حديثها لتجيبهم ريم بعناد احمق:- سوف اذهب اليه كيان ربما يكون هذا سببٌ للحصول على حريتي وطلاقي منه لن تمنعاني انتهى الامر.

زفرت سنابل بقوة عندما اغلقت ريم الهاتف لتخاطب كيان بحنان:- اذهبي لدراستكِ كيان اريد درجةً كاملة اتفقنا، وانا سأغلق فديالا تريد انن تخلد للنوم.

اومأت لها كيان بابتسامة:- في امان الله.

««:::::::::::::-::::::::::::»»

تقدم سليم من الغرفة ولا يعلم لماذا يشعر بالارتباك،  دقات قلبه في تسارع انه متوتر من هذا الزائر المفاجئ، انه منذ شهر لم يزره اي شخص سوى همام لإخباره باخر التطورات مع عائلته، لقد اصبحت زوجته في منتصف شهرها السادس ودراستها منزلية كما طلب منه لتكون سارة مشتركة معها في الدراسة والتي جاءت لبيته ولم تغادره حتى الان، لقد علم خاله هاشم بخبر سجنه واراد التدخل لكن لم يستطع ف الأدلة ضده قوية جدًا، فتح باب الغرفة ليدلف بتردد كبير لتقابله فتاة ترتدي الخمار الاسود ولا يظهر منها اي شيء اخفض بصره مستغفرًا ربه لتتقدم منه الاخرى بتوترٍ اكبر

حمحم سليم بصوته متحدثًا بهدوء:- تفضلي يا انسة ماذا تريدين .

تأملته بتفصيل كبير لتتنهد بثقل وهي تجيبه:- اريدك.

««:::::::::::::-::::::::::::»»

صراعٌ ولكن ( مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن