الفصل (28)

351 35 334
                                    

***____****___***

اللهم ارزقنا حبك وحب من يحبك، اللهم لا تمنع بذنوبنا فضلك ورحمتك يا أرحم الراحمين ويا أكرم الأكرمين، اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا، ولعل قارئًا منكم يصلي على النبي فيزيدني بها درجة ويزيده درجات .

***____****____***

ارتجفت أوصالها ولم تشعر بقدميها تحملانها خاصة وهي تشاهد اندلاع النار التي بدأت بالتهام البيوت من حولها، ازدردت ريقها بصعوبة بالغة وهي تجبر قدميها على المواصلة قابضة على معدتها بخوف كبير، جابت بعينيها نحو المتواجدين الذين يساعدون في إخماد الحريق المشتعل وقد تكاثف الدخان الأسود في السماء تزامنًا مع المساء يعلن عن انسدال خيوط الظلام، لكنها لم تجده بينهم كتمت شهقةً خرجت منها وهي تشاهد نقالة الإسعاف التي تحمل شخصًا لا يتبين أي شيء من ملامحه من كثرة الخروق التي تخالطت مع اللون الاسود، اغمضت عينيها بقوة من المنظر التي تراه أمامها وهي تكاد تفرغ ما في جوفها من هول ما تراه، بدأت تتقدم وهي تشجع نفسها على المضي قدمًا للأمام داعية الله بأن يكون سليم بخير وان يحميه من أي سوء.

وأخيرًا وجدته يقف أمام ذلك المخبر الذي يتصاعد منه ألسنة النيران، أسرعت الخطى نحوه لتمسكه من يده مما جعله ينظر إليها بصدمةٍ تحولت لغضب كبير، جز على أسنانه يخاطبها بصوت مكتوم كي لا ينفجر فيها:- ما الذي أتي بكِ الى هنا ريليان عودي للسيارة ألم اخبركِ ألا تخرجي.

حركت رأسها بنفي لتجيبه بتصميم:- لن أذهب وحدي سليم، هيّا دعنا نرحل من هنا فأنا أشعر أنه سيحدث شيء ما أرجوك.

أغمض عينيه كي يهدّئ من نفسه وهو يشاهد القلق في عينيها مما جعله يتحدث بنبرةٍ اقل هدوءٍ من ذي قبل:- ريليان المكان هنا خطر عودي رجاءً إلى السيارة وسوف أوافيكِ بعد قليل.

تمسكت بيده قابضة عليها بشدة:- لن أفعل، سوف أبقى معكَ او نذهب معًا.

كاد ان يجيبها لولا استماعه لصوت بكاء رجلٍ وهو يصرخ باسم احدهم ليلتفت اليه بقلق كبير، توجه نحوه مما جعل ريليان تتبعه وتواكب خطواته السريعة، وضع سليم يديه على كتفه  الرجل بقلق:- ما بكَ يا عم.

نظر إليه الرجل وقد ابيضّ شعره وهرم جسده ليتحدث ببكاءٍ متوسل يستنجد به:- ابني بالداخل أرجوك إنه أول طفلٍ لي منذ زمن طويل إنه لم يتعدى الشهرين بعد من العمر لم أستطع ان آخذه أرجوك أنقذه.

فتحت ريليان عينيها بصدمة انه وزير التربية والتعليم " عثمان " الذي رُزق مؤخرًا بأول مولودٍ له وقد منحهم إجازة لذلك، نظر سليم نحو المنزل الذي أشار اليه عثمان وما زالت النيران تستمر في الاشتعال به توجه دون تردد للأمام لتوقفه ريليان بهلع كبير:- أين أنتَ ذاهب سليم هل جننتَ أم ماذا لن أسمح لك بالذهاب.

ابتسم لها بهدوء مطمئنًا اياها بلطف:- إنه يحتاج للمساعدة سوف أكون بخير .

بدأت بذرف الدموع وهي تتشبث بيده مانعةً اياه من مواصلة سيره:- لن أسمح لكَ بالمخاطرة في حياتك، لا أريد خسارتكَ سليم ألا ترى النار التي لا ترحم أحدًا أرجوك لا تذهب.

ربت على يدها المتشبثة به متحدثًا بأكبر قدرٍ من الطمأنينة في نفسها:- قُل لن يُصيبنا إلا ما كتب الله لنا ريليان، دعيني أذهب كي أستطيع إنقاذه انه صغير ويحتاج لمساعدتي، هيّا اتركيني من فضلكِ لا يوجد وقت.

نظرت الى عثمان الذي يمسك زوجته التي تبكي يحتضنها مانعًا إياها من التقدم للأمام ويبدو ان الاخرى تحاول إنقاذ وليدها، أغمضت عينيها وهي تضع نفسها مكانها لتنظر اليه برجاء عندما مسح دموعها برقة:- أرجوك سليم كن بخير من أجلي ومن أجل طفلنا القادم، و لن أسامحك إن حدث لك مكروه، عدني بذلك.

اومأ لها وهو يأخذُ نفسًا عميقًا ليتوجه نحو الداخل بعد أن وعدها داعيًا الله بأن يكون الطفل بخير، التفتت ريليان نحو زوجة عثمان والتي لم تتوقف عن الصراخ باسم طفلها "محمد" إنها سيدة في أوائل العقد الرابع ترتدي عباءه خضراء وتضع وشاحًا على رأسها بإهمال يبدو انها وضعته وهي مستعجلة، تقدمت نحوها بخطى مترددة لتجلس أمامها على ركبتيها متحدثة بتردد:- سوف يكون بخير خالتي لا تقلقي.

نظرت اليها زوجة عثمان " مها " بضياع لتكمل ريليان ببعض الشجاعة:- كفاكِ بكاءً يا خالة ثقي بالله أنه سيُنجي ولدكِ الوحيد أنا واثقة من الله بأنه سيكون بخير، لقد ذهب زوجي لإنقاذه لا تقلقي خالتي.

تحدثت مها بأملٍ وهي تمسك يد ريليان:- هل حقًا ذهب زوجكِ ابنتي، هل سيكون طفلي بخير؟ هل سيكون وحيدي وقرّةَ عيني بخير!.

هزت ريليان رأسها بتردد فمن المستحيل نجاة طفلٍ من بين ألسنة النيران هذه، لكن ليس على الله شيء انه لا يعجزه شيءٌ في الارض ولا في السماء، اغمضت عينيها و كلها أمل بأن ينقذه سليم.

صوت البكاء الصادر من الأطفال بخوف ونحيب الأمهات الملتاعة وصراخ الرجال في محاولة الانقاذ كل هذا جعلها تبكي بصمتٍ لما يحدث لهم، شعور أن تفقد من تحب صعب للغاية، تذكرت رلين وكيف غدرت بها كيف دمرت علاقتهم سويًا لكن ربما هي معذورة تريدها أن تعود إليها، عبست قليلًا عندما تذكرت رد فعل سليم عندما قالت له أنها تسامحها لقد ثار غاضبًا وقد حطم زجاج المرآة لم تشأ ان تتحدث في هذا الموضوع أكثر لذلك التزمت الصمت ولم تعقب ففي النهاية تبقى نصفها الآخر لكن في قرارة نفسها قد كُسرت إنها كالطائر الجريح الذي كان يطير ثم كسر إحدى جناحيه فهوى ارضًا.

انتبهت إلى شاب في بداية العقد الثالث يبكي وقد احمر وجهه يريد ان يدلف لإحدى المنازل لكن هناك اشخاص تمنعه من ذلك، سمعته يصرخ قائلًا بلوعة:-
لقد فقدتُ أجمل و أغلى شيءٍ في حياتي زوجتي وبناتي* مي و مرام* رحماكَ يا الله لقد كانوا كل ما أملك.

كم تزعزع جسدها عندما أكمل وصف بناته، لقد قام بوصف إحداهن بتفاحة القلب والأخرى بريحانة العين وصف جميل جدًا للغاية جعلها تحتضن معدتها داعية لله بأن يخرج سليم و الصغير محمد بخير.

««::::::::::::::-::::::::::::::»»

رمشت كيان بعينيها عدة مرات بعدم تصديق لتتساءل بشك:- تمزحين ريم، هيّا قولي لي انكِ تمزحين.

ابتسمت ريم لرد فعل كيان لتجيبها:- أقسم انني اتحدث بصدق.

ابتلعت كيان ريقها لتخاطبها بتوجس:- إذًا أعيدي ما أخبرتني إياه مرةً اخرى .

تنهدت ريم بهدوء مجيبة:- أقول أن إبراهيم انفصل عن سما ورمى عليها يمين الطلاق قبل يومين، أقسم بالله أنني أشعر بالضيق لذلك.

تحدثت كيان بجهل وهي ما زالت على نفس صدمتها:- إن مشاعري مختلطة لا أعلم هل افرح أم ابكي.

زفرت ريم بضيق كبير تجيبها:- أنا اشعر بالضيق لكن إن شاء الله سيعيدها.

زفرت كيان بضيق من رد فعلها لتجيبها:- اصمتِ ريم أسأل الله العظيم أن لا يعيدها، ثم لماذا يعيدها صحيح أنني أشعر بالشفقة لأجلها لكن لا أريد أن تعود قال يعيدها قال، أتمنى ألا تعود للأبد اسمعيني ريم هنا دوركِ عليكِ أن تحتويه وأن تسترديه مرةً أخرى ربما هذا خير لكِ حياة جديده إلهامٌ وبشارةٌ من الله لكِ مـ

قاطعتها ريم بروحٍ خالية:- اُنظري كيان سواءٌ أعادها أم لا مع أول خطأ له معي وسيعود مثل سابق عهده لن أبقى صامتة، كل شخص وله طريقه ثم إن كان على الأطفال في السابق إن كان معتمد على وجود سما وأنها ستقوم بتربيتهم الآن هي غير موجودة فأنا سوف آخذ اطفالي وأعود لبيت أبي.

ابتسمت كيان لرد فعلها لتجيبها بسعادة:- أحسنتِ ريمي هذا هو الرد الذي انتظره منكِ، انظري عليكِ ان تتحدثي معه بالهدوء خلال هذه الايام، لا تقتربي منه كثيرًا وتجعليه يغضب، لا تستحضري اسمها او اي شيءٍ يخصها، لا تذكريها امامه مهما حدث ولا تقولي له اعيدها اياكِ ثم إياكِ ان تفعلي ذلك اجعليه يأخذ قراره بنفسه يا فتاة.

تنهدت ريم بقلة حيلة:- على رأيكِ على راحته، حسنًا سوف أفعل ما تقولينه.

قبضت كيان على يدها تتساءل بتوجس:- هل من الممكن ان يعيدها والان هو فقط يكابر .

احنت ريم زوايا فمها وهي تجيبها:- لا اعلم، عائلتها يريدون إعادتها لكن السؤال هنا هل هي تريد العودة اليه ام لا.

زفرت كيان بضيق حقيقي:- اعلم انها تعشقه حد الجنون لكنها كانت تتربص لفرصةٍ للخلاص منه كما اخبرتيني أليس كذلك؟ اذًا لن تعود.

اجابتها ريم بتوضيح:- أتعلمين انها كانت تخطط لطلاقها كما فعلت بالتحديد، لقد طلبت مني أن أساعدها في حصولها على الطلاق قالت لي بحصولها عليه سوف يكون إبراهيم لي بأكمله او ربما ستسهل عليّ الحصول على طلاقي ايضًا، صحيح انها تحبه لكنه كان يقيدها ويقيد حريتها كانت حياتها عبارة عن سجن هل تفهمين.

اجابتها كيان بمناغشة:- يا أختاه كان الله معها وسهل طريقها ورزقها بشخص أفضل منه يجعلها تعيش كالطير الحر الطليق.

انفجرت ريم ضاحكة لأسلوب حديث كيان وكلامها لتكمل الاخرى:- أتعلمين أنكِ أسعدتني بخبركِ هذا ريم.

ضحكت ريم مرةً اخرى:- اقسم بالله انني قلت انكِ الوحيدة التي ستفرح.

اجابتها كيان بتأكيد:- هذا بالطبع، اساسًا انتِ لا ترين ضحكتي اشعر بنفسي كالمجنونة من كثرة السعادة.

ابتسمت ريم بهدوء لتجيبها:- ادام الله سعادتكِ كيان، سوف اغلق الان لان إبراهيم سيأتي أردتُ أن أخبركِ بآخر الاخبار فقط.

تنهدت كيان براحة كبيرة:- وسعادتكِ ايضًا ريم، حسنًا اغلقي وانتبهي على نفسكِ،

لتكمل ببعض الخجل مع انه امرٌ طبيعي:- قبلي لي خطيبي واوصلي سلامي لأخيه.

ابتسمت ريم لتجيبها ضاحكة متذكرة:- بمناسبة خطيبكِ لم يصنع واجبه انه نعس للغاية لا اعلم لماذا.

ضحكت كيان لتجيبها مازحةً وهي تحمحم بصوتها:- اعتذر ريم كنا نتحدث ليلًا لذلك هو نعس اي السبب مني.

إنفجرت ريم ضاحكة بقوة:- ادام الله سعادتكما اذًا ماذا سأقول لن اتدخل بينكم.

ابتسمت كيان لتجيبها بمحبة:- اللهم آمين، حسنًا اغلقي، اغلقي لا نريد ان تستمعي الى أصوات اغاني مُلحّنها إبراهيم، في امان الله.

اغلقت ريم معها لتتوجه نحو اطفالها تلعب معهم وهي تدعو الله بان تكون الامور القادمة خيرًا.

««::::::::::::::-::::::::::::::»»

ابتسم هُمام بتوتر ليفرك مؤخرة رأسه لتسأله ابتهال بشك:- ما بك بني هل هناك ما تريد قوله بني.

نظر اليها ليأخذ نفسًا عميقًا:- بصراحةٍ اجل لذلك جعلت أمل تذهب مع سارة كي تلعبا، صحيح انني اعتذر لحضوري المفاجئ هذا بدون سابق انذار واحمد الله بأن سليم ليس هنا لكني اريد ان اطلب منكِ طلب واتمنى ان تكوني معي فيه.

فهمت ما يريد لتضحك بخفة لتوتره:- حسنًا انا موافقة وسوف أقوم بإقناعه لا تقلق.

نظر اليها بسعادةٍ كبيره ليتوجه نحوها يقبل رأسها من فرط سعادته:- أشكركِ خالتي أشكركِ.

ضحكت بقوة لرد فعله ثم ربتت على كتفه بهدوء:- كنتُ سأفاتحه بالأمر صدقني لذلك لا تقلق، عندما سيعود سأخبره.

عاد ليجلس في مكانه يخاطبها بتوتر:- لا تقولي له أنني أخبرتكِ، ثم إنني لم أخبركِ انتِ التي استنتجتِ أليس كذلك.

سألته وهي تكتم ضحكاتها:- ألهذا الحد تهابه هُمام ؟!.

نفى برأسه ليجيبها بتوضيح:- لا ليس لهذا السبب لكني أريد ان أحصل على سارة وأن تصبح ملكي لا اريد ان يبتزني بها او ان يحرمني منها، لكن عندما تصبح ملكي سوف أتصرف بهواي خالتي، فقط أنا أكن الاحترام.

ابتسمت له برضا لتتنهد وهي تسأله:- هل تحدثت مع والدتك بني.

ظهرت علامات الحزن على وجهه ليجيبها متنهدًا:- ليس بعد لقد حاولت في الأمس لكنها أغلقت الهاتف في وجهي صدقيني خالتي صحيح أنني أريد أن أعود لكنف أمي لكن من يحتوي تلك الصغيرة! ماذا تفعل دور الرعاية، أمامكِ تمثل أنهم يهتمون بهم لكن في ظهركِ يكونون عكس ذلك، ثم إنّ أمل ليست يتيمةً ما زال لها عائلةً لتهتم بها وتعيش في أحضانهم وحنانهم، مهمها حدث لن اتخلى عنها.

ابتسمت له بإعجاب ليستمعا الى صوت أمل وهي تضحك بصوتٍ مرتفع  لتقترب من همام وهي تختبئ خلفه:- لا تجعلها تمسك بي عمي أرجوك .

تقدمت سارة من همام لتخاطبه بضيق:- ابتعد عنها هُمام

اخرجت أمل لسانها اليها لتتحدث بدموع مصطنعة:- عمي تريد ان تأخذني للساحرة الشريرة كي تحولني لبخار ماء لا تجعلها تأخذني.

رفعت سارة حاجبها تخاطبيها بتوبيخ:- أليس الكذب قبيحًا أمل، قولي الصدق.

خرجت أمل من خلف هُمام لتخاطبها بندم:- اعتذر سارة، حسنًا يمكنكُ الاقتصاص مني لكن عمي هو من اخبرني بذلك فأنا لم أكذب.

زحف اللون الاحمر لوجهها كله لتنظر اليه بضيق مما جعله يتساءل بتعجب:- ما الامر ؟ وما الذي اخبرتها به.

اشاحت سارة بوجهها للجهة الأخرى لتجيبه أمل:- ألم تقل لي اننا سنذهب للتحدث مع اخي سليم كي يصبح لديك طفل انت وسارة والعب معه.

بدأ همام بالسعال بقوةٍ حتى ادمعت عينيه ليتحدث بارتباك ظاهري:- ألم أخبركِ ألا تتفوهي بأي حرف أمل.

نظر الى سارة التي تقف بجانب ابتهال وما زال اللون الامر يغمر وجهها لكن هذه المرة بخجل احبه:- أعتذر لكنها أصرت على معرفة السبب ولم أشأ أن أكذب عليها.

أجابته ابتهال بهدوءٍ باسمه وبطيبةٍ كبيرة:- لم يحصل شيء بني.

زفر هُمام ناظرًا لسارة التي تتمسك بيد ابتهال ليستأذنها بهدوء:- هل لي بكلمةٍ معها خالتي.

أومأت له بتأكيد لتتوجه للخارج بصحبة أمل، تقدم منها كالمنوم ليمسك يدها مقبلًا باطنها:- اشتقت لكِ سارة.

حاولت سحب يدها لكنه شد عليها بخفة مانعًا اياها من ذلك:- اعتذر .

اجابته بهدوء وارتباك:- اترك يدي همام.

اقترب منها اكثر لينظر داخل عينيها بعد ان رفعها وجهها بأنامله:- اشتقت إليكِ.

حاولت الهرب من عينيه ومن جاذبيته ليتحدث بضيق مصطنع:- ماذا ألم تشتاقي اليّ، حسنًا لقد فهمت شكرًا لك.

ابتعد عنها يوليها ظهره بحزن مصطنع مما جعلها تسارع بالحديث:- ليس كذلك هُمام لقد اشتقت اليك لكن حديث أمل اخجلني وخاصة انني علمت ما الذي تريده من سليم.

نظر إليها بطرف عينه ليبتسم بمكر وهو يلتف بجسده نحوها ما جعلها تعود للارتباك خاصةً بابتسامته الماكرة، ابتسمت بتوتر وهي تخاطبه:- هُمام اريد ان أطلب منك طلب.

نظر اليها باهتمام لتفرك كفيها ببعضهم:- انظر خلفك اولًا.

التف للخلف كما طلبت منه ليعقد حاجبيه بتعجب فلا يوجد اي شيء سوى الاريكة اعاد النظر ليها ليجدها قد ولت هاربه مما جعله يضحك لتصرفها، توجهه نحو الخارج ليجد أمل تجلس في أحضان ابتهال ويبدو انها تخبرها أمرًا ما، نظر للساعة ليجدها قد قاربت على الثامنة فخاطب أمل بهدوء:- هيّا أمل حان وقت الرحيل.

زمت شفتها بتذمر طفولي:- عميي أرجوك دعني قليلًا أريد أن أكمل لها.

تساءل بتعجب:- وماذا تريدين ان تخبريها.

اشارت بيدها للأعلى:- أحاديث فتيات ماذا تريد بها.

نظر إليها بصدمة رغم انفجار ابتهال بالضحك وكتم سارة لضحكاتها ليمسك أمل من تلابيب ثيابها رافعًا اياها للأعلى:- من انتِ يا هذه، وعن أي أحاديثٍ تتحدثين.

قلبت عينيها للداخل لتمسك يده بضيق:- أنزلني عمي لقد أفسدت هيبتي أمامهم.

هز رأسه من حديثها ليبتسم بهدوء وهو يضعها على كتفه وقد أصبح وجهها مقابل لوجه ساره و ابتهال متحدثًا:- عمتم مساءً، سوف انتظر منك خبرًا خالتي.

ثم نظر الى سارة التي تسترق النظر اليه وهي تضع خصلات شعرها خلف أذنها ليتنهد بثقل متوجهًا نحو الباب، لكزتها ابتهال في كتفها وهي تهمس لها:- إذهبي واوصليه حتى يخرج هيّا.

كادت أن تعترض لكن نظرة ابتهال لها جعلتها تتوجه إليه، انتبهت أمل اليها بعد أن انزلها هُمام ارضًا لتبتسم لها وهي تضغط على يد هُمام، التفت همام للخلف ليجدها تزفر بتوتر، كتمت ضحكته ليخاطبها:- أتعلمين أنني اُحب خالتي ابتهال، هي التي تعلم ما أريد رضي الله عنها وأمد بعمرها وحفظها من كل سوء.

ابتسمت تلقائيًا وهي تؤمنّ دعائه ليفتح الباب ناظرًا لأمل التي تبتسم إليهم، تنهد بثقل  وهو يخاطب سارة غامزًا:- لقد بقي ثمانية وعشرون يومًا.

قامت بدفعه للخارج وهي وضع كفيها على صدره لتخاطبه بضيق:- اذهب هُمام، وكفاك كلامًا لا داعي له.

نظرت همام الى أمل ليجدها قد خرجت ليمسك بيديها واضعًا قبلةً على وجنتيها بحبٍ كبير:- تصبحين من أهلي سارة.

اجابته بخجل كبير:- اهتم بنفسك واخبرني عندما تصلا.

اومأ لها بهدوء وحب:- إن شاء الله .

اغلقت الباب وهي تضع يديها على قلبها في محاولةٍ منها لتنظيم دقاته لتتوجه نحو الداخل جلست ابتهال  لتبتسم لها الاخرى التي كانت تقوم بالتطريز في احدى القطع، تساءلت سارة بتعجب:- ألم يتصل سليم بعد، انهم منذ ثلاث ساعات في الخارج.

أجابتها ابتهال بهدوء رغم قلقها المبطن:- لقد هاتفته لكنه لم يجيب وايضًا ريليان لم تجيب على هاتفها لكن يبدو أن هواتفهم بوضع الصامت.

اومأت لها لتمسك بهاتفها تعاود الاتصال بهم لكن الأمر نفسه لا يجيبون، لتتوجه نحو الاعلى تحضر دراستها كي تكملها فلقد قاطعها عن ذلك مجيء همام والذي اراد ان يجعل من زواجهم زواجًا حقيقيًا، لتعود للأسفل مرةً اخرى كي تجلس مع ابتهال الذي ظهر القلق على محياها.

««::::::::::::::-::::::::::::::»»

زفرت رلين بغضب معتدلةً من فوق فراشها ناوية التوجه لهاتفها كي تهاتف ديفيد، ضربت سطح المكتب بغضب أكبر وهي تتذكر والدها جرير الذي علم بفعلتها تلك وكم زاد ذلك من كرهها لريليان اغمضت عينيها بضيق كبير لقد جاءت قبل خمس ساعات من الخارج وها هي حبيسة غرفتها لقد دلفت المنزل بعد ان ودعت آليس والتي ذهبت معها عند أمبر للمشفى لقد كان محطمًا بالكامل كسر في الانف والرقبة، عينيه متورمتين بلون بنفسجي وكسر في القدم اليمنى بعض الخدوش في يديه، كم انها هابت سليم في ذلك الوقت وحمدت الرب كونها فتاة، لقد اخبرها أمبر انه سيرفع دعوة على سليم بسبب الدمار الذي سببه له  وبعد مغادرتها من المشفى توجهت نحو المطاعم لتتناول الطعام مع آليس التي كانت هادئة على غير العادة لتبرر لها الاخرى انها خائفة ليس من سليم ليس إلا، وعندما وصلت للمنزل استقبلها جرير بالصراخ لكذبها عليه ولخطتها التي اشتركت فيها مع أمبر لقد سحب منها هاتفها وبطاقتها الائتمانية واجبرها على الذهاب لغرفتها وعدم الخروج منها، كما انها معاقبة من الخروج من المنزل لمدة اسبوع كامل، فتحت عينيها تشتم بغضب ولاول مرةٍ يصرخ في وجهها امسكت هاتف ريليان لتهاتف ديفيد مما جعل الآخر يجيب بتعجب:- ريليان.

كادت ان تخبره انها رلين لكن لا تعلم لماذا راقت لها الفكرة ان تكمل بشخصية ريليان، اجابته ببعض التوتر الذي تمكنت منه جيدًا واجادته مقلدة صوت ريليان:- اجل، كيف حالك.

اجابها بتوتر حقيقي:- لماذا تهاتفيني، اين زوجكِ.

ابتسمت بسخرية لتكمل بعدما اتقنت صوت منكسر:- اريد ان اطلب منك طلب ديفيد واعلم انك لن تخيب آمالي، اريد ان توصلني برلين بأقرب وقت، وقل لها ان تخبر والدي انني اريد العودة لديني فانا لم عد احتمل هذا الدين اريد الخلاص من هذا المحمدي لكنه يهددني بالقضاء على عائلتي ارجوك، اجعل ابي ينقذني.

ارتبك ديفيد بشدة من طلبها هذا ليخاطبها بتردد:- ريليان هل انتِ متأكدة من ذلك.

اجابته رلين بتأكيد:- أجل متأكدة، ديفيد سوف اغلق الان لانه قادم بعد قليل لكن عدني ان تخبرها.

ابتلع ريقه بخوف فهو لا يريد ان يختلط او ان يوقع نفسه بمشاكل مع سليم خاصة وهو يرى نتائج الاقتراب منه بما حصل مع أمبر، زفر بضيق ليجيبها:- سوف احاول ريليان وانتِ فكري بالأمر مرةً اخرى.

ضغطت رلين على يدها بغضب لتجيبه بهدوءٍ حاولت الحفاظ عليه:- حسنًا لكن اخبرها بأقرب وقت، وداعًا.

اغلقت الهاتف لتفجر ضاحكة بشر مما فعلته لتفتح جوليا الباب باستغراب:- ما بكِ يا فتاة، هل جننت رلين.

نظرت اليها بسعادة وهي تخفي الهاتف خلفها:- لا بل أنا في افضل حال جولي، دعني وحدي.

لتكمل بضيق:- ولن اسامحكِ لإخباركِ والدي.

زفرت جوليا بضيق منها:- اولاً احترمي نفسكِ وانتِ تتحدثين معي، لقد اصبحتِ شخصًا اخر رلين، ثم انني لم اخبره لقد كان يعلم اراد التأكد ليس إلا، كنت اتمنى ان يقوم بضربكِ ومعاقبتكِ اكثر من ذلك لكن ماذا اقول هداكِ الرب.

قلبت عينيها للداخل بملل :- حسنًا، حسنًا يمكنكِ الذهاب الان لابنتكِ تلك والتودد اليها كما تشائين فأنا أرى القبول بعينكِ من فعلتها تلك.

هزت جوليا رأسها بقلة حيلة لتتركها وحدها في الغرفة مغلقة الباب خلفها لتهبط للطابق السفلي فستيف وزوجته قد جاءا لتوهما، حتى انها نسيت ان تخبرها بذلك وقد ذهبت لها من اجل هذا الشيء ..

««::::::::::::::-::::::::::::::»»

اعتدلت ريليان بخوف عندما لم يخرج سليم من الداخل خاصة وان الحريق لم يخمد بعد ف رجال الاطفاء لم يستطيعوا السيطرة عليه حتى الآن، توجهت نحو البناء لتمسكها احدى السيدات قبل ان تتقدم اكثر والتي كانت تساعد الجرحى، حاولت ريليان تخليص نفسها منها متحدثة برجاء:- اتركيني إنّ زوجي بالداخل.

خاطبتها السيدة بحزن خاصة بعد حديث ريليان ببكاءٍ كبير:- استهدي بالله ابنتي، واحتسبي عند الله، كان الله معكِ فمت زلت صغيرة.

نظرت اليها ريليان بهلع كبير:- ماذا تقصدين، ما معنى كان الله معي .

احتضنتها السيدة بمواساةٍ كبيرة :- لقد اخرجوا الذين بالداخل قبل قليل وجميعهم نحتسبهم عند الله شهداء.

نظرت اليها ريليان بصدمة لتنفجر ضاحكة بعدم تصديق:- تمزحين أليس كذلك، هيّا قولي شيئًا اخر خالتي.

اكملت ببكاء هستيري:- لقد وعدني ان يكون بخير وان يعود، لقد وعدني ان يخرج هو ومحمد سالمين لقد اكتشفنا امر حملي قبل قليل ولم نستطع ان نخبر امي بذلك.

نظرت نحو المبنى وهي تصرخ بأعلى صوتها باسم سليم وقد اجتمع البعض نحوها بحزن لفقدان زوجها لتحاول الفرار من احضان السيدة:- سليييم انني اكرهكَ لقد وعدتني ان تكون بخير، لقد اخبرتني انك ستعود سالمًا انت كاذب ماهر.

تعالت شهقاتها وقد بدأت تشعر بالظلام يداهمها شيئًا ف شيئًا لتكمل بضعف:- ماذا سأفعل بطفلك الذي علمنا به اليوم، ارجوك عد انا اعتذر عما بدر مني منذ أيام لقد اخبرتني انك لم تعد غاضب بعد ندمي وتوبتي.

بدأ صوتها ينخفض تدريجيًا وعينيها تغمض بسلام واستسلام:- عد من اجل طفلنا.

««::::::::::::::-::::::::::::::»»

نظرت ريم نحو إبراهيم الذي جلس بجانبها لتنظر اليه بشكٍ من هدوءه لقد سمعته قبل قليل يتحدث مع صديقٍ له حول شيء ما ويبدو انها فتاةٍ من احدى علاقاته السابقة ان هذه ليست المرة الاولى التي يتحدث عنها خلال هذا اليومين، لقد كان يقول انه لا يستطيع ان يجد طريقها اما بالنسبة اليها كلما احبت ذلك وجدت طريقةً للوصول اليه، لم تضع الامر في عقلها لكن اليوم كان يتحدث عن الموضع نفسه  خاطبته بهدوء:- إبراهيم انكَ منذ ستة أشهر محترم الا تستطيع ان تستمر في ذلك .

نظر اليها مجيبًا بعدم مبالاة:- لقد كان معي اثنتان كنت عندما أمّل من الاولى اذهب للثانية، عندما اشتاق لتلك اذهب اليها اما الان فقط واحدة وهذا امر لا يطاق.

اغمضت عينيها ولم تجيبه تسر حسنها ولم تبديه له ليخاطبها بعد مدة :- ريم.

نظرت اليه بانتباه:- ماذا هناك.

اجالها بهدوء:- لا تحزني من تصرفاتي معكِ، اعلم انني جئتُ عليكِ كثيرًا انتُ لا تستحقي هذا مني انتِ زوجة نادرة تحملتني كثيرًا مني انتِ أفضل اختيار صحيح لي ولن اجد مثلكِ مهما بحثت، أريدكِ ان تسامحيني عما بدر مني مسبقًا، لو كان بك عيوب ف عيوبكِ تستطيع اي واحدةٍ تغطيتها واصلاحها، اما مميزاتكِ فلا توجد اي واحدة ان تكون كذلك، اتمنى ان تسامحيني حتى ان متُ او حدث لي شيء اعلمي انني رضيان عنكِ، اهم شيء ان تسامحيني.

نظرت اليه بعدما توقف لتجيبه بهدوء:- لم يحدث اي شيء يستدعي حديثك هذا إبراهيم، واعلم انه لو حدث شيء كنت قد تركتك ولم ابقى معك، وانا اسامحك على كل شيء.

اجابها بابتسامةٍ هادئة وهو يمسك بيديها:- لا، لست انتِ من تفعل ذلك ريم وانا متأكد من ذلك، يعني انني لا أؤمن نفسي من الناس اجمع واعلم انها ستغدر بيّ الا انتِ اضمن نفسي معكِ بأنكِ لن تفعلي ذلك.

توجست ريم من كلامه هذا لتسأله بشك:- لماذا هذا الكلام إبراهيم، ما الذي حدث لذلك .

نظر اليها بغموض وقبل ان يجيبها ارتفع رنين هاتفه ليبتسم بسخرية وهو يريها المتصل لتقرأ اسم والدة سما تنير الشاشة.

««::::::::::::::-::::::::::::::»»

صراعٌ ولكن ( مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن