الفصل (17)

460 46 476
                                    

***____****____***

الجزء الأجمل في إجابة الله لدعائك هو تلاشي شعور الوحدة الذي كان يستحوذ عليك، شيء يشبه تلك اليد التي تمسك أعمى في منتصف الطريق وتعبر به

فاللھُم الخيـرة فـي أقدارك والرّضا ثـم السعـادة بكُل شيء.

***____****____***

دعونا نعود للخلف قليلًا وبالتحديد قبل اربعة ايام عندما غادر سليم من المشفى مودعًا همام ومتمنيًا الشفاء لأمل، حينما ترجل سليم من سيارته ليمسك بيد ابتهال متوجهًا نحو المنزل و من خلفه تسير ريليان وساره بهدوء، كاد سليم ان يفتح الباب لينتبه الى صوت احدهم يخاطبه نظر اليه باستغراب من ملامحه المتوجسة ليتحدث بتعجب:- ماذا هناك اخي حسن.

نظر اليه حسن ببعض القلق ليقترب منه مجيبًا:- حمدًا لله على سلامتك اخي سليم، انظر لقد جاء في الصباح ثلاث رجال يسألون عنك ثم رحلوا عندما اخبرتهم انك لست موجود لكنهم قاموا بكسر الباب ، لكن قبل نصف ساعةٍ تقريبًا جاء احدهم و دلف الى الداخل ولم يخرج حتى الان، لقد قمت بالاتصال بك لكنك لم تجب.

نظر سليم الى ابتهال التي تمسكت به بتوجس، ليقوم بإخراج هاتفه من جيب سترته ليجده في وضع الصامت زفر بضيق لينظر الى ابتهال مرةً اخرى فلقد شك بهوية الدخيل، اعاد انظاره الى حسن متنهدًا وهو يجيبه ببعض الهدوء:- حسنًا اخي ، شكرًا لك واعتذر لعدم الرد لقد كان الهاتف بوضع الصامت، لكن هل اخبروك بهويتهم.

اجابه حسن بنفي:- لا لم يخبروني بذلك، كنت اريد ان استدعي الامن لأنني لأول مرةٍ اراهم في هذه المنطقة وكانوا غريبي التصرف نوعًا ما، لكن ظننت انك تعرفهم لذلك تراجعت اقصد ان استدعي الامن للذي بداخل البيت.

اجابه سليم متنهدًا بثقل:- لا عليك حسن انني اعرفهم وشكرًا لك مرةً اخرى.

اجابه حسن بابتسامةٍ صغيرة:- لا داعي للشكر، تصبح على خير اخي، وان احتجت لشيء انني بالخدمة.

نظر سليم الى ابتهال متحدثًا بعدما غادر حسن:- امي يمكنكم الرجوع الى السيارة ريثما انظر الى الداخل.

وجهت ابتهال انظارها الى ريليان التي تتشبث بيد بسارة بقوة وعلامات وجهها تدل على الخوف الشديد لقد تيبست في مكانها بمجرد ان استمعت الى حديث حسن لا تعلم لماذا تأكدت ان الثلاثة هم عائلتها والذي بالداخل هو والدها جرير امسكت بسارة بخوف كبير لتترقرق الدموع في عينيها مهددة بالنزول لتتراجع للخلف بخوف كبير لا تريد ان تبقى في هذا المكان حتمًا سينتهي أجلها ان قاموا بإمساكها، بدأت بالتراجع للخلف لتستدير بجسدها كاملًا لتكمل السير بخطى سريعة.

امسكتها سارة من ثيابها من الخلف بعدما لحقت بها لتنظر اليها متحدثة باطمئنان بعدما توقفت الاخرى عن الركض:- ريليان اهدأي وعودي لرشدكِ ما بكِ هكذا خائفة، ألم نقل من كان الله معه فلن يصيبه شيء ولن يخذله.

اقتربت ابتهال منها بعدما دلف سليم للداخل لتكمل وهي تحتضنها :- انتِ اخترتِ طريق الله ريليان لذلك ضعي كامل ثقتك به، ربما لا يكونوا هم نحن لم نعلم بعد هوية الذي بالداخل، تعالي نعود للسيارة.

توجهت ريليان مع ابتهال نحو السيارة لتجلس بها في انتظار خروج سليم لهم، دلف سليم البيت ليقوم بإشعال الضوء لينصدم من البيت الذي اختل ترتيبه تفحص الارائك والوسائد الخاصة التي قذفت ارضًا، الزجاج المتكسر والمتناثر في كل مكان وكذلك المقاعد المقذوفة ارضًا بشكل عشوائي، تقدم بحذر وقد تأكد من شكوكه بان هذا الدخيل هو احد افراد عائلة ريليان.

التفت بنظره نحو الشخص الذي يجلس خلف الطاولة ويضع قدمًا فوق الاخرى وبيده كأس شراب من اللون الاحمر، حسنًا يبدو انه شراب النبيذ وقد احضره معه.

التفت الجالس بنظره الى البيت نظرةً سريعة يريد ان يرى ما صنعته يديه ليعيد انظاره الى سليم الواقف امامه ليخاطبه بسخرية:- لقد شرفت منزلك ايها المحمدي الكاذب.

نظر اليه سليم بتذكر ليخاطبه بهدوء:- وانت ايضًا شرفت اخي بقدومك لمنزلي اهلًا وسهلًا بك.

وضع كأس النبيذ على الطاولة ليخاطبه بغضب دفين:- اين ريليان.

نظر اليه سليم نظرةً مطولة ولم يجيبه ليضرب الاخر الطاولة بقوة كبيرة غضباً ليخاطبه:- اقول لك اين ريليان يا هذا.

قلب سليم عينيه للداخل من صوته المرتفع فهو يكره الاصوات المرتفع التي تتسبب له بالصداع ليخاطبه متحدثًا بهدوء:- رجاءً اخفض صوتك وحاورني بهدوء انت هنا في منزلي وليس منزلك.

ضحك أمبر بقوة كبيرة ليعتدل في جلسته مقتربًا منه:- وهل ما انا به امر يدعو للهدوء، انت لا تعرف ما الذي فعلته يا هذا.

زفر سليم بهدوء ليجلس على الاريكة لأنه بدأ يشعر بالغضب ليجيبه متسائلًا:- وما الذي فعلته يا اخي اخبرني.

نظر اليه أمبر ببعض الصدمة ليجيبه متحدثًا وهو يرفع حاجبيه للأعلى:- وتقول لا اعرف.

ليكمل بعصبيةٍ مفرطة وقد برزت عروق وجهه الذي تصبّغ باللون الاحمر:- لقد سرقت مني خطيبتي، لقد دمرت حياتي يا هذا من المفترض ان يكون اليوم هو يوم زواجنا، انت الذي اغويتها بحبك وطائفتك المعقدة وفوق هذا..

قاطعه سليم عاقدًا بين حاجبيه متسائلًا :- عن اي حب تتحدث، انا لم اغوي اي شخص بأي شيء زن كلامك من فضلك.

ضحك أمبر بسخريه وعدم تصديق:- انك تعود للكذب ايها المحمدي وقد بدأت بإغضابي.

خاطبه سليم بصدق ناظرًا لخضراوتيه:- اقسم بالله انني لا اعلم عن اي حب تتحدث، من فضلك وضح لي كلامك.

ضغط أمبر على اسنانه بغضب ليكور يده ضاربًا اياها في الحائط:- لا تصيبني بالجنون يا هذا، لقد بدلت ريليان طائفتها من اجل حبها لك لقد فضلتك عليّ.

اكمل أمبر حديثه بحرقة عاشق لكن سليم لم يتسمع الى كلماته التي كان يقولها بعد جملة حبها لك، هل حقًا تحبه وبدلت الدين النصراني من اجله يا الله لم يعد يستوعب اي شيء لم يفق الى بلكمةٍ من امبر بجانب فمه ليتراجع للخلف عدة خطوات ليقترب منه امبر مرةً اخرى ناويًا ضربه، امسك سليم يده مانعًا اياه من اكمالها ليحادثه بضيق من تصرفه:- استمع الي يا سيد بدايةً هذا الكلام لا اعرف به البتة ولأول مرةٍ اسمع به.

ابعد امبر يده بعنف من داخل قبضة سليم فقوته ليست كقوة سليم مطلقًا خاطبه بعصبيه:- اين ريليان اريدها حالًا ان كان كلامك صحيح.

اخذ سليم نفسًا عميقًا كي يُهدئ من غضبه ليخاطبه بعد ثواني:- اعذرني فانت لا تستطيع اصطحابها معك بداية لم تعد مخطوبتك ثم انها تحامت ببيتي ولجأت الينا ومن واجبي حماية من يلجأ الينا طالبًا المساعدة.

ضحك أمبر بجنون من كلام سليم ليقترب منه ممسكًا اياه من تلابيب قميصه متحدثًا بحرقة:- اقسم بالرب ايها المحمدي ان لم تحضر اليّ ريليان الان لأحرق بيتك كاملًا ولا تنسى ان لديك اخت استطيع فعل بها ما لا يخطر ببالك.

لم يتفوه سليم باي شيء سوى نظراته المصوبة بتحدي لعيون أمبر التي زادت الاخر غضبًا، التفتا الاثنين نحو الباب عندما صدر صوت انثوي رقيق باكيًا:- اتركه أمبر.

ابتسم أمبر ابتسامةً صغيرة بمجرد رؤيته لريليان امام ناظريه ليترك سليم كالمنوم مغناطيسيًا متوجهًا نحوها، وقف امامها ليتحدث بهدوء:- هيّا ريليان دعينا نعود لمنزلكِ وسأسامحك على فعلتك هذه، ولا تقلقلي بالنسبة لوالدكِ فمجرد زواجنا لن يتحدث بشيء ولن يؤذيكِ اعدك.

هزت برأسها نافيةً برفض تام:- لا اريد أمبر، ارجوك اذهب من هنا بدون اي ضجة.

تقدم منها مقلصًا المسافة ناظرًا لبندقيتها:- ريليان حبيبتي هيّا تعالي معي واعدكِ الا يمسّكِ والدكِ بأي سوء، اعلم انك خائفةً منه، انني اعطيكِ وعدًا الان بالا يؤذيكِ.

زفرت بهدوء وهي تنظر لابتهال التي لحقت بها لاهثة، اجل لقد ترجلت من السيارة بسرعة عندما اطال سليم في الداخل لتتوجه نحو البيت خوفًا من اذية سليم من قبل افراد عائلتها، خاطبته بضيق:- لم تعد اي صلة تربطني بك، افهم هذا.

تقدم منها ممسكًا اياها من ذراعيها وهو يتحدث بغضب:- لماذا، لماذا فعلتِ ذلك هل تتركيني من اجل المحمدي الكاذب هل احببته بدلًا عندي اجيبي.

نظرت اليه بصدمة من معرفته بهذا الامر لتوجه انظارها الى سليم تلقائيًا لتجده ينظر اليهم والذي في قرارة نفسه يريد ان يتأكد مما يسمع اعادت انظارها الى أمبر الذي ضغط على ذراعه بقوةٍ اكبر لتتحدث بتوتر:- عن اي حب تتحدث أمبر.

هزها بقوة اكبر صارخًا في وجهها:- لا تثيري جنوني انتِ الاخرى انني اعلم وجميع عائلتكِ تعلم انكِ تحبين هذا المحمدي.

اغمضت عينها لا بد ان تكون رلين اخبرتهم بهذا الامر، حاولت التملص من بين يديه عندما تذكرت ان ملامسته لها امر نهى الله عنه لتخاطبه بضيق وترجي:- اتركني أمبر، لا يجوز لك الاقتراب مني.

ضغط بقوةٍ اكبر من ذي قبل وهو يهزها متحدثًا بهستيرية:- حقًا! هل اصبحت الان لا اجوز الاقتراب منكِ، انا سأريك ماذا سأفعل.

افلت يدًا واحدة وبالأخرى يجرها خلفه ليتوجه نحو الباب الذي كانت سارة وابتهال يقفون امامه بصدمة ليقترب منه سليم بسرعه موقفاً اياه:- اتركها.

التفت اليه أمبر بابتسامةٍ ساخرة:- لا تتدخل والتفت لنفسك.

لقد بدأ يثير غضبه حقًا لن يسمح له بأخذها من بيته مهما كلفه الامر، بالتأكيد ليس حبًا بها لكنها لجأت لبيته وليس من شيمه ان يتخلى عن اي شخص تحامى به وقف امامه ضاغطًا على حروفه متحدثًا ببعض العصبية:- اقول لك اتركها بالحسنى و اتقِ شر الحليم اذا غضب.

نظرت اليه ريليان بسعادة من حمايته لها لتخاطب أمبر بتوسل:- أمبر اترك يدي، ارجوك دعني وشأني.

نظر امبر اليها لينقل انظاره نحو سليم الذي سد الباب بجسده حسنًا إن اصراره على عدم مغادرتها لبيته يقوده الى امرٍ واحد وهو مبادلته لحبها ترك يد ريليان التي وقعت ارضًا من عنفه لتصرخ بإسمه بخوف واضعه يدها على فمها وهي تشاهده يكور يده لاكمًا سليم في وجهه.

تحدث أمبر بجنون وهو يُهيل الضربات نحو سليم:- انك تحبها ايها الكاذب، انك تحبها لن ادعك تنجو من بين يدي.

حاول سليم جعل امبر يفرغ ما بداخله قليلًا ليتلقى منه بعد ذلك ضربة في انفه شعر بعدها بسخونة الدماء تسيل منه، حسنًا يكفي استسلامًا الان، امسك بيده لاويًا اياها خلف ظهره ليتحدث بجانب اذنه:- قلت لك اتقي شر الحليم اذا غضب وانت لم تستمع اليّ.

اغمض أمبر عينيه بألم من قبضة سليم ليده وهو يشعر بطقطقة اصابعه ليكمل سليم هامسًا:- سوف اتغاضى عما فعلته هنا داخل بيتي من تخريب واقتحام وصدقني ان قاضيتُك امام القضاء سوف تسجن على هذا الامر لمدةٍ لا تقل عن خمس سنوات هذا غير التعويض المادي الذي لحقني من اضرار الان اذهب بهدوء من هنا ولا تلتفت خلفك يا صاح.

كان امبر يستمع الى كلماته بألم ضاغطًا على عينيه ليفتحهم عندما ترك سليم يده لينظر اليه أمبر بكره شديد:- صدقني سوف تندم على هذا تذكر كلامي جيدًا.

التفت الى ريليان مخاطبًا بوعيد وجنون:- وانتِ ريليان لن ارتككِ اليه لأنكِ ملكي و سوف تعودين اليّ نادمة و بمفردكِ ايضًا.

القى كلماته هذه ليرحل من البيت بعد ان نظر بتفحص الى سارة التي تشبثت بوالدتها بخوف من نظراتها

دلفت ابتهال وسارة لداخل المنزل بعد ذهاب أمبر ليزفر سليم بضيق من هذا الامر، جلست سارة بجانب ريليان ارضًا لتخاطبها بابتسامة راحة:- لا تخافي انه يقوم بتهديدكِ ليس إلا.

نظرت ابتهال بصدمة للمنزل لينظر اليها سليم مخاطبًا اياها:- سيتم حل كل شيء امي، لا تقلقي.

نظرت اليه ريليان بأسف لتخاطبه بدموع :- شكرًا لك سليم واعتذر عما حدث بسببي.

اومأ لها برأسه بخفةٍ ليخاطب والدته:- سأبدل ثيابي واعود لننظف المكان.

ليتوجه نحو غرفته وهو يستغفر ربه عله يهدأ من عضبه الذي اجتاحه، دلف للداخل بعد ان فتح الباب لينصدم صدمةً اكبر من سابقتها عندما وجد غرفته بهذا الشكل بعد ان تركها جرير، رمش بعينيه عدة مرات يريد ان يتأكد مما تراه عيناه ليتقدم نحو كتاب الله الممزق ليرفعه ارضًا بغضب مما فعلوه به، اغمض عينيه زافرًا بغضب كبير انه ولأول مرةٍ يصل لهذا الحد من الغضب، ضغط على يده بقة كبيرة ليزفر بعد ذلك منحنيًا ليقوم برفع الكتب التي على الارض، خرج بعد ذلك للخارج ليقوم بمساعدة والدته ليجدهم يقومون بالتنظيف تقدم من والدته ليمسك المقعد يرفعه عنها لتبتسم له:- دعه بني اننا نقوم بحله.

بادلها الابتسامة ذاتها:- هل يعقل وانا موجود، اذهبي وارتاحي.

ضحكت بخفة لتخاطب سارة:- ها قد جاء سليم سارة لقد قالت انك ذهبت وانك لن تعود للتنظيف معنا.

ضحكت سارة بخفه لتجيبه:- لقد جاء حقًا لقد ظننتك تهربت من التنظيف  لا انك رجل.

تنهد بثقل ليجيبها :- كنت اقوم بتنظيف غرفتي التي طالها نصيبها  من الخراب ايضًا.

نظرت اليه ابتهال بصدمة لتتنهد بحزن مربتةً على كتفه بهدوء عندما رأت علامات الغضب بدأت تظهر على محياه:- لا تغضب بني ولا تضع اللوم على ريليان، ليس لها ذنب.

اومأ لها مؤكدًا:- بالتأكيد ليس ذنبها ولم اقل انه ذنبها امي لكني غاضب من التصرف نفسه ان جميع المصاحف والكتب قد مزقت.

كانت ريليان تستمع اليهم لتشق بقوة كبيرة مما فعله والدها لينظر الثلاثة اليها لتتحدث بندم واسف:- اعتذر حقًا اعلم انني حمل ثقيل وقد اوجعت لكم رؤوسكم وتسببت بالمشاكل لكم ، لكن لا يوجد اي شخص الجأ اليه غيركم ان كنتم لا تريدونـ.

قاطعتها ابتهال بضيق:- كفاكِ حديثًا اخرق ريليان، انتِ اصبحتِ احد افراد هذه العائلة حبيبتي،

لتتحدث بغضب مصطنع بعد ذلك:- والان عودي لعملكِ لأنكِ اغضبتني ام انكِ تريدين التّهرب كسليم.

ضحك الجميع ليكملوا العمل بروحٍ واحدة ليتلفت سليم بعد فترة عندما استمع الى صراخ احدى الفتاتين لينظر اليها ليجد قدمها تقطر دمًا، توجهه نحوها بخوف وقلق كبيرين ليمسك قدمها بين يديه ليجد ان هناك قطعة زجاج عالقةً بباطن قدمها، نظرت اليه الاخرى ببكاء لتتشبث بكتفه بألم بعدما قام بإخراج القطعة ليخاطب والدته زافرًا:- امي احضري المعقم والشاش الطبي من بعد اذنك.

خاطبتها ريليان بقلق وخوف:- اخبريني اين هم خالتي انا سأحضرهم .

اجابتها ابتهال بعجلة دون النظر اليها:- في المرحاض الخارجي.

توجهت بعد ذلك بسرعة لتقوم بإحضارهم لتتوجه نحو سليم الذي كان يضغط على قدم سارة كي يوقف النزيف اخذهم منها ليقوم بتعقيم جرح سارة المخلوط ببكائها ليخاطبها بحنان:- اهدئي سارة الامر ليس صعبًا، كيف ستصبحين طبيبة وانتِ تتألمين كالأطفال حبيبتي الامر لا يستدعي البكاء.

توقفت عن البكاء لتمسك بيد ريليان خاصة عندما بدأت قدمها تحرقها بسبب المعقم الذي وضعه سليم.

زفر بهدوء عندما انتهى من ذلك ليقوم بحملها متوجهًا نحو غرفتها واضعًا اياها على سريرها مقبلًا وجنتها ليغمز لها مازحًا:- ارتاحي الان، لقد رحمكِ الله من اكمال التنظيف.

ضحكت بقوة لتجيبه:- لا تقلق لقد انتهينا تنظيف الصالة، اساسًا لم يتبقى سوى الزجاج الذي قمتُ بكنسه انا وريليان اطمئن.

دثرها جيدًا بالغطاء متحدثًا بحنان:- تصبحين من اهل الجنة حبيبتي.

ابتسمت له بحب وهي تجيبه:- وانت من اهلها سليم.

كان كل ذلك امام ناظري ريليان لا تعلم لما هذا الشعوران المتناقضان، انها تشعر بالضيق من حركاته مع سارة وتشعر بالسعادة من اجل علاقتهم الاخوية الجميلة.

زفرت بضيق من هذا الشعور لتخرج قبل ان يعود ادراجه ويشاهدها وهي تنظر اليهم خاصةً بعدما علم بحبها له لا تريد ان ثبت هذا الشيء لديه.

جلست بجانب ابتهال التي قامت برمي الزجاج في سلة المهملات لتلقي نطرةً على الصالة التي حاولوا ارجاعها لأصلها لتخاطبها بتوتر:- خالتي هل يمكن ان اطلب منكِ طلب.

اماءت لها بتأكيد لتكمل:- هل يمكنني ان انام لديكِ هذه الليلة.

ترقرقت الدموع في عيني ابتهال لتقوم بضمها لصدرها بحنان مجيبةً اياها بحب:- بالتأكيد يمكنكِ حبيبتي فأنتِ ابنتي الثانية.

شددت من عناقها لها لتستمع الى صوت سليم يخاطب والدته بانه ذاهب للنوم لتتوجه بعد ذلك مع ابتهال نحو غرفتها لتنام وهي مطمئنةً لكن هناك جزء بداخلها يؤلمها من تصرف عائلتها.

              ««::::::::::::::-::::::::::::::»»

في اليوم التالي كانت ريم تحادث صديقتها ( كيان ) لتجلس بجانبها سما غامزةً لها بابتسامة:- ماذا هل تحادثين كيان، ام والدتكِ اظنكِ تحادثين كيان فضحككِ هذا لا استمع اليه إلا عندما تحادثينها.

اومأت لها ريم بتأكيد لتتذكر اليوم الذي تعرفت عليها فيه، ففي احد الايام واثناء بحثها عن رواية ما على محرك البحث جوجل فهي تقوم بقراءة الروايات في وقت فراغها حاليًا لكن في السابق كانت تقرأ حتى لا تنشغل بالتفكير في ابراهيم وسما عندما يكونا سويًا

وجدت ان هذه الرواية موجودة بالفعل ولكن على احدى مواقع الخاصة بالروايات الذي يتحتم عليها تثبيته، قامت ريم بتثبيته في جهازها وبدأت في التعرف على خصائص هذا التطبيق واستكشافه.

لقد اخبرت ابراهيم عنه حتى يكون لديه خلفيه عما تقوم به في هاتفها وحتى لا يقوم بفتح تحقيق معها وبالفعل قام الاخر بتفحصه واستكشافه ليسمح لها بإبقائه، وفي احد الايام بينما تقوم ريم بالانتقال بين الصفحات وجدت دعاءً مكتوب على احداها، فقامت بالتعليق على هذا الدعاء وهي ولأول مرةٍ تقوم بالتفاعل في التطبيق خاصة وانه كان كما لو ان هذا الدعاء مكتوب لها هي خصيصًا، وفي اليوم التالي قامت ريم بزيارة ذات الحساب مرةً اخرى عن قصد لترى ماذا كتبت صاحبته، لتجد ان هناك دعاءً اخر يبعث بالأمل والثقة بالله، لتكتب لها ريم:- أتعلمين انني كنت قد فقدت الامل بكل شيء، لأتصفح صفحتك واقرأ هذا الدعاء ليعود لي الامل من جديد اشعر ان هذا الدعاء مكتوب لي خصيصًا هو والذي سبقه، صباحكِ محبةً.

ردت عليها صاحبة الحساب:- تسعدني ذلك حقًا عزيزتي، واتمنى من الله العليّ العظيم أن يحقق لكِ ما تتمنيه وان يخفف عنكِ ويفرج كربكِ ويبعد عنك كل سوءٍ ومكروه.

شكرتها ريم على ذلك بامتنان كبير ولا تعلم لماذا شعرت بالسعادة والارتياح لهذه الفتاة وفي اليوم التالي تفاجأت ريم بوجود دعاء مكتوب على صفحتها وحسابها الخاص لتجده من تلك الفتاة التي قامت بالتحدث معها بالأمس ليستمر ارسال تلك الفتاة لهذه الادعية على صفحة ريم، الى ان جاء يوم وتحدثت معها صاحبة الحساب على الخاص لتعطيها امل في الحياة وجرعات بعدم اليأس فلم تجد ريم نفسها الا وهي تحكي لها عن معاناتها وتروي لها حكايتها التي تعيشها، وبذلك اصبحت ريم تتحدث معها كل يوم الى ان اصبحتا صديقتين متقاربتين لا يمضي يوم الا وقد تتحدثا به حتى يومهم هذا.

بالتأكيد فيما بعد قامت ريم بإخبار سما عن هذا التطبيق لتقوم الاخرى بتثبيته واشغال نفسها بالروايات كما كانت تفعل ريم.

اكملت معها قليلًا لتنهي معها عندما اخبرتها كيان انها ذاهبة للصلاة لتخبرها ريم بدورها انها سوف تقوم بإحضار عمر وعليّ من دوامهم المدرسي.

نظرت اليها سما بتردد:- ريم اريد ان اذهب معكِ.

نفت ريم برأسها مجيبة:- لا سما ان علم ابراهيم انكِ ذهبتِ معي سوف تقوم القيامة حينها ولن اكون بخير لا انا ولا انتِ، لذلك من الافضل ابقي بالبيت.

زفرت سما بضيق لتخاطبها وهي تكتف يديها امام صدرها:- لقد مللت من هذا الوضع ريم اريد ان اخرج لاشتم الهواء الذي بالخارج انني محبوسة هنا بين اربعٍ من الحوائط.

ضحكت ريم بخفة لتجيبها:- ايتها الكاذبة لديكِ الكثير من الحوائط بالمنزل.

ضحكت سما بقلة حيلة لتخاطبها بضيق:- حسنًا ريم اذهبي واحضري الشقيين، فهناك من سيأتي لإشغال وقتي، واحضري معك بعض المسليات لنأكل.

نظرت اليها ريم لاويه فمها:- اليد قصيرة والعين بصيرة سما، فمع الاسف لا يوجد معي مال اليهم انتِ تعلمين ان ابراهيم يعطيني حسب المشتريات الضرورية ويقوم بمحاسبتي ان اشتريت شيئًا دون علمه.

زفرت سما بقوة كبيرة غاضبةً لتخاطبها بحزن:- اريد بعض التسالي ريم يبدو انني اتوحم.

انفجرت ريم ضاحكةً لتخاطبها من بعد ان توقفت:- لن تنطلي عليّ خدعتكِ سما، فانتِ تستخدمين وسيلة لمنع الحمل، لكن سوف احاول احضار لكِ بعض المسليات ان استطعت لا تقلقي.

وقفت سما لتعانقها مقبلة وجنتها متحدثة بمزاح :- اجمل اخت في العالم، لكن لا تتأخري ، اخاف ان تخرج بقعةً بنيةً في وجه طفل اختكِ هل يرضيكِ ذلك.

ضحكت ريم مجيبة اياها:- لا يرضيني ذلك، فانا اريده جميل كخالته.

ضحكت سما بحب اليها لتتوجه ريم نحو الباب لتخرج منه كي تحضر طفليها.

««::::::::::::-::::::::::::»»

قبل آذان الفجر بساعتين تقريبًا كان سليم يجلس وهو يفكر في الايام المنصرمة ، انه و منذ اربعة ايام يحاول في ايجاد طريقةً لإنقاذها من هذا الامر، لقد قام بالانتقال الى منزله الخاص الذي قام ببنائه في صباح اليوم التالي خشية مجيء جرير او حتى أمبر واذيتها، انه ليس مهتم لنفسه بل يخشى ان يداهموا بيته وهو غير موجود به ويلحق الضرر بها وبوالدته وسارة، لقد ترك البيت كما هو لم يأخذ منه اي شيء

اغمض عينيه عندما تذكر حديث أمبر انها تحبه وانها غيرت طائفتها من اجله ايضًا، حسنًا لقد شعر حينها بمشاعر مختلطة بين الغضب والذنب في آنٍ واحد من هذا الامر، لان تغيرها لدينها كان من اجله وليس على قناعةٍ تامةٍ منها وشعور لأول مرة يخالجه لا يعلم بالتحديد ما هو لكنه كان شعورًا ممزوجًا ببعض السعادة.

اعتدل واقفًا في جلسته يسير في رواق غرفته الممزوجة بلون الازرق الملكي الغامق والذهبي المطعم بالبني ليقف امام المرآه متذكرًا ما سمعه بالأمس عندما كان قادمًا من صلاة المغرب، كان متوجهًا نحو غرفة والدته التي اعدها اليها من قبل باللون البني المائل للأبيض والبني الغامق نوعًا ما لتتوقف يده متعلقةً بالهواء قبل طرقها عندما استمع الى صوت ريليان بالداخل كان سيعود ادراجه لكن سؤال سارة المباغت لها اوقفه قبل ان يخط بأي خطوةٍ للأمام.

في الداخل كانت ريليان تجلس على السرير وابتهال تقوم بتجديل شعرها الذي يصل طوله لأخر ظهرها، كانوا يتحدثون عن طريقة تحويلها من مدرستها النصرانية الى المدرسة التي تدرس بها سارة
لتسألها سارة بتردد التي كانت تجلس امامها:- ريليان اريد ان اسألك سؤالًا لكن أجبينني بصدق حسنًا.

اومأت اليها ريليان برأسها مبتسمةً لتكمل سارة:- هل تحبين اخي سليم.

تلاشت ابتسامة ريليان تدريجيًا لتنظر اليها بتوتر مخفضة عيونها للأسفل:- ماذا تقولين سارة، من اين خرج هذا.

تنهدت سارة بهدوء لتجيبها:- انني اقول الذي اشاهده، لكن ليس هذا سؤالي فانا تأكدت منه.

نظرت اليها ريليان باستغراب متحدثةً في ذاتها:- هل هذا هو السؤال.

اكملت سارة حديثها:- هل قمت بدخول الاسلام من اجل حبكِ لسليم.

ربتت ابتهال على كتفيها بهدوء لتنظر اليها ريليان بقلة حيلة زفرت بثقل مجيبة اياها:- سوف اتحدث بصدق لكن ارجو ان لا تقاطعوني.

اومأتا لها بالإيجاب لتتحدث:- انني اعرف سليم منذ سنة تقريبًا عندما كان يمارس رياضة الركض ولقد تعلقت به دون ان اعرف طائفته او حتى اسمه وبيته وعندما جئت الى هنا لأول مرةٍ و رأيته لا اعلم ما الذي حدث لي كان هناك شعور بالإحباط لأنه ليس من الطائفة النصرانية حاولت التوقف عن التفكير به لكني لم استطع، وحين قرروا امر زواجي ب أمبر لم اجد اي حل سوى تغير طائفتي، هذا كان في البداية هل تتذكرين سارة عندما لم اجبكِ لمدة اسبوع بعد ان اخبرتكِ انني اريد ان اتعلم الدين الاسلامي.

اكملت بعدما اومأت لها سارة بتأكيد:- كنت قد فكرت جيدًا في قراري لأجد انني من الداخل اريد ان اتعلم حقًا الدين الاسلامي وان اصبح منكم، وايضًا زاد تعلقي بسليم اقسم انني حاولت ان اتوقف عن ذلك لكني لم استطع.

نظرت الى ابتهال التي تنظر اليها لتخاطبها ببراءة:- خالتي انا لست فتاةً سيئةً اقسم لكِ، لكن قلبي تعلق بابنكِ، اعلم انني وقحة لأنني اخبركم بذلك انه خارج ارادتي اعتذر.

بعد ان استمع سليم الى حديثها اكمل سيره بمشاعر مختلطة عند هذه النقطة ولم يكمل استماعه الى حديث والدته.

زفر سليم بضيق من هذه المشاعر التي تجتاحه ولأول مرة يشعر بها لا يعلم ما اسمها لكن يبدو انه بدأ يميل اليها بدون ارادةٍ منه، خرج من غرفته متوجهًا نحو المطبخ يريد ان يشرب الماء عندما نظر الى المياه الخالية التي لديه.

وضع كوب الماء في مكانه بعدما انتهى منه ليقابل ريليان في وجهه وهي تفرك عينيها بنعاس، اخفض نظره للأسفل مستغفرًا بسرعة ليكمل سيره لتوقفه بتردد وتوجس:- سليم.

توقف دون الالتفات اليها مكملًا استغفار ربه لأنه نظر اليها، منذ متى وهو هكذا يا الله لقد بدأت هذه الفتاة بإخلال توازنه و نظامه ودينه وقلبه ايضًا الذي كان يحصنه منذ زمن طويل، اجابها بإيجاز :- تفضلي ماذا هناك.

ضغطت على يدها بخجل:- اريد ان اتعلم الصلاة منك، لقد قام والدي بتحطيم التسجيلات التي اعطيتني اياها ولم اتقنها بعد.

ارتسمت ابتسامةً بلهاء على شفتيه لأنها تريد تعلم الصلاة ليستذكر نفسه مخاطبًا اياها بجدية:- حسنًا، لكن سأريكِ طريقة الوضوء قبل ذلك لأنه لا تصح صلاة بدون وضوء.

اومأت له بتفهم:- كما تشاء.

خاطبها متنهدًا بثقل:- حسنًا يمكنك اللحاق بي.

لحقته بسعادةٍ كبيرة وهي غير مصدقة انها اخيرًا ستقوم بأداء الصلاة ليتوجه سليم نحو المغسلة العامة الموجودة في رواق الصالة و قبل ان يفتحها خاطبها بهدوء:- انتبهي اليّ جيدًا كيف اقوم بالخطوات حسنًا.

اجابته ريليان بانتباه وتركيز:- حسنًا.

فتح صنبور الماء قليلًا ليبدأ الماء بالنزول بقلة بناء على ما رواه الإمام أحمد وابن ماجة عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما (أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِسَعْدٍ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ فَقَالَ: مَا هَذَا السَّرَفُ يَا سَعْدُ؟ قَالَ: أَفِي الْوُضُوءِ سَرَفٌ؟ قال: نَعَمْ، وَإِنْ كُنْتَ عَلَى نَهْرٍ جَارٍ).

خاطبها بهدوء:- بدايةً يجب عليكِ عقد النية القلبية لا اللفظية للوضوء، ثم بعد ذلك عليكِ بالتسمية وهي قول "بسم الله الرحمن الرحيم".

ليقوم بضم كفيه واضعًا كفه الايمن فوق الايسر متحدثًا بشرح:- بعدها نقوم بغسل الكفين ثلاث مرات ابتداءً بالكف الأيمن يليه الايسر.

ثم وضع بعض الماء في يده مقربًا اياه نحو فمه:- بعدها تأتي المضمضة بالماء ثلاث مرات، ثم بعد ذلك عليك باستنشاق الماء بأنفك ثلاث مرات، ويسن أن تبالغي فيه إلا إن كنتِ صائمة.

وضع الماء في كفيه ليقربها نحو وجهه:- بعد ذلك نقوم بغسل الوجه ثلاث مرات من حدود الشعر وحتى آخر الذقن.

كانت تنظر اليه وتطبق بشكل وهمي ما كان يفعله الى ان وجدته يقوم بتخليل لحيته بالماء، ابتسمت بغباءٍ على نفسها عندما انتبهت الى انه ليس لديها لحية لتلتف اليه عندما اكمل:- بعد ذلك نغسل اليدين وصولًا إلى المرفقين ثلاث مرات، ابتداءً باليد اليمنى.

مسح رأسه متحدثًا:- نمسح بالقليل من الماء على أعلى الرأس، ثم نمسح داخل وخارج الأذنين مرةً واحدةً بما تبقى على يديك من ماء مسح الرأس.

اومأت بهدوء لتشاهده يرفع قدميه نحو المغسلة مكملًا:- اخيرًا نغسل القدمين وصولًا إلى الكعبين وعلينا الانتباه الى وصول الماء ما بين الأصابع ثلاث مرات ابتداءً بالرجل اليمنى.

تحدث متنهدًا بعدما اخفض قدميه:- ونختم ب "أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين " و يستحب الا نتحدث ونحن نتوضأ لنأخذ الاجر كاملًا.

اومأت له متفهمةً ليبتعد من خلف صنبور الماء:- يمكنكِ الوضوء الان يا انسة ان كنتِ تعلمتي الطريقة وها انا انتظرك بالصالة لتتعلمي الصلاة.

قامت ريليان بتطبيق ما رأته بالتفصيل لتتوجه نحو الخارج كان سليم يقف على سجادة الصلاة ينتظرها ليخاطبها مستوقفًا:- عليكِ ارتداء حجاب للصلاة ان كنتِ لم ترديه، ستجدينه داخل غرفة سارة في دولاب صغير.

شعرت بتصبغ وجهها باللون الاحمر من شدة الاحراج لأنها لم تقم بارتداء ما يستر بدنها، لتتوجه نحو غرفة سارة بخطى سريعة لتجد ثياب الصلاة موجودين في دولاب صغير بجانب دولاب الثياب الكبير، ارتدته ليغطي سائر جسدها ما عدا الوجه والكفين لتتوجه نحو سليم مرة اخرى والذي وضع لها سجادةً اخرى.

زفر بهدوء عندما شعر بوجودها انها بدأت تشكل خطر عليه، اغمض عينيه لينفض الافكار من عقله ناظرًا لساعة الحائط، لم يتبقى سوى ساعة وخمس دقائق لآذان الفجر.

تحدث بصوتٍ هادئ:- كما عقدنا النية في الوضوء، علينا ايضًا عقد النية للصلاة.

استقبل القبلة مكملًا :- نرفع اليدين بمحاذاة الاذنين، ونكبّر تكبيرة الاحرام ونقول " الله أكبر ".

وضع باطن يده اليمنى على ظهر يده اليسرى، ثم اسندهما على صدره مخاطباً اياها:- هل رأيتِ ما الذي فعلته!.

اكمل عندما اجابته بتأكيد:- نقرأ دعاء الاستفتاح " باسمك اللّهمّ وبحمدك تبارك اسمك، تعالى جدّك، ولا إله غيرك ".

ثم نستعيذ من الشيطان الرجيم ونقول: " أعوذ بالله من الشّيطان الرّجيم "،

بعد ذلك نقرأ سورة الفاتحة متبوعةً بسورةٍ قصيرةٍ من سور القرآن الكريم، واظنكِ حفظتي منهم اليس كذلك.

اجابته بانتباه كبير:- اجل لقد حفظت سورة الفاتحة كاملة والاخلاص والفلق والناس وحفظت ايضًا الضحى والعصر والكوثر والتين والمسد.

أومأ لها مكملاً بعدما ابتسم في نفسه:- نضع يدينا مرةً اخرى بمحاذاة الاذنين ونقول " الله أكبر "
بعدها نقوم بحني الظهر ومده وان لا نطأطأ الرأس وأعيننا على موضع قدمينا ونمكن اليدين من الركبتين للركوع الأول ، ونقول "سبحان ربّي العظيم " ثلاث مرات.

اكمل وهو  يعتدل في انحناءه:- ثم نرفع الظهر ونقول "سمع الله لمن حمده " ثم لمن شاء ان يزيد على ذلك فليقل سمع الله لمن حمده حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه ملء السموات والارض وما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد، وانظري كيف اعتدلت كاملًا

ثم هوى ليسجد وقبل ذلك خاطبها:- هنا علينا ان نهوي على سبعة من اعضائنا.

قاطعته مستفسرة:- اريد ان اعلم هذه الاعضاء فانا لم اعلم كيف اطبقها عندما شاهدتها في التسجيل.

هز رأسه متفهما ليجيبها:- انها ركبتين، وأطراف الاقدام، والكفين، والجبهة مع الأنف، وعلينا أن نبسط الأصابع وأن نجافي البطن عن الفخذين، والعضد عن جنبينا، والمرفقين عن الركبتين والساعدين عن الأرض كان يقول ذلك وهو يريها كيف ذلك يكون.

ليعتدل بعد ذلك مخاطبًا اياها:- هذه وضعية السجود ونقول فيها سبحان ربي الأعلى ثلاثًا وان زدتِ على ذلك فهو اولى،

سجد سليم ليطبق ذلك امام عينيها ليرفع من سجوده جالسًا:- علينا هنا ان نفترش القدم اليسرى وننصب القدم اليمنى ونجعل رؤوس الأصابع إلى جهة القبلة، ونبسط اليدين على الفخذين، ثم نقول " اللهم اغفر لي وارحمني وعافني واهدني وارزقني واسترني واجبرني وارفعني "

ويمكنكِ زيادة بعد اللهم اغفر لي ولمن له عليّ حق الى يوم الحساب لأنه من الممكن ان تكوني قد آذيتِ شخص دون معرفتكِ بذلك فقولكُ لهذه المقولة تغفر ذنبك ، فتصبح هكذا " اللهم اغفر لي ولمن له عليّ حقٌ ليوم الحساب، وارحمني وعافني واهدني وارزقني واسترني واجبرني وارفعني وعافني وتولني"

وبعدها نسجد كما في السجدة الأولى، اعتدل واقفًا ليكمل:- هكذا هي الركعة الاولى، ونقوم بأداء الركعة الثانية ونفعل كما فعلنا في الركعة الأولى.

نظر للسجادة الصلاة مكملًا وهو على وشك الجلوس:- وفي حال كانت الصلاة ثلاثيةً او رباعيةً، فإننا نجلس بعد أن نصلي أول ركعتين مثل جلوسنا بين السجدتين، إلا أننا نقبض من أصابع اليد اليمنى، وهم الخنصر والبنصر أما الوسطى فتبقى ملامسة للإبهام ونبسط السبابة للأعلى دون ادنى حركة نصل لقول أشهد ان لا اله الا الله وأشهد ان محمدًا عبده ورسوله، من التحيات ونبدأ بتحريك رأس السبابة لأعلى وأسفل بحركة بطيئة وبد ذلك نقرا الصلاة الابراهيمية على نفس الوضع حتى انتهي من الصلاة الابراهيمية.

بعد السجود الثاني في الركعة الثانية نجلس للتشهد الأول ونفترش القدم اليسرى ناصبين اليمنى كجلستنا بين السجدتين هذا هو الأفضل، وكيفما جلسنا أجزأناها إذا كانت الصلاة رباعية مثل الظهر والعصر والعشاء أو ثلاثية مثل المغرب، ونأتي وهذا هو التشهد " التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله "

ويأتي بعدها الصلاة الابراهيمية وهذا ما لا يعلمه كثر هو ان التحيات والصلاة الابراهيمية كلتاهما تقرأ في الصلاة الثلاثية مثلًا كصلاة المغرب ففي الركعة الثانية بعد الاعتدال من السجدتين نقرأ التحيات والصلاة الإبراهيمية ايضًا ولا نختصر على التحيات فقط وهذا الكلام ينطبق على الصلاة الرباعية في الركعة الثانية ايضًا هذا هو الثابت في الصحيحين من حديث عبدالله بن مسعود وإن أتنا بغيره مما ثبت في الأحاديث الصحيحة كفى لكن هذا أفضل لأنه أثبتها وأصحها.

ثم بعد ذلك اعتدل سليم واقفًا:- نقف عند هذا الحد معتدلين لنكمل الصلاة ان كانت الصلاة ثلاثية كالمغرب ورباعية كالظهر و العصر والعشاء ونقرأ سورة الفاتحة فقط وننهيها بالتشهد كاملًا مع الصلاة الابراهيمية،
اي نقول :- التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.

ثم نجلس للتسليم مثل جلوسنا بعد الركعتين الأوليين، إلا أننا نتورك أي نخرج القدم اليسرى من تحت القدم اليمنى وننصبها، ثم نقرأ بعد التشهد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وندعو بعدها بما شاء والأفضل أن ندعو بما ورد، فنستعيذ بالله من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال، ثم نسلم يمينًا ويسارًا بقولنا " السّلام عليكم"

هكذا نكون قد انهينا صلاتنا يا انسة ويستحب في السجود ان نقوم بالدعاء ايضًا

سألته مستفسرة وهي تتابع حديثه باهتمام:- مثل ماذا.

اجابها وهو ينظر للساعة يستكشف الوقت:- اي دعاءٍ تشائين لم يحدد ذلك، بل القلب من يحدده مثلًا لديكِ قول "ا اللهم ارزقني زوجًا صالحًا أو ذرية طيبة أو مالًا حلالًا أو ما أشبه ذلك من حاجات الدنيا،

لكن عليكُ الدعاء بكثرة بما يتعلق بالآخرة وهو الأكثر والأهم كأن تقولي: اللهم اغفر لي ذنبي كله دُقه وجُله، وأوله وآخره، وعلانيته وسره، اللهم أصلح قلبي وعملي وارزقني الفقه في دينك، اللهم إني أسألك الهدى والسداد، اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف و الغنى، اللهم اغفر لي ولوالدي وللمسلمين المؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات، اللهم أدخلني الجنة وأنجني من النار، او اللهم اني أسالك زوجًا صالحًا رزقًا طيبًا وعملًا متقبلًا.

اومأت له متفهمة ما يقول ليكمل سليم زافرًا:- بعد ان ننهي الصلاة كاملة نقول سبحان الله والحمد لله والله أكبر ثلاثًا وثلاثين مرة، يعقد أصابعه ثلاثًا وثلاثين مرة، فيكون الجميع تسعًا وتسعين.

سألته بتشويش :- كيف ذلك

اجابها موضحًا:- اي ثلاثًا وثلاثين تسبيحةً وثلاثًا وثلاثين تحميدةً وثلاثًا وثلاثين تكبيرةً، ثم نقول لتمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.

فكما قال النبي ﷺ: إذا قالها غفرت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر فهذا فضل عظيم وخير كثير.

والمعنى يا آنسة:- إذا قلنا هذا مع التوبة والندم والإقلاع لا مجرد الكلام فقط، بل نقول هذا مع الاستغفار والندم والتوبة وعدم الإصرار على المعاصي والذنوب عندها يرجى له هذا الخير العظيم حتى في الكبائر، إذا قال هذا عن إيمان وعن صدق وعن توبة صادقة وعن ندم على الذنوب ، فإن الله يغفر لنا صغائرها وكبائرها بتوبتنا وصدقنا وإخلاصنا.

جلست ريليان على المقعد ليكمل سليم:- ثم نقرأ بعد ذلك آية الكرسي واظنكِ حفظتها، فقد جاء في الأحاديث عن النبي ﷺ أنه قال: من قالها بعد كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت، وكذلك يستحب بعد هذا أن نقرأ: سورة الإخلاص والمعوذتين.

نظر الى الساعة ليجيد ان هناك فقط ربع ساعة ويصدح آذان الفجر ليلتفت الى ابتهال التي هبطت الدرج مرتديةً ثياب الصلاة وتليها سارة مرتديةً ثوبًا اخر غير الذي اخذته ريليان.

خاطبته ابتهال باسمة:- هل صليتما جماعةً .

نفى برأسه لتخاطبه بابتسامة:- جيد اذًا دعونا نصلي جماعة.

بدأ سليم الصلاة  لتشعر ريليان بالهدوء والسكينة اللذان سيطرا عليها لتبدأ بذرف الدموع وهي تستشعر نفسها بين يدي الله سبحانه وتعالى.

««:::::::::::::-:::::::::::::»»

عادت ريم من الخارج وقد احضرت طفيلها لتستقبلها سما بابتسامة كبيرة لتنحني نحو عمر وعليّ مقبلة وجنتيهم بحب، نظر اليها عليّ بضيق:- على رسلكِ سما سوف تأكلين وجنتي هذه.

قرصت سما وجنته مبعثرة شعره  الاصفر وهي تجيبه:- انت يا ذا اللسان الطويل لا تقلق فوجنتك ليست لذيذة.

نظر اليها بطرف عينيه ليقلبهم للداخل بعد ذلك ليخاطبها:- هذا افضل كي لا تأكليها وتتركي خطيبتي تنظر اليّ بحزنٍ شديد.

عقدت سما بين حاجبيها باستغراب لتمسكه من تلابيب قميصه متسائلة:- عن اية خطيبةٍ تتحدث عليّ، ومتى كنت ستخبرينني بذلك هل بعد ان يصبح لديك طفل.

انفجرت ريم ضاحكةً لتجيبها:- يبدو ذلك سما.

زفرت سما بحزن مصطنع:- وما اسم خطيبتك يا صعلوك.

وضع حقيبته على الأريكة ليجيبها وهو يخرج بعض الحلوى منها:- انتُ تعرفينها اسمها كيان وهي صديقة والدتي

مسحت سما دمعة وهميةً لتخاطبه:- لقد حزن اخاك من اجل هذا الخبر عليّ، الن تريد مصالحة والدته.

نظر اليها بجهل لأنه لم يفهم حديثها لتضربها ريم على كتفها ضاحكةً:- لا تكذبي عليه سما سيصدق.

نظرت سما الى الحلوى التي بين يدي عليّ لتجيبه وهي تشير على معدتها:- ان هنا بداخلي يوجد اخ لك، وهو حزين الان .

هب عليّ من مجلسه ليتوجه اليها بعدم تصديق:- حقًا هل سيصبح لدي اخ.

اومأت له وهي تجلس على الاريكة لتكمل  تمثيلها:- اجل وانه حزين الان ويريدك ان تصالحه.

نظر الى موضع يدها التي تضعها على معدتها ليقترب منها مقبلًا وجنتيها:- سأصالحه لكن اريد ان اعطيه اسمًا ارجوكِ سما.

كتمت سما ضحكةً كادت ان تفلت منها:- انه يقول انه يريد ان يأكل من الحلوى التي معك وسيكون سعيد.

توجه عليّ نحو حقيبته ليخرج الحلوى بأكملها واضعًا اياها بين يدي سما لينظر اليها بعيون اطفال بريئة:- لن يحزن الان اليس كذلك.

نظرت ريم اليها بنظرةٍ موبخه لتبتسم سما بمشاغبة وهي تخرج لسانها الها لتخاطب عليّ:- اجل لن يحزن.

جلس بجانبه متسائلًا بطفولة:- سوف تجعليني اعطيه اسمًا اليس كذلك.

اومأت له وهي تتناول من الحلوى لتزفر ريم بضيق من تصرفها لتخاطب عليّ:- علي ان سما تمزح معك انها ليست حامل مطلقًا.

نظر بتفكير يريد ان يستوعب الامر لينظر الى سما التي انفجرت ضاحكة ليخاطبها بحزن :- لماذا كذبتِ عليّ سما.

عانقته سما ضاحكة:- كنت اريد ان آكل من حلواك عليّ و..

قاطع حديثهم رنين هاتف ريم لتجدها والدتها اجابتها بابتسامة بعدما اشارت اليهم بالهدوء:- كيف حالك امي.

اجابتها والدتها بحنان :- مشتاقة اليكِ ريم، كيف حالكِ وكيف حال عمر وعليّ.

جلست ريم بجانب سما التي اكملت تناول الحلوى:- بخير ويقبلون يديكِ.

ابتسمت والدتها براحة لتكمل بتردد:- ريم هل سيكون هناك ازعاج ان قدم خالد عندكِ وقام بالمبيت فإنه سيستقبل احد اصدقاءه ويعودان بالغد معًا.

اجابتها بتأكيد ناظرةً لسما :- بالتأكيد امي، يمكنه القدوم في اي وقت، وسأخبر إبراهيم بذلك حتى يكون لديه علم.

امات لها والدتها بتفهم وكأنها تراها:- حسنًا ابنتي ، انتبهي على نفسكِ جيدًا.

اجابتها ريم باسمة:- وانتِ كذلك امي، قبلاتي لك.

اغلقت ريم مع والدتها لتخبر سما بالأمر لتتفهم الاخرى ذلك، هاتفت ابراهيم بعد ذلك ليجيبها بهدوء :- كيف حالكِ ريم.

نظرت ريم باستغراب من هدوءه واسلوبه:- بخير ابراهيم وانت كيف حالك .

اجابته متنهدًا:- آها انا اعمل، خيرًا هل هناك شيء.

اجابته بترددٍ بعض الشيء:- اجل ، لقد هاتفتني امي قبل قليل واخبرتني ان كان بمقدور خالد المجيء هنا والمبيت ايضًا.

اجابها بنفس الهدوء:- حسنًا ريم دعيه يأتي، لكن سيتوجب عليكِ ان تقومي بإيصال سما الى امي وعندما تصلا الى هناك هاتفيني من هاتف امي حتى اعلم انكما وصلتما.

اجابته ريم بطاعة وسعادة لموافقته:- حسنًا ابراهيم سأوصلها، وانت هل سوف تأتي الى هنا ام انك ستذهب مع سما عند والدتك بعد ان تنهي عملك

اجابها براهيم بلا تردد :- كما تحبين انتِ ريم، فلك كل الحق ان تطلبي ان اكون معك، فعندما يأتي اهل سما وابقى معهم  لكِ ايضًا الحق ان ابقى معكِ عندما يأتي اهلكِ اليس هذا صحيح.

ابتسمت ريم بسعادةٍ كبيرةٍ لإجالته ولا تعلم لما سعدت لذلك:- لا ، لن اغضب ابراهيم اذا ذهبت عند والدتك وسوف اخبر خالد انك سوف تسهر بالعمل.

اعاد ابراهيم عليها السؤال مرة اخرى:- ريم ان كان سيغضبكِ هذا الشيء صدقيني سأبقى معكم فهذا حقكِ.

اجابته ريم بكل صدق:- صدقيني لن اغضب ابراهيم ومن الافضل ان تذهب مع سما فما زالت متوجسة من والدتك و لم تعتاد عليها.

اغلقت ريم معه بسعادة لتنظر اليها سما متسائلة:- لماذا فعلت ذلك؟.

اعتدلت ريم في جلستها لتخاطبها بهدوء:- هيّا قفي وارتدي ثيابكِ سوف اقوم بإيصالك فليس هناك وقت لوصول خالد هنا.

           ««::::::::::::::-:::::::::::::::»»

كان جرير يجلس بغضب كبير وهو يخاطب جوليا الصامتة امامه وكأنها مذنبة في ذلك:- اذًا اين ذهبوا، لقد اختفوا من البيت منذ اربعة ايام وحتى الان لم يظهروا انني اراقب المنزل جيدًا لكنهم مختفين عن الانظار حتى البيت تركوه كما هو، جوليا اقسم بالرب ان لم تقولي الحقيقة فلن اسامحكِ.

تنهدت مجيبة اياه بضيق:- جرير اقسم بالرب انني لا اعلم اين هي، حتى انها لم تأخذ هاتفها معها لأتواصل معها، ان قلبي ينهشني قلقًا عليها.

هز قدميه ارضًا ضاغطًا على وجهه بغضب:- اين من الممكن ان يكونوا قد ذهبوا.

زفر ستيف من تصرف اخته الحمقاء هذه والتي قلبت حياة حياتهم رأسًا على عقب ليخاطب والدته:- هل من الممكن انهم ذهبوا لخارج لبلاد، فلا يعقل اختفاؤهم السريع هذا وخاصة بعد ان قام أمبر بتهدديهم، ان الرجال الذين وضعناهم على بيتهم لم يشاهدوهم البتة.

طرف ديفيد الباب ليدلف بعد ان قامت الخادمة بفتحه ليخاطب جوليا باحترام:- هل رلين بالأعلى خالتي.

اومأت له بتأكيد ليصعد الدرج للأعلى ليكمل جرير بغضب:- لا اعلم ما الذي فعلته هذه الفتاة بنا لقد قلبت موازيننا، اقسم بالرب ان رأيتها امامي لادفنها حية.

دعت جوليا في نفسها بالا تظهر ريليان حاليًا فوالدها كالصور الهائج ليقف جرير متوجهًا نحو الخارج قاصدًا منزل سليم.

دلف ديفيد غرفة رلين لتنظر اليه جسد دون روح جلس جانبها ليقبل وجنتها بحب:- رلين ها قد اتيت من اجلكِ، ارجوكِ عودي كالسابق.

لم تتفوه بأي حرف لينظر الى الغرفة التي شوهت بالكامل لقد اصابتها حالة هستيرية بالأمس بمجرد ان ذكر اسم ربليان امامها، لقد قامت بقص صورهم وحرق ثيابها بالكامل لقد جنت تمام وهي تقوم بذلك.

خاطبها ديفيد بهدوء:- رلين من اجلي كفاكِ حالتكِ هذه ان ريليان ذهبت ولــ...

نظرت اليه بغضب كبير لتهب واقفه وكمن ذكر اسم مميت لتصرخ في وجهه صارخةً:- لا تقل اسمها، لا احد يذكرها امامي انها ليست اختي انها مرتدة وجاحدة انها لم تعد اختي.

توجه الجميع اليها ليجدوها بحالة هستيرية كبيرة ليتقدم ستيف ناظرًا لديفيد بضيق ليمكسها جاعلًا اياها تهدأ حاولت الفرار من بين يده لتتمسك به باكية بقوة وهي تتحدث:- لا اريدها ان تعود لا اريد ان يذكر اسمها امامي لا اريدها في المنزل.

ربت ستيف على ظهرها بحنان كبير لتبدأ بالسكون تدريجيا ليأمرهم بالخروج من الغرفة.

            ««::::::::::::::-:::::::::::::::»»

في اليوم التالي ذهبت ريم عند بيت والدة زوجها بعدما ودّعت اخيها واحضرت اطفالها من مدارسهم لتصطحب سما معها للبيت وذلك بعدما ودعت اخيها الذي عاد لمنزله مع صديقه فألامس لقد مر طبيعي بلا اي مستجدات تذكر.

جلست ريم بإرهاق بعدما وصلت منزلها وابدلت ثيابها بأخرى مريحة لتجلس بجانبها سما تخبرها ما الذي فعلته بالأمس وما الذي قالته والدة ابراهيم إليها:- أتعلمين ريم لقد قالت لي اريدكِ ان تعتبري ريم كأختكِ، واذا وجدتِ ابراهيم يظلمها اطلبي انتِ منه العدل.

ضحكت ريم على حديث حماتها الطيبة والتي تشعرها كأنها والدتها:- لقد اخبرتها من قبل اننا متفاهمتين للغاية وان كان هناك مشكلة فهذه المشكلة هي ابراهيم فقط وليس شخصًا اخر.

ابتسمت اليها سما لتكمل:- لقد اخبرتها تقريبًا نفس الحديث اقسم لكِ ريم انني احببتكِ للغاية، لقد كان ابراهيم يخبرني عنكِ كلام غير الذي رأيته فيكِ انه العكس تمام لذلك كانت معاملتي لك بالأول قاسية لكن عندما تعاملت معكِ احببتكِ للغاية، ريم انتِ الان الاقرب اليّ وتعلمين عني كل شيء وادق اسراري ايضًا.

ابتسمت لها ريم:- صدقيني سما من القلب للقلب، هيّا لنعد الطعام قبل ان يأتي رجلنا ويقيم القيامة علينا قبل اوانها.

وبالفعل توجهتا لإعداد الطعام لتشعر ريم بالدوار الذي داهمها لتمسكها سما قبل ان تتعثر وتسقط، جلست ريم وهي تضع يدها على رأسها لتتقدم سما منها حاملةً كوب ماء بين يدها، وضعتها على طرف فم ريم لتتجرع الاخرى الماء برويّه، نظرت اليها سما بتساؤل بعد عدة دقائق:- هل انتِ الان افضل.

اومأت لها ريم ولكنها مازالت تشعر ببعض الغثيان:- اجل، لا تقلقي سما انني بخير.

عقدت سما بين حاجبيها وهي تنحني لمستواها:- ريم ان هذه الاعراض لديكُ منذ مدة اليس كذلك؟.

أومأت لها ريم بتأكيد:- اجل، لكن لا تقلقي سما يبدو انه برد اصابني.

نفت سما برأسها:- لا اظن ذلك يبدو انك ومع الاسف حامل.

ابتسمت ريم بخفه لتجيبها:- لستُ حامل سما، انه برد صدقيني انت تقولين ذلك وايضًا كيان تقول ذلك عندما اخبرتها انني متعبة.

اكدت سما برأسها :- وانا مع كيان، صدقيني انتِ حامل ريم اذهبي للطبيب وانظري.

وقفت ريم من جانبها لتبدأ بإعداد الطعام:- تعالي ساعديني ويكفي حديث بشيء ليس موجود.

««:::::::::::::::-:::::::::::::::»»

في مساء اليوم التالي كانت جوليا تجلس وكأن هناك احدًا مات لها لتنتبه الى رنين هاتفها، نظرت اليه بتفحص لتجده رقم غريب

اجابت عليه وهي تشعر ببعض التوجس ليبدأ قلبها بالنبض بقوةٍ كبيرةٍ عندما استمعت الى صوت ريليان

ابتسمت ريليان باشتياق وصوت باكي:- كيف حالك امي.

ظلت جوليا صامتةً ولم تجيبها لتكمل ريليان امي اريدكِ ان تحضري كوكيلةً لي لعقد قراني .....

            ««:::::::::::::::-:::::::::::::::»»

صراعٌ ولكن ( مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن