الفصل (5)

491 44 654
                                    

***____****____***

" اللَّهُمَّ قَوِّنِي فِيهِ عَلَى إِقَامَةِ أَمْرِكَ، وَ أَوْزِعْنِي لِأَدَاءِ شُكْرِكَ بِكَرَمِكَ، وَ احْفَظْنِي بِحِفْظِكَ وَ سِتْرِكَ يَا أَبْصَرَ النَّاظِرِينَ "

***____****____***

نظرَ سليم إلى أمبر بتفحصٍ وهو يشاهدُ علاماتُ الغضبِ الظاهرة عليه، عيونٌ محمرة وكَأنها عيونٌ من نار  عروقهُ بارِزةً وهذا يبدو أنها تخصهُ حقًا، أو لا يَعلمْ هَلْ هو غاضبٌ من هُروبِها منه أمْ أنهُ قلق، أو أنّ هذِه علاماتُ غيرة ولا لَيستْ غيرة، على الأغلب غضب نسر مفتَرس ويجزُم إنْ وَقعت بينَ يديهِ الآن سوفَ يفتكُ بها لا مُحالةً.

نظرَ إلى الحلقة التي تُزين أُذنَه بضيق لينتقل بضيق أكبر عندما نَظر  إلى جيدهِ المحاط بسلسة صليبيةِ الشكل ليتنهَد مستغفرًا ربهُ في سرهِ ناظرًا إليهِ مرةً أخري:- لا لمْ أراها.

ضَغَطَ أمبِر على يدهِ ناظرًا للبيتِ منْ الداخل من خلف كتفِ سليم ليتحدث بعصبيةٍ خفيفة:- إذًا أينَ هيَ لقد أخبَرَني السائق أنهُ أوصَلها إلى هذه المنطقة ولم يتبقىَ غيرَ هذا المنزل.

نظرَ إليهِ سليم بثقةٍ و هُدوء ليفسحِ له المجال مبتعدًا عنِ البابِ قليلًا:- إنْ كنتَ غيرَ مصدق أنني لمْ أراها يمكنُكَ التأكُد منها عن طريق بحثكَ لداخلِ المنزل، تفضلْ.

بدأت علاماتُ الخوفِ والفزع تظهرُ على ملامحِ ريليان بعدما تَنفست بهدوءٍ مسبقًا عندما لم يخبرهُ بوجودِها، بَدأت دُموعها بالنُزولِ مرةً أخرى وهيَ تدعو الربَّ بأن يكون معها وأنْ تخرُجَ من هذا الموقف محتَضِنة السلسلة الصليبية بينَ يديها تعصرها بقوة.

نَظَرَ أمبِر إليهِ بضيقٍ في محاولة ٍمنهُ لِكتْمِ غضبه، يبدو أنه رجلٌ من رجالِ الدين وهذا واضحٌ من هيبتهِ الظاهرة وهدوءهِ الرزين إذًا هو مُسلم :- صدقًا أيُها الشاب إنْ علمتُ أو تبينَ أنها كانَت لديك سوف تَجِدُ ما لا يسُرك.
ليتساءل بعدَها يُريدُ قَطعَ الشكِ باليَقين الذي اختلجه:- يبدو أنكَ المُحَمَدِيين؟.

ابتسم لهُ سليم بهدوءٍ مجيبًا إياه بتأكيد:- أجَلْ هذا صحيح، إنني من أتباعِ سيدِنا مُحَمد صلوات الله عليه.

نظرَ إليهِ أمبِر نظرةَ كُرهٍ و استعلاء بعضَ الشيء لِيتراجع عن البابِ مخاطبًا إياه:- هذا واضِح، لكِن إن كنتَ كما تدعي ف سَأصدقُ حديثكَ هذا ، لكنْ لا تجَعلي أندمُ لتصديقي لكْ.

نَظَرَ إليهِ سليم بابتسامة سمحةٌ:- ها هو البيتُ أمامكَ عزيزي، فلا أحَدَ من عائلتي هنا،  يُمكِنُكَ البحثُ حتى لا تندمْ.

التف أمبر بجسَدهِ  موليًا إياهُ ظهره وهو يمسكُ بهاتِفَه ليُجيبَه:- لا أريد إنني أصدِقُك.

أغلقَ سليمُ البابَ مُتنهدًا بعدَما ذَهَبَ أمبِر  ليتَحركَ نحو الداخل، توقف عَندما استمع إلى صوتِ ريليان المتحشرج :- شكرًا لكَ سليم، وأعتذرُ لأنني جعلتُكَ تكذِبُ من أجلي.

ضربَ جبهَتهُ بِتذكرٍ كيفَ نسيَ واغلقَ البابَ خلفه، أخُذَ نفسًا عميقًا ليبتَعدَ عَنْها عندَما شعرَ بِقربها مِنه ثم خاطبها بتعجب :- ومنْ قالَ لكِ أنني كَذِبتُ من أجلِكْ.

نَظَرت إلى ظهرِه عاقِدة بين حاجِبيها:-  كيفَ هذا! أنا هُنا أمامك.

أخذَ نفس عميقًا ليقومَ بإخراجهِ بتقطع:- لمْ أكذْب يا آنِسة وهذا ليسَ منْ شِيَمي. 

تَحَدَثتْ باستفسار وتعجب كبيرين :-  إذًا أخبرني كيفَ حدثَ هذا.

أجابَها وهُو يَتَوجْهُ نَحْو الباب فاتِحًا إياه:- بِبَساطة لأنني لا اعرفُ لكِ صورةً حتى الآن ف بِالتالي أنا لمْ اراكِ أي أنني صادِق، هل فهمتِ.

اومَأت بِرأسها بتفهُم باسِمة لِتنظُر إلى البابٌ الذي فتَحَه لتتساءل بِخوف:- ماذا تفعَل، اغلقه.

أجابَها بهدوءٍ رزين:- يُمكِنُكِ الذهابُ لِمنزلكِ يا آنسة ف ليسَ منَ الاخلاقِ أنْ تبقِ في بيتِ رجلٍ ليسَ مُحرم لك.

تقدمَت منهُ لتَتَحدَث بتوسل وخوف:- أرجوك اسمح لي بالبَقاء أعدُك بألا أُزعِجك البَته.

نَظَرَ إلى مِقبَض الباب بِنفي:- لا يَجوزُ يا آنِسة، يمكنُكِ الذهاب لمنزلك.

مَسحَت دمعةٌ خانتها لِتبتسم بخفة ويبدو انَّ مخزُونَ الدموعٌ لديها فائٌض، حقًا إنها غبية كيفَ جاءها هذا التفكيرُ الأرعَن ان تبقى معه في مكان واحد،   توجهت نحو حقيبتَها لِتأخذها زافرة بِتقُطع لِتذهبَ نحو الباب ناظِرةً بِتَمعنٍ في تفاصيلِ وجهِهِ المحببة لقلبِها :- شُكرًا لك سليم وشكرًا لمُساعَدتِك لي، أوصِل سَلامي لِخالَتي ابتهال وسارة.

هَزَّ رأسَهُ  بِخفِة لتَتَوقفْ قبْلَ أن تخرُج وهيَ تشْعُر باهتزاز هاتِفِها،  أخرَجتهُ مِن حقيبَتها  لتَجِدَ أنَّ هُناكَ كمً هائِل من الاتصَالاتِ الواردة غيرَ الرسائِل المتَتَالِية  يبدو أنَها مِن أمبِر، فَتَحَت آخِرَ رِسالةٍ لتقرَأها بعيونٍ مهتزة " ريليان أينَ أنتِ  أُقسِمُ بالربِّ أنني سَأُذيقَكِ عقابًا لهُروبَكِ مِني هَلْ تَعتقدين أنّكِ تخلصتِ مني يا صَغيرة؟ أنتِ مُخِطئَة فَ أنا كما تعلمين إن حَصلتُ على شيءٍ لا أتركُه بِسهولة خاصّة شيء تمنيتُ امتلاكه،  لِلعِلم إنني عندَ والدكِ حاليًا وهو بانتظارك.

نَظرت إلى سليم بِخوفٍ إنه عِندِ والدُها وهذا يعني خلاصُها لا مُحاله ماذا تَفعل، نَظَرت بِأملٍ إلى سَليم لعَلهُ يُساعِدُها لتَتَحدث بصوتٍ مُرتَجف:-  أرجوكَ سليم اسمح لي بالبَقاء فقط هذهِ الليلة وأُقسمُ بِالرب أنني سَأرحلُ في الصَباح.

استغفر ربه متنهدًا:- استغفرك ربي واتوبُ اليك، يا آنسة من فضلكِ اذهبي لبيتك.

تحدثت ببكاءٌ متوسلة اياه:- إن ذهبُت الآن سوفَ يذيقُني والدي أشدَ العقاب وخاصةً اني هربتُ من هناك، إنني لا اريدُ أمبِر

لتكمل باكيه بكلمات لم يفهما جميعها:- أنتَ لا تعلم والدي مطلقًا إنه ُشديدُ ولا يتسمع اليّ خاصة وان علمَ أنني هنا بمنزل شخص مسلم سألقي حتفي لا مُحالة ارجوك فقط هذهِ الليلة واعدُكَ ان ارحلَ صباحًا.

تنهد باستعطاف لحالها وخاصة أنه استمع لبكائها الدامي إنه لا يتحمل ان يشاهد شخص يبكي او  يلجأ إليه ولا يساعده لكن إن ساعدها ف سيلحق بها الضرر أكثر مما سيساعدها، إنه حقًا في حيرةٍ كبيرةٌ من أمره، زفر بثقل  ليفسح لها المجال للدلوف مخاطبًا إياها بتردد:- حسنًا يا آنسة يمكنكِ البقاء فقط هذا اليوم وفي الصباح يمكنكِ المغادرة، وأتمنى أن تكوني بخير لكن يجب أن تُطمئني والدتكِ على الأقل.

ابتسمت بسعادة كبيرة غير مصدقةً ما سمعته أذنيها لتسير من جانبه نحو الداخل وهي تحمد الرب لمساعدتها للمرة الثانية، استمعت الى صوته الرزين لتلتفت إليه لتجده ما زال واقفًا امام الباب :- يمكنكِ تبديل ثيابك بثياب سارة لا أظنها ستعارض الأمر، وإن احتجت لتتناولي الطعام فلكٌ ذلك البيت تحت تصرفك.

خاطبته مستفسرة :- أينَ ستذهب .

اجابها بهدوء :- سوف أكون بالخارج إن احتجت لشيء فأنا بالحديقة.

نظرت بحزن إليه هل سوف يترك البيت من أجلها حقًا لم تعد تستوعب تصرفاته هذه لتسأله باستفسار حقيقي:- ولماذا تبقَ بالحديقة يمكنكَ البقاء هنا أيضًا، فهذا بيتك بالنهاية.

أخذ نفسًا عميقًا ليجيبها بسلاسةٍ، حسنًا سوف يتعامل معها كأنها طفلة صغيرة:- لا يجوز يا صغيرة ان نكون معًا على انفراد وبنفس البيت تسمى  هذه خلوة محرمة في دين الله، ولو كانت بين أصلح الرجال وأتقى النساء فهي حرام في دين الله جل وعلا،
قال صل اللهُ عليه وسلم : ( لا يخلون رجلٌ بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان ) هل فهمتِ.

هزّت رأسها بتفهم نوعًا ما، حسنًا سوف تحترم قراراته ورغباته لتبتسم قليلًا عندما  أغلق الباب خلفه، نظرت للبيت حولها متنهدةً لتذهب نحو غرفة سارة لتبدل ثيابها الى ثيابٍ اخرى مكونة من سروال بيتي بالون الابيض وقميص باللون الاحمر القاني لتمسح مستحضرات التجميل بضيق والتي أظهرتها بعمر أكبر من عمرها، صحيح أنها تضع في الأوقات الاخرى لكن ليس  بهذا القدر المزعج.

خرجت من داخل الغرفة لتتوجه نحو حقيبتها جالسة على الأريكة لتخرج هاتفها مفكرة في حجة  ترسلها له، ضغطت بأناملها لتكتب له :- عزيزي أمبِر اعتذر لتركك بمفردكَ، لكني ذهبتُ لبيتِ صديقتي المقربة جدًا  فهي كانت بحاجتي اعدك بيوم ان اقوم بتعويضك به كاعتذار مني.

ضغطت بعد ذلك على الرقم الخاص بوالدتها لتجيبها الاخرى بقلق :- اين انتِ ريليان سأموت من القلق بُنيتي.

اجابتها بهدوء تخفي توترها :- انا بخير أمي انني عند صديقتي لقد هاتفتني وطلبت مساعدتي انني ببيتها الان - لتكمل بتوجس- امي كيف عرفتي .

جوليا ببعض الراحة :- احمد الرب انكِ بخير،  لقد هاتفني أمبر ان كنتِ اتيتِ ام ماذا لأنه بحث عنك ولم يجدك، لقد كان يريد اخبار والدك لكن رلين منعته لأنك تعلمين غضب والدك الشديد، لكن هل تستبقين كثيرًا هناك.

تنفست براحة تامة لعدم اخباره لوالدها لكن كيف اخبرها انه متواجد عنده هل ليخيفها ، حسنًا سوف تحاسبه على ذلك، اخذت نفسًا عميقًا مبتسمة:- سوف أبيت لديها اليوم ان لم يكن لديك مانع، لقد ارسلت برساله  لأمبر اخبره بالأمر .

ابتسمت لها جوليا متحدثة بحنان :- لا بأس ابقي عندك وبالنسبة لوالدك سأتدبر الامر لكن يجب ان يوافق أمبر.

تنهدت بارتياح تام :- اجل لا تقلقي أمي.

بعد ان اغلقت مع والدتها هاتفت رلين بابتسامة عندما اجابت الاخرى :- شكرًا لك رلين .

اجابتها الاخرى بضيق زامة فمها :- اين ذهبتِ لقد متُ قلق عليكِ ريليان انتِ لا تعلمين ماذا يحدث لي ان اصابكِ مكروه، اين انتِ.

تحدثت بحزن دفين وقد بدأت تتجمع الدموع في محجريها:- اعتذر رلين لكن صديقتي كانت بحاجتي اليها ولم اقصد ذلك سامحيني.

اجابتها رلين  بحب كبير :- المهم انكِ بخير، كدت اموت عندما كاد أمبر ان يخبر والدي لقد منعته انا وأليس بصعوبةٍ كبيرة.

تحدثت بامتنان كبير:- شكرًا رلين انني احبكِ هل تعلمين.

ابتسمت رلين متحدثة بشعور متبادل :- وانا احبكِ حبيبتي هل سوف تتأخرين .

هزت ريليان رأسها وهي تنهض متوجه نحو المطبخ:- اجل سوف ابيت اليوم عندها وآتِ في الصباح، انها تواجه مشكلو وخائفة ايضًا .

اجابتها ريلن بطيبة:- اتمنى ان تكون بخير ،اوصلي تحياتي وامنياتي بالخير لها .

ريليان بغصةٍ في حلقها بسبب كذبها على توأم روحها :- حسنًا حبيبتي، سوف اغلق الان.

رفعت رأسها للأعلى لا تريد ان تبكي لا تريد ذلك، اخذت كوب الماء تتجرعه بمرارة وهي تشعر بالضيق في صدرها، هناك شيء يضغط عليها لكن لا تعلم لماذا، ذهبت للخارج ناظره للخلاء لتذهب نحو النافذة ليتسنى لها مشاهدة سليم ، دققت النظر لتجده يجلس على مقعد وبين يديه كتاب يقوم بقراءته، تنهدت وهي ترتكز على حافة النافذة بهيام وقد بدأت دقاتها تعلو بدقة مختلفة ودغدغة سرت في اوصالها، هل من الممكن ان ينظر اليها يوما ما؟! ، انتبهت لفتكريها مما جعلها توبخ نفسها" لا تقومي ببناء احلام تستيقظين بعدها على سراب ريليان"

ابتعدت عن النافذة بحزن لتجلس امام التلفاز ممسكةً بجهاز التحكم بملل تقلب بين قنواته، استمعت لصوت هاتفها لتتوجه اليه بكسل لتشاهد اسم أمبر ينير الشاشة، اجابته ببعض الاسف المصطنع وقد اتقنته للغاية:- اهلًا أمبر.

اجابها الاخر غاضبًا :- حقًا اهلًا؟ ريليان اين اختفيتِ؟.

اجابته ريليان بصدق واضعة قدمًا فوق الاخرى :- ذهبت لبيت صديقتي أمبر .

تحدث أمبر بتساؤل :- واين بيت صديقتكِ هذه؟ هل تعلمين انني ذهبت للمنطقة التي ذهبتِ اليها لكني لم اجدكِ هنتك، وحمدتُ الرب انكِ لست هناك.

ابتلعت ريقها بتوتر تريد ان تعلم كيف علم بمكانها:- لم افهم ،واين ذهبت للبحث عني او كيف عرف .

اجابها موضحًا بعدما جلس على المقعد:- بعدما اختفيتِ ذهبت للحراس اسألهم  ولكنهم لم يشاهدوكِ تخرجين من هناك لأذهب لغرفة المراقبة ورأيتك تستقلين سيارة اجرة، اخذت رقمه وهاتفته ليرشدني  للمنطقة، لكني استغربت ولم اصدق انكِ هناك انها منطقة للمحمديين.

زفرت براحة تامةً وهي تجيبه:- لا ما الذي يقودني الى هناك صحيح انني ذهبت لكني استقليتُ سيارة اجرة غيرها لأنني اخبرت السائق الاول المكان الخاطئ .

تنفس براحة تامه ليسألها :- حبيبتي هل كنت تعنين ما أخبرتني اياه اليوم.

اغمضت عينيها تريد ان تجاريه لتتخلص منه ليس ألا:- لا أمبر لقد كنت طائشةً بحديثي ، لأنني لم اتوقع سرعتك بطلبي.

تنفس براحة تامة هو الاخر :- اذًا سوف تقومين بتعويضي عن هذا اليوم اليس كذلك ريلياني؟.

اجابته بكذب وضيق لم تظهره :- بالطبع أمبر سأفعل ذلك.

تحدث أمبر بسعادةٍ  وهو ينظر الى صديقه:- الن تسمعيني كلمة جميلةٌ اذًا.

اغلقت عينيها لسماجته وثقل دمه:- أرآك غدًا عزيزي فكما تعلم انا عند صديقتي.

اغلقت الهاتف بسرعة غير سامحه له بالحديث بأكثر من ذلك لتستمع الى صوت طرق الباب ثم يليه صوت سليم:- سوف ادلف بعد اذنك.

اجابته وقد قامت بترتيب خصلات شعرها بخجل وتوتر لا تعلم لماذا تقوم بذلك رغم انه لا ينظر اليها يبدو انها عادةً لديها او لا تعلم سر هذه الحركة:- تفضل.

نظرت اليه بعدما دلف وترك باب المنزل مفتوح  لتتساءل:- هل غيرت قرارك؟.

اجابها بهدوء  نافيًا:- لا جئت لأجدد وضوئي لم يبق شيء للصلاة العشاء.

هزت رأسها وكأنها تعلم ما الذي يقوله فقط تريد مجاراته، ظلت  تنتظره حتى ينتهي لتوقفه قبل ان يذهب:- هل بإمكاني ان اطلب منكَ طلب؟.

توقف ليومئ لها بتوجس :- إن كنت قادرًا عليه فلكِ ذلك.

امسكت بجهاز التحكم الخاص بالتلفاز لتعطيه له بسعادة:- كلما آتي الى هنا استمع الى صوت اغاني جميلة وهادئة اريد ان استمع اليها.

عقد بين حاجبيه باستغراب:- اغاني ؟؟؟ هل هنا تستمعين اليهم.

اومأت بتأكيد  كبير:- اجل هنا وارتاح عند سماعها، لا اعلم من هو المغني لكن صوته هادئ.

اجابها نافيًا ومستنكرًا حديثها :- لا يوجد في التلفاز هذا اغاني مطلقًا انني قمت بحذف جميع القنوات ولم يتبق سوى قنوات محدودةً اريدها انا.

قامت بتقليب القنوات لتتحدث:- انني متأكدة من وجودها دائما استمع اليهم عندما آتي الى هنا اقسم بالرب.

تنهد بقلة حيلة يريد مجاراتها ليمد يده بحذر:- اعطني جهاز التحكم من فضلك.

ناولته بسعادةٍ ليقوم بتقليب القنوات الى قنواتٍ خاصه شك بها انها تقصدهم، ظلت تنظر الى القنوات لتوقفه صارخة بسعادة:- هذه هي توقف.

نظر باستغراب ليجيبها متنهدًا :- هذه ليست اغاني يا آنسة هذا يسمى قرءآن.

استمعت للصوت لتشعر بالراحة تسري في جسدها بأكمله لتجيبه بهدوء:- لا يهم المهم انني احبه.

نظر سليم بتفكير ليقوم بتغير القناة لتعقد بين حاجبيها بضيق :- لماذا فعلت هذا .

ابتسم وهو يضع على احدى القنوات الخاصة بالدين، بما انها تستمع الى صوت القرآن فهناك امل بأن تتقبل الدين الاسلامي.

استمعت الى صوت سليم الهادئ :- تسمى هذه بسورة الفاتحة او بأم الكتاب لديها سبعة اسماءٍ اخرى، سوف اتركك تستمعين بإنصات اليها انني ذاهب الان، اقفلي الباب جيدًا.

التفتت الى التلفاز بعدما خرج لتستمع بهدوء الى الصوت الصادر براحة، " بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ،، الرَّحْمَنِ الرَّحِيم، مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ اهدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ ".

اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ""

إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ "

"فتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ، وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ".

"هُوَ الّذِيَ أَنزَلَ السّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوَاْ إِيمَانًا مّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلّهِ جُنُودُ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا".

الّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنّ الْقُلُوبُ"،

""وقالُواْ الْحَمْدُ للّهِ الّذِيَ أَذْهَبَ عَنّا الْحَزَنَ إِنّ رَبّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ"،

"وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا".

كانت دموع ريليان تسيل بهدوء على وجنتيها وهي تستمع الى هذه الآيات  والتي اختارها سليم بعناية تامة من اجلها، لا تعلم لماذا لكن هناك شيء يحدث معها، وقفت واغلقت جهاز التلفاز بخوف وتوتر من هذا الشعور لتتوجه نحو غرفة سارة، وضعت رأسها على الوسادة لتغلق عينيها  في محاوله للهروب من هذا الشعور  متكورةً على نفسها تحتضن جسدها.

             ««:::::::::::::-::::::::::»»

فلنعد للامس خاصةً في بيت ريم التي كانت تتآكل من الخوف والقلق عندما اجاب ابراهيم والدتها لتنظر الى سما بخوف من القادم، نظر إليها إبراهيم باستغراب:- لقد اقفلت.

تنهدت براحة تامه لتبتسم اليه بتعجب كاذب:- حقًت.

قذف الهاتف على السرير ليتساءل بضيق:- هل اعددتِ الطعام.

اجابته نافية وهي تتوجه نحو سما:- كنت ذاهبة لإعداده، انتظر قليلًا وسيكون جاهزًا.

جلس بجانب طفليه عُمر وعليّ لينظر الى سما آمرًا اياها:- تعالي حبيبتي .

نظرت ريم اليه لتجد سما قد ذهبت اليه لتبتسم بغصة وهي تشاهده قد احضر لها سلسلةً خفيفةً لتتوجه نحو المطبخ لإعداد الطعام كعادتها، تنهدت بثقل وهل سوف يتذكركِ حقًا ويحضر لك لا تتأملي كثيرًا ريم انتِ هنا من أجل اطفالكِ ليس إلا، استمعت الى صوت ضحكاتهم الصاخبة والتي اخترقت اذنيها لتكمل اعداد الطعام بدموع وألم، بعد مدةٍ كانوا يجلسون جميعًا يتناولون الطعام ولم تخلو الجلسة من مغازلة إبراهيم لسما امام ناظري ريم التي كانت لا تعطي لهم بال، لكن في الحقيقة كانت تتقطع وتتمزق في داخلها  لمشاهدة هذا الحب الجياش من زوجها لغيرها

نهضت ولم تعد تستطيع الاحتمال اكثر من ذلك لتستمع الى صوت إبراهيم المتسائل:- الى اين .

أجابته بابتسامة مصطنعة:- الحمد لله لقد شبعت، بالهناء لكم.

توجهت نحو غرفتها  وهي تشعر بمرارة فقدان الحبيب لتنظر الى صورة والدها في هاتفها لتنفجر باكيةً وهي تتذكره، لقد اشتاقت إليه بحق" ابي ارجوك عد لم اعد احتمل اكثر من ذلك، اريد ان اعود طفلتكَ المدللة التي تخشى انكسارها وتحبها جدًا،

نظرت الى باب غرفتها عندما شعر به لتمسح دموعها مبتسمةً له، جلس بجانبها ليتحدث بهدوء :- لماذا تبكين؟.

اجابته بسعادةٍ حقيقية، قد سألها وهذا يعني انه مهتم بها:- لقد اشتقت لوالدي .

نظر اليها بتفحص مجيبًا :- حسنًا.

نظرت اليه بحزن من رده لتستمع اليه مكملًا :- أتعلمين ريم انني اعرف ماذا افعل معكِ واعلم انكِ تتجاوزين عن بعض الامور،  لكني اقوم بتسديد نقطة مع سما وهي انها بمفردها، انها تعتبر عروس جديدة ولم تشعر بالهناء كما شعرتي انتي منذ ثماني سنوات، ثم انه لديكِ اطفال يقومون بإلهائك واشغالك اما هي فلا يوجد لها احد.

نظرت اليه بصدمة من حديثه، عروس جديده انك متزوج بها منذ سنتين وعلى علاقةٍ معها قبل سنة ونصف دون زواج وتخبرني انها عروس جديدة؟! هل هذا كل  شيء؟ هل هذا ما استطعت قوله اغمضت عينيها بقوه من حديثه المؤلم،  لقد استحملتُكَ واستحملت افعالكَ التي حرمها الله  لتخبرني بهذا القدر هذا ليس مبرر إبراهيم، وقفت من جانبه لتنظر اليه مبتسمه لتخرج من الغرفة بأكملها،

عادت من تذكرها لتضع سماعاتها على اذنيها ثم غطت في النوم محتضنة طفلها عليّ.

               ««:::::::::::-::::::::::::»»

في صباح اليوم التالي استيقظت ريليان وهي تشعر بالراحة التامة انها لأول مرة منذ شهرين تنام بهذا القدر العميق نظرت حولها باستغراب اين هي انها ليست غرفتها،  ضربت رأسها بتذكر انه في غرفة سارة وبيت سليم، عندما تذكرت امره خرجت مسرعةً نحو النافذة لتجده غير موجود زمت شفتيها بضيق مبتعدةً عن النافذة توجهت  نحو المرحاض لتغسل وجهها وتقوم بالروتين اليومي خاصتها لتتوجه بعد ذلك نحو المطبخ لتعد لها شطيرة جبن وكوب عصير.

جلست تتناول بصمت مطبق لتستمع الى صوت فتح الباب لتقف بتوتر ظنًا منها انه سليم، توجهت نحو الباب عندما فُتح لتجد ان هناك رجل في منتصف الاربعين من العمر وخلفه ابتهال وسارة وفتاةً لا تعرفها  يضحكون، تسمرت ابتهال عندما وجدتها هنا لتبتسم الاخرى بتوتر متوجهه نحوها بتردد

نظر الرجل اليها باستغراب وصدمة ليخاطب ابتهال بتعجب :- من هذه؟!.

اجابته ابتهال بعقل شارد :- انها ريليان .

خرج صوت الفتاة بشك وصدمة:-  من هذه عمتي وكيف دلفت الى هنا.

كادت ان تجيبها ليستمعوا الى صوت سليم اللاهث ويبدو انه كان يمارس رياضة الركض:- هل عدتِ امي.

نظر اليه الرجل باستفسار وآلاف الافكار تخطر له:- سليم ما الذي يحدث هنا .

سليم بصدمة من وجوده :- خالي؟

              ««:::::::::::-::::::::::»»

صراعٌ ولكن ( مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن