الفصل (20)

398 38 297
                                    

***____****____***

‏"يا عبدي لو علمت كيف أدبر لك أمورك، لعلمت يقينًا أني أرحم بك من أمكَ وأبيكَ و لذاب قلبك محبًة لي،
فقل الحمد لله."

***____****____***

رفعت ريليان عينيها التي تغطيهم الدموع وقد اصبحتا باللون الاحمر كلون بشرة وجهها عندما شعرت بجلوس سليم على السرير بجانبها، جلس بجانبها اخذًا قدرًا كبيرًا من الهواء داخل رئتيه ليسألها بهدوء وترقب:- سؤال واريد اجابةً واحدة وعليكِ ان تجيبي بصدق لأنه يجب عليّ قطع الشكوك التي تراودني، وعلنا نتوصل لحل، هل اقترب منكِ اي شخص اي هل قمتِ بعلاقة سابقة.

نظرت اليه مطولًا و بمشاعر ميتة بعد اتهامه الصريح هذا لتجيبه بروح خالية وبصوت غلبه الانكسار:- هل ستصدقني؟!.

اومأ لها بصدق متحدثًا وهو ينظر الى بندق عينيها يشجعها على التحدث:- اجل سوف افعل، والان اخبريني.

شجعت ريليان نفسها لتمسح دموعها التي لم تتوقف لتجيبه وهي تنظر لعينيه والتي ترى الألم داخلهم بعدما لفت غطاءها حول جسدها بتمكن:- أﻗﺴﻢُ بالذي خلقكَ ﻓ ﺴﻮاكَ فعدلك، واقسمُ بالذي بسط الارض ونصب الجبال ورفع السماء بلا عمد، واقسم بالذي ردني اليه ردًا جميلًا انه لم يقترب مني اي شخص.

تعمقت في قهوة عينيه لتكمل ودموعها تسيل بانتظام على وجنتيها مواسيةً لها:- لم اكن اسمح لنفسي بإقامة اي علاقةٍ مع اي شخص سليم حتى أمبر لم اسمح له بتقبيلي وان كنتَ غير مصدق ذلك يمكننا الذهاب الى الطبيب للتأكد من ذلك.

لتكمل بغصة وهي تبتسم بانكسار ناظرة الى ذلك التردد في عينيه:- لكن اعلم انك جرحتني باتهامك وتفكيرك هذا سليم.

كاد ان يتحدث لتقاطعه متنهدة بغصة:- لا اريدك ان تقول شيئًا فهذا طبيعي لأي شخص في مكانك، لكن انت تعلم قصتي وقد اخبرتك امي ابتهال بها.

زفر الهواء الذي بداخله لينظر للأمام متحدثًا متجنبًا النظر اليها:- اعذريني  فما حدث لم اكن اتخيله ريليان.

ابتسمت بمرارةٍ لكنها لا تلومه فمن الطبيعي لأي شخص في مكانه اي يشك بما شك به ولو انها لم تكن لديها خلفيةً بذلك او لو انها غير واثقة بنفسها لقالت ان لديه حق وان شكوكه صحيحة، لقد قرأت قبل ذلك في احدى الروايات وما حدث للبطلة يوم زفافها  وكأنها تجسد دورها لكن باستثناء الضرب والعنف الذي تلقته من زوجها ورميها خارج بيته، لتأتي بعد عدة ايام بفحص طبي يثبت دليل براءتها وانها مازالت عذراء.

نظرت اليه بروح ميتة لتسأله باستفسار:- هل تعلم كيف التقيت بسارة سليم؟!

حرك رأسه يمينًا ويسرًا جاهلًا ذلك لتجيبه وهي تمسط بالغطاء بقوة:- لقد كنت خارجة مع أمبر في احدى المرات وحينما اقترب مني يريد ان يقبلني صفعته وهربت واحتميت بسارة، اعلم انك غير مصدق ما اقوله  فكيف لفتاةٍ كانت تعيش في وسط مجتمع  يكون الامر عنده طبيعي ومباح ولم تقم باي علاقة سابقة لكني اقسمت لك انني لم اقم بأي علاقة، يمكننا في الصباح الذهاب للطبيب ان اردت لتطمئن وان لم اكن كذلك يمكننا الانفصال.

خرجت انفاسه بغضب ضاغطًا على يده بقوة بعدما استمع الى اسم أمبر وذلك التصرف الذي كان سيفعله، اعاد انظاره اليها بسرعة بعد اخر جملة لها ليتحدث باستنكار:- ومن قال لك انني اريد ذلك؟، ريليان عزيزتي اسمعيني وافهمي جيدًا ما حدث قبل قليل شيءٌ لا يتحمله اي رجل مهما كان طبعه ودينه وتفكيره، حتى وان كان يعلم انها ليست فتاة في الاصل  لأنه يتمنى ان يكون هو اول من يقترب منها ف من الطبيعي ردةُ فعلي، لكن هذا لا يدل انني لا اصدقكِ، فبعد ان اقسمتِ لا مجال للشك في ذلك.

لم تتفوه ريليان بأي حرف وكأنها اصبحت صماء فقط تنظر اليه تريد ان تتأكد من انه يصدقها، نظر سليم الى الساعة بعدما صدح هاتفه بالرنين  ليعتدل في جلسته متوجهًا نحو المرحاض  بعد ان اغلق المنبه، وقبل ان يغلقه عاد مرةً اخرى ليقف امامها منحنيًا بجسده مقبلًا رأسها بعد ان مسح دموعها العالقة بأهدابها ثم ابتسم برقة:- لا تفكري فيما حدث ريليان وجهزي نفسكِ ريثما اخرج من المرحاض، لن اتأخر.

تابعته بأنظارها بعدم تصديق لتعود مختبئة تحت الغطاء تكمل بكاءها وهي متأكدة انه لم يصدقها، لكن ماذا تفعل انها متأكدة تمامًا من نفسها وانه لم يقترب منها اي شخص وانها من ذلك النوع من الفتيات التي تحتاج الى طبيبة.

بعد مدة استمعت الى صوت سليم القريب منها وهو يخاطبها بضيق:- ريليان لا تقولي لي انكِ نمت.

رفعت رأسها من اسفل الغطاء بعدما مسحت دموعها لتخاطبه بصوت منخفض هامس:- لا لم انم كنت انتظر ان تخرج.

تنهد براحة كبيرة لأنها لم تنم ليخاطبها باسمًا متجنبًا امر بكاءها لا يريد ان يتحدث حتى لا تزيد في بكاءها:- اذهبي واغتسلي ثم توضئي سوف اصلي ريثما تنتهين.

سألته بتعجب قاطبة جبينها:- الفجر! لكنه لم يصدح الآذان بعد.

ابتسم لها موضحًا بعدما جلس بجانبها:- اجل هذا صحيح  لكن سنصلي قيام الليل اولًا وليس الفجر، وانا سأصلي  ركعتي سنة الوضوء وركتين من القيام، هيّا اذهبي كي لا نتأخر.

وضعت قدميها على الرخام بعد ان ازاحت الغطاء  عنها وهي تحكم مئزرها جيدًا لتتوجه نحو المرحاض بشرود، تابعها سليم متنهدًا  ليشرع في صلاته بعد ان اغلقت باب المرحاض بهدوء كبير.

التفت سليم برأسه للجهة اليسرى منهيًا صلاته لتقف ريليان خلفه فاركة يديها معًا بتوتر، استدار اليها بابتسامة هادئة وصادقة بعدما شعر بها خلفه جعلت لديها بعض الثقة كونه صدّق حديثها لتذهب نحو ثياب الصلاة ترتديهم وهو يتابع تحركاتها وخطواتها، بعد ان انتهت سألته باستفسار :- وما هذه الصلاة؟! .

اعتدل في جلسته بعد ان انهى تسبيحه ليقبل رأسها ثم شرح لها وهو يعدل في حجابها الذي ترتديه :- قيام الليل هو نافلة لتقرب العبد من ربه وهي من أعظم الطاعات عند الله تعالى، وهي أيضًا سرٌ من أسرار الطُمأنينة والرضا في قلب الإنسان المؤمن.

اومأت له بتفهمٍ ليكمل حديثه مبعدًا يديه عنها ناظرًا لها بالحجاب:- انها ترسم نورًا على وجه المؤمن، حيث أنّ الله عز وجل ينزل كل ليلةٍ في الثلث الأخير من الليل إلى السماء الدنيا فيقول:-
(هل من داعٍ فأستجيبُ لهُ هل من سائلٍ فأعطيهُ، هل من مستغفرٍ فأغفرُ له) حتى يطلع الفجر.

سألته بتوجسٍ ناظرة له:-  هل افهم ان موعدها الان؟.

ابتسم بسعادةٍ لاستجابتها وتفاعلها معه ليجيبها:- انظري قيام الليل يبدأ بعد انتهاء صلاة العشاء إلى طلوع الفجر الثاني، ويفضل أن يكون في الثلث الأخير من الليل، هل فهمتِ؟

اومأت له  برأسها بتفهم كبير ليخاطبها بابتسامة:- اذًا هيّا بنا.

شرع سليم في صلاة القيام ومن خلفه ريليان والتي لأول مرةٍ تعلم عنها، ادتها خلفه بقلب متعلق بالله ترجو رضاه ورحمته ومغفرته دعته ببكاءٍ صامت في سجودها  بأن  يرد عائلتها اليه ردًا جميلًا ويحفظهم دائمًا و أبدًا، وان يكفيهم شر خلقه و حُزن الحياة وان يتقبلوا فكرة ما فعلته وان يحنن قلب اختها وشق روحها ونصف قلبها، وان يجعلها خير زوجة وان يجعل سليم خير زوج لها وان يتم عليها نعمة الاسلام والايمان، ولم تنسى ان تدعوه بان يجعل سليم يصدق براءتها  وان يلقي حبها في قلبه.

بعد ان انتهيا من الصلاة التفت اليها سليم  مربعًا قدميه ليخابطها بهدوء:- اعطني يدكِ.

نظرت اليه بتوجس ليخاطبها مازحًا وهو يضحك:- لا تخافي لن آكلهم، اريد ان اعطيكِ شيئًا.

مدت يدها نحوه بتوجسٍ ليحتضنها بين كفيه ليبدأ بالتبيسح والاستغفار عليها، نظرت اليه بتعجب بسبب حركته:- ما هذا!.

خاطبها بعدما انتهى:- اعطيتكِ اجر التسبيح والاستغفار، كان ابي يفعلها لأمي بعد ان ينتهي من الصلاة فلقد أحببتُ حركته هذه كثيرًا.

ابتسمت بحب اليه متناسية ما حدث قبل قليل بينهم لتسأله باستفسار:- كم ركعةٍ هذه الصلاة، انها طويلة جدًا.

اجابها هو مازال يحتضن كفها الصغير بين يديه:- ليس لصلاة قيام الليل عددٌ مخصوص من الركعات لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (صلاة الليل مثنى، مثنى فإذا رأيت أن الصبح يدركك فأوتر بواحدة، فقيل لابن عمر: ما مثنى، مثنى؟ قال: أن تسلّم في كل ركعتين).

التمعت عينيها مرةً اخرى عندما ذكر اسم النبي لتسأله بحب:- هل نحن نفعل كما يفعل النبي دائمًا.

اومأ لها بتأكيد:- اجل بالتأكيد فنحن نسير على نهجه وخطاه.

سألته بفضول كبير وكأنها طفلة:- وكم ركعةٍ كان يصلي القيام.

اجابها ناظرًا لساعة الحائط فلم يتبقى شيءٌ لأذان الفجر:- كان يصلي احد عشر  ركعة فعن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله  صلى الله عليه وسلم  يصلي ما بين أن يفرغ من صلاة العشاء إلى الفجر إحدى عشرة ركعة يسلِّم بين كل ركعتين ويوتر بواحدة).

تزامنت اخر كلمة منه مع آذان الفجر ليخاطبها بهدوء:- رددي خلف الآذان.

بعد ان انتهى الآذان نظرت اليه ريليان متذكرة ما حدث بعدما اعتدل في جلسته لتسأله بحزن تجسد في صوتها:- سليم هل صدقتني، اقسم انــ

قاطعها وهو يضع اصبعه السبابة على فمها مانعًا اياها من الاكمال ليبتسم لها مطمئنًا:- سبق وقلت لكِ انسي ما حدث في السابق وكان هذا اول يوم لعقد القران هل تتذكري، والان لا تفتحي هذا الموضوع ريليان اجل انني اصدقكِ واعلم ما سبب هذا الموضوع وهو الاحتمال الثاني الذي خمنته بكونكِ من النوع الخاص لذلك لا تتحدثي في هذا الموضوع مرةً اخرى، وبالمناسبة اعتذر لما بدر مني،

قربها منه مقبلًا جبينها مطولًا ثم ابتعد متنهدًا:- اما سوف اذهب للمسجد لأصلي انتبهي لنفسك.

شيعته بأنظارها ليخاطبها باسمًا قبل ان يغلق الباب:- لا تنامي انتظريني ريثما اعود حسنًا.

اومأت له بوجهٍ متورد:- حسنًا مع انني لا انام بعد الفجر اجلس مع امي ابتهال وسارة.

اومأ برأسه ليخاطبها محمحم بصوته وما زالت الابتسامة تعلو ثغره:- استودعكِ الله.

ابتسمت متنهدة بحب لتجيبه:- في امان الله.

             ««::::::::::::::-:::::::::::::::»»

جلست ريم بجانبه متحدثة بابتسامة:- حمدًا لله على سلامتك ابراهيم.

اومأ لها بتعب لينظر الى عمر وعليّ اللذان يقفا امام الباب ليبتسم لهم مشجعًا اياهم على التقدم، هرول عليّ نحوه ليقبل وجنتيه بحب:- حمد لله على سلامتك ابراهيم.

ابتسم له بتعب ليتقدم عمر جالسًا بجانب ريم:- حمدًا لله على سلامتك.

تنهدت ريم وهي تهمس لإبراهيم:- انه يشعر بالضيق لأنك جئت  هنا ومن المفترض ان تكون في الغرفة الاخرى.

زفر بملل ليخاطبها بضيق:- ريم الا ترين حالتي لم تمضى ساعتين لخروجي من المشفى، هل هذا وقت العتاب.

نظرت اليه ببلاهة لتدافع عن نفسها:- لم تفهم كلامي  ابراهيم، اقول ان عمر هو من يشعر بالضيق ولست انا.

حرك رأسه بضيق من حديثها:- اعلم انكِ تقصدينه بحديثكِ ريم.

ثم خاطب عمر الذي كان ينظر لسما وهي تلاعب عليّ:- عمر هل ترى ان الغرفة جيدة لمكوثي فيها ان السرير لا يتسع لأربعتنا وانا احتاج لراحة تامة، هل فهمت.

اومأ له عمر بتفهم فهذا ما اخبرته به ريم ليعتدل في جلسته متوجهًا نحو الخارج، حركت ريم رأسها بقلة حيلة من اسلوبه الفظ  لتلحق بعمر الذي دلف غرفتهم.

جلست على ركبتيها امامه لتخاطبه باسمة بحنان:- ألم اقل لك ان الغرفة لا تلائمه، عندما يتحسن سيعود الى هنا.

تحدث بغصةٍ في حلقه:- امي لماذا ابي هكذا، اريد ان اشعر بانه اب وليس زوج امي او اخي.

حبست ريم دموعها بقوة لتحاول اخراج صوتها ثابتًا:- وهل تراه ليس بأبٍ عمر.

بدأت دموعه بالنزول على وجنتيه:- هل هناك اب لا يحب ان ينادى بكلمة ابي؟ اريد ان اشعر بأن لي اب وليس اخ اخاطبه بإسمه، انه لا يسمح لنا بمناداته ابي.

عانقته ريم بألم لانعدم حنان ابراهيم وجفاءه، ان كان معها ليس بزوج هل سيكون مع ابنائه اب، هل هناك اب يمنع ابنائه من مناداته بكلمة اب بحجة انه لا ب
يريد ان يشعر بأنه كبر، هل هناك اب لا يسأل عن ابنته التي لا يعرف لها اسمًا سوف تفاتح عمر الان بوجود اخت له وبعدها تفاتح ابراهيم بإحضارها الى هنا  ابتعدت عنه لتخاطبه بابتسامة وهي تمسح دموعه بعد ان مسحت دموعها:- عمر اريد ان اخبرك بشيء حسنًا.

اومأ لها برأسه لتكمل:- ان لديك اخت تدعى لمار وهي تكبرك بسنتين.

نظر اليها ببلاهة ليسألها بتعجب:- واين هي، لماذا لا تعيش معنا.

تنهدت بقلة حيلةٍ لتجيبه:- لقد كان والدك متزوجٌ من زوجةٍ اخرى قبلي وانجب فتاة جميلة بعيون خضراء وشعر بني  لكنه انفصل عنها وتزوجني بعد ذلك ومن ذلك اليوم وهو لا يسئل عنها.

زفر عمر بضيق من تصرفات والده ليخاطبها والدموع عالقة في جفونه:- ماذا اتوقع منه اساسًا، اريد ان يتغير امي اريد ان يحبنا ويجلس معنا، ولو لمرةٍ واحدة أتصدقين انني اشعر بنفسي يتيمًا ولا ا...

قاطعته ريم متحدثة بكذب:- انه يحبك كثيرًا عمر لكنه لا يستطيع التعبير عن مشاعره هذا هو ابراهيم، ادعو الله بان يتغير  فقط حسنًا.

اومأ لها برأسها لتعتدل واقفة:- امسح دموعك، فالرجال لا يبكون هيّا نعود هناك.

امسك يدها ليخرجا متوجهين نحو غرفة سما مرةً اخرى والتي لم تفارق ابراهيم  البته فهي ملتصقةً به حامدةً الله انه خرج سالمًا.

           ««::::::::::::::-:::::::::::::::»»

طرق جرير باب غرفة رلين ليدلف بعد ذلك للداخل، تقدم منها لترفع انظارها اليه متوجسة من ملامحه ليجلس بجانبها وهو يخاطبها بهدوء مبطن بالغضب:- لقد وجدت المنزل.

رمشت بعينيها ثلاث مرات لتخرج صوتها من عُزلته:- حقًا؟!.

اومأ لها مؤكدًا ليخاطبها:- لقد كان زفافها بالأمس ايضًا.

اتسعت عينيها بصدمة لتضع يدها على فمها تكتم شهقتها، ضغط جرير على يده بغضب:- لم اشأ ان اذهب اليها لأنني وعدتكِ ان اخبركِ قبل ان اذهب بالنسبة الي اريد ان افتك بها في الحال لكني اردت اخبارك اولًا.

اخفضت يدها بهدوء لتحاول اخراج صوتها الضعيف:- لقد فعلتها وحسمت الامر انها تكسر اخر رابط بيني وبينها.

ضحكت بسخرية لتكمل:- وكأنني اعنيها حقًا الم تسأل عني، الم تهاتفني ولو لمرةٍ واحدة.

قاطعتها جوليا التي كانت تتابع الموقف لتقف امامها:- ليس معها هاتف رلين وانتِ تعلمين ان هاتفها معكِ.

ضغطت رلين على جبينها بعصبيةٍ كبيرة لتهب معتدلة من على السرير وقد تجاهلت كلام جوليا:- لقد فعلتها وانتهى الامر حسنًا، حسنًا هي من بدأت بذلك، تريد الحرب اذًا لها ذلك.

امسكتها جوليا من يدها كي تهدئها:- رلين اهدأي انها اختكِ عن اي حربٍ تتحدثين.

نفضت يد والدتها بغضب كبير:- لا تقولي اختي، انها ليست اختي انها نكرة.

ضغطت جوليا على يدها بغضب لتخاطبها بهدوء:- رلين حبيبتي انت الان غاضبة اهدأي وفكري جيدًا، لقد اقصيناها من عائلتنا وهذا يكفي.

ابتسمت بسخرية وهي تشعر بقلبها يحترق:- انتِ تقولين هذا لكنكِ لا تشعرين بقلبي امي، انه يحترق لابتعادها عني.

لتتحدث بهمس وضعف وقد بدأت الدموع تترقرق في عينيها:- الا تشعر هي بذلك؟ الا يؤلمها قلبها مثلي لابتعادها عني.

ربتت جوليا على ظهرها بحنان:- هذا اكيد رلين فأنتم مترابطتان معًا انتم روح واحدة حبيبتي.

عانقتها رلين بضعف لتشرع في بكاء مزقت نياط قلب جرير ليتوجه نحو الاسفل ومنها لخارج المنزل

               
             ««::::::::::::::-:::::::::::::::»»

انفجرت سارة ضاحكة وهي تهاتف أمل التي كانت تقلد صوت والدة همام ليوبخها سليم الذي كان يجلس بجانب ريليان ف بعد ان عاد من المجسد عاد اليها فقرآ وردهم وبدأ بتحفيظها بعض الآيات التي تلت ما سمّعته له وقد اتفقا على حفظ ورقة كاملة كل يوم.

نظر سليم بضيق:- سارة ما المضحك بالأمر، هذا بدل ان تنصحيها بانه لا يجوز.

حاولت سارة كتم ضحكاتها لتتحدث امل بحزن مصطنع عندما استمعت الى سليم:- لا تريدنا ان نضحك، هل بعد ان تزوجت ليان اصبحت لا تحبني،  انت لا تحبني سليم وتحب ليان اكثر مني.

نظرت ابتهال نحو ريليان التي بدأت بالضحك لتضع اخر طبقٍ على المائدة لتخاطبها ريليان بضيق حقيقي:- كم مرةٍ قلت لكِ اسمي ريليان وليس ليان امل.

ابتسمت امل بخبث لتخاطبها بطفولة:- بل ليان يا ليان اليس كذلك اخي سليم.

ضحك سليم بخفة ليحتضن كف ريليان متحدثًا:- انها زوجة سليم يا أمل.

كتفت امل يديها امام صدرها بضيق، بينما حركته هذه اذابت قلب ريليان لتشد على يده بحب لتتحدث سارة باستعلاء مصطنع:- اتركيكِ منهم امل، قولي لي لماذا اخذتِ هاتف عمكُ من غير اذنه.

زفرت امل بضيق وملل:- كنت ضجرة وهو لم يستيقظ لذلك اخذت الهاتف وهاتفتكِ بعد ان وضعت بصمة اصبعه لفتح القفل.

ضحكت سارة لتصرفها لتستمع الى صوت همام يخاطب امل لتضطرب متحدثة:- حسنًا أمل، اغلقي الان ونتحدث مرةً اخرى، ولا تنسي ان تتناولين فطورك.

اومأت لها برأسها من خلف شاشة الهاتف لتخاطبها:- الى اللقاء سارة.

اغلقت سارة الهاتف لتنظر الى ابتهال التي حضّرت مائدة الافطار وتنتظرهم ان ينتهوا من حديثهم لتتوجه نحو الرواق تغسل يديها، جلس الجميع على المقاعد وقبل ان يبدأوا بتناول فطورهم ارتفع رنين جرس المنزل، نظرت جوليا بتعجب:- من يا ترى في هذه الصباح؟.

اجابها سليم بهدوء:- يبدو انهم اصدقائي.

ليعتدل بعد ذلك في جلسته مبعدًا المعقد عنه ليتنسى له السير، فتح الباب بعدها باسمًا لتتلاشى ابتسامته عندما رأى الزائر.

صراعٌ ولكن ( مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن