05

11.5K 724 196
                                    


....

"أشعر بخيبة شمعة ضحت بنفسها لتضيء غرفة أعمى"

-هاروكي موراكامي

.
....

غرفة مظلمة، إنارة خافتة، طاولة واحدة وكرسيان متقابلان، هناك حيث يقبع الرجل الأربعيني في انتظار استجوابه، ومن الزجاج تراقبه ديلارا بنظرة ضيقة كما يقف بجانبها كيلان.

نقرت على الزجاج بخفة ثم سألت الذي بقربها

-أنت تقول أن السرقات بدأت تزامنا مع انتقاله لذاك الحي؛ صحيح كيلان؟

أومأ المدعو كيلان مؤيدا كلامها فتابعت بذات النبرة المشككة

-والجيران لاحظوا أنه يحوم حول بيوتهم كل يوم بطريقة مريبة.

أومأ الفتى مجددا وبنظرة طغى عليها الاستغراب استفسرها بينما يشير له

-ألن نبدأ باستجوابه إذا؟

لم ترد عليه ديلارا بل اكتفت بهز رأسها بينما تنكز خدها بلسانها، شيء غريب في الموضوع لذلك هناك شك شديد يستعمرها، بللت شفاهها ثم دلفت للغرفة حيث المتهم مما أثار انتباهه.

وقبل النبس بحرف صاح الرجل بكونه 'بريئا ولم يرتكب جرما' بينما يستقيم عن كرسيه الخشبي، أشارت له للجلوس والتزام الصمت ثم جلست مقابله مشابكة يديها.

فتحت مذكرة وقلبت الورقة للأعلى من تم أملت عليه كل المعلومات الشخصية الخاصة به والمدونة لديها، وضعت المذكرة جانبا حين انتهت من القراءة ثم استطردت

-أنت تصر أنك لم تفتعل جرما، ما سر تصرفاتك المريبة إذا؟ لم تحوم حول منازل الناس؟

اهتز جسد الرجل حين تلفظت التي أمامه وأبدت ملامحه اعتراضا شديدا، نفى برأسه ثم أجاب بنبرة تخللها التوتر.

-كنت أبحث عن قطتي فقط، لقد اختفت في ثاني يوم من انتقالي.

ركزت ديلارا على ملامحه حين كان يتحدث، رغم خوفه أعينه ثابتة لا تتحرك للأعلى أو الأسفل، يداه أيضا ظلت مستقرة ولم يحركها منذ بدأ الحديث أو مسح بها على رقبته أو وجهه.

أومأت برأسها متفهمة واسترسلت بجدية

-وما تفسير بداية السرقات منذ انتقالك؟

-صدقا لا أدري السبب أيضا.

أجابها مباشرة بنبرة بائسة في حين تعابيره رسمت قلة الحيلة، بينما هي قد استقامت وجلست على الطاولة بدل الكرسي مائلة برأسها ناحيته، عقدت ساعديها وتابعت أسئلتها.

Simply because You're Mine✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن