16

5.6K 475 158
                                    


....

"إن الإنسان يتربص بنفسه، تربص عدو بعدوه"

-نيتشه

.

....

فتحت تلك المرأة الثلاثينية ذات البشرة السوداء والشعر المجدل باب منزلها بصعوبة بسبب كثرة المشتريات التي تحملها ثم توجهت لترتبها بمطبخها بخطوات سريعة.

لكنها سمعت حسيسا غريبا يتردد في المنزل فحملت هاتفها وشرعت في تفقد المكان خشية تواجد لص ما في حين تنقر على لوحة مفاتيحه حتى تتصل برقم الطوارئ.

فتحت القبو حيث مصدر الصوت الغريب وترددت في النزول غير أنها صرخت بهلع حين تم سحبها من قدمها، ورغم الظلام المزدرد للمكان فقد أمكنها ضوء هاتفها الطفيف من رصد الشيء الذي يحاول قتلها حاليا.

حملت عصا البيسبول التي لمحتها وضربته بكل قوتها ثم ركضت عبر درجات سلم القبو بينما تصرخ طالبة النجدة.

وعلى بعد عدة بيوت فقط كانت تقف ديلارا وترن جرس أحدها بعدم صبر بينما تضرب الأرض بخفة.

فتحت لها امرأة -بدت في منتصف العمر بشعر قصير وملامح هادئة- الباب وبحلقت فيها ببعض التعجب لتسألها بفضول.

-عفوا يا ابنتي! هل تحتاجين شيئا؟

أخرجت ديلارا شارتها من جيبها الخلفي وأرتها إياها قائلة بجدية.

-هل يوجد هنا شخص تحت اسم جيفري تملنسون؟

توترت المرأة قليلا ولم تعلم ما تفعله لكن ديلارا طمأنتها بعد ملاحظة ترددها قائلة.

-أريد فقط أن أسأله بضعة أسئلة.

أومأت المرأة ودلفت لبضع دقائق معدودة ظهر بعدها شاب أصهب قصير القامة بنمش طفيف وملامح لطيفة، نظر لها باستغراب وبعض من الفضول ما جعلها تدرك أن هاته أول مرة يراها، لكنها حاولت عدم التسرع.

-مرحبا يا فتى، أردت فقط أن أسألك بضعة أسئلة عن رجل يدعى جورج كولينز.

نطقت بنبرة جادة بساعدين معقودين غير أن المدعو جيفري قد زاد تعجبه انطلاقا من تعابيره الحائرة، نفى برأسه وتمتم ببساطة.

-كان جارنا وانتقل منذ أشهر قليلة، هذا جل ما أعرفه.

جزء من كلامه كان متوقعا بالنسبة لديلارا، فكما اكتشفت أن أحدا تنكر بهيئة ابنة كولينز فقد وضعت احتمال تسعين في المئة أن صديقها الأصهب ما هو إلا متنكر آخر.

Simply because You're Mine✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن