26

4.8K 390 160
                                    


....

ذاك المخلوق المتوحش احمرت عيناه بشكل ملحوظ حين بحلق بديلارا الواقعة أرضا ليبتعد عن فريسته التي فارقت الحياة مسبقا، زحفت ديلارا بشكل غريزي للخلف وحاولت الوقوف لكن الصدمة شللت ساقيها.

اضطربت أنفاسها لبرهة ونظرت حولها لإيجاد سلاح ما يخولها الدفاع عن نفسها، لحسن الحظ كانت هناك مطفئة حريق معلقة فسارعت إليها بعدما جمعت شتات نفسها وقد شكلت حركتها المفاجئة تهديدا لذاك المخلوق فزمجر بصوت مرعب وانقض عليها.

ضربته بقوة بمطفئة الحريق ثم رمتها على رأسه لتسارع للركض نحو الأعلى حتى تنجو بحياتها، زاد غضب ذاك الوحش فزمجر مجددا ولحق بها ولدوسه على هاتفها فقد تحطم بشكل كلي.

ارتطمت بالجدار بعدما كادت تتعثر مجددا مما شكل للوحش فرصة ذهبية وهجم عليها مرة أخرى، غير أن هاته المرة وقف أحدهم بينها وبين المخلوق ممسكا رقبته بقبضته العارية فقط.

تنفست ديلارا بقوة وهي تراقب ما يجري، لقد كان رجلا قوي البنية بشعر عسلي مصفف بعناية، يرتدي قميصا أزرق ذو أكمام مطوية وبنطالا رسميا أسودا مع حذاء جلدي؛ لوهلة تعتقده رجل أعمال مخضرم.

ولكن عندما فصل رأس ذاك المخلوق عن جسده رغم ضخامته أدركت ديلارا أنه ليس شخصا عاديا، وهناك نسبة كبيرة أنه مصاص دماء.

انهارت على الأرض ونظرها علق على ذلك الرأس المقطوع الغارق في دمه، لقد أحست برغبة عارمة في التقيؤ الآن، صاحبها ذعر جلي أبرزته دقات قلبها.

لكنها استدارت بتفاجؤ حين سمعت تلك الصرخة المرعوبة، كانت فتاة بزي الممرضات واقعة على الأرض بملامح خائفة وجسد يرتعش بينما تبحلق بدورها لجسد ذاك المخلوق الميت والرجل الذي امتلأت يده بدمه.

لم يحرك الرجل ساكنا رغم ما كل حدث، ثواني قليلة وكان هاورد بجانب تلك الفتاة وطلب منها المجيء معه؛ واضح أنهم يرغبون في إفقادها ذاكرتها عن هاته اللحظة.

استقامت ديلارا عن الأرض رغم ارتجاف ساقيها ليلتفت لها ذاك الرجل أخيرا، ملامحه حادة بعض الشيء وعيونه سوداء بالكامل، ولا تدري لم أحست أنها سبق وشاهدته في مكان ما.

لم تكن نظراته صوبها لطيفة إنما محملة بالازدراء، لسبب ما يبدو حاقد عليها للغاية وكأنها قتلت شخصا عزيزا عليه، لم تتجرأ على أن تسأل عن هويته حتى فأكيد أنه لن يجيب.

دوى صوت خطوات مهرولة ليظهر جيكوب في آخر الرواق، اندفع إليها أولا وعاين جسدها مستفسرا بقلق.

-أنت بخير؟ لم يصبك مكروه صح؟ ذاك الأخرق هاورد...

لم تجب على أي من تساؤلاته واكتفت بالتحديق إليه بعيونها المهتزة، تحس كما لو أن الهلع الذي عايشته توا قد صنع حاجزا يمنع مخارج حروفها.

Simply because You're Mine✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن