27

4.3K 381 196
                                    


....

انفتح الباب بطريقة آلية ما إن مرر جيكوب تلك البطاقة ودلف باحثا بعينيه عن شخص محدد، لقد كانت غايته إيجاد جوزفين في هاته اللحظة.

وبالفعل لمح قامته الطويلة والمغلفة بردائه الأبيض في زاوية مختبره بينما يحمل بضعة أوراق بتعبير جدي.

اقترب منه جيكوب بخطوات سريعة فاستدار جوزفين إليه أخيرا وصاح مغيرا من ملامحه لأخرى مبتهجة من تم هتف مرحبا.

-جيكوب عزيزي لقد أتيت!

-لا وقت لمزاحك جوزفين، لقد وصلتك جثة المسخ مسبقا هل قمت بمعاينتها؟

رتب المعني نظراته ووضع الأوراق على المكتب مجيبا ببساطة.

-نعم لقد فحصتها ولا أرى أي تغيير عن سابقاتها من الأعوام الماضية، سواء جسديا أو عقليا.

نظر له جيكوب بتشويش لبرهة بينما يحلل كلامه المنافي للواقع واعترض قائلا.

-ماذا تقصد؟ الجميع لاحظ أنها متغيرة، لقد أصبحت تخدر ضحياها بتلك المادة السوداء عن طريق اللعاب فقط، زد أن ضوء الشمس لم يعد يؤذيها بتلك الحدة، ولا ننسى أنها كانت ماهرة في التخفي خلافا للسنوات السابقة.

أومأ جوزفين بتعبير غير مبال وجلس بكل راحة على الكرسي، لوى شفته للأسفل ونبس بهدوء تام.

-إنها فقط مخلوقات تتكيف بسهولة، مثل البشر ومثلنا نحن أيضا ..أقصد لا يمكنك مقارنة أحدنا بمصاصي الدماء القدماء؛ صح؟

هز جيكوب رأسه بقلة حيلة بينما يتنهد بضيق وبعثر شعره بانزعاج، بالتأكيد لم يقتنع بكلامه ويجد به الكثير من الثغرات لكن كشف مكانها الآن أهم من معرفة سبب تغيراتها، في النهاية بسط يديه بتعبير مستسلم وتفوه بنبرة حازمة.

-حسنا المهم الآن أن علينا إيجاد وكرها في أسرع وقت قبل أن تتكاثر ونقع في كارثة.

غادر على مهل تاركا جوزفين يحدق لتلك الأوراق المبعثرة على المكتب وأسفلها كتب بوضوح 'بيرت كارتر'.

سار جيكوب في الرواق بتفكير شارد ورأس مطاطأ غير أن خطوات هاورد أخرجته من بؤرة أفكاره المشؤومة.

-سيدي! لقد قمنا بالتواصل مع عائلة الضحية وزورنا سبب الوفاة كما أننا أعدنا الممرضة لمنزلها بعدما محونا ذاكرتها.

تحدث هاورد برسمية كعادته فأومأ جيكوب ولكن حدقتاه توسعتا بغتة فنظر له بفزع وصاح بعدم تصديق.

Simply because You're Mine✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن