....ذاك السقف الرمادي كان مركز تحديق ديلارا المستلقية على سريرها بأطراف جسدها المتناثرة بعشوائية وخصلها الطويلة المنسدلة بحرية حولها.
غارقة في تفكيرها كالعادة، خصوصا بعد توالي هاته الأحداث الغير قابلة للتفسير، أصبح أملها أن تفهم فقط ما يجري حولها.
تردد صوت رنين هاتفها في أسوار الغرفة فأجابت عليه دون الاهتمام لمن يكون المتصل، غير أنها زفرت بملل حين تحدث الطرف الآخر بنبرة تهكمية.
-أيتها الفاسقة، أي جديد بخصوص حبيبك وتصالحكما الزائف؟
أغمضت ديلارا أعينها لهنيهة بينما تستنشق الهواء بعمق وتزفره بهدوء في محاولة منها لإيجاد سلام داخلي يخول فكرها بعض الراحة من تم أباحت بما تختزنه.
-أنا مشوشة كارين، تائهة حرفيا، لم أعد قادرة على إيجاد تفسيرات منطقية لما يحدث أو قد يحدث، صدقيني تساورني أحيانا رغبة في الانتحار لإيقاف الفوضى والصخب في عقلي.
تحدثت بشرود ونبرة تميل لليأس بينما تحاول إيصال ولو ربع ما يخالجها في هاته اللحظة لكنها تسرد أفكارها لجدار فولاذي.
-حسنا انتحري إذا، لم التأخير؟
كما توقعت فصديقتها لن تواسيها بل ستزيد الطين بلة بكلماتها الغير مبالية ونبرتها الساخرة، لقد تغيرت رغبتها للقتل عوض الانتحار الآن، استقامت جزئيا عن السرير بانفعال وصاحت حانقة.
-تبا لك كارين! تبا لك وللجميع!
أغلقت الهاتف ورمته لتعاود الانسداح على سريرها وقد اكفهرت ملامحها وصارت شديدة العبوس، ركلت الفراغ مرات متعددة وبعثرت شعرها بعصبية في محاولة بائسة لتتوقف عن التفكير وتريح ذهنها قليلا؛ غير أنها بدت كالمجنونة عوض ذلك.
رن هاتفها مجددا لتسحب الهاتف وكعادتها الغبية لم تأبه لترى اسم المتصل بل أجابت منفعلة.
-ما الذي ترغبين فيه أيتها الشمطاء المتسلطة؟
عم الصمت لبرهة من الزمن ولم يرد أحد عليها مما اضطرها للتأكد من هوية المتصل أخيرا، وفور قراءة اسمه توسعت حدقتاها بينما تصفع خدها بخفة وشهقت برعب صارخة.
-يا ويلي! إنها أمي.
ضمت شفتها بنظرات هلعة ثم أعادت الهاتف لجانب أذنها وتمتمت كلمة 'أمي' بتوتر
غير أنها أبعدت الهاتف بسرعة ما إن زمجرت أمها من الطرف الآخر بغضب مجلجل.
أنت تقرأ
Simply because You're Mine✔
Paranormal-مكتملة- "لقد انفصلنا! لم مازلت تلاحقني وفوق ذلك تقوم بتخويف كل من أرغب بالارتباط به؟" "ببساطة لأنك لي" ... محققة جنائية في التاسعة والعشرين من عمرها يطلب منها حبيبها -الذي واعدته لخمس سنوات- فجأة الانفصال دون مبرر يذكر، المشكلة أنه يقف حائلا في طري...