....كانت تلك الفتاة ذات التعبير المنزعج تعقد ساعديها بنظرات متربصة ناحية ديلارا التي لم تستوعب للآن من هاته ولما هي متواجدة بشقة جيكوب، وقد تذكرت أنها سبق ولمحتها في يوم ما تحدق إليها بنفس النظرات دون سبب.
ولكن بعد تحليل بسيط في عقلها فهمت الأمر جيدا فصوبت بصرها لهاورد ذاك واستفسرت بدهشة.
-أهذه شقيقة جيكوب؟
-بشحمها ولحمها.
لم يجد هو الفرصة ليجيب حتى قاطعته جوانا بنبرة حادة مما أضاف جوا ثقيلا على المكان، زفرت بضيق وتابعت كلامها محدثة هاورد بلين.
-هاورد هل يمكنك أن تطلب من أحدهم تنظيف المكان قبل مجيء أخي؟
رمقته بأعين لطيفة وشفاه عابسة فتنهد بقلة حيلة وأومأ لها متفهما، أدار رأسه لديلارا مجددا وتمتم ببسمة متكلفة.
-يمكنكِ البقاء هنا يا آنسة كارتر حتى حين يعود السيد جيكوب، أنا مضطر للذهاب الآن.
همست له ب'حسنا' وراقبته يغادر الشقة بتعبير معقد، هل ستظل بمفردها مع هاته؟ لقد أحست حقا بالإحراج ولم تدري ما يجب فعله أو قوله إلى أن تفوهت جوانا بغير اكثرات مشيرة لأحد الأبواب.
-تلك الغرفة هناك غرفة أخي الخاصة، يمكنك الذهاب إليها وأخذ حمام أو النوم ..أي شيء فقط لا تظلي في مكانكِ كالتمثال.
أنهت جملتها بعصبية طفيفة واتجهت للأريكة للاستلقاء عليها ومشاهدة التلفاز، ورغم أن شعور ديلارا بالحرج لم يبتعد للآن إلا أنها ممتنة لهذا الاقتراح، سجن نفسها بأي غرفة هنا أفضل من البقاء مع غريب بنفس المكان، لا وليس أي غريب؛ إنها شقيقة حبيبها التي كان كرهها واضحا.
رفعت حاجبيها وهزت كتفيها في قلة حيلة ثم سارت ناحية الغرفة المشار لها، فتحت الباب على مهل ودلفت متأملة كل شبر يبرز أمام أعينها.
وكما توقعت فقد غلب الرمادي على الأثاث وجاء من بعده اللون الأسود، إنها ألوانه المفضلة لذلك لابد أن تكون الغلبة لهما.
حدقت بكل زاوية مغلقة الباب ثم استندت عليه بينما تعقد ساعديها خلف ظهرها وقد تعلق بصرها بالأرض حيث السجاد ذو اللون الرصاصي، لا تدري حقا ما ستؤول إليه الأمور بعض الآن، ما اكتشفته اليوم كان من أكثر الأمور صدمة شهدته في حياتها، والله أعلم كم ستصدم في المستقبل القريب.
دلكت جبينها بتعبير محبط وزفير مرهق فر من ثغرها، لقد باتت متأكدة من أن السلام الذي يتأرجح في حياتها سيختفي الآن، حدسها ينبئها بأن القادم أسوأ بدرجات.
أنت تقرأ
Simply because You're Mine✔
خارق للطبيعة-مكتملة- "لقد انفصلنا! لم مازلت تلاحقني وفوق ذلك تقوم بتخويف كل من أرغب بالارتباط به؟" "ببساطة لأنك لي" ... محققة جنائية في التاسعة والعشرين من عمرها يطلب منها حبيبها -الذي واعدته لخمس سنوات- فجأة الانفصال دون مبرر يذكر، المشكلة أنه يقف حائلا في طري...