06

10.2K 761 164
                                    


"كان بإمكانك أن تصبح شخصا أكثر نجاحا لولا حبك للسرير وتأملك لسقف غرفتك"

-ريتشارد ديدكايند

.
....

الساعة تجاوزت منتصف الليل بالفعل، والهدوء خيم على شوارع العاصمة ليتناسب مع حلكة الظلام فيصنع جوا محببا، جو يسمح لذوي الفكر الصاخب بفض نزاع أفكارهم وتنظيمها في خزانة خاصة، منهم جيكوب الذي لم يلتقي جفناه بعد.

جالسا على السرير بنظر شارد، يحدق لتلك المستلقية بجانبه، تغط بنوم عميق لدرجة عدم إحساسها بمن يراقبها حاليا.

لم تسمح له بدخول غرفتها بكل تأكيد غير أنه يملك وسائله الخاصة التي تمكنه من الدخول والخروج وقت ما شاء، شريطة أن تكون نائمة وإلا جعلته يندم على اليوم الذي خطا فيه هذا المكان.

انبطح قليلا ولثم جبينها بخفة مزيحا غرتها القصيرة عنها، استقام بعدها وفتح زجاج النافذة ليدلف نسيم بارد للغرفة جعلها تنكمش على نفسها بوضعية الجنين باحثو عن الدفء، من تم قفز للأسفل رغم أنهم في الطابق الخامس.

-أظهر نفسك أيها الفأر الجبان.

صاح بنبرة حادة ما إن وصل للأرضية واستقام ببطء بينما ينفض يديه ببعضهما، التفت إثر صوت الخطوات الذي صدر خلفه ليجده موصل البيتزا الأشقر والذي طرده سابقا، وذاته الذي كاد يقتله خنقا في المصعد قبلا.

-يبدو أن كلماتي الأخيرة لم تكن كافية.

ردد جيكوب بنبرة جليدية ونظرات مرتخية تخفي غضبا مشتعلا خلفها، تلافى الأشقر النظر ناحيته بسبب طريقة تحديقه إليه وتمتم بتوتر جزع بسيط.

-صدقني لقد أخبرت السيدة بكل كلمة قلتها لكنها أصرت على أن أراقبك أنت والفتاة.

ابتسم ساخرا من كلماته المضللة، بدا واضحا أنه لم يخبرها أي كلمة؛ لأنه مجرد جبان يخشى أن يتم التخلص منه، انحنى جيكوب ليصل لطوله ودس يداه بجيب بنطاله قائلا بنبرة تهديدية وأعين تشع بالأحمر الدموي -حرفيا-.

-إياك ثم إياك أن أراك تحوم حول ديلارا مجددا.

توسعت حدقتا الأشقر بهلع فهز رأسه مرارا كأنما يؤكد على عدم تجسسه مجددا ثم فر راكضا لتعود أعين جيكوب للعسلية المخضرة مجددا، نظر للنافذة من حيث وثب ليلمح ديلارا تقوم بإقفالها لربما بسبب برودة الجو.

ابتسم بجانبية وأرسل قبلة طائرة صارخا ب'ديل عزيزتي!' بصوت جد مرتفع ما جعلها تفتح النافذة مجددا وتطل برأسها متفاجئة بنية معرفة الفاعل رغم أن هويته واضحة، إلا أن ملامحها اكفهرت بإبصارها له يلوح لها بيديه، رفعت أصبعها الأوسط وصاحت ب'تبا لك جيكوب' في غل ثم أعادت غلق النافذة وأسدلت الستائر بانفعال فضحك بصخب على رد فعلها.

Simply because You're Mine✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن