الفصل العشرون

12K 403 18
                                    

الفصل العشرون "حي العشاق "

نزع يده عنها بعنف متوجهاً خارج الغرفة يتنفس بسرعة يحاول لملمة شتات نفسه ليلحق برنا  قبل ان تقلق في نومتها وتكتشف عدم وجوده  .. لم يكن يعلم ان رنا استيقظت منذ زمن ، وان احتمالية اكتمال زواجه من عدمه اصبحت في مهب الريح ...




تجلس علي طرف الفراش .. تتدلي يدها منها كا الاموات ،وجهها خالي من الوان الحياة لا تعلم من اين جاءتها القوه لتُكمل الانصات الي حديثهم الي اخره .. فقط تتذكر كيف سقط الهاتف من يدها بعدما انتهت وسقط معه قلبها فا اصبح حطام ... ينهمر ودق دموعها اعلي وجهها بغزاره وجمود ، تشعر وكأن جميع اطرافها اصابها الشلل ، تغزو تلك الافكار الطفوليه خاطرها فا تتمني ان تستيقظ الان من غفوتها لتجد شيئاً لم يكن ..

يفتح هو باب الغرفة ببطئ وهدوء فما رأى هيئتها امامه الجمته المفاجاءة وتوقف عقله عن البحث والتفكيرفيما يخص سبب وصولها لتلك الهيئة المُذرية ..

عمرو الفطن سريع البديهه ادرك الامر سريعاً ما ان رأى الهاتف ساقط ارضاً اسفل قدمها فا جالت المشاهد امامه سريعاً وربط الاحداث الي ان تيقن من حتمية علمها الان بكل مادار بينه وبين تلك المُتصابية الخبيثة ..

اغلق الباب ببطئ ،تقدم بخطوات ثقيلة اليها ينفض عن ذهنه فكرة ان رنا الان تعلم الحقيقة وكأن جزء داخله يرفض بتاتاً ان تراه زوجته وحب طفولته وشبابه الحبيب والزوج الخائن ..

اخرج صوته بعد محاولات فخرج مهزوز من وسط اصوات انفاسه المضطربه
:رنا انتي قعده كده ليه .. انا .. انا كنــ ..

حُبس صوته داخله عندما رفعت رأسها تحدق به بجمود وتَجبُر رغم شلالات دموعها الحارقة التي لم تتوقف ، وحدثته بنبرة يتخللها الالم والاشمئزاز

: ايه بتلقلق ليه ؟ ما انت شاطر وبتعرف تكدب وتخبي من غير ما يبان عليك حاجة مش حاجة جديده عليك يعني ! يالا .. يالا اخترع كدبه جديده ورنا الهبله هتصدقك يالا .

تحاملت علي وهنها والم بطنها الشديد ونهضت تواجهه تجول بنظرها علي وجهه الذي شحب لونه  ، ابتلاعه لريقه بصعوبه كا التلميذ الذي رسب في اختباره وينتظر عقاب والده ..

اردفت بصياح غاضب يكاد يصم اذنيه والغضب يتطاير منها في الارجا ء
:يالا بقولك قولي اي حاجة وانا هصدقك يا عمرو .. هصدقك زي ما دايماً بصدقك .
حملت نبرتها الم اكبر وارتفعت اصوات شهقاتها
اردفت :  اصلي مشغول في الشغل يا رنا وهاجي متأخر انهاردة ، لأ لأ خروج ايه اللي عايزه تخرجيه انا مشغول مع احمد .. ورنا تسكت وتقول حاضر ، استحملت منك اللي محدش يستحمله من يوم ما اتجوزتا وانت طولة لسانك وقلة ادبك بتزيد يوم بعد يوم ، انت .. انت اتحولت لانسان عديم المشاعر لا بقيت بصعب عليك وانا تعبانه ولا بيفرق معاك زعلي كأني مش موجوده !! ايوه انت فعلاً خلتني مش موجوده .. انت لغتني من حياتك يا عمرو ، بتقرب مني بس لما تبقي انت عايز تقرب !!
رفعت يدها بغضب تقبض علي خصلاتتها بقوه وصاحت بوجعاً مرير
:انا .. اانا هتجنن !! انا عملتلك ايه عشان تعمل فيا كده قولي عملتلك ايه ؟

حيّ العُشَّاق ( مُكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن