6

12.5K 752 365
                                    




・・・・・・・・・・・・


مرت العديد من الأيام والشهور والسنوات وحياتي كانت ولازالت سعيدة واختفت المشاحنات بين ماما وجونغكوك. عائلتي المثالية لازالت كما هي، روتيني لازال كما هو لكن الفرق الوحيد ان جونغكوك غادر المنزل.

لا اعلم لما بالضبط غادر ولكن أسبابه كانت واهية بنظري، الاستقلالية والاعتماد على النفس وبعض من الخصوصية. بإمكانه تحقيقهم وهو بالمنزل، انه بالفعل مستقل مادياً منذ تخرجه من الجامعة عمل بجد لافتتاح عمله الخاص ونجح بذلك بمساعدة بسيطة من والده، لا اعلم لما رفض مساعدة ماما المادية بينما هو يعيش معها.

علاقته بوالده ليست بالسطحية بل اقل من ذلك بالكثير، غضب والدي منه عندما علم انه لم يطلب مساعدته فوالدي يحبه بشدة.

ان كان لابي ابن اخر غيري فلن يحبه كما يحب جونغكوك، الاعتماد على النفس الذي يبحث عنه منذ ان بدأت ابصر وانا اراه يعتمد على نفسه فما الذي يعنيه بذلك لا اعلم.

الخصوصية بالفعل هو ينعم بها، غرفته مغلقة اربعة وعشرون ساعة في اليوم ولا يدخلها أي شخص دون طرق الباب، لا يوجد شخص بمنزلنا متطفل او يعتدي على خصوصيات الاخرين لكن يبدوا انه لا يرى ذلك او ان نظرته للأمور مختلفة.

لم تتغير حياتي برحيله، لأنه كما يقول والدي النسمة الخفيفة لا تشعر بوجده من هدوئه لكن والدي كان أكثر من تضايق على تركه للمنزل، لربما لو تركت انا المنزل لم يكن ليتضايق والدي هكذا.

رغم رحيله انا لازلت على تواصل معه، اراسله عبر الهاتف ونتحدث لساعات في الأسبوع. اعلم انه لم يكن محبباً تواصلي معه لماما رغم ذلك لم تستطع قول شيء، حتى انها لم تعترض على رحيله. بسبب رحيله أصبح أكيتو يأتي لمنزلنا اسبوعياً كنت أكره ذلك فهو يصنع جو خانق بالمنزل حتى وان لم اقابله التوتر يكون واضحاً حتى على المساعدين والمساعدات بالمنزل، لا الومهم فأنا ايضاً ارقب باقتلاع عينيه التي تنظر لهم بتلك الطريقة القذرة ليس وكأنه لا يرمقني بها دون أي استحياء.

لا اصدق انه اخ جونغكوك بالدم، اختلاف الأرض والسماء ما بينهما.

أصبحت اغادر المنزل عندما يأتي أكيتو لزيارة ماما، فإن كان جونغكوك متفرغاً اذهب لزيارته في منزله وان لم يكن كذلك اتسكع برفقة أصدقائي المزيفين.

وعندما اعود للمنزل تبدأ والدتي بسؤالي عن اين كنت وكأنني لم أخبرها اين كنت، واكتشفت انه اذا اخبرتها انني سوف اذهب لرؤية أخي الأكبر سوف تحقق معي بشكل مشدد اكثر من اذا اخبرتها انني برفقة أصدقائي، فأصبحت اخبرها بكل مرة اذهب له بها انني مع أصدقائي.

لازلت اذهب لمعهد اللغة لأجل ان اتقن الألمانية جميع معلمين المعهد أصبحوا يعرفوني فأنا تلميذهم منذ طفولتي، بالأخص المعلمة نتاليا أحب ان القي التحية عليها بكل يوم اذهب به للمعهد سواء ان كانت معلمتي للصف ام لا.

الرماية أصبحت امارسها فقط نهاية الأسبوع ولا اشترك بالعديد من البطولات مثل السابق فأصبح اهتمامي الحالي على صقل رسمي أكثر والتعلم عن النبات بشكل أوسع.

اتقنت البيانو وأصبحت اعزف بكل مناسبات والدي ووالدتي لأن والدتي ترغب بالتفاخر بي امام الجميع، كان العزف امام الغرباء صعباً علي بالبداية ولكنِ اعتدته فماما تكون دائماً بقربي.

حفلات عيد مولدي كانت ما تجعل جونغكوك يأتي لمنزلنا، لقد كنت اغتنم تلك الفرصة للتفاخر به امام أصدقائي فهو شخص رائع ليس كأخواتهم عديمي النفع.

لقد بلغت التاسعة عشر هذا العام، والدتي كانت كل العادة تلتقط لي العديد من الصور لتوثيقها. التقطنا الصورة العائلية السنوية التي نلتقطها عادةً في عيد ميلادي، فور التقاطها غادر جونغكوك لمنزله. لم أكن قلقاً على هديتي فبالتأكيد طلب من المساعدين وضعها على سريري او وضعها بنفسه.

وكانت هديته ساعة جلدية من علامة تجارية باهظة الثمن، ارتديتها والتقطت لي صورة بها لأرسلها له واشكره عليها واعيدها لعلبتها وبالطبع لن استخدمها فهي ليست على ذوق ماما. وان علمت ماما انها منه ربما ستبدأ بالانزعاج داخلياً وانا لا ارغب بأن أزعجها بشكل مباشر او غير مباشر، فماما عالمي بأسره.

لم أفكر يوماً بأمر التخصص الذي سوف التحق به بالجامعة فأي مما ترغب به ماما سوف ارغب به، ماما مصممة مجوهرات ولذلك كانت ترغب مني ان اصبح مصمم أزياء ولكن لوالدي رأي اخر فهو يراني مناسباً في التخصصات الإدارية . ونشبت الحرب بينهما لأجل ذلك وعندما علم جونغكوك بذلك تدخل هو الاخر وقال لهما انها حياتي وانا من يجب ان اختار وهنا نشبت حرباً ثلاثية الأطراف. وكأنهم لا يعلمون جميعهم انني سأختار ما ترغب به ماما دائماً وابداً.

هل التخصص مهم حتى؟ حياتي بأكملها سأجعلها كما ترغب به ماما ولكنهم غفلوا عن شيء مهم وهو انني لم اتخرج من الثانوية بعد.


・・・・・・・・・・・・

انتهى 


Mama | VK (مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن