18

9.6K 564 173
                                    


・・・・・・・・・・・・


بقيت في مكتبي إلى الثانية صباحاً لأسمع طرق على الباب، لا يوجد سوانا بالمنزل لما لم ينم فقط. لم يكن لدي عمل بل كنت اعمل على مشروع في معهد اللغة انه يخص فعالياتنا في موسم معين تسليمه بعد ثلاثة أشهر فقط لألى اختلي بمكان معه بدأت العمل عليه.

 لم اجبه وتجاهلته ليفتح الباب وكان معه كوب قهوة وتشيزكيك يبدو انها التي كانت يتحدث عنها سابقاً، لا ارغب بأي منهما ولا ارغب برؤيته "بوركت جهودك..."كان يتكلم معي بابتسامة متوترة وكل ما يقابله الجمود بتعابير وجهي. 

هو ليس بالغبي وانا اعلم ذلك، والأسواء انه يعلم انني لا ارغب بالبقاء معه ويتجاهل الامر بشكل غير مباشر، لطالما تجاهل جميع مالا يعجبه ولا يتقبله.

لا ارغب في افتعال شجار معه هذه الليلة لذلك، اكتفيت بالإيماء له والابتسامة المزيفة التي يعرفها جيداً عندما لا ارغب في امراً ما، لم أستطع الشعور بالراحة سوى عندما غادر.

بقيت اعمل حتى شروق الشمس، وسقطت نائماً من شدة التعب على مقعدي.

عندما استيقظت، وجدته نائم في غرفة المعيشة على الاريكة دون حتى غطاء، وضعت الغطاء عليه واطفئت التلفاز .

أنه يعلم انني لم أكن ارغب بتشارك السرير معه، ان كان هنالك ما افضله به هو اهتمامه بي اكثر من ذاته.

بقيت اتامله إلى ان استيقظ و رأى انني كنت اجلس بقربه بينما عيناي تنظر له مباشرةً، ارتبك لقربي منه وابتعد فوراً.

"لم نمت هنا بينما اخبرتك بالأمس ان تنام على السرير؟"

كان ينظر للأسفل والانكسار بادي على ملامحه "لان وجودي يضايقك"

انه ضيفي الذي لطالما أكرمني عندما كنت ضيفه، كيف لي ان أكون بمثل هذه الحقارة معه! 

حتى وان كنت لا ارغب بتواجده كان هنالك طرق أفضل لإظهار هذا له.

الم اعد نفسي ان أكون نسخة أفضل مني؟ أصبحت اسوء يا للأسف.

استقمت وانحنيت له "اعتذر على سلوكِ المشين معك، انا لا أكره تواجدك بل لأنني اتقبله فعلت ذلك، بالرغم من ذلك انا لا ارغب في ان اعود لتلك الحلقة المفرغة لربما في السابق كنت اشعر بالسعادة بينما اتنازل بكل شيء لوالدتك لكن الان انا قد اقتل نفسي ان عدت لما كنت عليه"

امسك بكتفي ليجعلني أقف ونظر مباشرة في عيني "لا تعتذر فما حدث لك لم يكن بسيطاً، تدمر عالمك بأبشع طريقة ممكنة نحن من يجب ان نعتذر لك ونتوسل للسماح، انا اسف على ما حدث لك ولم أكن اتمنى يوماً ان أكون السبب بذلك ومع ذلك لست اسفاً على حبي لك"

رغبت في خلق مساحة بيننا فنحن متقاربان أكثر مما يجب ولكن يديه كانت محكمة على كتفي

"انا ارغب في ان تكون حبيبي"

الجدية في عينيه مزعجة والرجاء الذي يتخلل صوته أكثر ازعاجاً، لا ارغب في جرحه ولا ارغب في ان أكون كما يرغب له

"لما انا؟ فلا يوجد في شيء واحد يحب بي، انت أكثر شخص يجب ان يعلم ذلك"

"أحببتك لأنك كنت مدلل، أناني تفعل ما تشاء، مزاجي ولا تخجل من اظهار مشاعرك النقيض مني تماماً انا الذي كنت دون رغبات لطالما كنت وديعاً ومطيعاً لوالدتي لكن بسببك الذي كنت بعيد كل البعد عن المثالية عرفت ماذا يعني المثالية الحقيقة انها تتجسد بك، كنت طبيعياً وسط المتصنعين، كنت ناجحاً وسط الفاشلين، تعلمت ان اتصرف كما اشاء بفضلك، ان ارغب وكنت انت اول رغبة لي وان اطمح وكنت انت هدفي الأول الذي لم أصل له يوماً "

ما يقوله لي غير منطقي، ولا يبدوا كاذباً فعينيه تظهر الصدق ونبرة صوته التي كانت تفيض بالمشاعر

أكره الاعتراف بذلك انا ارتبكت بسببه، ارغب بلم شتات نفسي والوقف بوجهه صامداً امامه

"أرجوك تاي اقبل بي، اعدك ان لا أكون عثرة في طريقك وان لا تكون الطرف المتنازل في هذه العلاقة، لن افعل أي شيء لا يعجبك، اعدك لن ازعجك ولن اسمح لوالدتي بالاقتراب منك. فقط اقبل بي ارجوك، همم؟"

لا ارغب بذلك مهما وعدني انا اعلم ان تلك المرأة ستدخل في حياتي بسببه

"اعتقد انه مقابل صدقك معي يجب ان أكون صادق معك فأنا لا احبك بهذه الطريقة"

"اعلم بذلك، اقبل بي او سوف اقتل نفسي ان لم تفعل. لن تستطيع بناء أي علاقة ان مت بسببك ستكون وحيداً كل حياتك ولن تجد الاستقرار ابداً"

انه ابن تلك المرأة دمائها التي بداخله كافيه لتجعله يقدم على ما قاله، دائماً اسمع ان الاعترافات بالحب تكون لطيفة وشاعرية لكن من امامي الان يهددني بكل وضوح فقط لأقبل به!

"حسناً لنصبح احباء وان حدث وقابلت تلك المرأة بسببك لن يتحمل المسؤولية شخص سواك اعذاراك واسبابك لن تهمني في ذلك الوقت ولن استمع لها بل سوف اتخلص منك مباشرةً"

تلك الكلمة كانت كفيلة بإن تجعل سعادة العالم مجتمعة به، ارتمى بين ذراعي بقوة ليحتضني بشدة وبدء بتلو العديد من الوعود لي والتي قالها فقط بسبب سعادته هذه اللحظة.

اعلم انني سوف اندم على ذلك.


・・・・・・・・・・・・

انتهى

Mama | VK (مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن