اصتدمت بشيء صلب وبعدها لم تشعر بشيء ابدا .
___________________________
استيقظ حازم على صوت هاتفه فاجاب بصوت ناعس قائلا:الو
-حضرتك عارف الانسة دي
-انتفض مفزوعا قائلا له:اه انا اخوها في حاجة
-الانسة دي عملت حادثة وهي دلوقتي بالمستشفى هنا ياريت حضرتك تيجي عشان حالتها خطرة جدا.
-يلا دقيقة واكون عندك طب هي ايه اسم المستشفى
-اسمها ******
-هاجي حالا.
وصل بسرعة قياسية إلى المشفى اصبح كالمجنون يجري حتى وصل إلى غرفة العناية المركزة ليرى صغيرته واخته الحبيبة مسجية على فراش ووجهها يكاد لايرى من كثرة الكدمات والاطباء مجتمعون حولها يحاولون انعاشها ،جلس واضعا راسه بين يديه والدموع اتخذت مجراها على وجنتيه ،انتظر لست ساعات متواصلة وهو يدعي ربه ان ينجيها ،استقام مسرعا عند رؤيته الطبيب فسأله متلهفا:قولي علا فيها حاجة اخبارها ايه طمني يادكتور.
-رد الطبيب بأسف:مش هخبي على حضرتك المريضة تعرضت لحادث جامد ادىّ اولا لفقدان النطق وثانيا بقت نسبة انها تجيب ولاد شبه معدومة عشان الرحم تضرر بدرجة كبيرة وكمان هي دخلت بغيبوبة
-رد حازم بتلعثم :نعم..انت..انت. بتقول ايه
-ربت الطبيب على كتفه قائلا له:شد حيلك وانشالله هتبقى كويسة
-لم تعد تحمله قدماه من صدمته يالله لقد فقدت صغيرته النطق كيف سيسمع صوتها العذب الذي يريح قلبه ودخلت بغيبوبة ايضا انّى له رؤية عينيها ولعبها معه يشتاق لها من الان استند على زجاج غرفة العناية ودموعه قد غمرت وجهه ،امسك هاتفه واتصل على إياد لكنه لا يرد ومن ثم وصلته رسالة :"انا سبت اختك لاني مش بحاجتها بعد كده وارجوك انك تخلي حد يعلمها ازاي تبقى انثى وابقى سلملي عليها لما تصحى"
احمر وجه حازم غضبا وبداخله يتوعد لاياد باشد العقاب لذا ارسل له رسالة يكتب فيها"عامل نفسك راجل وبتبعت شاحنة تدهس اختي انا هوريك الراجل ممكن يعمل ايه والنبي هندمك على كل حاجة يابن الشرقاوي"اتصل على فادي وآدم مخبرا اياهم بما حصل ليفزعوا جميعا ويهرولون للمستشفى سريعا.
______________________________
على الجانب الاخر انتفض إياد مفزوعا حينما رأى رسالة حازم دقات قلبه اصبحت كمدافع الحرب ودموعه نزلت بغزارة، الندم يجري في عروقه فصرخ بأعلى صوته:يارب انا مامعملتش حاجة انا بس حبيتها ومكنتش اعرف ازاي اخلص منها بس مكنتش عايزها تموت لا مكنتش انا بحبها وبعشقها جدا يارب تنجيها والنبي دا كان غصب عني كانت مقابل حياة ابويا يارب ساعدني.
______________________________
تمر الايام والليالي والجميع بانتظار تلك الاميرة النائمة لتستيقظ نظر الجميع للطبيب الخارج من غرفتها وعلى وجهه علامات الاسف قائلا لهم:للاسف جسمها مش بيستجيب لاي حاجة حتى المسكنات ودا معناه واحد.....
-رد حازم بقلق:معناه ايه يادكتور
-الطبيب بأسف اشد:دا معناه انها مش هتفوق ومفيش داعي من حياتها واحنا هنشيل الاجهزة من عليها.
-الملازم رياض بعصبية شديدة:اسمع يادكتور بنت اخويا هتبقى هنا والا...كاد ان يكمل جملته لولا صوت الممرضة المفزوع قائلا :دكتور الحق بسرعة الجهاز اعلن عن موت المريضة
-ركض الجميع إلى الداخل مشاهدين جسد علا ينتفض من الصدمات ولكنها لا تستجيب ،وضع حازم يديه على وجهه وهو يبكي بحرقة شديدة فربت الجميع على كتفه غير منتبهين لذلك الواقف بعيد عنهم يراقبهم وابتسامته تعلو وجهه اللئيم ناظرا بابتسامة خبيثة لهم قائلا:عشان بس تعرفي ازاي تسيبيني وتروحي لابن الشرقاوي قولتلك اني بحبك بس انتي مبتفهميش ياروحي😈،ومشى وهو يدندن باستمتاع متذكرا تهديده لاياد بقتل والديه ان لم يترك علا فخشي اياد على عائلته وترك علا لينعم هو بها وحده.
_______________________________
مرت سنة كاملة على تلك الاحداث والان الجميع ينتظر الطبيب الذي يفحص علا وعلامات الدهشة بادية على وجهه قائلا لهم:هي ماشاء الله عليها قوية جدا عشان كدا ادعولها تصحى بعد شوية،
-هرع الطبيب إلى الداخل بعد ان سمع نداء الممرضة له تحثه على القدوم . تفتح عيونها ببطء ونظرت له بصدمة فانتفضت سريعا وعادت إلى الخلف خشية منه وحاولت الكلام لكنها لا تستطيع فنظرت بدهشة له وهي تعيد محاولة الكلام فلا تستطيع ،اقترب الطبيب منها قائلا لها:ماتضغطيش على نفسك جامد والنطق بإذن الله هيرجعلك مع الايام ودلوقتي هنده على اهلك
-دخل الجميع واولهم حازم معانقا إياها بقوة فانفجرت باكية وهي تتشبث به بشدة فربت على ظهرها وهمس مطمئنا إياها:في حاجة غلط ياحبيبتي والنبي بس يروح الكل هفهمك هي ايه،بس اهدي شوية.
-توقفت عن البكاء ناظرة للجميع بحب فاقتربوا منها معانقينها ويحاولون التخفيف عنها قليلا فابتسمت لهم رغما عنها مجاملة اياهم ولكن داخلها آلاف الافكار الاجرامية تريد الانتقام لكرامتها المهدورة ،بعد رحيل الجميع اصر حازم على البقاء بجانبها فجلس امامها على فراشها محدقا بعينيها وهو يمسك يديها قائلا لها:انا عارف انك زعلانة جامد من اللي حصل بس هقولك هو عمل كدا ليه
Flash back:
كان حازم جالس في مكتبه يفكر بشرود قاطعه صوت سكرتيرة مكتبه قائلة:يافندم في شخص برا عايز يقابل حضرتك
-اسمو ايه
-اياد الشرقاوي
-انتفض حازم في مكانه مستعدا لضرب إياد وعندما دخل فاجأه بلكمة اطاحت بوجهه إلى الجهة الاخرى فامسكه إياد من يده قائلا بغضب:اسمعني الاول وبعد كدا اضربني بالنار لو عايز
-اضربك بالنار بس دا انا هاين عليا اشنقك انت ازاي تعمل كدا في علا مش عارف هي بتحبك قد إيه
-انا عارف طبعا بس اللي حصل معايا كان اكبر مني
-حازم بصراخ:ايه الي حصل معاك يخليك تعمل كدا فيها طب كنت قولي وانا كنت فهمتها بطريقتي
-تنهد إياد بحزن:انا عارف ان الي عملتو غلط بس مكنش في حل إلا دا
-اتكلم وإلا ورحمة ابويا هاقتلك
-من فترة جاني اتصال من واحد من اعدائي ودا الشخص اللي دايما بيحاول يخسرني وهددني ساعتها ان لازم اسيب علا بس انا ماردتش عليه لحد مابيوم لقيتو بيبعتلي صورة اهلي مربوطين وحامل السلاح فوق راس ابويا وهددني مرة تانية يااسيب علا يا اما هيقتل اهلي بس انا معرفتش اعمل ايه من ناحية ان دول اهلي ومن ناحية تانية اني بعشق علا جدا فامعرفتش اعمل إيه بس من بعد تفكير طويل جدا قررت ان اهلي هما الاولى واني ممكن الاقي مية بنت بس إلا اهلي مش ممكن حد يقعد مكانهم ولما عرفت اللي حصل لعلا ندمت جدا ومش عارف اقول ايه ثم اكمل بصوت مختنق وهو على وشك البكاء:انا بعشقها والكل عارف دا انا بجد آسف حياة اهلي معرضة للخطر وانا مش هستحمل ان اهلي يحصلهم حاجة وبطلب منك ومن علا السماح.
-تنهد اياد بحزن ونكس راسه نادما على ماقاله لها لكن حازم قاطعه عندما عانقه مربتا على ظهره بقوة فمنحه شعور القوة الذي افتقده منذ ان علم بما حصل لمحبوبته ولكن هذا كان غصبا عنه..
Back:
فغرت شفتيها ناظرة لحازم حاولت الحديث لكن لاجدوى فسحبت هاتف حازم وبدأت بالكتابة قائلة له:كيف هيك بيصير طب ليش ما قلي كنت ساعدتو بس ليش هيك عمل فيي ،واجهشت في بكاء مرير يمزق نياط القلب احتضنها حازم مربتا على رأسها هامسا لها بعبارات مطمئنة لها.
_______________________________
يجلس الدكتور حكمت والدكتور عبد العظيم يتناقشون بحل ليعيدوا النطق لعلا لكن لافائدة فالصدمة استحوذت عليها اقترب فادي منهم قائلا لهم:حصل إيه معاكو في حل
-تنهد الاثنان معا قائلين:مش هيرجع النطق إلا بمعجزة جامدة
-طب هنعمل إيه ينفع تسافر برا.
-لوكان ينفع كنا قولنا الكلام دا
-تنهد فادي بيأس ناظرا للجميع بقلة حيلة.
_______________________________
على الجهة الاخرى تجلس علا وحيدة بعد إصرارها على حازم بالرحيل بسبب التعب الواضح على قسمات وجهه جالسة تحدق بشرود وكلماته تعاد بداخلها [:انا مبقتش طايق اسلوبك دا ولا حتى طايقك انتي ايه مش انسانة ولا ايه ،رغم كل حاجة فيكي وانا لسا مكمل معاكي مفيش حاجة فيكي تدل انك انثى فين الانوثة بالموضوع دا انتي مجرد راجل مرتدي قناع انثى فين البنت اللي جواكي فين الكلام الحلو اللي بنتظرو منك كلمة بحبك بالعافية بتقوليها ودايما بتتجنني وبتبقى زي الوحوش انتي مش طبيعية مابتحبيش الوان اللي بتحبها البنات وبتحبي الوان الرجالة انتي مش انثى مش انثى افهميها بقى شايفة نفسك على ايه على جسمك اللي زي جسم الراجل ملان عضلات ولا على شكلك اللي شبه صاحبي ولا على امك الخاينة ولا على ايه ان كنتي شايفة نفسك ان معدلك عالي فابتبقي بنت لا ياروحي انتي مش بنت افهمي انا بكرهك مش بحبك ابدا دي كانت لعبة لما قولتلك بحبك لا فوقي لنفسك انا الف بنت تتمناني وانت ولا حاجة زي الصفر على الشمال ].اغلقت اذنيها بقوة لاتريد ان تسمع اي شيء ودموعها تهطل بغزارة على وجنتيها تشعر بخنجر حاد في صدرها النار تحرق جوفها الاختناق يغزي اوصالها لن تتحمل اكثر من هذا ستموت إن بقيت هكذا يالله لقد احببته اكثر من نفسي وهو بكل برودة اعصاب قتل قلبها الصغير اقسمت بداخلها على جعله يندم أكثر الندم ولن تكتفي بهذا بل ستعذبه وستجعله يتمنى الموت فقط فليصبر على رزقه وسوف اجعله يموت حيا انتظر فقط اقسمت لو بقي ثانية واحدة من عمرها لن تستغلها إلا في قتله ،حملت هاتفها وكتبت لاحدى صديقاتها :ديدا حبيبة قلبي كيفك كنت بدي قلك ممكن تيكت طيارة على ابعد منطقة
-جاءها الرد:علوشتي حبيبة قلبي وحشتيني يابنت الحمد لله على سلامتك ياروحي بس عايزة التيكت لابعد مكان ليه يعني
-ديدا ياروحي اعملي اللي بقولك عليه ماشي
-بس دا ميصحش
-ياحبيبتي هاد احسن شي المهم بدك تساعديني ولا اتصل بحدا غيرك
-لا ياحبيبتي هساعدك طب قوليلي عايزة تروحي فين
-منطقة بعيدة متل القطب الجنوبي او الشمالي حتى
-نعم ياختي عايزة تروحي القطب
-منطقة قريبة منه يعني
-لوحدك ياعلوش
-اي لوحدي هيك احسن
-في رحلة على كندا ايه رأيك
-اوك هيك تمام
-هتدفعي ازاي
-هابعتلك حساب البنك واسحبي منو
-عندك حساب بنك
-طبعا هاد حساب للضرورة متل هيك
-خلاص ماشي هبقى اكلمك بعدين المدير بينده عليا دلوقتي
-اوك بستناكي صحيح قوليلي موعد الرحلة ايمتا
-النهاردة نص الليل
-اوك ماشي يلا باي
-باي.
ارجعت جسدها على السرير ناظرة للسماء مرة اخرى مقنعة نفسها انها تفعل كل هذا لمصلحتها هي فقط
_______________________________
عند منتضف الليل كانت واقفة تنتظر جمال ليأتي ويقلها إلى المطار وعندما وصل هرولت إليه راكبة بجانبه فنظر لها بيأس فقد حاول اقناعها لكنها لم تسمع له اوصلها المطار فوجدت صديقتها تنتظرها في الداخل اخذت التيكت وقامت بجميع الاجراءت وغيرت اسمها حتى لايعرف احد انها سافرت وغيرت الرحلة وجعلتها لبريطانيا فهي تعلم صديقتها جيدا انها ستخبر الجميع انها سافرت لكندا لذا قامت بتغيير الرحلة لكي لا يلحظها احد ركبت الطائرة وهي تنظر للخارج بشرود إلى ان وصلت بعد تعب كبير عليها.
، في اليوم التالي ذهب الجميع إليها يريدون الاحتفال بعيد مولدها لكن تفاجئوا بوجود رسالة على سريرها وهاتفها ومفاتيح سيارتها قائلة فيها:
{إلى اهلي واحبابي انا هلق رحت لبعيد بعيد كتير ماعاد اقدر اتحمل طاقتي نفذت الهوا اللي بتنفسو صار قليل كتير حياتي اتدمرت بفقداني النطق وحياتي دمرها هو إياد مافهمني ولا شي بس مشي وهو ظالمني ماترك فيي ذرة حب لهيك انا بعتذر منكن انا سافرت لبعيد بتمنى ماتحاولو تلحقوني وتتركوني اسس حياتي من جديد بتمنالكن الفرحة والحياة الهنية دايما
علا}
فغر الجميع افواههم بدهشة لا يستطيعون تصديق هذا لقد ذهبت بدون وداعهم وتركتهم هكذا كيف لها ان تفعل هذا بهم ،بعد كل هذا ايقن الجميع انها انكسرت بقوة ولن يندثر ذلك الجرح بسرعة ابدا.
_______________________________
انشالله الفصل يكون عجبكم .
فوت وكومنت فضلا وليس امرا🤗
أنت تقرأ
شخص قتلها واخر احياها
Humorكالسهم اخترق قلبها لم تقدر على مواجهته لوحدها ولم لا فهو العاقل الكبير وهي تلك الفتاة الصغيرة المراهقة التي تريد ان تعيش حياتها كيفما شاءت