الفصل الخامس الجزء الثاني

66 16 18
                                    

اصبحت تعمل دون كلل او ملل تشعر بالحماس في جميع اطرافها تريد الوصول لكل شيء قبل هذه السنة لذا بدأت بكل ماتستطيع فعله من اعمال منها الشاق وغير الشاق وعمل ايضا لكنه كان مخفيا بعض الشيء لم تحبذ ان يعرفه احد فهي متأكدة انهم سيرفضونه لذا لن تخاطر وتقول لاي كان وابقته سرا لنفسها .
ابتسمت بإشراق شديد واضح على ملامحها وهي تتنقل من مكان لاخر تريد تلبية كافة طلبات مديرها بالعمل وتستعد للذهاب إلى المستشفى الذي تعمل به ومن ثم إلى المصحة كي ترى مريضا ان عالجته سوف يبتسم لها القدر وستترك ذاك العمل الذي تخفيه عن الجميع فهي ماكانت ان تفعله لولا حاجتها له هو وغيره من الاعمال.
ابتسمت لذلك العجوز الذي تراه يوميا ويبتسم لها ببهجة شديدة تشعرها بالمزيد من الطاقة والحماس الذي يندلع في عروقها ،وصلت إلى المستشفى الذي تعمل به كمساعدة لبعض الاطباء داخل غرف العمليات فهي ايضا تدرس الطب ومسموح لها ان تدخل ،انهت عملها بسرعة شديدة دون الشعور بالتعب وليس كأنها بقيت مدة ٤ساعات في غرفة العمليات وركضت إلى المصحة كي تعالج ذلك المريض فهو حالة مرضية مزعجة ومعقدة للغاية تكاد تجزم انه لن يشفى بسبب جنونه الدائم وافكاره السوداوية لكن لا،،،فليست هي من تستسلم امام اي حالة حتى ولو كانت اصعب الحالات على وجه الارض .
ابتسمت بهدوء ودخلت جالسة امامه لكنه لم يعرها اي اهتمام وبقي معطيا اياها ظهره فبدات بالحديث معه مثل كل يوم وكلها يقين ان كلامها يؤثر فيه حتى ولو كان لايرد عليها ولا تشعر بأي استجابة منه لكن من حركات الجسد تعرف انه قد تأثر تأثر كبير جدا بكلامها بعد كل جلسة او حتى تحركاته في الليل فهي تقضي اوقات طويلة تراقبه ليلا ونهارا بالكاميرات كي تعرف من هو هذا الشخص وكيفية التعامل معه بحرص شديد كي لا يؤذيها ولا يؤذي نفسه ايضا .
*************************
(هذه الحالات موجودة وموجودة بكثرة، وأن يرفض مريض الفصام الذهاب للطبيب، وأن يتقبل العلاج هو جزء من مرضه، ومريض الفصام -خاصة المرضى الذين لديهم ما يعرف بالأفكار الاضطهادية الظنانية- تثور ثائرتهم إذا قيل لهم أنكم مرضى وأنكم متوهمون، والتعامل مع هؤلاء المرضى له عدة طرق، ويجب أن تكون البداية صحيحة؛ لأن ذلك يساعد في علاجهم ويفضل دائمًا أن يتفاهم مع هؤلاء المرضى شخص واحد في الأسرة؛ لأن كثرة التدخلات تُكثر شكوكهم وتجعلهم أكثر عنادًا ورفضًا، والشخص الذي يتولى التخاطب مع المريض يجب أن يكون فطنًا وحاذقًا، وكما ذكرنا لا يتحدى أفكار المريض، بل يحاول أن يكسب وده، وحين يتحدث مع المريض كأنه يتحدث في أمر سري يدور بينه وبين المريض، أي أن الآخرين لا علم ولا اطلاع لهم بحالته.)
*****************************
تحدثت بصوت مسموع:ممكن انت ماترضى تحكي معي وانك شايف نفسك مابيصير تكون هون بس انا كنت متلك كنت بيوم من الايام بمصحة وعشت يمكن نفس اللي انت شفتو وعشتو ويمكن اكتر من هاد انا كنت نصف مجنونة والكل حتى اهلي حطوني بمصحة نفسية واجبروني على هيك عطوني كهربا بجسمي بقوة كبيرة لحتى كنت افقد وعيي وكنت ببعض الاحيان اهرب عشان الوجع الكبير اللي كنت بحسو انت مابتخيل قد ايه شفت دكاترة نفسية بس انا مابدي اتعالج وهلق اتعالجت غصب عني عشان اعيش لاهدافي واحلامي الكبيرة وتخيل اني بدرس بجامعة كبيرة بأميركا كان اقصى احلامي اوصل حتى شوفها بس وانا هلق جواتها وبعمل الي بدي ياه فيها هيك يعني الدنيا حظوظ بتخليني احس اني اسعد انسانة ،مش ممكن قد ايه اتعرضت كنت ومازلت انسانة سادية مابعرف حدا لما بتسيطر عليي حالتي بصير متل المجانين و.....قاطع كلامها وصوله عندها بسرعة البرق وجذبه اياها من كنزتها إليه وقال:انت سادية بجد
-تعجبت ممافعله لكنها جارته بالحديث وقالت:اه انا سادية
-غامت عيناه بسعادة كبيرة وقال:وانا خاضع
-شعرت انها تحلق بالسماء وابعدته عنها جاعلة اياه يجثو ارضا وقد جاءتها فكرة عبقرية رائعة:معناها تقبل انك تكون مجال لتفريغ طاقتي
-قلل بلهفة واضحة:اه طبعا اقبل واللي انتي عايزاه هعملوا
-خلاص معناها اسمع اللي بقولو وبس
قصت عليه ماتريده وابتسامتها تتسع شيئا فشيئا على هذا الانجاز العظيم الذي اشعرها بنشوة كبيرة حينما تحققه فهو اجمل ماتخيلت ان يحصل لها.
_______________________________
(اكيد هلق الكل بدو يعرف علا شو دارسة بصراحة انا سألت وعرفت انها دارسة طب جراحات عامة ومعها الدكتوراة والماجستير وانها معها شهادة ادارة اعمال وشهادة تنمية بشرية وهي تحب الفنون عامة يعني الرسم بس بالحبر الاسود وبصراحة تعجبت من هي الموهبة عنجد وعرفت كمان حبها للتماثيل الطينية وبس هيك)
انا كان بدي قول ان علا حقيقة راحت مصحة وقعدت فيها غصب عنها بس انا ماحبيت اكتب هاد الشي اولا لعدم رغبتي بضعف الشخصية بهي اللحظة يعني هي دخلتها بعدما إياد تركها وبصراحة انا عملت تسريع للاحداث يعني هي دخلت مصحة وطلعت وبعدين راحت وعذبت هداك الشخص وبعدها فاتت الحادث لانها كانت بتسير بالشارع ليلا وبس هيك يعني انا لا احبذ الضعف عند اي شخص وخاصة في الرواية لانها ممكن تقوي شخصية كتير بنات شخصيتها ضعيفة من خلال شخصية علا القوية نوعا ما وانا بصراحة قوية لهيك بحب الكل يكون قوي متلي ومايكون ضعيف هاد مو يعني ابدا اني بلا قلب او ماشابه بس انا بحب السيطرة والقوة واني كون قد المسؤولية واي شيء ممكن تلاقوه غلط فيي قولولي انا بحسن من حالي من آراء الناس اللي حواليي بجد.].
**********************
انهت عملها وخرجت تمشي ببطء شديد وذاكرتها تستعيد ذلك الحوار الشيق مع هذا المريض لم تتخيل انه سيكون ممتعا بشدة ياليتها قابلته منذ زمن طويل لقد علمت منه انه خاضع بدرجة رائعة تمكنها من فعل ماتريد ولكنه ايضا ذو وجه آخر جاد وعملي فهو رجل اعمال روسي من والد مصري ويتحدث المصرية بطلاقة .
تنهدت بقوة وقال لنفسها:واخيرا انا لقيت الشخص اللي بيسعدني هلق واخيرا انا بكون متفائلة وبقدر مارس ساديتي عليه وهو بدو هالشي مو متل الكل كانو متصنعين وبس بدهم مصاري عالفاضي بس انت الي هتفرحني وتخليني احس بقيمتي اللي مافي حد حاسس بيها لحد هلق بس انا هلق لازم الاقي مكان بعيد عن الانظار حتى اقدر اعمل اللي بدي ياه وكمان بدي اخذ حذري من الكل وخاصة فادي اللي صدق التمثيلية اللي عملتها عليه اني خايفة وبدي احتمي فيه بس لا مو انا ابدا اللي بامن لاي شخص من بعد إياد ،إلى هنا والتمعت عينيها بالشوق الشديد له فهي بعد مرور كل تلك السنوات لازالت تحن إليه وتريده بشدة لقد اشتاقت له تريد احتضانه تريد رؤية عينيه اللامعتان في عتمة الليل وصوته اه من صوته لقد اشتاقته حقا تريد التغزل به وسماع لحنه العذب الذي ينزل على اذنيها كأطيب الالحان،حبست دموعها داخل مقلتيها مانعة اياها من الهطول على وجنتيها فعي قد عاهدت نفسها الا تبكي مهما كان السبب او المسبب.
_______________________
بينما كان جمال يسير (اخو فرح وصديق علا اتذكروه)شاردا بذكرياته مع فرح بالرغم من مرور قرابة الستة اعوام على وفاتها لكنه لازال يتذكرها لا ينفك عن تذكرها كلما سنحت له الفرصة البكاء هو جليسه ليلا كالطفل الصغير يجلس ويبكي كأنه اضاع امه نعم انه يعتبر فرح امه الثانية يتمنى لو فقط تعود له ماكان فعل كل هذا ماكان عرف علا من الاصل فقط يريدها ان تعود ولا شيء اخر اه من تلك الايام التي كان فيها شابا طائشا همه فقط النساء والعبث معهن حياته تتمحور الان حول والدته فقط ونسي نفسه مع كل هذا فقط هي فرح اخته ودنيته كلها ياالله من هذه الايام الظالمة التي حرمته منها فهي اجمل ماحدث معه لقد حمل نفسه مسؤولية ماحدث لها فقط لانه تركها لكن السبب الحقيقي وراء ماحصل لها هو الحزن ثم الحزن لقد حزنت على والدها عندما توفي وحزنت عندما دخل هو السجن وحزنت لشكها الدائم بحب فادي لعلا ظانة انه لم يحبها وللاسف هو من احبها بصدق هو من دق قلبها له ودق قلبه لها هي فقط برقتها وضحكتها الرقيقة التي تسحره جمالها ونقاءها برائتها وتورد وجنتيها عند اي كلمة يوجهها لها لقد ذهبت زهرة قلبه الصغيرة تلك الرقيقة التي تبكي لاقل شيء وتبتسم لوردة بيدها ليس لديه اي شيء يريده سوا ان يراها لمرة اخيرة ويطلب منها مسامحته على تقصيره ومافعله معها على مافعله،قاطع صدى كلماته ضرب على رأسه بشيء قوي وحاد بعض الشيء صرخ متوجعا على اثره ونظر بغضب شديد والشرر يتطاير من عينيه لتلك الفتاة المذعورة التي تقف رافعة حقيبتها للاعلى تنوي ضربه بها مرة اخرى لكنه امسكها وصرخ بها قائلا بنبرة ارعبتها :انتي ايه مالك مش شايفة عامية البهيمة يعني
-قالت متصنعة القوة:لا مش عامية بس عشان تعرف اني مش سهلة زي ماانت فاكر مع العيال اللي معاك فاهم ولا اضربك تاني واصلا انت البهيم
-انتي ايه اللي بتقوليه يابنت
-بقول اللي سمعتو مش انا اللي حتة عيال يلحقوني وانت اولهم
-يابنت احترمي نفسك ايه عيال دي وانتي بتتكلمي عن مين
-بتكلم عنك انت والعيال اللي معاك
-امسكها من ياقة قميصها شادا اياها امامه حتى اصبح وجهه امام وجهها تماما وقال بصوت منخفض اثار مشاعرها من الداخل:كنتي بتقولي ايه
-ها نعم
-عاملة نفسها شريفة وبص هي بتعمل ايه دلوقتي قاطعهم ذلك الصوت الغليظ والمتهكم نظر لهم جمال الآن علم ماتقصده فهم فعلا لايطاقو اشخاص بمناظر بشعة للغاية تقرف النظر لهم كادوا ان يلمسوها لكنه ضربهم ووضعها خلف ظهره وبدء بالصراع معهم وحده وهم كثر لكنه استطاع ان يغلبهم وفروا هاربين من امامه تاركينه يلهث بشدة وبعض الدماء تنزل من وجهه فاقتربت يارا منه قائلة (البنت نفسها هي اسمها يارا):انت حصلك ايه
-لا مفيش بس شوية ضربات
-طب تعالى اخدك المستشفى
-لا شكرا مفيش داعي
-لا لازم اخدك انت اتعورت
-قولتلك مفيش داعي
-صرخت به بقوة وقالت:لا لازم اخدك وبلاش نقاش زي العيال يلا ياض قدامي
-تعجب لطريقتها تلك وكاد ان يتحدث ويزجرها على فعلتها لكن عيون القطط البريئة اجبرته على الانصياع لها وابتسامته شقت وجهه اخيرا.
لاندري لربما قد تولد بينهم قصة نقية لا يعلم بها إلا الخالق.
______________________________
بعرف ان الفصل قصير شوي بس والله شوية ظروف اسفة بس الجمعة انشالله بنزل فصل طويل تصبحو على خير احبكم😘😘😘

شخص قتلها واخر احياهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن