يعيش طارق ونتاشا حياتهم بمرحهم المعتاد فنجد انهم لا يستقرون بمكان واحد بل هم في كل يوم بمكان جديد وخاصة الاماكن الريفية البعيدة عن البشر يستمتعون بوقتهم ،إلى ان اكتشفوا بيوم من الايام ان نتاشا حامل ومنذ ذلك الحين وطارق يدللها وكأنها طفلة صغيرة لا يدع قدمها تلامس الارض ودائما ما يحملها حتى اصبحت تتذمر قليلا من هذا الوضع لكنه اقنعها بأساليبه فاقتنعت تحت تأثيره عليها وشغلت وقتها بتعليمه الروسية مثلما علمها العربية لكنه لم يفهم شيء وسط اعترضاتها الكثيرة لانه لا يجلس ابدا بل يظل يلهيها عن الحديث بافعاله الطفولية تارة ينام وهي تكون مندمجة بالذي تقوله وتارة يقبلها وينسيها من هي وتارة وتارة لن اعد واحصي مايفعله فهي تكاد تجزم انه طفل صغير لا يكف عن العبث طيلة النهار ،قذفته بالوسادة التي امامها فهو منذ سبع ساعات نائم وهي تجلس لوحدها في انتظاره كي يأخذها لاي مكان ابتسمت بخبث وقد خطر على بالها ان تفزعه فصرخت :طارق اه اه اه انا بتوجع
-نهض مفزوعا واقترب منها ممسكا بيدها:في إيه ياروحي حصلك حاجة ....لكنه لم يكمل بسبب ضربها له بكامل قوتها تحت تعجبه كبل يديها وقال :في ايه بتضربيني ليه يعني
-نظرت في عينيه ثم اغرورقت عينيها بالدموع وبكت بحرقة شديدة حملها واصبح يهدهدها كأنها طفلة في الخامسة من عمرها لكنها ظلت تبكي بقهر فقال بقلق شديد:في ايه ياروحي بتعيطي ليه
-ارتفعت شهقاتها وقالت :انت مش بتحبني دايما بتضل نايم وانا هنا قاعدة وحتى مش بتخليني اقعد برا انا مش عايزاك بكرهك طلقني
-ضحك عليها من قلبه وقال:يامجنونة يعني كل دا عشان انا نمت شوية بس
-ضربته بغيظ واكملت بكاءها فعانقها بقوة فهذه الطفلة لن تصمت سوى بهذه الطريقة حدق بها بصمت فوجدها نائمة وتتشبث به بقوة حملها ووضعها بالفراش ثم جلس يتاملها وكانه يراها للوهلة الاولى عند هذه النقطة توقف وضحك من قلبه بشدة متذكرا كيف كان لقائهم الاول وكلمة مز هذه الكلمة قد اودت بعقله وعشقها منذ ذلك الحين وقطع وعدا لنفسه ولها انه لن يعشق احدا سواها حتى لو راى جميع نساء الكون امامه وكانوا اجمل منها بآلاف المرات فهو لن يتركها حتى تزهق روحه ولا شك انه سيقتلها ويقتل نفسه كي لا يقترب احدا منها(حب شرس😂😂) .
_____________________________
تمر الايام والشهور والجميع يعيش بسعادة سوا ديما التي علمت منذ فترة انها لا تستطيع الانجاب وكم شعرت بالعجز وخاصة ان مراد يريد الانجاب لكن طبيعة جسدها لا تتقبل وجود الجنين بداخله ومازاد الامر سوء معرفتها بحمل اختها دينا ،كان مراد جالسا في مكتبه ويراجع بعضا من الملفات الخاصة ببعض التصاميم منشغلا بما بين يديه فدخلت ديما عليه وطلبت منه ان يتحدثا سويا نظر لها بقلق عندما راى عينيها حمراء من شدة البكاء فقالت:مراد انا عايزة اتطلق
-صعق من كلامها وتوجه اليها بعدما خلع نظارته الطبية وقال:انتي بتقولي ايه
-بقولك عايزة اطلق منك
-انتي بتهزري صح
-لا مش بهزر انا بتكلم بجد انا عايزة اتطلق
-هدر بعا بعصبية اخافتها:انتي مجنونة ولا ايه عايزة تتطلقي من غير سبب يعني
-ردت بغضب اكبر:اه عايزة اتطلق عندك مانع
-امسكها من يديها بقوة ضاغطا عليها وقال بصراخ:ايه في ايه حصل ايه ماكنا كويسين مالك دلوقتي
-مفيش بس عايزة اتطلق
-ضمها إلى صدره بينما هي ظلت تضربه بقوة لكنه كان اقوى منها لذا توقفت عن المقاومة وقالت:مش عايزاك ابعد ،كانت تقول هذا القول ولكنها بقيت متشبثة به بقوة تشتم رائحته بانتشاء خطير (حسيتها مدمنة😂😂😂)قال لها:انا عارف حصلك ايه ومش فارق معايا عشان بحبك ومستعد نعيش كدا مع بعضنا ،لم يستمع منها رد واضح فعلم انها نائمة مددها على الاريكة وتمدد معها محاوطا اياها بقوة كي لا تهرب منه واكتفى باستنشاق عبير شعرها الذي يسكره(هدول مدمنين اكيد😑😑)
*************************
بينما على الجانب الاخر كانت دينا تحتفل مع زوجها بحملها لكن فجاة توقفت عن الكلام والضحك واي شيء فجأة وبدأت بالبكاء نظر لها إياد بقلق واضح وقال:في ايه مالك مش كنتي كويسة حصلك ايه
-شهقت عدة شهقات متتالية وقالت:انا مش عارفة اعمل ايه النهاردة لما روحنا الدكتورة انا وديما هي طلع عندها..عندها عقم مش هتقدر تجيب ولاد وانت عارف هي بتحب الولاد قد ايه وانا مش هقدر اعمل حاجة
-ربت على ظهرها بحنان قائلا:خلاص ياروحي متزعليش انا عارف قد ايه بتحبي اختك وعايزاها تكون احسن الناس بس دي حكمة ربنا واحنا مؤمنين بيها عشان كدا انا مش عايزك تزعلي وانشالله هيحصل كل خير ربنا بيختبرها عشان يشوف صبرها وهي هتصبر وتنول بإذن الله.
-نظرت له بامل :يعني هتجيب ولاد ولا ايه
-انشالله ياحبيبتي انتي بس ادعيلها
-يارب انا مش عايزاها تنحرم من الولاد يارب يارب ساعدها يارب
اشفق إياد على حالها فضمها اكثر لعله يخفف ولو قليلا من حزنها الذي اوجع قلبه وفطره قبل ان يفطر قلبها هي حزنا على اختها.
_______________________
أنت تقرأ
شخص قتلها واخر احياها
Humorكالسهم اخترق قلبها لم تقدر على مواجهته لوحدها ولم لا فهو العاقل الكبير وهي تلك الفتاة الصغيرة المراهقة التي تريد ان تعيش حياتها كيفما شاءت
