~الثالث عشر~

972 37 10
                                    


        "غموض الأدهم
                 الفصل الثالث عشر"
_-_-_-_-_-_.

{ وَاكْتُبْ لَنَا فِى هٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِى الْءَاخِرَةِ إِنَّا هُدْنَآ إِلَيْكَ ۚ قَالَ عَذَابِىٓ أُصِيبُ بِهِۦ مَنْ أَشَآءُ ۖ وَرَحْمَتِى وَسِعَتْ كُلَّ شَىْءٍ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكٰوةَ وَالَّذِينَ هُم بِـَٔايٰتِنَا يُؤْمِنُونَ }
[ سورة الأعراف : 156 ]

أسدل الليل ستائره، وأنارت النجوم ظلامه الحالك، والقمر يتوارى خلف الغيوم ...
صوت بكائها أحزن الحجر، وأطفأ ضوء القمر، وعصف بقلبٍ يتألم يُطالعها من بعيد..

غير مساره إليها مقتربًا منها بخطوات ضيقة مقترب من المسبح ،
وتنحنح لعدم إفزاعها ..

فتوارت ماسحة دموعها : تفضل .

وقف أمامها يحملق بعيناها الباكية..
أراد أن يطمأنها، لكن نهضت ممسكة بعكازيها ..

عن إذنك ..تصبح على خير ..

قاطعها صوته الخشن : ايه اللي مصحيكي لحد دلوقت، وبتعيطي ليه..

إلتفت له بحرج..أكان يراقبها? ..
لا أبدًا ، إفتكرت والدي الله يرحمه .

...ربنا يرحمه، إقعدي شوية ...

أخرج سلاحه واضعة إياه على الطاولة ..
نظرت للسلاح القابع أمامها كأنه يطمأنها ...

إزاي رجلك  ..

جلست بهدوء ..
الحمد لله بخير .

بعد سكوت دام ثواني..
تحدثت مستفسرة:
معرفتوش مين اللي عايز يقتلني وليه ...

لسة بنحاول نعرف ...
باغتها بسؤاله ..
تعرفي ايه عن الشبح ??

_قتال قتلة، ولازم يموت ..
لم يصدم لإجابتها :

فأكملت كأنه أعطى لها الإشارة الخضراء؛ لتبوح بما في جوفها تجاهه، تتكلم وعيناها بها لمعة كره شديدة ، كأن التمثيل بجثته أمر بسيط تتمنى حدوثه ..

تعرف هو في كل حالاته ميت ..

ضيق عيناه بتركيز ...

-يا هيتشنق لو الحكومة عرفت هو مين ، وبإذن الله أنا اللي هعرفه وهتأكد من إن حبل المشنقة يلتف على رقبته ...

نظر لشغفها بالحديث وشوقها لفعل ذلك ، شعر بضيق أنفاسه، كأن حديثها قد إلتف حول عنقه كسلسلة من لهب...

-يا الشعب هيقتله ويقطعهوه نساير .
وأنا هاخد الرئتين اللي خلوه عايش لحد دلوقت وأعلقهم على باب مبنى الصحافة ...

خذي قلبي معك وضعيه جوار قلبك، خذي روحي وضيفيه لروحك لتعيشي الدهر طويلاً ...

أكملت حديثها الذي يمزق قلبه ولم تنتبه للقابع أمامها بأن حروفها القاتلة إخترقت خافقه ...
يستمع لها ومقلتيه أصابها التجمد ..

غمووووض الأدهم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن