~الفصل الثالث والعشرون~

826 33 21
                                    


الفصل 23 غموض الأدهم .

ٌَْ { كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيٰامَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيٰوةُ الدُّنْيَآ إِلَّا مَتٰعُ الْغُرُورِ }
[ سورة آل عمران : 185 ]

      ~الفصل الثالث والعشرون~
             ~غموض الأدهم~
        بقلم الكاتب نعيم محمد

توالت الأيام تشبه بعضها، مر إسبوعان على وفاة الأدهم، نرمين لم تبدي أي رد فعل سوا تجاهل الجميع وحبس نفسها في غرفتها الصغيرة ، بعد عودتهم لبيتهم ، لم يكف الجيران عن مدايقتهم بأسئلتهم الكثيفة..
كيف لهم أن يكذبوا عليها!!
كيف لم تشعر بكونه مجرم !! قاتل!!
تعامله ، حرسه بوجوههم المجرمة!!
هيئته الكاذبة تشبه رجل أعمال أكثر من كونه قناص أو حتى ظابط لعين .
نعم .لسانه الذي لم يخالط الوسط المجرم كثيرًا صدق على كذبه ..
هيئته الصارمة ، جماله النسبي، سيطرته .. سحقًا حقًا لاتعلم ماذا تصدق ، فالمظاهر خداعة ..

فاقت من شرودها ، نهضت من مقعدها الموضوع بشرفتها تنظر بسكون للمارة ،كما هي متعودة منذ إسبوعان ..
صوت فتح باب غرفتها أسعد القابعتان في الصالة لخروجها بإرادتها رغم المحاولات الشاقة طوال تلك الفترة لإخراجها، لكن كان الرفض حليفهم من قبلها ..

جلست أمامها بهدوء : عايزة أعرف كل حاجة عن أدهم ..

حنان بقلق : أنت كويسة يا بنتي مالك ، الحمد لله أخيرًا خرجتي من أوضتك  

نرمين بجمود : ماما أنا كويسة ،يلا أنا سمعاكي .

تدخلت نور : نرمين مالك مش طبيعية ليه كدة .

أشارت بيدها : ششش أنا مش مجنونة ،ومش بشد في شعري .
يلا سمعاكي .
واكملت بسخرية :إللي كان مأمنك على السر مات الله يرحمه ،ملهوش لازمة يتخبى فقولي أنا سمعاكي .

تنهدت : حاضر يا بنتي .
هقولك شريط حياته اللي مر بيه لحد مقابلناه ..

_أدهم كان في يوم خارج مع أبوه وأمه في العربية ومبسوطين بس فجأة دخلت عليهم شاحنة وعملوا
حادثة ، أبوه وأمه ماتوا قدام عنيه هو نقلوه المستشفي كان عنده شوية إصابات وحروق بس متأثرش كتير
لانه كان بالعربية في الكرسي اللي ورا وخالته حمته بجسمها
أدهم كان عمره ثلاثة عشر سنة..
في وقتها نقلوه دار الأيتام وعاش فيها وتقابل مع وليد ومرام كانوا أصغر منه .
نور تنظر لها ودموعها على خدها فهما متشابهان هى يتيمة الأب ولكن هو يتيم الوالدين منذ أن كان
صغير لم يشبع من حنانهما عاش بعيدًا عنهم ..
اكملت حنان سرد حياته بتفصيلها ماذا عانى مع أطفال الميتم خاصة بعد تبني وليد وشقيقته..
مرت بحديثها لما مر بمحاولة قتله وبيعه كأعضاء بشرية ..
حدّقت بها والدتها وجدتها تأثرت بعض الشيئ لكن مازال الجمود يغلفها ..

غمووووض الأدهم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن