غمووووض الأدهم

~الفصل السادس والعشرون~

              ~غموض الأدهم~
       الفصل السادس والعشرون
        بقلم / الكاتب نعيم محمد

{ إِنَّ اللَّهَ لَهُۥ مُلْكُ السَّمٰوٰتِ وَالْأَرْضِ ۖ يُحْىِۦ وَيُمِيتُ ۚ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِىٍّ وَلَا نَصِيرٍ }
[ سورة التوبة : 116 ]

دلفت بيتها دمعها يرطب ملمس تفاحتيها ، عيناها قرمزية اللون، دمعها يسبح بين جفونها وبؤبؤيها ..
دخلت غرفتها ثم جلست بإهمال ..

نصف ساعة وفُتح الباب دون إستذان ...

مسحت دمعها : مرام !! جيتي امتا .

مرام: اي دا باندا !!
أنا أول مرة أشوف باندا بتتكلم!!

_نرمين فين ، مين فتحلك ..
مقولتليش إنك جاية .

جلست جوارها ..
أكيد مدخلتش لوحدي يعني..
جيت أشوف اللي مش عايزة تخرج من القوقعة اللي حاطة نفسها بيها
واللي مش عايزة تروح المدرسة وهتطرد ..

تنهدت : سيبيني في حالي الله يخليكي يا مرام ...

=هو أنا كل مكلم حد يقولي سيبني في حالي !!!

إلتفت صوبها مستغربة : مين قلك غيري ..

_أختك يا ستي ..
تقوليش عليكم عفريت اسمه سيبيني في حالي ..
كنتي فين ?! سألت نرمين عنك قالت معرفش ..

_كنت عند أمي .

زفرت بحزن : ربنا يرحمها ، مش هتنسي يا نور بقا وتشوفي حياتك اللي موقفاها ، مر شهرين على موتها وإنت حابسة نفسك بالأوضة ومش بتروحي الشغل ولا بتقابلي حد ..
بصي لنفسك فالمرايا بقيتي عاملة زي الباندا ووشك انطفى وروحك ماتت ..
دنتي لو فضلتي كدة هتطردي من الشغل ، ممرش إسبوعين على شغلك وخدتي إجازة تاني ،لكن شهرين !!

نور : مش مشكلة ، يرفدوني
مش عايزة أشتغل

رفعت حاجبيها فكادت أن تلامس ناصيتها ..
وهتصرفي على نفسك ازاي ..
ومش عايزة ليه ..
اعقلي يا نور ..

نرمين رجعت الشغل من إسبوع ، انطفت زيك لكن بتحاول تشغل نفسها بالشغل وبقت شغالة 24 ساعة دا غلط طبعاً ، بس أحسن ما إنها تموت نفسها بين أربع حيطان ..

تتابعت شهقاتها : مش قادرة أتخيل حياتي من غيرها ..
والله مقادرة .

إحتضنتها بروية : دا قدر ، وربنا عايز كدة ،هي دلوقتي عند اللي أحسن مني ومنك .
لو كانت موجودة مكانتش هتحب تشوفك بالمنظر دا ، ولا مهملة بنفسك كدة ..

أبعدتها عنها : مش إنتي نور القوية اللي أنا أعرفها ،فين نور اللي تقف على رجليها وتحارب الصعب ..
في طلاب بيحبوكي منتظرينك ..
عايزينك تعلميهم ،تاخدي بإيدهم زي مكان حلمك تبقي معلمة أجيال .
هنرجع مع بعض ونتخطى المحنة دي يا صاحبتي ، وترجعي لشغلك من بكرة ..