الفصل الاول

1.1K 28 0
                                    


بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل الأول
...........
الحب ليس مجرد حرفان صغيران
بل هو أسمى شعور ممكن أن يزرعه الله في قلوب البشر
الحب هو الحنان
هو الأحتواء
هو التفاهم والعطاء
في الحب لا فرق بين كبيرٍ وصغير
ولا جاهلٍ ومتعلم
ولا بين غنيٍ وفقير
الحب من حق الجميع
الا هي .... فهي كانت من حقه .... هو وحده فقط !!
...............
وقفت في الشرفة تتكأ على سورها الحديدي ... تنظر الى الشوارع الفارغة بهذا الوقت المتأخر من الليل ... الهواء المائل للبرودة يهب بين حين واخر يحمل بين نسماته عبقٌ من رائحة بغداد الحبيبة ..... بينما الضوء الفضي للقمرالمكتمل يلقي ظلالة على المباني والمنازل المظلمة .... الهدوء يطغى على المكان ... فقط مواء القطط ونباح الكلاب البعيدة هو ما يعكر صفو هذا الهدوء الملكي .
سحبت نفساً عميقاً ومرتجفاً ... مشاعر شتى تعصف داخلها ... ربما هي مضطربة ... خائفة ...مشوشة ...وحائرة ..... فالحياة الجديدة التي هي مقدمة عليها تختلف عما تربت عليه .. صعب جدا ان تترك بيئة ولدت وترعرعت بها ... بيئة تعتبره عالمها المصغر ! تشعر وكأنها زهرة سيقتلعوها من جذورها ...
صحيح انهم سينتقلون للعيش في محافظة من المحافظات الشمالية لبلادها الحبيب ... الا نها تشعر وكأنها ستغادرعشها الذي تربت فيه ...
كيف ستفارق بغداد !! كيف ستترك شوارعها وضواحيها التي تآلفت واعتادت عليها ! ساحة التحرير .... شارع المتنبي .... شارع الرشيد وغيرها الكثير الكثير من الأماكن التي تركت داخلها اثراً يصعب نسيانة ومحوه !!!
كم حاولت تثنية والدتها واقناعها العدول عن قرارها الا انها كانت مصممة ومصرة على الانتقال .... خاصة بعد ان حلت عليهم تلك المصائب التي زعزعت أساس بنيانهم المتراص !
خيالات يتراءى لها ... خيالات كانت تحاول ان تتجاوزها ... لكنها لا تستطيع فهي تعود مرة اخرى تقتحم وردية احلامها البريئة ... التي اختالوها وهي ما تزال بمهدها .... أغمضت عيناها تتذكر والدها الحبيب وشقيقتها المسكينة !
تتذكر كيف كانو أسرة سعيدة مطمئنة .. يساند احدهم الأخر .. يجمعهم الحب والدلال الذي يغدقه عليهم والدها الحنون ..... كان متواضعاً سخياً بشوش الوجه الابتسامة لا تغادر شفتيه ابدا .. يقدم المساعدة لكل من يطلب .. بحكم عمله المهم ... فقد كان يعمل ضابطاً حربياً في الجيش ... خدم الوطن لسنوات عدة ثم احيل للتقاعد على مضض .. كان يحب وطنه حباً جماً ومستعد لفدائه بروحه مدى الحياة ولاجل ذلك احتاج بعض الوقت لتقبل فكرة احالته للتقاعد ..
اما والدتها فكانت تعمل مدرسة للتاريخ في المدرسة الثانوية للبنات .... تركت العمل بأرادتها لتتفرغ لأسرتها الصغيرة ..... لم يكن لها اشقاء او شقيقات غير انفال فقط ... تكبرها بعام واحد .. كل شيء كان هادئا ... حياتهم سعيدة ومتماسكة .... يضللها حب والديها ورعايتهما .. نشئو على المحبة وتعلمو من والديهم معنى العطاء ومساعدة الغير ... الى ان اتى ذلك اليوم المشؤوم !!!
سقط نظام الحكم .... ساد البلاد الهرج والمرج ... الخطف والسرقة .. القتل دون وجه حق .... الطائفية البشعه والأتعس من كل ذلك تسلل النفوس الضعيفة من الأرهابين والقتله ... وتحريض ابناء الشعب على الشغب والدمار !!
ظل الوضع متدهورا لفترة طويلة جداً امتدت لسنوات .... و لعدة مرات وبفترات متباعدة بين عام واخر ... تلقى والدها اتصالات ورسائل تهديد يلقوها في حديقة منزلهم .... ينصحوه بالسفر وترك البلاد والا سيندم اشد الندم ... لكنه لم يهتم ... كان يقول برأس مرفوع
- هذه بلدي ارضي لن اخرج منها الا ميتا !!!
وقد كان
اعتصر قلبها قبضة قوية ... كأنها يد من حديد وارتجفت شفتيها وهي تتذكر ذلك الصباح المشؤوم ....خرج والدها كالمعتاد ليحضر لهم طلبات المنزل من خضروات ومواد غذائية ... لم يمضي على خروجة سوى دقائق ... دقائق فقط .. ليسمعو بعدها صوت اطلاق النار.... وقع القدح من يد والدتها وهي تضع يدها على صدرها....قائلة بصوت مرتجف
- سترك يا الله !! ترى مالذي جرى ؟!!!
ليسمعو بعد ثوان معدودة صوت طرقات قوية على الباب وهتافات الجيران تعلو ... أسرعي يا ام انفال لقد قتل زوجك !!!
" والدي الحبيب "
همستها غسق بأختناق ... قتل والدها ... لقد طالته يد الغدر والحقد ... متهمينه بالعماله والخيانه ... لانه كان ظابطا ... اي غدر واية خيانه قام بها ! لقد قطع والدها من لحم اكتافه في سبيل الوطن وهذا ما كافئوه !!! طلقات نارية تثقب صدره ... وتلطخ لحيته البيضاء النقية بدمائه الزكية .... الى الجنة يا والدي ... الى جنة الفردوس مع الشهداء والصديقين !!!
تلك الأيام والشهور التعسة مرت بصعوبة عليهم .... عيناها كانت تؤلمها من شدة البكاء .... صوت نعي والدتها كان يمزق قلبها ورئتيها يمنعها من التنفس ... احست وكأن روحها ستغادر جسدها .... احتاجوا لوقت طويل حتى تتقبل فكرة فراق والدها ..... وانها ابدا لن تراه او تسمع صوته الحنون يناديها لتصنع له الشاي في وقت العصر ...او تطلب منه المال من اجل شراء كتب اوملابس جديده ! هي بالأخص عانت فراقه اكثر منهم كلهم لشدة تعلقها به!
عشعشت طيور البؤس والحزن فوق منزلهم .. لسنوات وبات مظلما وموحشا ... صدى صوت وضحكات والدها يتردد بكل شبر في المنزل .
رغم هول المصيبة عليها الا ان والدتها تماسكت وشدت ازرها وتحلت بالشجاعة من اجلها واجل شقيتها الكبرى انفال ... انفال ... اه يا انفال للان غصة موتها تخنقها بشدة و تبعث القشعريرة داخلها
شهقه خافته صدر منها وهي تعود بذاكرتها مرة اخرى الى اليوم المشؤوم الاخر الذي مر عليهم ... بعد مرور فترة طويلة عادت الامور طبيعية نوعا ما في المنزل على رغم حزنهم على فراق والدهم .... الا انهم اعتادوا ... حالهم كحال اغلب العراقيين الذين اعتادوا على فقدان أعزائهم واحبابهم اما بأنفجار او بالقتل لذلك الموت كان امراً طبيعياً في بلدها الجريح !!
كانت انفال في سنتها الاخيرة من كلية الأداب .. رقيقة محبه وعطوفة ... ورثت عن والدها عينيه البنية الكبيرة كما ورثت حنانه وطيبته ... بينما هي اخذت جمال والدتها الاشقر بعينيها الزرقاء وشعرها العسلي ... هي وشقيقتها نقيضين بكل شيء فجمال انفال كان هادئاً وناعماً عكسها هي كانت ملفتة للنظر ما ان تخرج مع والدتها في اي مناسبة حتى يتقدم الكثيرين لخطبتها .... ومنذ سنوات عمرها التي لم تكن تتعدى السادس عشر ....
كما تميزت انفال بالخجل والبرائة اما هي فكانت ولاتزال جريئة نوعا ما بكلامها ... لا تسمح لاحد مهما كانت صلة قرابته منهم ان يلقي كلاما حتى لو عابرا يمس شقيقتها او والديها .
كانت انفال تذهب صباحا الى جامعتها وتعود بعد الظهر .... لم يكن هناك ما يثير الريبة او الشك بانهم مازالو مستهدفين ومراقبين .. خاصة وان سنوات عديدة كانت قد مرت على وفاة والدهم .... الى ان ذات يوم تأخرت بالعودة ... كادت والدتها ان تجن من شدة قلقها وخوفها ... تذهب كل دقيقة الى بوابه المنزل تلقي نظره على قارعة الطريق .. تنتظر وصولها لكنها لم تعد ... لم يكونو يعرفون انها لن تعود الى الابد ..... بعد مرورعدة ساعات لم تستطع والدتها الصبر .... خاصة بعد ان اتصلت بصديقاتها المقربات تسألهن عما اذا كانت انفال معهن الا ان جميع الاجابات جاءت سلبيه ... اتصلت بأخ زوجها احمد الذي بدوره اتصل بالشرطة حال وصوله الى منزلهم .... وبعد البحث الطويل لعدة ايام ..... وجودها ملقاة في مكب للنفايات قرب حيهم .... تم تعذيبها واغتصابها ثم ذبحها بطريقة وحشية ... فعلا كادت والدتها ان تفقد عقلها كانت تطلق الزغاريد في عزائها وهي تهتف بقوة
-عروس في الجنه يا ابنتي.. لاتبكو ولا تنوحو زغردو وصفقو ابنتي عروس في الجنه !!
الكل اشفق عليها كانت تقطع نياط القلب وهي تحتضن النعش تهتف باستنكار
- لم تتعود ابنتي على النوم وحيدة كيف اتركها !!
عاشوا أيام وشهور صعبة جدا والدتها شبه مجنونة ... متشبثة بها .. وعندما أرادت العودة إلى الدراسة صرخت بجنون وهي تحتضنها بقوة مئة رجل حتى كادت أن تخنقها
- والله لن تتحركي قيد أمله من أمامي ولتذهب الجامعة والشهادة إلى جهنم لن أجازف بفقدانك أيضا !!!
طاوعتها وتركت الدراسة وهي ماتزال في بداية عامها الثالث عاذرة ومقدره ظروف ومشاعر والدتها المكلومة فمن اجلها تفعل إي شيء ... الكل تعاطف معها ... تحملوا حدتها وتقلباتها المزاجية بصبر .. إلى أن استعادت توازنها قليلا !!
ظلت حبيسة في المنزل ما خفف عنها شعورها بالوحدة هي زيارة صديقاتها المقربات
حيث لم يتركوها أبدا .... حتى أنهم كانوا يحضرون لها المحاضرات ... عل وعسى أن تغير والدتها رأيها ... لكن بلا فائدة !!!!
و بعد مرور عدة أشهر... قررت والدتها القرار المصيري الذي غير حياتهم من جذورها و إلى الأبد ... إلا وهي الهجرة إلى خارج البلاد !!
لكن عمها احمد لم يوافق على ذلك أبدا ... اذ كيف يأمن على ترك زوجة أخيه وابنته بدولة غريبة دون رقيب أو معيل !!!
وبعد تفكير وشد وجذب .... توصل الى قرار يرضي جميع الأطراف ... ليقترح عليها السفر إلى إحدى المحافظات الشمالية ... حيث هناك المدينة أكثر أمنا واستقرارا .. وقد وافقت والدتها بسرعة خاصة وإنها ستسكن في منزل أخيها المرحوم أكرم .... صحيح ان علاقتهم كانت شبه مقطوعة تقتصر فقط على المكالمات المتباعدة بسبب بعد المحافظة عن العاصمة إلا أن والدتها كانت تحب أخيها أكرم كثيرا .... وقد رحبت زوجة خالها سعاد بهذا الاقتراح عندما علمت بألا مر ..
وفي الأيام التي تلت قامت والدتها ببيع كل ما يملكون من ارضٍ في شرق العاصمة وبعض الxxxxات البسيطة وسيارة والدها ... لم تبقي إلا المنزل الذي يعيشون فيه ... لم تستطع بيعه فقد احتوى على أجمل اللحظات التي جمعتها مع زوجها وشريك حياتها ... الذي تفتحت بصيرتها على حبه وكبرت بين يديه .... فقد تزوجت وهي لاتزال في المرحلة الأولى من الجامعة ... قالت ولدتها بنبرة يشوبها العبرة والاختناق
- من يعرف ربما يحل الأمان و نعود لمنزلنا من جديد !!!
وهكذا بغمضة عين تركو منزلهم الذي عاشوا فيه ... منزلهم الذي احتوي طفولتها وصباها ... كل ركن فيه كان يحتوي على ذكرياتهم التي جمعتهم معاً .... بعضها سعيدة و بعضها حزينة .. ذكرى ضحكات والدها وشقاوة أختها ودعوات والدتها ....... فهنا كانت تدرس وهنا كانت تستقبل صديقاتها وهنا كانت تفكر بمستقبلها ...كيف ستعيش بعيدا عن هذا كله !!
عادت من أمواج أفكارها المتخبطة على صوت والدتها تناديها .... التفتت تنظر لها بابتسامة مشرقة تحاول قدر استطاعتها التخفيف عنها .. والدتها المسكينة التي ترملت مبكرا فهي في منتصف الأربعينيات من عمرها لكن مع ثقل الهموم والأحزان التي تكبدتها بدت كأنها في الخمسين ..
كانت ترتدي إسدال الصلاة وهي تمسك المسبحة بيدها قائلة بحنان
- لما لازلت مستيقظة إلى ألان حبيبتي ؟!!
دلفت غسق إلى الداخل ثم أغلقت الشرفة قائلة بدلال تحاول أن تخفي توترها
- لم استطع النوم أمي ففكرت أن استنشق الهواء قبل السفر
هزت والدتها رأسها قائلة
- اذهبي للوضوء لكي نصلي الفجر حاضرا فالسائق الذي بعثة ابن خالك على وصول
أومأت بسرعة بينما اقشعر بدنها وهي تتذكر ابن خالها وليد بنظراته الحادة تقطيبه حاجبيه التي لا تغادر وجهه أبدا .. كانت في الخامس عشر من عمرها بينما هو الثلاثين عندما رأته أخر مرة ... يجلس بصالة منزلهم كان قد جاء لقضاء بعض أعماله فهو يعمل بتجارة المحاصيل الزراعية الخاصة بمزرعتهم التي يمتلكها خالها أكرم ....والذي سلم ولده الكبير إدارتها .. بذلك اليوم لن تنسى أبدا تلك الطريقة التي رمقها بها .... لا تعرف لما شعرت بالرهبة منه !! لقد كان ضخما وكبيرا جدا .... حتى انها عندما ألقت السلام عليه نادته بعمي !! مما جعل والديها ينفجران ضحكا بينما اكتفى هو بابتسامة صغيرة ..... ارتجف قلبها وزاد ضخ الدماء دخل جسدها وهي تهمس بقلق ... كيف سأعيش معه في منزل واحد !!!
.................
..............
شمال العراق \ محافظة اربيل

- هيا يا فتيات لدينا اليوم الكثير من الاعمال
هتفتها سعاد بنبرة نشطة وهي تتجول بأرجاء المنزل الكبيرة تلقي أوامرها على تبارك و حبيبة اللتان أطاعتاها بصبر ... قالت تبارك بهدوء
- أمي اهدئي ولا داعي للتوتر فعمتي ليست غريبة عنا .... ثم المنزل مرتب كما ترين والغرفة الخاصة بهما تم أعدادها .. لقد تأكدت من كل شيء بنفسي!!
قالت سعاد وهي تتنهد بتعب
- اجل حبيبتي اعلم أن عمتك سعدية ليست غريبة لكن مهما يكن يجب أن نكون مستعدين لاستقبالهم على أتم وجه لقد مر زمن طويل على أخر زيارة قاموا بها لبلدتنا !
أجابت تبارك وهي تجلس جانبها على الأريكة
- خمسة سنوات أليس كذلك ؟!
أجابتها بشرود
- خمس سنوات لم نرى فيها عمتك !! حتى عندما استشهد كلا من زوجها وابنتها لم تسمح لنا بالذهاب إليهم بحجة الأوضاع الأمنية المتدهورة في بغداد ...
لتكمل وهي تلتفت لها قائلة بدهشة
- تصوري حتى أنها لم تدع وليد أو زهير يسافران إليهم لكي يحضروهم إلى هنا ... بل أقسمت علينا بأغلظ الإيمان إلا يذهبا ... وليد كان غاضب جدا إلا انه عذر عمتك وقدر وضعها .. لذلك أرسلنا السائق أبو تحسين ليحضرهما فنحن نثق به كثيرا !
همست تبارك بشفقة وتفهم وهي تتذكر زوج عمتها الطيب وابنته الرقيقة كيف قتلا بطريقة بشعة تقشعر لها الأبدان
- فليكن الله بعون الجميع !!!
أمنت ورائها بحزن بينما قالت حبيبة بصوتها الخجول المتقطع
- ا...نا ... ذ..ذاهبة ...للمطبخ .. خالتي
أومأت بحنان وهي ترقب خروجها الهادئ ثم همست بشفقة
- تقطع قلبي هذه البنت ... كم هي هادئة كالنسمة سامحك الله أختي لا اعرف لما تعاملها بجفاء
أجابتها تبارك وهي مقطبة
- خالتي قاسية القلب جدا !! أتسأل دائماً واستغرب كيف أنت وهي شقيقتان !! أنت تملكين أطيب قلب في الدنيا بينما هي !!!
وبترت كلامها وهي تلوح بيدها في الهواء علامة على استياءها من خالتها سناء المغرورة المتعجرفة لترد والدتها بهدوء
- البطن ولادة يا ابنتي ليس بالضرورة ان يتشابه الشقيقان بالطباع او الشكل!
ثم تنهدت قائله
- فليهدها الله و يحنن قلبها المتحجر على تلك المسكينة التي تسألني عنها يومياً ولم يعد هناك حجة مقنعه لأخترعه لها !!
.................
دلفت الى المطبخ بهدوء هذا هو مكانها هي مجرد دخيلة عليهم تشعر بأنها تنتهك حرمة منزلهم .... تتشارك بخصوصياتهم .... تحاول قدر استطاعتها ان تعوض شعورها بالخجل والعرفان وذلك من خلال الأعمال المنزلية فهي تقوم بها دون أن يطلب منها احد .... رغم إن خالتها حنونة جداً ولا تفرق بينها وبين تبارك إلا إن شعورها هذا كان يداهمها رغماً عنها ..
تدحرجت دموعها ببطء لتتحول إلى سيل جارف ... وهي تهمس بلهاث
" سا..محك .. الله .. امي "
.......................
نهاية الفصل الاول

رماد الغسقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن