36

206 10 0
                                    


الفصل السادس والثلاثين
................


حين تأبطت ذراع زهير الذي كان ينتظرها أسفل السلم .. شعرت وكأنها ملكت الدنيا بين يديها الآن ....
عيناه تلمعان بسعادة وفرحة ...بينما الابتسامة الواسعة مرتسمة على شفتيه ... كان جذاب ووسيم جداً ... جداً ... يرتدي بدلته الرجالية السوداء و ربطة عنق كحلية اللون ... مع قميص ابيض ... عندما وصلت إليه ونزلت الدرجة الأخيرة من السلم ... رفع طرحتها الخاصة بالمحجبات عن مدار وجهها المتورد .. وهو يلتهمها بنظراته العاشقة ... قبل جبينها بصمت ... فقط ضربات قلبه كانت الوحيدة الشاهدة على ما يشعر به الآن .....

أقيمت جلسة الرجال في الحديقة .. اما جلسة النساء فكانت في الصالة .... ظل الاحتفال قائماً لساعات متأخرة من الليل ...
عندما حان الوقت لكي يزفوه إلى شقته العلوية ... شعرت حبيبة وكأن قلبها على وشك ان يتوقف لقد عاد إليها الخوف والتوتر من جديد ...
دلفت معها خالتها بالإضافة للعمة سعدية ورضاب أيضا
رضاب كانت تحاول تهدئتها بكلمات لطيفة ومطمئنة بينما سعاد وسعدية لم توفرا جهداً
لإحراجها بنصائحهم الجريئة ..تماما كما فعلتا مع غسق !!!

زهير كان يقف بقلة صبر عند الباب ..وهو يضع يديه بجيبي بنطاله هامساً بضجر
- يا الهي ..ماذا يفعلن كل هذا الوقت في الداخل !!
عندما خرجن من الشقة هتف زهير قائلا بصبيانية ودون خجل
- لا زال الوقت مبكرا لما لا تبيتون عندنا اليوم !!!
ضربته سعاد على كتفه بخفة وهي تقول بصرامة امومية
- اسكت يا ولد وكفى تذمراً .. الفتاة لن تطير منك ..
قالت سعدية بمرح وهي تحث رضاب على النزول
- تعالي فلنذهب بسرعة يا رضاب قبل ان يطردنا زهير ...

ابتسمت سعاد وقالت له بطيبة وهي تمرر كفها على وجنته زهير

- زهير يا ولدي لن أوصيك بحبيبة كن حنوناً وصبورا معها ... الفتاة تكاد تموت رعباً وخجلا

ألقى نظرة خاطفة ناحية باب الصالة وقال بابتسامة ماكرة
- لا توصي حريص يا أماه .... سأضع حبيبة في عيني وهل عندي أغلى منها !!!
هزت رأسها باستحسان ثم ودعته وغادرت المكان وهي تدعو لهما بالحياة السعيدة الهانئة ... دلف زهير إلى الصالة لتقع عيناه على تلك الجالسة على طرف الأريكة تفرك يديها بتوتر ..مطرقة الرأس ...
تقدم ناحيتها وامسك يدها ليساعدها على النهوض قائلا بهدوء وليونة
- ما بك حبيبة !! لماذا أنت متوترة بهذا الشكل ؟!!

لم ترد عليه بحرف بل بقيت مطرقة الرأس بخجل ليهمس وهو يدعي الأسى
- انت خائفة مني حقاً ؟!
رفعت رأسها بسرعة وقالت مبررة بطفولية سرقت لبه

- كلا...ل.لست ..خائفة ...
ابتسم بمكر وقال
- ماذا اذن غير ذلك ؟!
بلعت ريقها وقالت بهمس خافت
- انا ..انا ..فقط متعبه يا زهير !!
سحبها من يدها تجاه غرفة النوم وهو يقول بلطف

رماد الغسقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن