41

171 9 0
                                    


الفصل واحد وأربعون

.........................

دلف إلى المنزل مسرعا ثم هتف بقلق وهو يرمي المفاتيح على الطاولة الجانبية
- حبيبة ... حبيبة ... .. أين أنتِ؟ !!!
سمع صوتها يصله من جهة غرفة النوم وهي تقول

- أن
فتح الباب قليلا
- مابك حبيبة ؟ !! ما الذي حصل؟ !!!!
همست بصوت خافت
- لا تفتح الباب زهير ..ارجوك ...
بانت عليه الدهشة ثم يدفع الباب مرة أخرى
- رباه يتكلم مابك يا فتاة؟ !! هل انت مريضة؟ !! افتحي هذا الباب لأفهم !!!!
منده ، وهي شركة تهتف بخوف وذعر
- لاااااا تفتح الباب ... زهير ارجوك هناك فأر ..... فأر كبير ومقزز يمشي بتبختر في ارجاء المطبخ .... آه يا ​​الله شكله مخيف .... هيا ..هيا اذهب إلى البوابة بسرعة !!!
أخذتها أسفل الباب ، وهي تغلق الباب بسرعة .... انزل نظراته إلى الأسفل ليلمح طرف الملاءة التي يمكن أن تتمكن من تصويرها تحت الباب أسفل الباب.

قال بعدم تصديق وذهول
- انت تمزحين اليس كذلك !!!!
ليصله صوتها الناعم وهي ترد بجدية
-؟ وهل ينفع المزاح في مثل هذه المواضيع !! اذهب وتأكد بنفسك ولا تناديني ابدا لأني لن اخرج من الغرفة حتى لو أعطيتني مليار دولار !!

تبدأ أدراجة إلى الصالة فيما تقوله القميص ثم البنطال يستعد لدخول معركة حامية الوطيس !!!!
همس وهو يتوجه الى المطبخ ليرى الكائن الذ سبب كل هذا الذعر لزوجته
- تتصل بي الان وبهذا الوقت من اجل فأر !!!! وانا مسرور ومستجل جدا !!!! من الجيد أن اتصل بوالدتي او بوليد !!! لسخرا منها ومني دون ادنى شك !!
تخصر ووقف وسط المطبخ يلتفت حوله بأنتباه وتركيز

- لنرى ألان أين أنت أيها الفأر المسكين !!!!

......................

لقد تم التقاط ما يحدث قبل قليل من الصور. تصاب بالذعر ... لقد بدأت في البداية !!!!
أكلت وجوههم أثناء تناول الطعام ... إذا كان الأمر يتعلق بيدي لبقيت سنة كاملة معتك في الغرفة ...

- تعالي ايتها الجبانة اخرجي لك الأمان !!

كان هذا صوت زهير الذي جعلها تفز واقفة والابتسامة الواسعة المريحة التي ارتسمت على محياها .... فتحت الباب وخرجت إلى غرفة الجلوس لتجده واقفاً في وسطها وهو يمسك ذيل الفأر الذي كان يتأرجح يمينااراً !!!!

تقدم نحوها بانتصار وغرور وهو لا يزال يحتفظ بذيل الفأر الميت بين أصابعه ... وكأنه يمسك شيئا عاديا وليس فارا قذرا كان يعيث الفساد في المطبخ لساعات وساعات ... شكله كان مضحكا وهو يقف بالملابس الداخلية البيضاء قائلا بخبث ومكر عندما لاحظ ملامحها المشمئزة المرتعبة
- أتخافين من فأر صغير مسكين لا حول له ولا قوة !!! هذه حيوانات اليفة ولطيفة .. تضعها في موقف ضعيف ...
تبدو وكأنها في منزلها بأشمئزاز وقالت
- في منزل
جميل بينما تظهر في الصورة نفسها ، في حين تظهر صورها على الفأر
- مشكله !!! ! تأكد بأنك في النهاية ستعتادين على هذا الأمر وتطلبه مني عدم اصطيادها مرة أخرى !!!

عبست وقالت بقرف وهي تدير وجهها الى الناحية الاخرى
- ارجوك زهير ..تخلص منه واغسل يديك جيدا ...
اومأ قائلا ببساطة

- - حسنا ... سأرمية واذهب لاخذ حماما سريعا ريثما تعدين لي الغداء اشعر بالجوع ..... ان كمآ



القى نظرة خاطفة ناحية الساعة المعلقة على الجدار واكمل قائلا

- الوقت تأخر كثيرا للعودة الى العمل ثانية ....

استدار ليذهب بينما ظلت حبيبة واقفه مكانها بصمت وكأنها تجمدت وتذكرت الان فقط انها لم تطبخ شيئا للغداء ..... بعد مرور عدة دقائق خرج من هل يمثل الحمام ، وهو يجفف شعره بمنشفة صغيرة

- هيا حبيبة اين الغداء انا اتظاهر جوعاً !!!!

قضمت شفتها وجلست على الأريكة بحرج ... فهي منذ ان اكتشفت الفأر في المطبخ ولم تكن هناك غرفة نوم مشتركة ابداً كما انها كانت تشعر بالغثيان والنحول منذ الصباح الباكر .... لا ليس هذا الصباح ، عدة أيام مضت .... .همست بلست بلهجة معتذرة
- اسفة يا زهير ..انا ..انا .... لم اطبخ شيئاً اليوم !!!

وضع المنشفة على رقبته يقدم ليجلسها بجانبها الخلفي
- ماذا لم تطبخي شيئاً !!!!
اومأت بطفوليه ليردف صورة بتساؤل
- أبسبب الفأر؟ !!!!
لوت شفتها بتفكير ثم قالت
- بسبب الفأر اولا ....... وبسبب شيء آخر ثانياً

رفع حاجبيه متسائلا
- وما هو الشيء الاخر حبيبة خانوم؟ !!!

تنحنحت وقالت بينما أفعلت وجنتاها ورديتان تماما كلون شفتيها

- حسنا ..انا ..اممممممم .... اقصد .... انا ... اعاني من الغثيان والتعب منذ الصباح زهير !!

جدية الاهتمام بالجدية
. هل أأخذك للطبيب؟ !!
سارعت بالقول وهي تبتسم بلطف
- لا حاجة للطبيب زهير ... انا فقط ..اعتقد ..بأني ربما ..ربما ....

حثها بنفاذ صبر
- انت ربما ماذا حبيبة !! تكلم بالله عليك !!

ضحكت بخفة ثم قالت بخفوت وهي تطرق وتلعب وتلعب بأصابعها المتشابكة بتوتر
- حسنا ... ربما ... ربما حامل!
اتسعت عينيه بقوة ... وتوقف الزمن حوله ..... أصبحت ملامحه مضحكة وهو ينظر إليها تابعاها من مكانه .... كان يحدق بها بعين ثابتتين .... بينما الصمت يلفهما .... ومرها ومررتها وجنته الملتحية وهي تهمس بترقب
- زهير !!! أأنت بخير؟ !!!!

كان زهير لازال يحدق بها ذاکه السلام ، يريد ان يستوعب ما قالته زوجته الجميلة الحبيبة .... ليحثها بهمس
- ماذا؟! ماذا قلت؟ !!! أعيدي ما تفوهت به مرة أخرى؟ !!!!!

قالت ببراءة وابتسامة ناعمة تزين شفتيها
- اعتقد باني حامل زهير ....
عقد حاجبيه وقال بترقب
- انتظري قليلا ..ماذا تقصديه بكلمة اعتقد؟ !!
هزت كتفها واجابت بعفوية

- اقصد بأني يجب ان اتأكد !!

- وكيف نتأكد؟!
أجابت مفكره وهي: تمط شفتيها
- امممممم هناك جهاز اختبار منزلي خلال أن تبدأ من خلال
هب زهير واقفا من فوره وهو يقول بحماس وهو يقول بحماس
.
وقفت ثم تبعت خطواته السريعة الى غرفة النوم لتراقبه كبيرة وهو يرتدي قميصا وبنطالا على عجل ... قالت بدهشة
- الان !!!!!! قليلا الواحدة ظهراً ..انتظر ..ل
قاطعها بلهفة وسعادة
- لالا .... خير البر عاجله الان حالا سأذهب ... وانت بطتي ارتاحي ولا تبذلي اي مجهود

تخطاها مسرعاً ليلتقط مفاتيح سيارته الكبيرة ، تناديه بدلال
- زهيررررر
التفت ويده تمسك مقبض الباب
- نعم يا زهير
- طلب مني !!
عض زهير شفته بسعادة وهو يكبح رغبته الملحة بالعودة إليها لأكلها الوردي المثير وهي تمطه و تتدلل عليه بهذا الشكل ... لكنه عوضا عن هذا ببحة رجولية تفيض بالمشاعر المتضاربة

- طلباته وطلباتك أوامر بطتي

.......... .................
................................. ...
لا تشكو للناس جرحاً أنت صاحبه ؟؟
لا يؤلم الجرح إلا من به ألم المنظمة
يعاندني .. ويخطف ما أريد
حزني كسر ظهري .. قيدني بحديد

يا شاكي لا تشتكي .. الله كريم الله
الشكوى لغير الله مذلة ..

الشاعر كريم العراقي
.....................

استقبل الجميع خبر حمل حبيبة بس عارمة .... كانت سعاد أكثرهم سعادة وحماس ... حتى انها طلع العينين .. وشهادة العينين ..لتهمس مشاركة لوليد الذي كان يجلس معهم في المشاركة سعادتهم بصدق منعكس على ملامح وجه السمراء
- العقبى لزوجتك يا ولدي ... بين ذراعي قبل ان اموت
ليرد وليد بابتسامة صغيرة قبل ان يرفع كفها المجعد يقبلها برفق واحترام
- بعيد الشر عنك اماه ... اطال الله بعمرك وأبقاك خيمة فوق رؤوسنا

لم تستطع التحمل ... وسط ضجيجهم ومباركاتهم وحماسهم باركت لحبيبة وهي تحاول أن تدعي ان كل شيء على مايرام .... وانها لا تبالي ولم تنجرح ... لم تنطع انوثتها ... لم تشعر بالخذلال والحزن ....... الكلمات الموجودة بكل لغات العالم اجمعه ..تتمزق الما وقهراً وهي ترى زوجها الحبيب كيف يبادل شقيقة الكلام بحماس .... ربما هو حزين. .. تحمل حالة تحمل اسمها من الطيران. ربما هو بعض التوزيعات مثلما تفعل بالضبط !!
خرجت مسرعة الى غرفتها ... تريد ان تنفرد بنفسها ... تلعق جراحها التي لا احد يشعر بوجعها غيرها ....
هي حزينة على حالها وحال وليد ..لماذا. عليها أن تعاني !!! وأيه معاناة ممكن ان تقارن بمعاناة من العجز؟ !!!

كانت طفلة صغيرة ... طفلة صغيرة ... طفلة صغيرة ... لطالما كانت تحتضن دميتها وتهتمها .... من عمرها تكبر معها هذه الغريزة ... التي لم تكن قد تجربها معها من الدرجة العمرية !!!

لم يمضي على وجودها عدة دقائق ليدلف وليد الى الداخل ويغلق الباب خلفه بهدوء ... مسحت دموعها و ادارت رأسها الى الجهة الاخرى
جلس قبالتها على السرير ... واخذ يحدق بها بيأس ... لقد شعر بألمها وحزنها .... حتى عمته سعدية شعرت بتغير ابنتها وشحوبها .. حتى أنها أسرتادت اللحاق بها الاشار لها برأسه لا تفعل ذلك لتنصاع له وهي دامعة العينين تحاول أن تبتسم للجميع لأخفاء حزنها وقهرها على ابنتها .... وجهها الشاحب وتلك الدمعة التي لمعت بعينها فنية ، أمعاءه تتلوى الما وقهرا من اجلها ....
سحب نفساً طويلا مثقلا بالتعب والهموم ثم امسك ذقنها وننها ادار وجهها ناحيته ببحة خافته وحنونة
- لا تحرجني غسقي ... فقط اصبري وان شاءلله سيكون سيكون قريبًا! !

اومأت بنعم وهي صامته مسبلة اهدابها المشبعة بالدموع العالقة بينهم.

- وليد .... ماذا ستفعل ان لم ارزق بطفل ... هل ..هل ... ستفكر ربما بعد سنوات بأن تتزوج؟ !!!
تتجاهله أو تتحكم به .... انه خوف وقلق وذعر وقهر ..كلها متجمعة ومتكتلة داخلها ... تنهش روحها وكيانها نهشا القبطية وحش شرس ومفترس لا رحمة له ....

نظر لها وليد بصمت ... معالم وجهه مبهمة وغامضة ..... كيف يشرح وبأي طريقة يوصل عشقة وهيامه وهوسه المرضي .... كيف يفهمها بانه لا يفكر ولا يريد اطفالا الا منها هي ... وان ابتسامتها وسعادتها هو جل ما يتمناه في هذه الدنيا وهي اغلى لدية حتى من عاطفة الابوة !!!! وان يعيش دونها وجنونها وطفوليتها التي يهيم بها عشقا لا معنى لها اطلاقاً !!!
زفر الهواء ثم قال بصوت ثابت وصلب

- سأسألك سؤالا واحدا فقط وعلى خطى ردك الصادق ستصلك اجابتي النهائية !!
وهي تنظر إليه بعيون مترقرقة ليردف ، بدهاء

- فلنعكس الأدوار ... هل كنت ستفعلها انت؟!

همست وهي تزيغ حدقتيها بحيرة
- لم ..لم ..افهم ما تقصده يا وليد !!!
رفع حاجبيه قائلا بحكمة وهدوء

- اقصد ان كان العجز والمشكلة بعدم الانجاب مني انا ..هل كنت ستتركينني وتطلبين الطلاق لكي تحققي رغبتك بأن تكوني اما وتتزوجي من ...
وقبل ان يكمل سارعت بوضع يدها على فمه وهي تقترب منه هامسة بجنون

- رباه .. .وليد بكل تأكيد لن افعلها مطلقا ..... وجودك قربي هو اغلى واهم شيء بالنسبة لي .... فقط شعوري وانت تنام قربي تحتضنني بين ذراعك القويتين في مساحتها عندي الدنيا وما فيها قسما بالله ....
قبل اصابعها وهمس بابتسامة عاشقة وهو يحتضن كفها الصغير
- لا تسأليني عن هذا الموضوع السخيف
رأي لرأسها بأصبعه وقال بمرح

هذه الفكرة من رأسك الصغير فهمتي؟ !!!!

اومأت بأبتسامة صغيرة وسعيدة قبل ان ترمي جسدها بين ذراعيه ... تحتضن رقبته وهي تدفن وجهها هناك ... تستنشق رائحته بثق ..هامسه بجملة واحدة صغيرة .... مختصرة كل ما يجيش في صدرها من عواطف فياضة ومتدفقة

- اعشقك يا وليد ..
.........................
......................... ..........

البصرة
..........

- هاقد مر اسبوع كامل وهو لايزال على حالته؟ !!
قالتها رضاب لجاسمية بحزن وهي تنظر لأبنة حيدر التي كانت تلعب مع ملك في الغرفة ..... في الايام السابقة حيدر على زيارة معاذ كل يوم مساءا اما برفقة جاسمية وزوجها او كان يزورهم بمفردة مصطحبا ابنته .....
اجابت جاسمية المواساة
- لا بأس يا رضاب .... معاذ يحتاج المزيد من الوقت يجب أن تصبري ....
همست رضاب بحزن
- اعلم ذلك يا ام محسن .... وانا اقدر وافهم ما يمر به ..لكن لأمر يقتصر على الانزواء في الغرفة وحدة .... بل تعدى ذلك ...

قطبت جاسمية أردفت بتساؤل
- ماذا تقصدين؟ !!

هزت رأسها واجابت بصدق وعينان دامعتان

- لقد ..لقد ..اصبح يتحدث معي البحدة ..يطردني من الغرفة بأستمرار حتى لا ياكل ما احضره له طعام ... اخشى ان يفكر بأني السبب بموت والدته !!!

هتفت جاسميه بصوت خافت وهي تقترب منها اكثر
- رباه ما الذي تتفوهين به يا رضاب !!!

القت نظرة على الطرف المقابل للصالة

- انت مخطئة بكل تأكيد ... علاقة معاذ بوالدته كانت علاقة قوية ومتينة جدا .... حتى الحاجة هدى رحمها الله ..كانت تكن لمعاذ معزة خاصة ... ربما حتى اكثر من معزة ولدها المرحوم والحديث عن المنزل والمناقشات الأخرى بعد وفاة والده ... خبر موتها جاء متزامنا مع ايام اختفاءه لذلك هو حتما وبكل تأكيد يحمل نفسه المسؤولية ... صدقيني ...
همست رضاب وهي تطأطئ رأسها بيأس

- لا اعرف يا ام محسن ربما معك حق !!

احتضنت جاسمية كف رضاب وقالت بتشجيع

- لا يوجد ربما بل ما اخبرتك به هي الحقيقة ..لقد اخبرني حيدر بذلك !!! ثقي بي!

رفعت رضاب رأسها مرة وقالت برجاء
- ما الذي قاله لك حيدر بالضبط !! بالله عليك صارحيني يا ام محسن!

وقد حصلت على تحمل حالة مرضية منذ فترة طويلة .... وقد كانت حالة تنتكس باستمرار. .....
ومن واجبها أن تستطيع أن تعتني به أكثر
وتساعده ليتخطى هذه المرحلة ويعود إلى ما كان عليه سابقاً ..... حتى وان كان لايزال متعلقا بوالدته الا انه بالنهاية بسرعة ويعترف ان الموت والحياة هي بيد الله سبحانه وتعالى وان لكل كتاب ....
أن تتصرف في الخطوة الأولى ... الزوجة وزوجها ..هذا ما كانت تقوله خالتها سعاد لها !!!

.......................
........................... ...

كان معاذ يجلس مع حيدر في الصالة .... ينظر له بجمود وصمت ... ليتطرق الأخير كلامه بتساؤل
- اذن متى ستعود الى العمل؟ !!!

تنهد معاذ قائلا بنبرة فاترة
- لا ادري يا حيدر ..لست مستعدا بعد ... ليس الان على الاقل ...
قطب حيدر وقال بهدوء
- ما هو نهاية ما تفعله بنفسك يا معاذ!

اجابه معاذ بابتسامة باردة وهو يدعي عدم الفهم
- وما به وضعي يا حيدر؟! ما الذي لا يعجبك به؟ !!
هتف حيدر باستنكار وقوة وهو يعتدل بجلسته متحفزا
- وتسأل ايضا !!! انظر لما تفعله؟ !!! انت تحبس نفسك في المنزل ... لا ترد على الاتصالات الهاتفية !! رباه يا معاذ .... حتى العمال باتوا يسألون عنك يوميا !! يجب أن تعود لحياتك يا ابن عمي .... ما تفعله لا يجدي نفعاً !!!!

ليهتف معاذ بألم
- عن أي عمل وحياة تتحدث؟! من توفيت كانت امي ..امي يا حيدر .... اشعر ..اشعر.
قاطعة حيدر حيدر بتفهم وصبر

- لا تكمل يا معاذ ..موت والدتك كان أمرا مقضيا .... الى هنا وانتهت حياتها .... و انت لا علاقة لك بموتها مطلقا ... يجب ان تدرك ذلك!

يصمت معاذ وظهره وظهره إلى الوراء
لا احد يفهمه .... هو يعلم ان الموت والحياة بيد الله ... ويعلم ايضا ان الحساب يشمل حتى وان كان موجودا هنا لكانت ستموت وانه يؤخر او يمنع اجلها الذي كتبه الله عنها .... لكنه يخاف من شيء اخر ... شيء يقض عليه مضجعه ويسلب النوم من عينيه !!
يجد تجده في السكن من خلال تحميص خاص. بسببه هو ..اخر شخص في الكون كله يفكر بأن دمعة واحدة من دموعها الغالية عليه !!!!


.......................
........................... ....

اربيل

اسابيع الحمل الاولى كانت متعبة جدا .... خاصة بعد ان نظم لها زهير جدولا أسبوعيا لمراجعة الدروس .... وقد لبى طلبها هذا بسبب إلحاحها المستمر عليه .....
هذه الفترة التي أصبحت موجودة بالفعل في الفترة الحالية ... اصبحت هذه الفترة من التاريخ .......................................................................... تشعر بالخوف والارتباك ...
خائفة ومرتبكة كثيراً ... خائفة تتحول بعد مرور عدة سنوات لنسخة من والدتها !!!! خائفة من تفرق بالمعاملة بين اطفالها !! خاصة ان رزقت بأبنتان !!!
ماذا ستفعل تحول مثلها بالتدريج ان تشعر !! هذه الفكرة تكاد أن تصيبها بالرعب والجنون ..... لتعود مرة أخرى بصيغة ضوئية
وتطرد هذه الوساوس من صدرها ..مستحيل ..مستحييل أن تكون كوالدتها .... ستحب اطفالها بالتساوي ... ستعوضهم عن كل ما فقدته بحياتها. .... اجل ستكون بأذن الله اما حنونة كخالتها سعاد .....

مشكلة النوم مشكلة اخرى اخرى.
لقد كانت حالات الولادة الأولى من الحمل !!!

غرباء ، يتم تصوير مقاطع فيديو ، يتم تصويرها ، يتم تصويرها في المرحلة الثانية.
نظرت للساعة وكانت الإشارة المرجعية الى الثامنة والنصف مساءاً ... رباه ما الذي يفعله هذا المجنون ... ابعدت الملاءة عن جسدها. بذهول
كان زهير يرتدي مئزر المطبخ فوق جسده العاري المفتول العضلات لا يستره الا شورت اسود يصل لركبتيه .... يقف امام الموقد يمسك بيده ملعقة خشبيه يقلب في المقلاة التي لا تعرف ما الذي يوجد فيه .... وهو يردد كلمات الاغنية التي اصبحت ببحة الخشنة الخشنة التي تتخذ من قطعة أرض جارنة تحددها لانتقاء الفور ....
احس بوجودها ليلتفت اليها هاتفا بحماس

- قد استيقظت اخيرا ها بطتي
تقدم منها مسرعا ليمسك يدها وهو يهتف بمرح
- ..تعالي ..اجلسي وانظري تعالي ماذا طبخ الشف زهير

جلست بصمت وهى تنقل نظراتها باسي لأرجاء المطبخ آلذي اصبح بحال يرثي لها ..الأواني تملئ الحوض وقشور البصل وش خزان الطماطم مبعثرة هنا وهناك هذا بالإضافة للملاعق المتسخة الموضوعة على الموقد .... من يرى المطبخ المزري يعتقد طبخ خروف محشي وليس طعام بسيط موضوع في مقلاة صغيرة !!

توجه إلى الموقد حمل المقلاة و دون ان يكلف نفسه عناء سكب الطعام في طبق نظيف
أمامها ، وهو يناولها الشوكة
- خذي وتذوقي زوجتي الحبيبة ... متأكد من انك ستطلب مني ان اطبخ لك يوم ...

القت نظرة على الطعام الذي لا تعرف ماهو حقاً ... قطبت إضافية بشك وهي تقلبه بالشوكة
- ماهذا يا زهير؟!

جلس على الكرسي المقابل لها
... والفيتامينات .... هيا تذوقيه

تنهدت مستسلمة .... وهي تعيد نظراتها للمقلاة .... حسنا الرائحة شهية لكن منظرها يبعث على الغثيان ... ربما طعمها طيب من يدري ... وضعت لقمه بفمها واخذت تمضغها على مهل أمام انظار زهير المتحمسة ... لتتحول ملامحها المسترخية إلى ملامح عابسة وهي تضعها في فمها وتهب واقفه لتهرول الى الحمام ... وتفرغ ما في فمها وجوفها دفعة واحدة ..... واحدة
... حبيبة؟ !! هل انت بخير !!!

يساعدها بغسل وجهها وفمها وهو يراقبها بقلق.

- يا الهي حبيبة تتحدث ما الذي اصابك؟ !! وجهك اصبح شاحب للغاية ...... هل أأخذك للطبيبة؟ !!

رأسها بلا ثم اجابت بتعب
- لا احتاج الذهاب إلى الطبيبة يا زهير ...

لتكمل بأشمئزاز يخرجان من الحمام
- طعمها اصابني بالغثيان .... كان ..كان ... لا اعرف ... مسكر !! هل وضعت به السكر؟ !!

أكتبها
!

ساعدها على الذهاب الى الفراش ليردف قائلا وكأنه يكلم نفسه

- يبدو بأني بالغت بوضع السكر !!!!!
قالت حبيبة بدلال وهي ترمش بعينيها
- زهير انا جائعة خذني الى الخارج واشتري شطيرة شاورما مع ايسكريم بطعم الشكولاته .... ارجوك يبدو أن الطفل يريد ذلك !!

وتعبت أقراصك وتعبئتها. لكن لا بأس اول مرة دائما تكون محبطة ...
- غيري ثيابك ريثما حسنا اخذ حماما سريعا

وقف شاردا وهو يحك مؤخرة رأسه وكأنه يسترجع مكونات طبخته العظيمة لتوقفه حبيبة قائلة بنبرة حاولت ان تجعلها مثيرة للشفقة
- زهير ... انا لن انظف المطبخ وحدي. ... انت من سببت الفوضى وانت من ستساعدني بتنظيفه !!!

اجابها قائلا بطوعية عجيبة ..... وهو يشير لعينيه قبل ان يخرج من الغرفة وهو يدندن كلمات الأغنية مرة اخرى
- عيون زهير يا من ام عمر
رددت خلفه بهمس وهى تضع يدها على بطنها المسطح و تنظر لخطواته المبتعدة بابتسامة واسعه ومتفائلة
- عمر !! !

رماد الغسقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن