الخاتمة

498 25 5
                                    


الخاتمة .............. مهما نتعثر ونيأس نظن ان كل شيء انتهى والحياة توقفت عن السير والدوران فأننا رغم ذلك ننهض ونبدأ من جديد لا نستسلم أبدا أن مع العسر يسرى

...............


الأيام والأسابيع تسير بشكل منتظم ... ومع كل يوم يمضي كانت جذوة الأمل تكبر داخلهما شيئا فشيئا .... لقد سمع وليد بأن المرأة في فترة الحمل تواجه بعض الاضطرابات والتغيرات الهرمونية والنفسية وهو ما ينعكس بالتالي على سلوكها وتصرفاتها .... وأنه من الشائع جدا أن تكون المرأة متقلبة المزاج وعصبية خلال شهور الحمل وأن تتصرف أحيانًا بطريقة غير محسوبة لأسباب خارجة عن إرادتها ... هي فقط هرمونات تتحكم بها .... لذلك كان متفهم لهذه التغيرات .... والتي كانت تغيرات ظاهرة جليا على زوجته المتوترة على الدوام ..... عاملها بصبر وتروي ...كان حريصا على ان لا تتأثر نفسيتها سلبًا لأن الطبيبة قد أخبرته بأن مدى تأثرها النفسي سينعكس على تصرفاتها .... و قد يسبب مشاكل صحية لها أو يؤثر على الجنين او قد يتطور الأمر ويؤدي إلى ولادة مبكرة..... وهذا ما حرصوا على تلافي حصوله قدر استطاعتهم ...... حسنا هو لا ينكر بأنه رغم مزجاها المعكر والمتقلب الا أن التقارب بينهما زاد كثيرا في الآونة الأخيرة .... وكان الحمل نقطة انطلاق لتجدد الحب بينهما وتعيد بناء علاقتهما التي تضررت كثيرا في السنوات الماضية ... فمع إلحاح غسق وافتعالها للمشاحنات والمشاجرات التي كانت تبدأ بسبب او ودونه والتي كانت تنتهي وتعود بهم دائما لنفس الموضوع وهو الزواج السري عليها ... باعد بينهما كثيرا ... حتى علاقتهم الحميمة باتت فاترة وباردة تفتقد للشغف المشتعل ..خاصة من جهتها هي .... عندما اخبره احد أصدقاءه بشأن الطبيبة ... شعر بأن الحل والأمل بات قريبا منهما ... كان قد قرر بأن يأخذها للطبيبة حالا وقد نوى ان يفاتحها بالموضوع بنفس اليوم الذي تشاجرا به ... لكنها لم تعطه المجال حتى للراحة او التنفس .... فما كان منه سوى ان يغادر المنزل متوجها الى الكوخ الصغير الذي يملكه في مزرعته ليقضي عدة أيام هناك ... يضرب عصفورين بحجر واحد ... من جهة يرتاح قليلا من مشاجراتها وإلحاحها وترتاح هي أيضا من الضغط المزعج الذي تمارسه عليهما ... ومن جهة أخرى يستفسر ويعرض أوراق التحاليل والفحوصات الخاصة بها على الطبيبة .... لم يعرف احد مكانه الا زهير ووالدته بالإضافة للعمة سعدية فقط .... قلبه كان يحدثه بأن عملية الحقن ألمجهري ستنجح هذه المرة .... والحمد لله ..ها قد مرت عدة أسابيع ... والحمل ثبت في رحمها بمشيئة الله سبحانه وتعالى ... وقد أكدت الطبيبة بأن الخطر قد زال فعلا ... وكل ما يجب ان تفعله هو الاستلقاء والراحة التامة ومن جهته هو فقد تفهم نفسيتها واحتياجاتها جيدا في هذه الفترة .... كان حنونا معها ... صبورا على نوبات جنونها وقلقها المفرط .... يستمع الى مخاوفها ويهدئها بلطف ... يحتضنها ويبث داخلها الدعم والتشجيع الذي تحتاجه .....كانت ثقتها بنفسها مهزوزة ... تحتاج دائمًا للشعور بالأمان والاحتواء .... يغازلها ويشعرها بأنوثتها .... يشتت تركيزها بأي شيء اخر عدا شعورها بالقلق والتوتر .... ينفذ ما تطلبه منه .... خاصة بالنسبة للأكلات والأطعمة التي أصبحت تشتهيها فجأة وبأي وقت حتى وان كان في منتصف الليل .....حريص على الذهاب معها أثناء زيارتها للطبيبة فهي كانت لا تريد الذهاب الا معه هو .... وكأنها بوجوده تزداد ثقتها وقواتها !!

رماد الغسقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن