الفصل الحادي والعشرون

266 27 52
                                    

"في حقيقة الأمر أكره الطريقه التي تعلق بها الكلمات في حلقي ويتحشرج بها صوتي وهو يخرج منهزماً مكسوراً حين اجهش للبكاء امام الأخرين عندما أبوح بشيء يؤلم فؤادي الإفصاح عنه"

*****

Taliaa's P.O.V

تتساقط بلورات الثلج الدقيقه وتنهمر ريثما تطرق نوافذ السياره بلطف، نوبة شتاء قاسيه وثلج غطي سطح الأرض بلونه ساطع البياض في مشهد صارخ

كما هو الحال فلندن ذات مناخ ضبابي بارد، لكن الثلج بدأ يتساقط منذ دقائق قليله بينما لم تُثلج هنا منذ سنوات عديده

ولاكنها أطغت بجو محبب وخاصةً مع إقتراب رأس السنه الميلادي الجديد... الطقس مناسب للغايه لسرقة قُبله

كنت أجول بعيناي على معالم الطريق ومَساحات تنظيف الزجاج الأمامي التي تتحرك يميناً ويساراً في حركه مستمره تاره وأراقب خاصتي ذو العينان الرماديه تاره أخرى..

أتأمل وجهه بإستكانه فيبدو وكأن جمال الكون بأكمله قد إنساب بين ملامحه

ألعب دور الهادئه الصامته بإتقان لكن ليس بقدر براعة عينيه في النظر إلي كل ما سنحت لها الفرصه

نظراته لي تجعل أوتار قلبي تعزف بصخب معزوفة حبي وتتيمي به

كان النظر إليه لينً؛ وجوده بمثابة ملاذ وحضن دافِئ ، وحديثه سلساً كجريان الدم في عروقي... دون جهد كما التنفس

أشعر وكأن حُبه هو الشيء الوحيد الذي أبقاني صامده حتى الأن رغم منعطقات الحياة الخطره؛ رغم إنخراطي في ماضي مدمي...وجوده بجواري يشعرني بأنني لم أترك في الزاويه خالية الوفاض

فحقاً يبهرني ثباتي وتحملي ، أنا التي ظننت أن الهواء في صدري سيلوذ هرباً قبل بلوغي سطح الماء، خلت أنني سألفظ أنفاسي في سفح البحر قبل أن أنتزع جسدي منه

الأمر أشبه بأن الدم قد جف من شرايين قلبي فيبست أطرافي وشلت ، الأمر أشبه بأنني متُ بداخلي

إنني أحاول بجد عدم إظهار سرداق العزاء الذي يقام في ثنايا فؤادي ؛ فها هو ذا قلبي يحتفل مع القلوب الفرحه رغم الحزن الذي يتشبعه حتى النخاع

صمت تلاه صمت مطبق
ومن ثم صوت المذياع الخفيض نسبياً الذي باغت أذني فتخلل إليها أثناء تأملي للأشجار العاليه الواقعه على جانبي الطريق

 قمر بارد ( ل توني محفوظ ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن