الفصل الثلاثون

218 24 2
                                    

« اتسائل الأن وسط كل هذه الصراعات أكنت أنت الذنب أم المذنب »

****

المسار الذي اتخذته الأحداث كان يمضي بإتجاه هاويه سحيقه
قبل بزوغ صباح يوم جديد على العاشره والنصف من مساء يوم مشحون

وقفت في استغراق امام النافذه تراقب قطرات المطر التي تتساقط بهدوء في الخارج، القمر غائب عن عيونها هذه الليله 

في ذلك المساء، كانت تبدو وديعه، تحرك أناملها في حركات دائريه على زجاج النافذه التي تقف خلفها وتطالع إنعكاسها في إهتمام 

سمعت صوت الباب يفتح وخطواته التي تقترب من غرفة المعيشه، شعرت به يدخل، لم تلتفت، سمعته ينادي بإسمها، لم تلتفت، أحست به يقف خلفها ولم تلتفت

لمحها في تلك البقعه مطأطئة الرأس مخذولة الحواس

سمع كلماتها بوضوح تام " سم الثاليوم طريقه ذكيه للغايه لقتل أحدهم بالرغم من أن له مفعول بطيء إلا أنه من شبه المستحيل إكتشاف، إنه يتسلل إلى جميع أجهزة الجسد ويدمرها في آن واحد، الجهاز العصبي، القلب، الكبد، الكلى، وفي النهايه يقتل"

كانت تنبس ببطئ وهدوء تام حينها التفتت لتطالع وجهه وتابعت مستدركه " ولاكن إستعمال حبلٍ رث؟ يا لها من طريقه همجيه للقتل ألا تتفق معي زي؟ "

رفع رأسه مبغوتاً مع سؤالها الغريب واللهجة الأغرب التي صاحبتها لثانيه واحده، لمح في عينيها وميضا من القسوه وميضا حاداً ظهر لبرهه وجيزه ثم إختفي وتلاشت من صوتها القسوه وهي تضيق بحنوها المعتاد

وقعت عيناه على الحبل الذي تحركه بين أناملها بحركات غير محسوبه

ذاك التعبير الذي ارتسم على وجهها جعله مفزوعاً حقاً لكنه كان قد ذهب بعقله لعالم آخر تماماً

تراجع للخلف بجزع، كان يهرب هروباً واضحاً من أسؤ ذكريات حملتها حياته على مدار عمره كله سؤالها يعيده مباشرة لما لم يرد ان يتذكره

 قمر بارد ( ل توني محفوظ ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن