الفصل السادس عشر

348 35 51
                                    


مستيقظه منذ دقائق عده ورغم ذلك لم أجرؤ على فتح عيناي فقط أردد بداخلي مترجيه بأن لا يكون كل ما حدث هو حلم من هول الطمأنينه التي تعتليني

اخذت نفساً عميقاً وفتحت عيناي ولأول مره اشعر بالراحه التامه حين أرى السواد يحاوطني

تثائبت على الفور وحاولت إبقاء عيناي مفتوحتان لأرغم نفسي على الإستيقاظ فمازلت نعسه

يقفز سؤال مصاحب لأخر إلى عقلي أحياناً كلما راودني حلم وبدي لي مستحيلاً

لمَ يحلم الناس؟

عندما تعيش في واقع مزرٍ ومؤلم للغايه سيتحتم عليك أن تصبح حالماً ، فصدقاً قد تكون هذه الطريقه الوحيده لتناسي الألآم المحدقه التي تضرب جدار قلبك بقوه لتديمه

سيكون الحُلم بمثابة الواحه في صحراءٍ قاحله من الذكريات الأليمه، سيكون بمثابة طوق النجاه الذي ينقذك من الغرق في بحر أحزانٍ عميق وموحش

كم من الأحلام تتحقق؟ أهي تلك التي نثابر لتحقيقها بإرادتنا ومحاولاتنا المضنيه؟ أم هي التي تتحقق بمشيئه الإله وحده حتى وإن بدت مستحيله

من منا لا تصاحبه أحلام اليقظه؟ تلك التي تنشأ في مخيلتك وتنشب في عقلك في لحظةٍ ما أثناء وعيك الكامل، تلك التي تجعلك تبتسم دون وعي، تبعث الراحه في ثنايا قلبك وتجعل الأجنحة تنمو لك لتطير بها إلي أعلى سماء

وتلك التي شأنها كشأن الأخري التي تهرب إليها وكأنها موئلك وليس مجرد وهم إخترعه عقلك لتصدقه كل خليه بك، فكره أن تتحقق أفكارنا الحالمه في المستقبل ألن يكون هذا ضِماضاً كافياً لنصمد؟

وجودي هنا في هذه اللحظه يجعلني ألعن كل دمعه أهدرتها من بين ألاف العبرات ، وكل رغبه راودتني لإنهاء حياتي في لحظة ضعف مني

حين إستقمت وقطعت خطواتي على درجات السلم بعدما فتشت أنحاء الغرفه بعيناي ولم أجده ضربت رائحه زكيه للغايه أنفي وجعلت اللعاب يتضاعف في ثغري

حين قلت أن الأمس سيكون طويلاً كنت على حق فلقد إستغرقنا ساعات في الحديث أنا وسام وإنتهي الأمر بي نائمه قبل أن يعود إيثان بنصف ساعه والذي شعرت به يحملني ليجعل إياي أستلقي على فراشه

هبطت للأسفل وزرعت المكان بعيناي لم أستعد وعيي بعد ولاكنني أمل أن يكون إيثان بالجوار فأنا حقاً بحاجه إلى رؤيته

أصبحت الرائحه تزداد قوه كلما تقدمت ناحية المطبخ مما دفعني إلى إبطاء خطواتي وتحديداً حين وقعت عيناي علي ظهر إيثان الذي ميزته يقلب الطعام بيد وباليد الأخري يمسك بها الهاتف الموضوع على أذنه

 قمر بارد ( ل توني محفوظ ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن