" أتيتي حزناً ورحلتي ألماً وانا هنا أتخبط بين الحزنِ والألمِ "
*******
في الوقت الحاضرخطوه إثنتين ثلاث وبدأت الرؤيه تتضح شيءً فشيأً اللون الأبيض يقابل مرمي بصري بينما تتابع عيناي التحديق في محاولة إدراك أحدٍ أو حتى شئٍ عدي هذا البياض الشاسع
ضباب إسترمي عيناي من بعيد فتقدمت خطوتين للتأكد ما إن كان ما أراه ليس بوهم، تحول في وهله لجسد إمرأة تقابلني بظهرها ذات شعر بني فقط كخاصتي فستان أبيض طويل يتطاير في الهواء ... أمي
ضاقت عيناي بدهشه مطلقه ممتزجه بمعالم الصدمه التي إستوطنت وجهي ؛ تقدمي المفاجأ ناحيتها كان عنوةً عني خطواتيٍ الواسعه وهرولتي جعلتها تنتبه لي
فإلتفتت إلى لتتضح ملامح وجهها باسم الثغر وحينها لم أستطع الإستمرار في السير وتسمر جسدي متخشباً فورما وقع بصري عليها وتأكدت من هويتها، تلك الإبتسامه التي إستبدلتها ببثمه صغيره وهي تحدق بي
ذلك النور المشع من جسدها وكأنها ملاك الحسن وذاك البريق الذي يلمع من بعيد من عينيها جعل الدموع تتدفق من عيناي على وجنتاي، الطريقه التي إمتدت بها يدها عالياً لتبسطها على إستقامتها مشيره لي بالولوج نحوها فطرت قلبي بشده
تحركت شفتاي بشكل عكسي وطردي وأنا أنطق بكلمة أمي، لست أدري ماذا يحدث ولاكنني لم أسمع شيئاً فلم يخرج من ثغري أي صوت رغم أنني تحدثت وتفاقم الثقل الذي يطوق صدري ويطبق عليه
تكونت عقده طفيفه بين حاجباي وأنا أحاول قول شئٍ ولاكن دون فائده لا يُخرج لساني أي صوت، بيداي مسحت على عنقي بتشتت شديد وأنا أبتلع ماء جوفي، هذا غير منطقي بتاتاً
فجأه وبدون سابق إنذار دفعني أحدهم بقوه فتهاويت أرضاً لأرتطم بعنف في الأرض، إستندت على زراعاي وإستدرت سادره شخصاً ملثم يرتدي عبائه سوداء اللون تغطي جسده بأكمله بالإضافة إلى الهاله السوداء التي تحيطه ولم أستطيع رؤية ملامح وجهه ذكراً كان أم أنثي
إقترب مني رويداً رويداً فما كان مني سوي التراجع للخلف بعدما جفلت " النجده.... ساعدوني..... النجده " تلك العبارات ترددت في عقلي وحتى تحرك بها لساني لينطقها ولاكنها لم تصدر صوت
زحفت للوراء في محاوله فاشله للهرب ولكنني إصتدمت بشئ صلب في تلك اللحظه فأدرت محور رأسي بسرعه حثيثه لأبصر حذايء ومن ثم قدمين لشخص أمام عيني يغطيه الأسود
فرجت عيناي بجحود من هول ما رأيته حين رفعت رأسي للأعلى ووقعت عيناي عليه.... بينما تجمدت الكلمات في حلقي، كانت الدماء تسيل من رأسه بغزاره وتتدفق على طول زراعيه وثيابه، ريثما يتخلل عينيه السواد القاتم ويغمرها شئً فشئً
أنت تقرأ
قمر بارد ( ل توني محفوظ )
Romanceخَلف كل نافذة قصة ، وخلفها قلوب مختلفة تنبض بِالحب ، بِالحنين ، بِالأَلم ، بِالفقد وبما لا يُحكى أبداً في رواية " قمر بارد " انطلق قلمي ليجول بحرية كاملة للأشخاص الذين يأبونَ أَن يعترِفُون بما يجول به خاطرهم وتمتلئ به قلوبهم من حب و احاسيس مفرطه...