الفصل الرابع عشر

422 39 76
                                    

فهمت مؤخراً خطورة الكتمان وبأن كتمان الحزن أمقط من البوح به فحين يفيض بك الألم هو لن يؤثر عليك من الداخل فقط بل ومن الخارج أيضاً، سيترك جرحاِ عميقاً في جوفك يصعب شفائه

كلما تراكمت خفاياك المؤلم كلما تحولت إلى ألآم جسديه ستدمرك رويداً رويداً ربما لن تدرك ذلك ولاكنك ستصبح هشاً من الداخل أيضاً، قد تتعايش مع هذا الشعور لفترة من حياتك لاكن ماذا لو كان هو كل حياتك؟ فكل منا يشبه القمر لديه جزء مظلم يخفيه

يعجز الكلام أحياناً عن مواساة الذين تحترق قلوبهم؛ ويعجز كل شيء عن مواساة من أثلجت قلوبهم حتى باتت جليداً إتخذ من قسوة الليالي البارده ملاذً ....

أن تشاهد الشخص الذي تحبه ينهار أو ليس على ما يرام هو أكثر إيلاماً مما تعتقد ، جُل ما إتمناه الأن هو أن أراه بخير، لا أريد أن أراه في هكذا حالة ممدداً على هذا الفراش دون حولٍ ولا قوة

" هل أنتِ متأكده بأنكِ لستِ بحاجه لبقائي؟ " تمتم هاري متسائلاً بخفوت وهو يقف بجانبي لأبتسم إبتسامه مرهقه في المقابل ثم أومأت له

" حسناً الدواء بالأسفل هو وبعض الأشياء التي ستحتجينها سأذهب الأن ، إن حدث أي شئٍ لا تترددي بإخباري" أدرت رأسي نحوه بعدما كانت مثبته على إيثان ونبست بنظراتٍ ممتنه" شكراً، أنا مدينه لكَ" نفي هاري برأسه ثم وضع يده على كتفي متمتماً في المقابل " لستِ بحاجه إلى ذلك "

ثم إستدار ليزرع بخطواته الأرض مغادراً؛ فقادتني قدماي لأجلس على الكرسي المقابل لسريره وطوقت كف يده بخاصتي مستذكره حالتي قبل ساعاتٍ من الأن

قبل ساعتين وثلاثون دقيقه

Writer's P. O. V

سُلبت أنفاسها منها وعصف بها كل شيءٍ من الداخل حين صعقت من حرارة جسده الشديده، فما لبثت أناملها مطولاً على جلده حتى إنتفضت فذعه وفي هذا الوقت من الليل ومع كل هذا البرق والرعد

رغماً عنها أدمعت عيناها وأجهشت للبكاء وكأنها باتت عادةً إكتسبتها بينما كانت معدومه، سماء مرتعده بحر مضطرب بأمواجه ونوبة مطر أخرى عنيفه بدأت في الهطول كعبراتها المتألمه بينما ترتعد خوفاً من الداخل

قلبها يدق بسرعه ويدها تجول ماسحةً على وجهه نزولاً حتى ذقنه، إستقامت تندفع نحو هاتف منزلها وأمسكته لتضع إياه على أذنها " هاري " حروف إسمه نبست بها فورما فتح الخط بعد الرنه الثالثه، " هاري أحتاجك" تابعت مستطرقه بصوتٍ متحشرح

 قمر بارد ( ل توني محفوظ ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن