الفصل الثامن عشر

308 30 77
                                    

لم يستغرق إيثان كثيراً من الوقت لنزع الأربطه عن يديه ثم ما لبث أن تقدم منها وسحبها مجتذباً إياها من ذراعها ليثبتها في الحائط

عانق وجهها بكف يداه ثم قال بنظرات ثاقبه للغايه " هل أنتِ على ما يرام؟ "أمسكت يده لتشد عليها ثم أجابته " أجل " ومالت بعينيها على ملامحه

مسح بإبهامه على وجنتها ريثما ينظر في عمق عينيها وقال " يمكنك إخباري بأي شيء ، لكن طاقتك تخبرني بكل شيء " هذا ما يراه...

أنها تخفي ذبولها أمام صفعات الحياة التي بدت لها في الأونه الأخيره أقوى من أن يتحملها قلب ويحتويها عقل

ربما يشك بأنها تتظاهر بأنها لا تحفل بأي من هذا.. ما بالها لمَ لا تستطيع أن تنبس ببنت شفه لمَ لا تحاول الحديث أوليس هذا مريب بشكل كافي؟

" تبدو مثيراً للغايه حين تُلقى على هذه النظره " استدركت بإبتسامه جانبيه وبعدم مبالاة فأضاق إيثان عيناه وهز رأسه بعدما إلتمس تهربها من الحديث في الأمر وهذا ما أثار ريبته

هي لا تريد إقحامه في أي من الهراء الخاص بها تفسر الأمر بأنه قد تعب بالقدر الكافي بالفعل ولا تريد أن تكون عبأً عليه مدى الحيه ؛ عليها تعلم كيفية حل مشاكلها بنفسها

" إن كنتي بحاجه للمساعده فقط إطلبيها " تنهد بعدما أنهي جملته وهو يمعن النظر إليها محاولاً حل لغز عينيها الذي بدي معقداً لأول وهله

أومأت برأسها مردفه بدراما إفتعلتها " النجده " ثم رفعت خصل شعره لتعيدها إلى الخلف بأناملها فما لبثت أن عادت مره أخرى جاعله من إبتسامتها تتصاعد لتستطرق بينما تحافظ على بسمتها " إنني واقعه في حبك بشكل سيء "

إنها قاعدتها الأساسيه طالما أظهرت ملامحها عكس العواصف الثائره التي تتخبط بداخلها وإرتفع طرف فمها مُنبتاً إبتسامه تخفي جانباً مظلماً وإستطاعت قبضتها الإنقباض لتخفي إرتعاش أناملها ستظل صامده

الإنشات التي كانت تفصل بين شفتاهما تقلصت حين إنحني إيثان نحوها لتلفحها أنفاسه العطره أكثر وتبدل الهواء برائحة عطره

وضعت تاليا أصابعها على فمه لتمنع تلامس شفاههما وإمتزاجهما سوياً ونبست هامسه بعدما شعرت به يبتعد متأملاً إياها " إحتفظ بتلك الفكره " ثم إبتلعت ماء جوفها وهي تنسحب من بين يديه بخفه

 قمر بارد ( ل توني محفوظ ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن