اسكريبتات ل سلمى ياسر

اسكريبت 7

مش عارف لما تقرأ رسالتي دي هبقى موجود ولا لا بس أنا هحكي كل حاجة هنا ..
أنا أحمد ، دكتور نفسي ، كنت متفوق جداً في دراستي لإني بطبعي بحب علم النفس بس مدخلتش أدبي قررت أدخل علمي عشان أبقى دكتور نفسي وأقدر أساعد الناس .. هتصدقني لو قولتلك إن ده أغبى قرار خدته في حياتي ، اه أنا غبي إني اختارت التخصص ده .. كمل الرسالة اللي في إيدك وأنت هتفهم ..
روحت اشتغلت في مستشفى كبيرة و ده كان مخليني مبسوط جداً إن بدايتي كويسة كده بس هي مكانتش كويسة ولا حاجة ..
كنت مسؤول عن حالات معينة وفي نفس الوقت في حالات ممنوع حتى أروح عند الأوضة بتاعتهم ، بعيداً عن إني كنت مستغرب بس حتى مفكرتش أروح من باب الفضول ما أنا نسيت أقولك إني مبحبش أعمل عكس اللي مطلوب مني عشان معملش لـ نفسي مشاكل أنا في غنى عنها لحد ما في يوم صديق ليا قالي وأنا بحكيله عن شغلي ..

- وأنت اتقالك متروحش كده متروحش ؟! ما كنت تشوف الاوض دي فيها إيه !

فكرت في السؤال كتير وإني ليه فعلاً مفكرتش أروح عند الأوض دي أعرف فيها إيه ؟!
نزلت شغلي في يوم وأنا مقرر إني لازم أروح أشوف الأوض دي فيها إيه ، هي كانت في جناح لوحدها فـ مجرد ما قربت منها لقيت الممرض بيمنعني !

- يا دكتور أحمد ممنوع الدخول هنا

فضولي زاد إني أعرف إيه اللي جوا وهما مش عايزين حد يعرفوا !
رجعت شغلي وأنا بفكر ادخل ازاي بردو ، روحت جبت مهدئ من بتاع المرضى وحطيته في كوباية عصير و روحت أديتها للممرض من باب الصحوبية

- تسلم يا دكتور كتر خيرك
- على إيه يا باشا ألف هنا

خرجت وقفت برا لدقايق على ما يشرب العصير و يبدأ مفعول المهدأ يشتغل ..
دخلت بعدها بهدوء لقيته نايم فـ كملت طريقي في الطُرقة الطويلة ، المكان إضاءته قليلة على عكس باقي المستشفى ، مش نضيف بالقدر الكافي ، في حاجة غلط بتحصل هنا !
قررت أفتح أي باب عشان أشوف إيه اللي جوا ، بدأت بـ أول باب قابلني "الغرفة رقم 402" دخلت .. الاوضه ظلمة ، في ريحة غريبة لا دي مقرفة ! دوست على زرار الإضاءة .. لقيت جثة على السرير ومفتوحة ولا كإنها باب تلاجة .. فاضية !! كل الأعضاء بتاعت الجسم ده مش موجودة ، حسيت بـ رعشة في جسمي وإني مش قادر أحافظ على إتزاني فـ رجعت وقفلت الباب بسرعة ، أنا مش خايف لاا ..
خدت نفسي وأتمالكت أعصابي و قررت أدخل أوضة تانية ، "الغرفة 404" فتحت الباب ببطء ، كنت خايف من اللي هشوفه جواا بس أنا لازم أكمل ، لازم أعرف إيه اللي بيحصل ، دخلت وفتحت النور .. مفيش حاجة على السرير بس نفس الريحة موجودة وشديدة عن الأوضة اللي قبلها ، دخلت بخطوات بطيئة ، أنا مش خايف ولازم أعرف اللي بيحصل ، كملت لحد ما لقيت في آثار دم جاية من حمام الأوضة ، قربت شويه ، فتحت الباب ، لقيت جثة مرمية على الأرض وكانت جثة بنت كان فيه آثار دم على رجليها فـ أول حاجة توقعتها إن البنت دي اتعرضت للاغتصاب !!
بصيت تاني على الجثة كلها لقيت عينيها مش موجودة !
أنا إيه اللي جابني أعرف اللي بيحصل !
خرجت من الأوضة وأنا مبقاش فيا أعصاب أصلا ، وقفت في الطرقة ، كان في آخرها أوضة "الغرفة 409" بس كان مكتوب جمب الرقم "ممنوع الدخول" ، رجعت بنظري لباقي الأوض مش مكتوب كده ! طب اشمعنا الأوضة دي !
اتحركت بإتجاه الأوضة وأنا عايز أعرف اللي جواها وفي نفس الوقت عايز أطلع أجري من المستشفى كلها ، قربت منها وفتحت الباب ببطء ، دوست على زرار الإضاءه ...
مش هسكت هكملك الحكاية متقلقش بس اللي جاي مش حلو خالص .. أول ما الإضاءة اشتغلت شوفت كمية كبيرة من الجثث اللي محطوطة فوق بعض وعدد كبير من الهياكل العظمية ، الجثث كانت مفتوحة كلها ومفيهاش أي أعضاء ، المنظر مُرعِب ، أنا مش قادر أوصفلك ، مفيش كلام يوصف بس المشهد مش سهل ..
وانا في الأوضة المرعبة دي سمعت صوت جاي من بعيد ، قفلت باب الأوضة وللأسف .. الإضاءه و وقفت في مكان ميظهرنيش لو حد دخل .. الصوت كان بيقرب لحد ما بقى في نفس الاوضه اللي أنا فيها ، الإضاءه اشتغلت وسمعت كلامهم عن شغلهم الغير قانوني وإنساني اللي بيحصل هنا ..

شخص 1 : خلصتوا كل الحالات اللي هنا ؟ مطلوب مننا كميات كبيرة من الاعضاء ولازم نجهزها في معادها ، المبلغ مش قليل ولازم نتعب دي صفقة بملايين
شخص 2 : جاهزه يا جاسر باشاا وعلى التسليم
جاسر : حلو الكلام

خرجوا وقفلوا النور وانا لسه مكاني ، دكتور جاسر مدير المستشفى هو اللي مسؤول عن كل ده !!
فضلت افكر شويه على ما يكونوا مشيوا عشان اعرف اخرج ، خرجت من غير ما حد يشوفني انا كده في أمان ، مقدرتش افضل في المستشفى بعد كل اللي شوفته وسمعته فـ قررت اروح البيت ارتاح وافكر هعمل إيه ..
طب أبلغ البوليس ؟ ما ممكن يطلع منها لإنه ليه ناس سنداه بردو وهو مش قليل ، اسكت وأكمل في شغلي كإني مشوفتش حاجة ؟ وفين ضميري المهني !
عدا وقت طويل وأنا بفكر هعمل إيه لحد ما قطع تفكيري صوت الموبايل بيرن

- ألو
جاسر : وإحنا بنراجع كاميرات المستشفى شوفناك وأنت في الجناح المحظور ، مش عارف إيه اللي خلاك تروح هناك وأنا محظرك من أول يوم ليك في المستشفى بس أنت اللي مسمعتش الكلام ..

* الخط فصل *
هو كده عرف يعني هو كده جاي أنا بكتب الرسالة دي من ساعة ما جيت هنا عشان لو حصلي أي حاجة ناتجة عن تفكيري يعرفوا مين اللي عمل كده ، أنا بلغت البوليس بس جاسر مش سهل أكيد هيبعت حد يقتلني عشان يخلص من الشخص اللي ممكن يأثر على شغله ، هيقتلني وبعلاقاته هيسكت أي حد يفكر يتكلم
في صوت برا ، القاتل جيه ..
.
.
.
#سلمى_ياسر