"هل تغارين؟" الفصل السابع والعشرين

4.7K 234 42
                                    

مَا يُعجِبُنَا فِي القِصَص هُو قُدرَتُنَا عَلَى مَعرِفَة أَحَاسِيس كُلّ الأَطرَاف... أَمّا الوَاقِع فَيَجعَلُك تَبكِي الدّهرَ دِمَاءًا وَاَنت غَافِل عَن مَشَاعِر مَن يَعنِي الحَيَاةَ تَقرِيبًا!
————

آه.. مؤلم...

رأسي، جسدي وخصوصا ذراعي..

ربما مرّ يوم او أكثر على ما حدث، واللعنة على ذاك الوزير الذي لم يكلف نفسه حتى عناء الاستفسار عن حالتي..

بعد أن أنقذته ليلة البارحة، أتى بي مباشرة نحو هذا المكان المظلم.. لم يكن ليصدق أنني أنقذته ولم يكن ليثق بي فقط لذلك السبب.. لم أتوقع ذاك أصلا..

لا يمكن لشخص بمثل خبثه أن يثق بصدق أحد!..

لا أعلم كم ستدوم إقامتي هنا، لكن ما أعلمه أنه سيأتي من أجلي! فضول هذا الوزير بشأني سيجعله يتنازل لفتاة عادية -بنظره- مثلي..

تبا! ذراعي حقا تألمني.. هل احتجت حقا أن أبالغ في تصرفاتي؟ لم تكن تلك الإصابة ضمن الخطة، فقط تهوري من أضافها في اللحظات الأخيرة كي أجعل الوزير يصدق الموقف أكثر... لكم أحب المبالغة!..
انكمشت بجسدي على الارض من شدة الألم وأنا أراقب الباب عن كثب لعله ينفتح..

ولم يطل إنتظاري!..
بعد لحظات ليست بقليلة حقا، انفتح الباب ليدخل منه فخامة الوزير ببدلته السوداء الرسمية التي تكسو جسده وتظهر قوامه الدال على مدى اهتمام صاحبه به.
أمر أحد الحراس بأن يأتي له بكرسي ثم أمرهم جميعا بالانصراف كي يتفرد بي وحيدة..

تحرك بهدوء ناحية الكرسي الساكن مباشرة أمامي ثم جلس عليه بكل غرور وثقة، واضعا رجلا على رجل..
لكم كرهت وضعي وأنا تحت قدميه.. لكم أحسست بالذل والاشمئزاز من نفسي..

لكن أقسم أن الوقت ليس بطويل حتى أجعلك أنت وعائلتك تجثوان على ركبتيكم أمامي... فقط الوقت بيننا!

"انهضي الآن.." أمر بهدوء والشك واضح في نبرته.

"همم.. هل تظن أنك ستتوفق في ابقائي سجينة هنا لو كنت استطيع النهوض؟" قلت بابتسامة ساخرة..

ليس أني لا أستطيع الحراك، بل أني لا أرغب بالفرار.. أرغب بمواجهتك يا وزير!.

لم يقل شيئا لفترة، لكن لم تطل المدة حتى شعرت به يتحرك فجأة كي يتقدم ناحيتي ويمسكني من مرفقاي بهدوء...
لولا أني لم أحدد هدفي منذ البداية لكان ميتا بحلول الآن!
لمسته كفيلة أن تجعل كل أفكار القتلة تتراكم في ذهني.. وكم أحب مثل هذه الأفكار!

أجلسني على نفس الكرسي الذي كان يعتليه منذ ثوان ثم أمر: "إذن فلتتكلمي.." ظل يحدق بي بشيء من الشك ثم أكمل وهو ينظر الي بجدية: "من أنت؟ وكيف علمت بتلك المداهمة؟ كيف بحق السماء تعلمين أني أتكلم العربية طالما القلة فقط من يعرف؟!"

𝚂𝚊𝚟𝚎 𝙼𝚎 | أنقذونيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن