«فلننتقم معا» الفصل الواحد والثلاثين.

4.3K 232 47
                                    


اِنتَقَلنَا إلَىٰ حَياةٍ جَدِيدَة وَحَياَتُنَا السّابِقَة لَم تَكتَمِل بَعدُ.. أَفَهَل بِالجَدِيدَة بِحَالِنَا تَرأَفُ؟

-----

برِيطَانيَا.
١٣ دِيسَمبِر ٢٠٢٠.

-----

بشخصيتاي المتناقضتين أستشعر القاعة المزينة، التي كانت تتوقع عروسا غير التي بجانبي..

شخص أيمن يتساءل أي هراء هو الذي يحدث، وأي جرأة هذه التي تسمح لها بتخريب كل ما بنته المنظمة وما خططت لسنوات!

وشخص أيسر، يحتضن قلبي ويربت عليه.. يهدئه خشية أن يتوقف غفلة من فرط السعادة المفاجئة. أن تستشعر حواسي الفتاة، التي لطالما هزت كياني حبا، في المكان المعني للتي ستتبنى اسمي، شيء لم يراودني ولو في حلم عابر صعب المنال..

"أقبل"

دوت اجابتها القاعة بنبرة استشعرت الارتجاف فيها...
لا أعلم ما يحدث حقا، وكأني غافل عن العالم حولي. لم تكن لَاتُويَا لتهدّد المنظمة بفعلة كهذه! مررت ناظري على الأشخاص في القاعة لعلي ألمح وجوها مألوفة من ذوي هذا المنزل.

ها هما هناك.. كاثرين ووالدها، يشاهدان مجرى الزفاف.

إن حق لي أن أصف منظرهما فقد كانا كمن نجا من عاصفة لتوهما ولازالت روحهما عالقة بين يأس الحياة وتقبّل الموت..
كاثرين بملامحها التي جعلتني لوهلة أندم لأني أوحلتها في هذه اللعبة. كانت كمن فقد أغلى من في حياته.. عيناها الذابلة التي سمحت للدموع بالفرار منهما منسابة بحرارة على وجنتيها..

حزنها يمكنه اختراق روحي من شدته!

أما الوزير.. فهو صامت بملامح عبرت عن كل شيء. عبرت عن غضب من أُخذ شيء من بين يديه على مرأى من عينيه.. وكأنه كان مغصوبا أن يترك شيئا عزيزا عليه.. من غصبه؟ لا أدري.

لا أعلم منذ متى وانا أستطيع أن أفهم مشاعر الأشخاص، لكن حدث ذلك الان!

أي رد فعل ينتظرونها مني؟ هل هذه خطة لامتحاني؟

كنت سأنهض مستفسرا عن هذه المسرحية، التي جعلت قلبي يحلم بتحقيقها لوهلة، لكن إشارة وليام منعتني! وكأنه طلب أن أسمح للمياه أن تنساب كما رسم النهر مجراها.. إذا فهو مع فكرة زواجي بها؟

وقعنا على الأوراق القانونية ومشاعري المتناقضة مازالت تلاحقني. مرت مدة الان وأنا مازلت غائبا عن الواقع بسبب أفكاري المرهفة لدرجة أني لم ألاحظ خلوّ القاعة من أي أرواح ماعدا الوزير وابنته، والفتاة التي أصبحت الآن على ذمتي.

𝚂𝚊𝚟𝚎 𝙼𝚎 | أنقذونيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن