«مرت سنين لَاتِي..» الفصل السادس والثلاثون

4.6K 222 53
                                    

———
فِرَنسَا
فِي مَكَان مَا بَينَ قُرَى جِبَال الأَلب
٢١:٣٤
———

نُورسِين:

"ساعدني..."

خرج صوتي بصعوبة بسبب تنفسي السريع والثقيل الذي سببه ركضي..

مما أنا أركض؟

شيء ما يلاحقني ولا أريده أن يصل إلي.. ان صح الأمر، فليس شيء واحد بل أشياء وكائنات عدة!

كائنات مخيفة تحمل معها مشاعرا تأرق وترهق كاهلي.. لا أريدها أن تصل إلي ولا أن تلامسني مجددا.
صرخت مجددا لعل أحدهم يسمع نداء استغاثتي وينقذني مما أعيشه... فلينقذني أحد حبا بالله!

"نورسين..."

من بين الضباب الذي يحجب الأنظار، دوى اسمي بصوت شخص أعرفه حق المعرفة... فلتساعدني جاك!
لا أدري أين هو لكن مازال اسمي يرن داخل أذني... ماذا أفعل؟ أين أجده؟..

"نورسين .. استيقضي"

وبمجرد أن استوعبت خلايا دماغي كلامه حتى فتحت عيناي مقابلة جاكسون بملامحه القلقة.
كنت ألهث وانا أضع يدي على رقبتي، أمسح عليها لعل تنفسي ينتظم!

"أنا هنا.."

رفعت عيناي إليه وركزت فيه وفي هيئته. لقد كان يجلس على حافة السرير بجانبي بملابس النوم التي، ولأول مرة، أراه فيها، يهمس بهدوء وكأنه يهدئني ويخبرني أنه مجرد كابوس.

اللعنة على الكوابيس التي تجعلك تشعر بكل لحظة!

أحسست بأصابع خشنة تتغلغل داخل شعيرات رأسي محاولة أن تهدئ أعصابي.. ارتخت عضلاتي وبدأت أحس أخيرا بالهواء يرضي رئتاي.
رفعت يدي وضربت جبيني بخفة قائلة وانا اتنهد: "كل هذه المشاعر وفي الاخير مجرد كابوس"

"كنت في غرفتي عندما سمعتك تنادين اسمي وتستغيثين.. ظننت أن مكروها ما حدث لك" ولو كنت بلا حواس، فوالله كنت سأحس بمدى قلقه.

"حلمت أن كائنات بمشاعر كريهة تطاردني في الفراغ"
"همم.." بان وكأنه يفكر في الأمر لينطق أخيرا: "ربما هذه مشاعرك التي تحاولين تكرارا الهرب منها!"
لم أنكر ما قاله ولم أقره، فقط نظرت للجهة الأخرى هاربة من تصريحه.

"إنها تقريبا العاشرة ليلا.. انهضي وتعشي فلم تأكلي شيئا منذ الغداء" أخبرني بهدوء وهو ينهض من على السرير بينما يتحاشى النظر في عيني مباشرة.

أحسست بتأنيب الضمير بعدما اقتحمت ذكريات ما فعلت مساء هذا اليوم خاطري.. ما فعلته ليس بصحيح، ولست أفهم كيف استطعت تعدي حدودي معه!

𝚂𝚊𝚟𝚎 𝙼𝚎 | أنقذونيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن