«هنا.. انا ابكي مجددا..» الفصل السابع والثلاثون.

4.3K 195 54
                                    

_______
كُنتُ أَعِيشُ حَيَاة لَا يُحِسُ بِتَعَاسَتِها غَيرِي!
————

دِلِير أَرسَلَان:

"ماذا هناك دِلِير؟.. هل ذكرى مقتل والديك في هذا المكان لازالت تلاحقك؟... أم أن معرفتك أنني مشترك في تلك الجريمة ما يزعجك أكثر؟"

لا أدري ما كنت أحسه حقا وانا استمع الى تلك الكلمات التي خرجت من فم آخر شخص توقعته! أجل، أعلم أن الوزير كان السبب في كل ما حدث في حياتي، لكن أن أستمع إلى اعتراف هذا اللعين المتأخر أنه قد يكون شريكا محتملا في تلك الجريمة، فهو شيء لم أتوقعه.. ولم أنتظره اطلاقا!

أي درجة من البرود تحتويه كي يتحدث عن مقتل والدي أمامي بهذه الثقة؟.. أي سخرية يملكها تجاه الحياة ليجعله يتحداني.. أنا الذي فقدت كل شيء يوما؟

أحكمت يدي على قميصه واقتربت من وجهه أكثر مركزا في عينيه.. قلت وانا أحاول كتم روح القاتل التي بدأت تتولد داخل روحي: "ماذا تقصد بكلامك، لازارو؟"

ابتسم ابتسامته الغريبة المعتادة غير مبال بهالتي التي تنذره بالخطر. وضع يده على يدي وكأنه يواسيني ثم أجاب بهدوء: "قبل حوالي عشرين سنة.. هنا.. ألا تتذكر طفلا صغيرا أتى اليك ليعطيك بعضا من الطعام؟.. حسنا، لم يكن طعاما من مطعم راق، لكن كان بامكانك سد جوعك به على الأقل"

"من يهتم بنوع الطعام أيها الاخرق..." صرخت عليه بنفاذ صبر ثم أكملت بتهديد: "ما الذي تعرفه عني؟ وأي علاقة تجمعك بي لدرجة أن تعلم أمورا أنا نفسي أحاول الفرار منها؟.. تكلم أيها اللعين!"

"تذكر دِلِير..عد بذاكرتك إلى الوراء واغرق فيها لعلك تجدني بين طيات ذكرياتك!.." وابتسم لي..

رميته من بين يدي بنفاذ صبر، نزعت المعطف الذي كنت ارتديه ورميته بشكل عشوائي.. كنت أرغب ببعض الهواء لكن محاولتي في التنفس بشكل طبيعي باءت بالفشل..

حاولت إعادة شريط الحادثة منذ عشرين سنة.. حادثة اختطافي ان صح التدقيق!
رأيت حولي الى المكان الذي أنا فيه.. بالطبع أعلم هذا المكان! في السنوات الفائتة كنت كثيرا ما آتي إلى هنا كلما أحسست أن نار الانتقام بدأت تخمد داخلي..

وهذا تحديدا ما جعل من دمائي تتخثر ما ان رأيت العنوان الذي أرسله هذا اللعين كي نلتقي ..
حينها أدركت أي الأشخاص أنا اتعامل معهم.. حينها أيقنت أن للَاتُويَا كامل الحق في الحذر منه!

لكن السؤال الاهم الان.. ما علاقته بي وبماضي؟!

أثناء اختطافي من عائلتي، قاموا باحضاري إلى هنا وتكبيلي غير مراعين لجسدي الذي لم يبلغ حتى!
كانوا أحيانا يسمحون لبعض من الأطفال بالدخول إلى هنا فقط كي يزيدوا من حالتي سوءا بتنمرهم!..

𝚂𝚊𝚟𝚎 𝙼𝚎 | أنقذونيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن