«أعدك، صغيرتي!» الفصل السابع.

5.7K 272 43
                                    

"أتغتنمين فرصة غيابي"

صوته المنزعج أمام أذني جعلني جامدة لبضع ثوان وكأني لا أصدق أني أشم رائحته النادرة بعد هذه الدهور التي مرت.

هل هو حقا خلفي هنا؟ تحت نفس السقف؟ ألست أتخيل حظوره من شدة اشتياقي؟.. لا!.. القشعريرة التي سرت بدني لن يسببها غير وجوده..

إستدرت إليه بالعرض البطيء كأني مترددة.. لن يختفي أليس كذلك؟.
قابلني صدره، كان يلبس قميص صوف شتوي أبيض. لا أعلم لما لم أتجرأ أن أرفع عيني إليه، ربما بسبب عيوني التي متأكدة من إحمرارها بسبب كبحي لدموعي.

أحسست بيده تتحرك ليضعها على ذقني. رفعه وتقابلت عيونه مع خاصتي لتحتضن نظراتنا بعضها. كان مجهودي أكبر الآن لكبح نفسي من البكاء. مجرد رؤيتي لتفاصيل وجهه جعل كم من المشاعر داخلي تفيض. هل ازداد جمالا في هذه المدة؟..

لقد كانت نظرته حادة لكن سرعان ما تغيرت للحنان. ربما لأنه رأى عيوني التي تكافح دموعها. تبعت شفتيه الورديتين وهما تتحركان..

"هل تغتنمين غيابي، أجيبي" قال بحنان متناقض مع جملته.

لم أستطيع التكلم لذا هززت رأسي بالنفي..
"ألم أقل أن تبتعدي عن ذاك" قال بنفس النبرة وهو يحني برأسه تجاه وجهي. أنزلت رأسي وأومأت له.

إنتظرت أن يقول شيئا لكن لم يفعل، لذا رفعت رأسي لأراه لكنه منعني وأنزله لوضعه الأول. إستغربت فعله هذا لكن سرعان ما فتحت عيني متفاجئة من حركته. لقد وضع رأسه على كتفي وأخرج تنهيدة عميقة. بقيت جامدة، لم أستطيع أن أرمش حتى.. قربه هذا لذيذ درجة الإدمان..

"أظن أنه من الأفضل أن أبقى قريبا منك" قال ليقترب نحو أذني بنفس وضعيته السابقة ويكمل بنبرة أعمق: "لقد ضعت في غيابك!"

فتحت عيني أكثر من جملته... كم يلزمه من الجرأة كي يعترف بما يحس؟ وكم يلزمه من القرب ليشعر كما أشعر؟..

سمعت نورسين تحمحم وكأنها تذكرني أنها هناك. إبتعد هو عني بينما يحدق بها بانزعاج. إلتفتت إليها لألمح أن بعض الطلاب يحدقون بنا، ويا فرحتي، عقربي العزيزة كانت من بينهم لكن كانت تحدق بنظرة غضب. تجاهلتها، وتجاهلت كل هذه النظرات. لم يكن بمقدوري التفكير الا بالرجل بجانبي...

"ليس المكان المناسب" وجهت نورسين كلامها لنا بخفوت، لتكمل بخبث: "إفعلوا ما تريدونه في مكان أهدء".
"لا أبالي بهم" قالها بلا مبالاة ليلتفت إلي ويكمل بحنان: "سأذهب الآن، الى اللقاء" إبتسم إلي وذهب.

لم أتجرأ أن أوقفه. رغم شوقي الآن لكن لم أستطع إخراج أي كلمة... كل ما حدث قبل قليل كان كفيل أن يخرسني ويخضعني لرغبة إسم واحد.. دِلِير.



كنت أنظر لهاتفي بينما أدخل مصعد المطعم. لا أعلم إن كان علي إخباره بشأن موعدنا مع جاك. إنه صديقه فلن يمانع أليس كذلك؟ إبتسمت بسخرية من تفكيري، وكأنه سيغار عليكِ!.

𝚂𝚊𝚟𝚎 𝙼𝚎 | أنقذونيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن