«والآن، حرّري غضبك» الفصل الرابع عشر

4.4K 274 78
                                    

وَفِي مُحاوَلَتِي لِمُحَارَبَة نَفسِي، شَرَعتُ فِي نِسيَان حَقِيقَتِي..

____

"أمسكتك.."

كان صوتا أنثويا.. ولشدة ما كان مؤلوفا، لم يكن صعبا أن أتعرف على صاحبته. لقد كانت تجرني نحو إحدى الغرف هناك..
لم أرد أن أقوم بأي ردة فعل.. أصلا قدرتي الضعيفة على التنفس في هذه اللحظة لم تكن لتساعدني...

كنت ألهث.. كان علي أن أبقى في الخارج لعل الهواء يساعدني، لكن لم أرغب أن يراني أحد في هذه الحالة.. خاصة العقرب هذه..

أحسست بها تدفعني للحائط لأصطدم به بقوة.. وضعت يدي حول رقبتي وكأن هناك ما يخنقني... رفعت نظري لأجدها تبتسم بسخرية ومجموعتها من العاهرات حولها..

"لقد حذرتك!" قالت وهي ترفع ذقني باصابعها بقسوة. "حذرتك من كل شيء.. من جاك، دِلِير، أهمد.. حتى أنني حذرتك من نفسي أنا!.." ضحكَت بشر لتكمل والغضب يتطاير من عينيها: "سأندمك! أقسم أنك ستندمين.."

رأيت يدها ترتفع نحوي.. لم أرد أن أقوم بشيء، فقط تركتها تضربني الى بطني. لم تألمني ضربتها حقا، لكن لا أنكر أنها زادت حالتي سوءا!
لا يمكنني أن أبقى هادئة وأحد ما يضربني.. إن الأمر يشعل فتيل التحدي داخلي، ويجعلني أحن لصرخاتهم...

لا يمكنني.. لَاتُويا لا يمكنك فعل شيء! لقد وعدتِ أمك! لا يمكنك خذلانها هي ولا ايمانها!

رأيتها تأشر للفتيات ليأتين ناحيتي ويضربنني بقسوة.. لم أقدر على التحرك.. لم أجرأ حتى! سقطت على ركبتاي و وضعت يدي على مناطقي الحيوية المهمة لكي لا أتضرر.
لم أصدر أي صوت فلم يؤلمنني حقا، لكن ألم صدري كان مميتا بالنسبة لي..

لقد مرت فترة منذ بدأن.. كنا يصرخن ويضحكن بسخرية مع كل ضربة وكأنهما يستمتعن بتعذيبي. في تلك اللحظة تساءلت: هل كل من كان بمنحة يمر بهذا؟ كيف بأجساد ضعيفة مثل أجسادهم أن تتحمل كل هذا الضرب؟ أقسم أنه لو كان جسدي غير مدرَّب على مثل هذه الضربات وأكثر، ما كان ليتحمل المزيد..

رفعت نظري فجأة عندما هدأت الفتيات لأرى آخر من كنت أتوقع!

أقر أنه كان يحاول أن يجعل نظرته باردة، لكن القلق فيهما كان واضحا!
ليس عليه أن يقلق علي! من هو ليفعل أصلا؟ إنه لا أحد! مجرد خائن خذلني عندما لم أتوقعها منه!

إزدادت سرعة نبضاتي وأنا أراه واقفا هناك أمام الباب ينظر لحالتي المزرية هذه! أردت أن أنهض وأكسر عضام هذه العاهرات وأنتهي بعضامه هو! لكن.. لا يمكنني! فقط لا يمكنني!

كبتي للأمر مميت.. كل داخلي يؤلمني!

"هل يؤلمك؟ هل ترغبين أن نتوقف؟" قالت لينا وهي تضحك بكل وقاحة..

𝚂𝚊𝚟𝚎 𝙼𝚎 | أنقذونيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن