"انتظري!" صرخت لَاتُويَا بعد خروجها من الصف..
التفتت اليها الفتاة بابتسامة تعلو وجهها وقالت وهي تؤشر بيدها: "لَاتِي.. كيف كانت الحصة؟"
"لست أشكي عادة لكن فلتسمحي لي ان أتذمر هذه المرة من هذه الحصة! آه.. تعبت حقا" تذمرت لَاتُويا بعد ان وصلت الى مكان الفتاة.
ابتسمت هذه الاخيرة ثم استرسلت ساخرة: "لو قمت بعدّ عدد المرات التي شكيت فيها منذ الصباح لوصلت للمنزل والعد لم ينتهي.. يكفي تذمرا ايتها النكدية ولنذهب الى المنزل.. انه دورك في تحضير العشاء"ظهرت على ملامح لَاتُويَا معالم المفاجأة بتذكرها كم العمل الذي ينتظرها،
فسارعت ترسم على وجهها معالم البكاء لعلها تستعطف بذلك قلب هذه الفتاة الذي لطالما رضخ لرغباتها."ليس هذه المرة يا شقية" سارعت الفتاة تتخذ قرارها قبل ان تباشر لَاتُويَا باستعطافها بالكلمات..
تغيرت ملامح لَاتُويَا نحو الانزعاج والغضب الطفيف.. "اللعنة على حياتي"
ضربتها الفتاة على رأسها بشيء من الحنية ثم امرت بحزم: "كم مرة عليّ اخبارك ان السبّ ليس جيد؟ متى سوف تستعقلين؟ آه لو تدري امك الى اي حالة مزرية آل اليها لسانك لبكت الدهر تحسرا في التسع أشهر التي حملتك فيها"طوال حديث الفتاة ولَاتُويَا قد فتحت عينيها من حديث صديقتها التي لطالما صنعت من أمر صغير حكاية لا نهاية لها.
فور ان سكتت الفتاة ولاحظت ملامح لَاتُويَا حتى أطلقتا ضحكة سويا من ردة فعلها.. حسنا، لقد اعتادا على بعضهما، وامور بسيطة كهذه أصبحت اكثر ما يضحكهن!كانا سيخرجان من بوابة الجامعة الرئيسية لولا ان شابا ما لم يصطدم بالفتاة..
"أعتذر.." اعتذرت الفتاة بابتسامة على وجهها بينما تنظر اليه ببراءة معتادة منها..في تلك اللحظات ابتسمت لَاتُويَا بخبث من صديقتها التي عاشت لتوها لقطة من فيلم رومانسي... لطالما تحدثتا عن اصطدامات كهذه، ولطالما حلمتا بقصة حب تشابه قصص الروايات التي اعتادتا قراءتها..
وهاهي مخيلة لَاتُويَا بدأت تنسج خيوط الاحداث وتصنع بعضا من قصص الحب التي لطالما تمنتها لصديقتها.. ولنفسها!
"انتبهي!" قال الشاب بشيء من الهدوء...
التقت اعينهما لبضع ثوان وما ان انتبه الشاب لملامحها عقد حاجبيه متسائلا: "هل انت عربية؟"
فتحت الفتاة عينيها البلورية ذات اللون الاسود الغامق ثم ابتسمت له بحماس وهي تجاوبه: "اووه كم هو رائع ان أسمع لغتي العربية في هذه البلاد الاجنبية... اجل انا عربية"فتحت لَاتُويَا عينيها من جانبهما متفاجئة بعدما قررت الابتعاد عنهما بمسافة قليلة كي لا تفسد الاجواء الرومانسية التي صورتها مخيلتها..
تمتمت لنفسها بشيء من التوعد: "هكذا اذن ايتها الحقيرة، وكأنني لم أصرعك بعربيتي كل يوم! آه.. أتوقع ان اللغة العربية اعجبتك على لسانه اكثر مني يا ناكرة الجميل"
أنت تقرأ
𝚂𝚊𝚟𝚎 𝙼𝚎 | أنقذوني
Action"جسدكِ دافئ.." أغلقت عيني هذه المرة، لا أستطيع التحمل أكثر.. سحقا! لما ورط نفسه وورطني معه في موقف مثل هذا؟.. "هل تسمحين لي بتجاوز حدودي معك؟".. نفيت برأسي بسرعة.. "وهل ستمنعينني إن فعلت!" نفيت برأسي مجددا.. لم أكن لأستطيع الحركة حتى إن واصل ما يف...