«أبعديني..» الفصل الثاني عشر.

5.1K 254 96
                                    

وَمَا كَانَت خَيبَتِي العُظمَى إِلَّا أَنت!

____


قبلة!

شفتيه!

رائحته!

تبا!..

كانت شفتيه متوحشة.. لم تكن قبلة لطيفة!
أغلقت عيني وأنا أحس بيديه تحكمان خصري بقوة..

تبا! لما دقات قلبي تخذلني في هذه المواقف؟ لما بحق الإله تجعلني أتوتر لفكرة أني أشعر بشيء أكبر من مجرد إعجاب؟.. أكبر بكثير..

وكأن بقبلته هذه فتح باب زنزانة مشاعري كلها. لقد كنت أكبتها داخلي وأتجاهلها حد التناسي، ليأتي ويحررها بمجرد قبلة!

مجرد قبلة؟

لم تكن 'مجرد' بالنسبة لي!

لا يمكن! ... لن أسمح!..

رفعت يداي إلى صدره كي أبعده عني بقوة بسيطة فتراجع للخلف قليلا. شعرت بنسمة باردة تضرب كل جسدي ما إن ابتعد.. رفعت إصبعي ولامستُ شفتاي بأناملي برفق بينما ألهث..

آوتش!

إنها مؤلمة!

هذا المقبِّل المتوحش!

رفعت عيني إليه لأراه يلهث هو الآخر وعيناه مركزتان في شفتاي.. كان المكان مظلما لكني لمحت نظرته.. كانت أكثر نظرة مشوَّشة مرت علي..

كانت خليطا من المشاعر؛ الغضب، الندم، الحزن، الرغبة، الحرج... لما كل هذا؟..

"ل-لماذا" خرجت نبرتي خافتة وخائفة عكس رغبتي..

هل أنا أرجف؟ لما مازالت نبضاتي مسرعة؟ لما بحق السماء مشاعري أكثر إضطرابا من خاصته؟..

"أسكتي" قال بنبرة ضائعة وهو ينظر الى اللامكان "فقط أسكتي"

رفع عينيه مجددا إلى شفتاي ليقترب فجأة. في هذه اللحظة أردت أن أدافع عن نفسي.. أن أضربه حتى أسمع أنينه كما أفعل مع أي كان عادة.. أن أقوم بأي حركة بسيطة.. لكن لم أقدر..

وكأن قواي خارت لحضوره هذا.. لم أستطيع فعل شئ..
"لا تقترب!" خرجت نبرتي مهدودة..

بدأت أختنق حقا.. أكره هذا الموقف! أكره كل الرجال.. أكرهك دِلِير، إبتعد..
كانت وتيرة تنفسي تزداد كلما تقدم إلي خطوة..

أحسست بيديه توضعان على وجنتاي ليركز عينيه في خاصتي..
ما إن لمحت نظرته حتى بدأ اختناقي يزول. لم تكن شهوة! لم تكن ذلك النوع من الشهوات! لقد كانت حنونة... رغبة حنونة! لقد كان وكأنه يترجاني بنظرته! لما؟!

"سأعتذر لاحقا، لكن الآن فلتسمحي لي آنستي!" قال بنبرة عميقة مخمورة..

لم ينتظر إجابتي حتى، لتلتقي شفتينا مرة أخرى.. عانقت أصابعه عنقي بطريقة دافئة، ليسمح لنفسه بتقبيلي بطريقة مختلفة عما سبق! هذه المرة كانت قبلته حنونة.. حنونة لدرجة أنها جعلت جسدي يرتخي بين يديه!

𝚂𝚊𝚟𝚎 𝙼𝚎 | أنقذونيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن