«هذا تذكاري الأخير لك» الفصل العشرين.

4.4K 268 87
                                    

"أَنَا لَا أُحِبّك.."
"أَعِيدِيهَا"
"أَنَا لَا أُحِبّك!"
"أَعِيدِيهَا"
"لِمَا؟"
"كَي أَستَمِع مُجَدّدًا لِآخِر كَلِمَة"
____

"أنظري ها هو هناك" قالها جاك وهو يأشر نحو دِلِير الذي كان يتجه مباشرة نحو طاولتنا.

كنت مركزة فيه كليا.. جسده، ملامحه، طريقة سيره، حركاته.. لما يبدو لي الوضع معقولا الآن؟ يبدو حقا كعميل في المنظمة..

"أعلم أن مظهري ممتاز" قال ببرود وهو يجلس بجانب جاك موجها كلامه لي.
"ليس مظهرك فقط!" قلت بنفس نبرته..

سكتنا لفترة ولم يطل الأمر حتى سألت نورسين مغيرة الموضوع: "لَاتُويَا، لما إستدعاك المدير منذ قليل؟ ولما كان يدافع عنك بتلك الطريقة! هل كل شيء على ما يرام؟"

ابتسمت إبتسامة جانبية وقلت بهدوء مركزة في عيني دِلِير: "ربما لأنه كان مقربا مني أكثر مما أتوقع.. كالبعض هنا!" رأيت حاجباه ينعقدان بعدم فهم ما جعلني ألتفت نحو الإثنان الآخران موضحة: "لقد كان يتناقش معي حول بعض الأمور. ولا تقلقوا، لا أحد يمكنه طردي من هذه الجامعة الآن، حتى المدير بنفسه.."

"حقا؟ ... ومن أنت كي تكوني بهذه الثقة؟" سمعت صوتا من مسافة بعيدة قليلا..

رأيت كاثرين تقترب بغرور لتطبع قبلة على وجنة دِلِير وتجلس جانبه.. أحكمت قبضتي من حركتها، أصلا حظورها وحده كفيل لتفعيل وضع الغضب عندي..

التفتت إلي بسخرية وكأنها تنتظر أن تسمع اجابتي. إبتسمت لها وقلت: "لا أظن أن الأمر سيطول حتى تعرفي من أنا.."
قلبت عينيها بملل وقبل أن تقول شيئا استرسلتُ بحاجبان معقودان وبشيء من السخرية الواضحة: "أمم وكاثرين.. لما غيرت شخصيتك فجأة؟ أقصد أنك في البداية كنت أقرب للتوسل لنا كي نكون أصدقاء لك... والآن! .. تعلمين!"

رفعت حاجبا بغرور اثر سؤالي، لكن تغيرت ملامحها نحو الحرج فجأة ما إن سمعت جاك يقول بتفكير مصطنع: "أمم.. أتعلمين لَاتِي! كنت أفكر في نفس الشيء!. لدينا نفس التفكير، صديقتي!"

قلبت عيني على كلمته الأخيرة، الأيام الماضية كان كلما قال شيئا أنهى جملته بهذه الكلمة، وكأنه يذكرني بأن هناك علاقة بيننا. رغم عدم تقبلي لهذه الكلمة إلا اني كنت أضحك في داخلي على ملامحه الجادة وهو يتكلم. هذا الشخص حقا أسطورة!..

ارتشف جاك من الكوب أمامه ليكمل باستغراب: "وهناك شيء آخر، لاحظت الآونة الأخيرة أن هناك الكثير يدعون أنفسهم بأنفسهم الى ما لا يخصهم... كنت أتساءل كيف لشخص أن يكون بلا كرامة هكذا!"

أحسست أن وجه كاثرين سقط على الطاولة من شدة إحراجها.. لا أعلم طينة هذه المخلوقة حقا! كانت معي هكذا قبل أن تعلم أني بمنحة هنا.. خجولة، مبتسمة، هادئة، كما هو الحال مع الآخرين غيري الآن!
هل هي مريضة بالطبقات الاجتماعية؟..

𝚂𝚊𝚟𝚎 𝙼𝚎 | أنقذونيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن