«أحتاجك، أمي!» الفصل الثالث عشر

4.3K 264 58
                                    

كُنتُ أُقسِم أنّي بِخَير، وَقَلبِي يَستَغفِر بَاكِيًا.

----

"هل أنت خائفة أن يتركك ما إن يعلم أنك هنا بمنحة فقط؟"

صدرت شهقات خفيفة من أفواه الأشخاص حولي نتيجة الخبر المفاجئ، أما أنا فتنهدت براحة ما إن فهمت ما يعنيه بجملته. لا أدري كيف فكرت أنه من الممكن أن يكون على دراية بماهيتي..
أقسم أني للحظة كدت أصرخ من الخوف، لم أرد أن أعرضه للخطر.. لا هو ولا أي أحد في هذه الجامعة.

"لَا-لَاتُويا، حقا؟!" قالت نورسين بدهشة..
الآن فقط ضربت جملته مجددا في رأسي!
هل ستعتبر هذه خيانة من نوع آخر؟

صحيح أن منحتي لم تكن يوما سرا ولا حاولت اخفاءها، لكن اخبارهم في هذا الموقف بالذات كان وكأنه يعلم بالضبط ما يفعل.. وكأنه أراد اذلالي امامهم بهذا الخبر..

تبا! لما أكرهه فجأة؟..

"في أي مجال هي عائلتك، لَاتُويا؟" سأل أحمد بحذر عاقدا حاجباه.

لم أحبه تماما.. ما فعلته أني ركزت في الخائن الذي أوقعني في هذا الموقف. لم أكن يوما محرجة من كوني بلا خلفية، فقر عائلتي لم يكن سببا يمنعني من المواصلة... لكن أن يقولها الان وبين حفنة الأغنياء، الذين الآن يرمقونني ببعض من نظرات الاستهزاء الممزوج بالمفاجئة، شيء لم أرده أبدا!

ليس أمام كاثرين على الأقل!

"وااو..!" سمعت لينا تهلل بسخرية: "لَاتُويا دِي رَاشِيلْ بلا خلفية! هل أنت فقيرة لهذه الدرجة؟ حقا؟ واااو! لما أنت بيننا؟" ضحكت باستهزاء لتكمل وهي تنظر إلي بشفقة: "كان عليك أن تقبلي عرضي بأن تنظمي إلي ما إن إقترحت، لكنت ربما الآن سأعطف عليك أو حتى سأعفيك مما هو آت!"

إقتربت إلي أكثر وصرخت في وجهي: "أيتها الفقيرة العاهرة أتظنين أنك ستكذبين علينا وسنتركك براحتك؟"

لما كل هذا الاستعراض؟

لم أهتم بشيء سوى نظرة الشفقة والدونية في ملامحها.. كاثرين، تبا!

وكأنها كانت سكاكين تتفنن في ترك فنها على قلبي.. وظللت صامته أتأمل فيهم!
أعرف الخمسة حولي جيدا. لم أنتظر شيئا من كاثرين ولينا، لكن كان أحمد يتصرف بلطافة معي منذ البداية.. صحيح أن علاقتي معه سطحية، لكن في قرارة نفسي علمت أني كنت ساقف جانبه ان احتاج يدا تمتد له..

إنه فقط ساكت الآن.. ينظر إلي بانزعاج ولا يقول شيئا!

نورسين.. لم أحتج لها أن تكون بجانبي لكني تمنيت لو لم تكن ردة فعلها هكذا! رغبت لو ابتسمت لي وقالت 'لا يهم، أنا بجانبك!' عكس نظراتها المتفاجئة وغير المتقبلة للخبر..
لما أشعر بهذا السوء؟ لما إنتظرت أمورا كهذه من أشخاص بمثل طبقتهم؟

𝚂𝚊𝚟𝚎 𝙼𝚎 | أنقذونيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن