مَن أَنتِ وَمَن أَنَا وَمَن نَحنُ فِي هَذَا العَالَم؟
أَنَا الذّي أَنتَمِي اِلَى كُلّ مَكَان، وأَنتِ مَن تَنحَدِرِين مِنَ اللّامَكَان... فَمَن سَيَستَقبِلُنَا مَعًا؟
____دِلِير أَرسَلَانْ:
من هي لَاتُويَا؟
أرغب في معرفة ماهيتها حقا!..
لا أفهمها! أجد صعوبة في تركيب قطعها مع بعض. كيف لتلك الفتاة البسيطة التي اصطدمت بي بوجه بريء في أول يوم أراها، أن تتحول فجأة لعميلة كتلك؟.. كيف يمكن للإنسان أن يتناقض لهذه الدرجة؟ أعلم أنها كانت عفوية وصادقة في مشاعرها معي منذ البداية. لم تتحدث كثيرا عن نفسها ولا عن ماضيها أمامي، لهذا لا أستطيع لومها حقا عن إخفاء هويتها!لقد أخبرتني أنها بمنحة لكن لم تخبرني يوما أنها فقيرة!
أخبرتني أنها كانت تنتقل بين الدول لدرجة أنها لم تعد تشعر بالإنتماء لأي بلد! لم تكذب!..فجأة صرت أتساءل، أين منزلها الحقيقي؟ جنسيتها؟ من أي طرف من العالم هي؟
لهجتها مشابهة للهجتي لكن بطريقة مختلفة. هل نحن من نفس البلد؟
الآن فقط تأكدت أني لا أعلم حتى أبسط الأمور عنها. وكأنها مجرد عابرة سبيل لا تفصح عن ماضيها.. وكأنها لا تنتظر أي مستقبل معك!..تنهدت بألم وأنا أسند رأسي على مقعد الطائرة. لقد مرت خمس أيام منذ رأيتها واليوم أنا عائد لأقابلها مجددا ك'عميلة'!
حقيقة من تكون لم يغير أي شيء بشأن حنيني إليها كلما إبتعدت! بالعكس! الآن بعدما أيقنت أني لست بخطر عليها، وطالما أنها تعلم طبيعة عملي الذي لست بحاجة لإخفائه عنها، جزء مني فرح... تأمل لمستقبل معا!..
صرت مستعد، وبرغم كل شيء، أن أتخلى عن كل شيء فقط من أجلها!..
إنها مختلفة! مختلفة بشكل يجعلني عالق في شباكها. لست أنا الوحيد المسحور بها، الجميع كذلك! ما إن وصلت للجامعة قبل بضع أيام، حتى هرع الجميع بسؤالي عما إن كنت أعلم أين هي!..
صديقتها تلك، أو رفيقتها كما تسميها.. نورسين على ما أظن، كانت تنظر إلي بملامح أمل وكأني آخر حبل نجاة لها وهي تسألني عنها. كنت أرغب بأن أطمئنها عليها، لكني لم أقدر.. لم أكن لأجعل أحدا يشك! لقد قرأت القلق على محياها وكم فرحت أنها كونت مثل هذه الصداقة في هذا الوقت القصير.. رغم أنها تسميها فقط 'رفيقة'، والذي لا أعلم سبب ذلك، إلا أن هذه الفتاة حقا تكن لها مشاعر نقية...
أنت تقرأ
𝚂𝚊𝚟𝚎 𝙼𝚎 | أنقذوني
Action"جسدكِ دافئ.." أغلقت عيني هذه المرة، لا أستطيع التحمل أكثر.. سحقا! لما ورط نفسه وورطني معه في موقف مثل هذا؟.. "هل تسمحين لي بتجاوز حدودي معك؟".. نفيت برأسي بسرعة.. "وهل ستمنعينني إن فعلت!" نفيت برأسي مجددا.. لم أكن لأستطيع الحركة حتى إن واصل ما يف...