𝚂𝚊𝚟𝚎 𝙼𝚎 | أنقذوني

الباب الثاني: "الغروب"... «إنها العميلة 'L'»الفصل الواحد والعشرين

كُنّا فِي نَفسِ مَحَطّة القِطَار..
أَقِف أَنَا عَلَى رَصِيف وَأَنتِ عَلَى رَصِيفٍ آَخَر..
تُقَابِلِينَنِي وَأنَا أُقَابِلُك لَكِن لَم نَتَقَابَل حَقّا!
بَدَأَت سِكّة القِطَار تَهتَزّ مُنذِرَة عَن فُرَاق..
تَلَاشَت صُورَتُكِ بِوصُولِه، فَهَل نَكُون عَلَى نَفسِ المَقطُورَة؟
لَم أَصعَد أَنَا القِطَار وَلَم تَفعَلي بِدَورِك!
أَنتِ اِتّجَهتِ يَمِينًا وأَنَا يَسَارًا فَافتَرَقَت السُّبُلُ قَبل أَن تَلتَقِي!
____

دِلِير أَرسَلَانْ:

"اللعنة عليك، لاتويا!"

همست بالكلمات بألم وأنا أحدق في الغيوم القطنية من داخل الطائرة المتوجهة نحو بريطانيا.

لَما كان الأمر سيصعب لو لم أتعرف عليها، لَما شعرت بهذا الوخز في قلبي لولا مشاعري نحوها.. لم أندم يوما على اختياري لهذا العمل، لكن الآن تغير كل شيء بعدما قابلتها! تمنيت لو كنت مجرد شاب عادي همه الأكبر هو علاقته الحميمة..

'لَاتُويَا دِي رَاشِيل' ..

صغيرتي..

لا أفهم كيف أحسست نحوها بهذا الكم من المشاعر.. مشاعر احترام، مشاعر مسؤولية، مشاعر خوف ومشاعر رجولية..

مشاعر احترام لأنها كانت لي أفضل مثال للمرأة. أحترم برودها الظاهري إلى جانب حرارة قلبها، أحترم إجتهادها، أحترم عزيمتها وكبرياءها، أحترم نوع ملابسها المحتشمة وسط كاسيات وعاريات تلك الجامعة...

من قال أن الرجال لا يهتمون لملابس المرأة؟ نحن نهتم ونلاحظ كل هذه الأمور، لا رجل عموما وعربي خصوصا يرغب بأن يُرى أيّ ميليمتر من جسد أنثاه...

ومشاعر مسؤولية لكونها صغيرة وبريئة بالنسبة لي! رغم بلوغها وقدرتها على الإعتناء بنفسها، إلا أنها ضعيفة في عيني، وكأنها قطعة نادرة، ثمينة وهشة! على كل رجل أن يحافظ على أنثاه.. وهذا ما أفعله مع خاصتي..

مشاعر خوف أن تصاب بأذى! لا أعلم إن كان يحق لي الإحساس بالخوف عليها، طالما أني أعرضها للخطر بوجودي جانبها! ما أعلمه أني مستعد للتضحية بكل شيء، حتى بهذه المهمة اللعينة، فقط من أجلها...