وقَد اِعتَدتُ الوحْدَة قَبلَ أَن أَعْتَاد عَلَيك..
فَمَا بَال الوحْدَة تَقتُلنِي بَعدَ غِيابِك؟
فَإن غَاب من عَليْه اِعتدَنا جُرِحت الوِصَال واِنهَدَّت..
فَمَالي لَم أُجرَح مِن غِياب الوحْدَة بِوجُودِك رَغم أنّها أَكثَر مَن عَلَيه اِعتدَت؟.."ماذا؟!" أجبت على هاتفي بنبرة هدها التعب. ما كنت لأستفيق من أفكاري لولا النغمة المتكررة المزعجة..
"لَاتُويَا، هل أنت بخير؟ لما لم تحظري الصفوف المتبقية؟ لما لم تخبريني أنك ستذهبين؟ ألا تعلمين كم قلقت عليك؟" كانت نورسين تتحدث بسرعة وقلق لدرجة أني لم أفهم معظم كلامها. مازلت نصف صاحبة على ما أظن."أنا متعبة" قلت لها بملل "إلى اللقاء" وقطعت الخط قبل أن تضيف شيئا.
قررت أن أستسلم للنوم لعل شيئا من أحداث اليوم يحرر أفكاري لكن رنة الرسائل منعتني. أخذت الهاتف لأقرأ الرسالة، لقد كانت نورسين..'آسفة عزيزتي، حاولت أن أمنعك من الذهاب أليه لكنك لم ترضِ. إرتاحي الآن ولا تقلقي أنا بجانبك'
"شكرا لكِ"
همست بصدق ما إن قرأت جملتها. 'أنا بجانبك'.. أردت أحدا بجانبي لعل هذه الوحدة ترأف بي، أردت أحدا معي كما اعتدت في الماضي...أغلقت عيناي و شريط من الذكريات يشق السواد.. شقة صغيرة، ربما كانت أصغر من الحالية.. ضحكات أنثوية تعم المكان، لا أعلم أبسبب ضيق المكان أني لم أحس بالفراغ، أم بسبب تلك الرفقة التي لألأت حياتي كما تفعل النجوم لسماء الليل الموحشة..
لقد اعتدنا أن نضحك على همومنا، فلم تُوَفّق الهموم في إحزاننا... بكينا فابتسمنا و ضحكنا...
كانت شقة صغيرة لكنها كانت بيتا...
فرق بين منزل وبيت!..
. . . . . . ๑˙❥˙๑ . . . . . .
استيقضت وألم رأسي ما كفّ يؤلمني. قرأت الساعة على شاشة هاتفي، كانت الخامسة والنصف صباحا. لقد نمت طويلا !
في الأمس لم أقدر أن أكمل باقي الصفوف لذا سجلت خروجي وأتيت للمنزل. لم أفكر فيه تحديدا! بل جالت أمور أخرى ذكرياتي.. تذكرت سعادتي قبل بضع سنين... تذكرت بعض الأشخاص الذين شاركتهم قساوة الحياة السعيدة.. لكم تبدو الان تلك القسوة سعادة لا أقدر وصولها..
كانت دائما فكرة 'أنه بعد النوم سترتاح' مرسخة في رأسي..
أعلم الآن أني مخطئة! النوم يريحك لكن لا ينسيك!..
نظرت من النافذة، لم تشرق الشمس بعد! ذهبت للحمام توضأت وصليت..ما إنتظرته من النوم فعلَته الصلاة..
أحس أن ثقلا إنزاح عن كتفي.. صحيح أن الأمر مازال يؤلم لكن مع كل سجدة ارتاح شيء داخلي..
أنت تقرأ
𝚂𝚊𝚟𝚎 𝙼𝚎 | أنقذوني
Action"جسدكِ دافئ.." أغلقت عيني هذه المرة، لا أستطيع التحمل أكثر.. سحقا! لما ورط نفسه وورطني معه في موقف مثل هذا؟.. "هل تسمحين لي بتجاوز حدودي معك؟".. نفيت برأسي بسرعة.. "وهل ستمنعينني إن فعلت!" نفيت برأسي مجددا.. لم أكن لأستطيع الحركة حتى إن واصل ما يف...