مِن بَين كَومَة غُرَبَاء، ظَلّ قَلبِي يُنَادِي بِاسمِكَ مُستَغِيثًا!
_____لماذا أنا هنا؟
ما الذي أفعله؟
حقا أحيانا تراودني تساؤلات مفاجئة كمن صُفع على غفلة كي يستفيق. لا أعلم كيف أفسر هذا الإحساس.. وكأنك فجأة عرفت أنك لا تنتمي إلى هذا المكان..
احساس ان جسدك عالق في مكان غريب بينما روحك تجوب عالما انت من خلقته هروبا من حقيقتك!
كانت روحي تجوب عالما تملؤه السكينة والطمأنينة..
عالما يكسو تربته عشب أخضر فاتح تتخلله بعض من الأزهار الصفراء والورود الوردية..
ووسط ذلك السهل الساكن، كانت روحي تراني مستلقية تحت السماء الزرقاء التي تخترقها سحب قطنية تارة، رافعة كتابا أمام مرآي أقرأه بهدوء..وأين أنا الان؟
بقيت أنظر حولي لعدد الناس الذين يملؤون القاعة لعلي أجد ملامح مألوفة تعيد لقلبي الدفء.. لم أستطع التعرف على أي أحد منهم! حتى ملامحهم لم تجعل احساس السكينة يجد مكانا في فؤادي.
غريب كيف يمكن للإنسان أن يتعايش في عالم بينما روحه عالقة في عالم المثل الذي خلقه بنفسه..
لماذا أشعر فجأة وكأني كمن خطفت ورُميت وسط اللامكان؟..حسنا، نظريا هذا ما حدث! لكن لا يهم..
"بماذا تفكرين؟"
صوت تسلل إلى مسامعي وسط ذاك الضجيج الغريب عني. صوت مألوف! صوت أيقن صاحبه حق اليقين..
"اسمعي.. لم تتسن لي الفرصة لأخبرك عن زواجي بها. لقد مرت الأحداث بسرعة كما تعلمين.. أعلم أنك لم تكوني منتظ.."
"لما تفسر لي؟" قاطعت تبريره المتوتر بنبرة هادئة.. لم تكن باردة، كانت هادئة فقط! وكأني لا ألومه حقا..ليس وكأن الأمر لم يفاجئني، لكن ربما اعتدت هذه المفاجآت خاصة منه..
حسنا، بالمقارنة بمفاجأته ذاك اليوم في الكافيتريا، لما رأيته أول مرة مع كاثرين، فهذه المفاجأة لا شيء حقا أمامها..غريب أيضا كيف أن الإنسان يتعايش مع المفاجآت لدرجة أن عنصر المفاجأة لم يعد فعالا معه!
ابتعدت عنه وكأني أقطع حديثنا بحركتي، لكنه أمسك مرفقي محاولا ايقافي. وقفت في مكاني برضوخ دون مقاومة ودون أن ألتفت إليه..
لا أفهم لما لا أستطيع البكاء، ليس وكأن الأمر برمته لم يؤلمني.. لا فتاة يمكن أن تتقبل فكرة أن من تكن له مشاعر قد قبّل فتاة، قبلة عميقة كان هو المتحكم فيها، وأنهما قد أعلنا زواجهما القريب أمامها.. حتى لو كانت تعلم أن الأمر تمثيل...بالتفكير في الأمر، لا أعلم لما يقوم بهذه المهمة الخطيرة حقا! هل هو بدافع المال؟ فقط لأنه مخلص للمنظمة، أو بالمعنى الأدق، للورين؟ أم أن هناك علاقة شخصية تجمعه بهذه العائلة؟
أنت تقرأ
𝚂𝚊𝚟𝚎 𝙼𝚎 | أنقذوني
Action"جسدكِ دافئ.." أغلقت عيني هذه المرة، لا أستطيع التحمل أكثر.. سحقا! لما ورط نفسه وورطني معه في موقف مثل هذا؟.. "هل تسمحين لي بتجاوز حدودي معك؟".. نفيت برأسي بسرعة.. "وهل ستمنعينني إن فعلت!" نفيت برأسي مجددا.. لم أكن لأستطيع الحركة حتى إن واصل ما يف...